تحول منتزه "9 يوليوز" بوسط مدينة ورزازات من فضاء أخضر وتراث إيكولوجي كانت ساكنة "هوليود إفريقيا" تلجأ إليه للترويح عن النفس واستنشاق هواء نقي، إلى فضاء شبه مهجور يشوه صورة المدينة، خصوصا أنه يتواجد بالقرب من العمالة والمحكمتين الابتدائية والاستئناف. المنتزه أصبح في حالة يرثى لها بفعل الإهمال الذي لحقه من طرف القائمين عليه، حيث لم يعد يستقطب العائلات كما في السابق نظرا إلى التخريب الذي لحقه من جل الجوانب، فأصبح وكرا لبعض المتشردين والمتعاطين للمخدرات، وللشبان المرفوقين بخليلاتهم الباحثين عن سرقة لحظة حميمة في هذا المكان. كراسي خشبية وإسمنتية محطمة، عشب ذابل، أشجار عشوائية هنا وهناك، أزبال ونفايات، عوامل سلبية تجعل الزائر إلى هذه الحديقة يرسم منذ الوهلة الأولى صورة سوداوية على مدينة ورزازات التي تحتضن مشاريع كبرى في السينما والطاقة الشمسية، وغيرها. كريمة حمودي، إحدى القاطنات بالقرب من المنتزه المذكور، قالت إن "الحديقة كانت في وقت قريب تعد متنفسا بالنسبة لساكنة ورزازات وزوارها، لكنها أصبحت اليوم تشبه مطرحا عشوائيا بفعل الأزبال المنتشرة وسطها، ووكرا للمنحرفين وأصحاب الغرام"، وفق تعبيرها. وشددت المتحدثة ذاتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على ضرورة إحياء هذه الحديقة وإعادتها إلى سابق عهدها، معتبرة أن "هاته الحديقة يمكن أن تكون متنفسا جديدا للساكنة، فقط تحتاج إلى ترميم وغرس العشب الجديد والاعتناء بها من طرف المجلس الجماعي". من جهته، قال بناصر أوعلي، الذي صادفته هسبريس داخل المنتزه المذكور، "كلما زرت هذه الحديقة أتذكر الزمن الماضي"، مضيفا: "المكان يوحي بأن الزمن الماضي كان أكثر نشاطا وحيوية"، مشيرا إلى أن "الساكنة فقدت الأمل في المسؤولين المحليين للتدخل لإصلاحها، والأمل في عامل الإقليم الذي جاء بمخططات تنموية مندمجة قادرة على تغيير المدينة من حسن إلى أحسن". وحمّل المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، "مسؤولية التخريب الذي لحق المنتزه" للجماعة، "نظرا إلى أن المنتزه تابع لها"، مشددا على "ضرورة التدخل لإصلاحه في القريب العاجل وخلق متنفس جديد للساكنة وزوارها". ولم يخف بعض الشباب ممن حاورتهم هسبريس تذمرهم من الوضعية التي آلت إليها الحديقة، مشيرين إلى أن هذا المتنزه من المفروض أن يكون عاجا بالزوار الباحثين عن فضاء إيكولوجي جميل ينهي تعب أيام العمل، لكن حالته لا تبشر بخير. ومن أجل نيل تعليق الجهات المسؤولة، ربطت هسبريس الاتصال بأكثر من مسؤول دون أن تتلقى أي رد، حيث قال أحدهم إنه في مهمة خارج المدينة، في حين حاول آخر إبعاد هذا الموضوع عنه بالقول: "أنا غير مكلف بهذا الموضوع، وهناك أشخاص داخل الجماعة يتحملون مسؤولية الحدائق العمومية".