بات من الأكيد أن روسيا ستلعب دورا محوريا في ملف قضية الصحراء المغربية، بعد تحركات الولاياتالمتحدةالأمريكية التي فرضت على المنتظم الدولي تقليص مدة انتداب المينورسو إلى ستة أشهر قابلة للتجديد كل مرة، فضلا عن تصريحات الرجل الثاني «بولتون» الذي يريد أن يجعل من ملف النزاع حول الصحراء قضية تحظى بالاولوية لدى واشنطن. ويتبين من خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية ناصر بوريطة الى موسكو والتي سبقتها زيارة وفد هام من قياديي البوليساريو الى العاصمة الروسية ومحاولتهم استمالة روسيا التي بقيت مصرة على التزامها بدعم مخطط الأمين العام للأمم المتحدة، ودعمها كذلك لمقترح الحكم الذاتي، مع التشديد على تقوية العلاقات الاقتصادية والسياسية مع المغرب، كل هذا جعل الروس يقدمون على أول زيارة لمدينة العيون بوفد دبلوماسي يترأسه كل من ماكسيم كانزي، المستشار لدى سفارة روسيا بالعاصمة الرباط وألكسندر لينيك، السكرتير الأول للسفير الروسي بالرباط.
وعلى غير العادة اختار الروس التعرف على مناخ وتضاريس الصحراء من خلال قطع المسافة بين الرباطوالعيون بسيارة دبلوماسية، وفور وصولهما الى العيون توجها مباشرة نحو مقر بعثة المينورسو بالعيون، حيث عقد إجتماعا موسعا مع رئيس البعثة كولين ستيوارت ، إستمر لساعات تم خلالها الإطلاع على عمل البعثة الأممية، وسبل تعزيز دورها للقيام بالمهام الموكولة اليها، تماشيا مع قرارت مجلس الأمن الدولي، كما زار الوفد الروسي منطقة ام دريكة التابعة للبعثة الأممية والتي تبعد ب 330 كلم عن العيون وكذا منطقة اوسرد التابعة للأمم المتحدة ضواحي مدينة الداخلة
وستمكن هذه الزيارة من اعداد تقرير مفصل لصناع القرار بالكرملين الروسي لبلورة موقف دقيق ومحدد من النزاع، ومهمة البعثة الأممية في تسوية النزاع بالصحراء.
وذكرت مصادر مقربة بأن زيارة الوفد الروسي لم تكن معلنة مسبقا، ولم تكن مدرجة ضمن برنامج زيارات الوفود الدبلوماسية التي عادة ما تزور مدن الصحراء
وتأتي هذه الزيارة في سياق الجهود الدبلوماسية المكثفة لاستمالة الموقف الروسي قبيل التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي، المرتقب يوم التاسع والعشرين من الشهر الحالي، وبغية معاينة الأوضاع والاستقرار بالمنطقة بعيدا عن دعاية خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
ومن المرتقب ان يقوم الوفد الروسي بزيارة لمواقع متقدمة في الصحراء وإجراء لقاءات لجمع أكبر المعطيات من عين المكان. وتلوك الالسن ان موسكو بصدد التحضير لتغيير تصويتها في مجلس الامن حيث ينتظر ان تصوت لفائدة القرار بعدما كانت امتنعت في المرة السابقة.