استنفر سقوط نيزك نواحي الحمادة بالزاك عشرات المواطنين للبحث عن هذا الحجر السماوي الذي قال شهود عيان لهسبريس إنهم لاحظوا سقوطه الخميس 27 يونيو على الساعة الخامسة مساءً. وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة تهافت مواطنون على هذه المنطقة بسيارات أغلبها رباعية الدفع للبحث عن هذا النيزك؛ في حين أكد متحدثون للجريدة أنهم لاحظوا كرة نارية في السماء بلون أزرق، ثم تحولت للون أحمر، وبعضهم قال برتقالي، مع تصاعد دخان أبيض، في الخامسة مساءً من يوم الخميس الماضي نواحي الحمادة بمدينة الزاك.. مصادر من المكان أكدت لهسبريس أن مواطنين من المنطقة عثروا على أجزاء من هذا النيزك، منها ما يزن كيلوغراما واحدا وأجزاء أخرى تزن بين 30 و60 غراما؛ فيما لازال البحث جاريا عن شظايا مفترضة لهذا النيزك من طرف مواطنين من المنطقة يحلمون بالعثور على هذه الأحجار باهظة الثمن لبيعها في السوق السوداء. من جهتها اتصلت هسبريس بالدكتور عبد الرحمان إبهي، خبير النيازك بالمغرب، والذي أكّد صحة سقوط نيزك مهم بمنطقة الزاك. المتحدث ذاته زاد في تصريح لهسبريس أن "النيزك الذي سقط يوم الخميس في منطقة الحبيطة جهة الحمادة مهم جدا"، مردفا: "حسب معلومات استقيتها من بّاشيخ مولود، أحد الذين أعتمد عليهم بالمكان، فإن هذا النيزك يحتفظ بقشرة داكنة، ما يدل على أنه سقط للتو، وخصائصه الجيولوجية تبين أنه من نوع الكوندريت العادي المعروف ب LL6". المتحدث نفسه أضاف أن "مصدر هذا النيزك من الكويكبات، ذلك أن النيازك تكون إما من المريخ أو القمر أو الكويكبات"، وزاد: "بين المريخ وزحل يوجد حزام من مئات الآلاف من الكويكبات تصدم وترسل إلينا شظايا نيزكية تسقط بين الحين والآخر في كوكب الأرض". وعن أهمية هذه النيازك قال الأستاذ الجامعي بابن زهر: "هذا النوع الذي سقط بالزاڭ مهم جدا من الناحية العلمية، ويباع بثمن غال، ذلك لأن تحليله يعطينا صورة واضحة عن تكوين وتطور المجموعة الشمسية. فعلماء النيازك يميزون بين نوعين من النيازك، تلك التي يجدها البعض بين الحين والآخر، وتلك التي تسقط للتو، وتحتفظ بمميزات تساعد على فهم تركيبة الكواكب التي جاءت منها". وعلق الخبير المغربي على ظاهرة سقوط نيازك في مثل هذا الشهر من السنة بالمغرب، بقوله: "التفسير الذي أملكه بخصوص سقوط نيازك في شهر يونيو بالمغرب كل سنة، منذ خمس سنوات تقريبا، هو أن دوران الأرض حول الشمس، ووصولها إلى منطقة بها صخور يتم تسليط جاذبية عليها هو الذي يجعلها تسقط على الأرض في مثل هذا التوقيت بالضبط، لكن هذا الأمر يحتاج برهنة علمية لم تتحقق إلى حد الساعة". وحسب معطيات استقتها هسبريس من المتحف الجامعي للنيازك بأكادير فإن النيازك التي سقطت بالمغرب وتم تسجيلها بأسماء مغربية 14 نيزكا، هي كالتالي: نيزك دوار مغيلة 1932، واد الهاجار 1986، بنسور 2002، أم درياڭة بن ڭرير 2004، تامضاخت 2008، تسينت 2011، إزرزار 2012، أوسرد 2012، تيغيرت 2014، فم الحصن، تنجداد 2014، سيدي علي وعزا 2015، خينڭ لجواد 2017، قصر الڭوران 2018، الڭلتات زمور 2018. أما سنة 2019 فقد عرفت سقوط نيزكين مهمين، أحدهما يوم الخميس الماضي بالحمادة نواحي الزاك؛ لكن لم يتم تحديد أسماء لهما بعد، في انتظار إنشاء متحف وطني لهذه الأحجار باهظة الثمن بالمغرب.