كشفت مصادر مطلعة عن زيارة وفد روسي رسمي لمدينة العيون، ولقائه مسؤولين بالبعثة الأممية للصحراء المعروفة اختصارا «مينورسو». وحسب نفس المصادر، فالزيارة هي الأولى من نوعها من قبل الروس، وتمت بطريقة غير اعتيادية، إذ لم يعلن عنها رسميا، وتمت عبر سيارات ديبلوماسية، وليس عبر الطائرة، رغم بعد المسافة بين الرباطوالعيون. وقد تشكل الوفد من المستشار الدبلوماسي في السفارة الروسية بالرباط ماكسيم كانزي، والسكرتير الأول بالسفارة أليكسندر لينيك، إذ التقيا رئيس بعثة المينورسو، كولين ستيوارت، وقاما بجولة في مدينة العيون، زارا خلالها عدة مقرات خاصة بالبعثة الأممية. وكشفت مصادر مطلعة أن الزيارة لها ارتباط وثيق بدور روسيا ضمن مجموعة أصدقاء الصحراء بمجلس الأمن، والتي تشكل إطارا للنقاش والتفاعل من أجل الوصول إلى تسوية للنزاع المفتعل منذ سنوات. وبخصوص الموقف الروسي من قضية الصحراء، أكد نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا تدعم «الحل التوافقي السريع بخصوص نزاع الصحراء»، عقب لقائه مع نائب رئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، طالع سعود الأطلسي، وأن «روسيا والمغرب متفقان على تقوية ومواصلة الحوار الثنائي خدمة لمصالحهما المشتركة بخصوص القضايا الراهنة ، من قبيل مكافحة الإرهاب والتطرف وخلق فرص للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة». وتتشكل المجموعة من كل من روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة واسبانيا وفرنسا، وهي تستعد للاجتماع المقبل في 30 أبريل الجاري، حيث تعرف خلافات كبيرة، وتسعى روسيا إلى إنجاز تقرير لفائدة ممثليها بالأمم المتحدة من أجل اعتماده أرضية لمواقف روسيا التي تسعى حسب نفس المصادر إلى اتخاذ مواقف إيجابية بعيدا عن موقف الحياد الذي لعبته طيلة الفترة الماضية. وكانت روسيا تعارض المواقف الأمريكية بخصوص القضية، وهي الآن تسعى إلى التصويت الايجابي لأول مرة في الملف تطابقا مع الطرح الامريكي بدل الامتناع. وكشفت مصادر إعلامية عن زيارات ولقاءات روسية أمريكية في أروقة مجلس الامن والامم المتحدة من اجل حلحلة الوضع والإسراع بإيجاد حل للنزاع. وفي السياق نفسه، مازال الموقف الفرنسي معارضا للموقف الأمريكي بخصوص مدة الانتداب حيث تطالب أمريكا بتمديد صلاحية المينورسو 6 أشهر في حين تطالب فرنسا بسنة من أجل ترك البعثة تشتغل في ظروف جيدة. كما أن امكانية طرح توسع مهام البعثة لتشمل حقوق الانسان أو إنشاء آلية مستقلة، كما يقترحها وزير مستشار الأمن القومي في الإدارة الأمريكية جون بولتون، تلقى رفضا مطلقا من طرف المغرب الذي يعتمد قرارمجلس الأمن، ويعتبر الأمر انتهاكا لسيادته، إضافة إلى وجود آليات وطنية ناجعة في مجال حقوق الانسان، خاصة المجلس الوطني لحقوق الانسان الذي يتوفر على آليات جهوية بما فيها الصحراء المغربية، في حين تبقى مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري عرضة لجميع الانتهاكات وخارج أي مراقبة ومن أي مستوى.