منعطف جديد في مسار بعثة "المينورسو" بالصحراء تحمله رياح شرقية هذه المرة، فبعد أن اشتدت المطالب الأمريكية بخصوص ضرورة تقييم الأدوار وتحديد المهام، التحقت روسيا بركب المطالبين بتدارس وضعية البعثات الأممية خلال اجتماع بعد غد الإثنين؛ وذلك بغرض تأهيلها لتدبير المناطق التي تشهد صراعات بين الدول. وللمرة الأولى منذ فترة طويلة تقف الولاياتالمتحدةوروسيا على المسافة نفسها من بعثة "المينورسو"؛ في حين من المرتقب أن يثير دفع الطرف الروسي بمقترح دراسة وضعية البعثة جدلا كبيرا في الجلسات المقبلة لمجلس الأمن، خصوصا بعد الاستجابة لجميع مطالب "المينورسو"، وتمكنها من تجاوز المطبات المالية التي كبلتها لسنوات، عقب الزيادة التي طالت ميزانيتها. ومعروف أنَّ موقف جمهورية روسيا الاتحادية، العضو الدّائم في مجلس الأمن الدولي، لم يتغيّر من قضيّة الصحراء، إذ تؤكد "عدم وجود بدائل للتّسوية السياسية لنزاع الصّحراء إلا على أساس القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي"، كما أن صوتها مسموع على مستوى تعيين المبعوث الأممي الجديد. وتأتي الخطوة الروسية أياما بعد لقاء أجراه وفد دبلوماسي روسي يقوده ماكسيم كانزي، القائم بالأعمال بسفارة روسيا بالمغرب، جالس فيه الجنرال الباكستاني ضياء الرحمان، رئيس بعثة المينورسو في الصحراء، ومن خلاله شكلت روسيا صورة عن الوضع القائم في الأقاليم الجنوبية، كما تداولت في مستجدات البعثة الأممية. وفي هذا الصدد صار واضحا في الآونة الأخيرة، بالنسبة للمحلل السياسي كريم عايش، "ارتفاع الاهتمام الروسي بمنطقة شمال إفريقيا والأهمية التي صارت توليها لمتابعة قضية الصحراء"، مستحضرا أن "المغرب توجه إلى روسيا في مارس 2016 ووقع معها العديد من الاتفاقيات بحضور الملك". هذا المستجد، يضيف عايش في تصريح لجريدة هسبريس، "دفع الجزائر إلى التوجه كليا في إطار سباق محموم لامتلاك الأسلحة الروسية، ومحاولة اقتناء منظومة الدفاع رغم غياب أي تهديد حقيقي"، مشيرا إلى أن "روسيا ستحتضن في أواخر أكتوبر القادم القمة الروسية الإفريقية؛ وهو ما اعتبره البعض محاولة لغزو إفريقيا". وأوضح المتحدث ذاته أنه "على صعيد قضية الصحراء كان للخارجية الروسية موقف متوازن مما يجري، فرغم الضغط الأمريكي القاضي بتقليص مدة وميزانية المينورسو، عملت روسيا على المحافظة على مهام هذه البعثة، بل وصارت تبحث سبل دعم فعاليتها وحسن أدائها على ضوء اختراقات البوليساريو للمنطقة العازلة ووصولها إلى الكركرات". وشدد عايش ضمن التصريح ذاته على أن "روسيا لم يكن ضمن أهداف دعمها لوجود هذه البعثة أن تشتغل على ملف حقوق الإنسان، بسبب مسه بالسيادة الوطنية، ولذلك أكدت غير ما مرة على ضرورة الاشتغال وفق الخطة الأممية التي تنبني على ما اقترحه المغرب من حل واقعي وجدي ونهائي للقضية".