اكتشف العلماء قطعة من صخر غريب لم يعرفه الإنسان من قبل داخل محجر للحجر الجيري بالسويد، حيث كان مدفوناً على أعماق كبيرة منذ نحو 470 مليون عام. وقال العلماء في تقرير لصحيفة "Nature Communication" إن البقايا الصغيرة تختلف عن أي نيزك آخر تم العثور عليه على سطح الأرض حتى وقتنا هذا وربما تلقي الضوء على تاريخ وتكوين مجموعتنا الشمسية، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 15 يونيو/حزيران 2016. البطاطس ومن المعتقد أن تلك الشظية التي أُطلق عليها اسم "Oest 6″ قد انشطرت عن صخرة تشبه البطاطس يبلغ عرضها ما بين 20-30 كيلومتراً نتيجة الاصطدام بجسم أكبر حجماً، ما أدى إلى تناثر البقايا على سطح كوكبنا. وقد تم العثور في الماضي على بقايا إحدى الصخرتين في صورة نيازك تعرف باسم كوندريت. تصادم هائل ومع ذلك، يعتقد العلماء حالياً أن هذه الصخرة المكتشفة هي قطعة من الجرم السماوي الثاني، بما يؤيد نظرية التصادم الهائل بين الكويكبين الكبيرين. ومن المعتقد أن تحطم جسم الجرم السماوي الأكبر قد تسبب في تناثر هائل للمخلفات الصخرية داخل حزام الكويكبات بين المريخ والمشترى. وتزامن التدفق الناجم لمخلفات الجسم السماوي على سطح الأرض مع التمدد الكبير في الحياة البحرية اللافقارية في الوقت الذي اندمجت به اليابسة على سطح كوكبنا معاً لتكوين قارة عملاقة تعرف باسم جوندوانا. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيرجر شميت، أحد المشاركين في الدراسة من جامعة لوند بالسويد، قوله: "النيزك الذي عثرنا عليه هو من نوع لا نعرفه في عالم اليوم". وقد غرقت الشظية الغريبة الجديدة إلى جانب حوالي 100 قطعة من الكوندريت التي تم اكتشافها حتى يومنا هذا في أعماق أحد المحيطات التي كانت تغطي أجزاءً من محجر الحجر الجيري الذي نعرفه اليوم والواقع في جنوبالسويد. وأوضح شميت عبر رسالة بالبريد الإلكتروني: "يتضمن الجسم تركيزات عالية للغاية [على النقيض من الأجسام الأرضية] من عناصر مثل الإيريديوم نادرة الوجود على سطح الأرض". وتابع: "يحتوي الجسم أيضاً على تركيزات عالية من النظائر المشعة النادرة لعنصر النيون"، وبنسب تختلف عن النسب الموجودة في الكوندريت. قام الفريق بقياس إشارات الإشعاع الكوني بالنيزك لتحديد الفترة التي كان يدور خلالها في مداره بالفضاء قبل أن يسقط على الأرض. 470 مليون عام وذكر شميت: "سقط أحد النيازك منذ 470 مليون عام"، حوالي نفس الفترة التي سقطت بها شظايا الكوندريت. وتوصلت الدراسة إلى إمكانية أن "تكون الشظية الغامضة ناجمة عن الصادم الهائل الذي دمر جسم الكوندريت". وربما يكون ذلك الجسم الفضائي هو أول مثال موثق على وجود "نيزك منقرض" نتيجة انهماك الجسم الأساسي في التصادمات الفضائية، ما يعني أنه لن تسقط أي شظايا أخرى على سطح الأرض في عالم اليوم. ولا تزال شظايا الكوندريت تساقط على الأرض من حين لآخر. وتشير النتائج إلى أن نيازك اليوم – التي أسس عليها العلماء الكثير من الافتراضات بشأن تكوين مجموعتنا الشمسية – ليست نموذجاً ممثلاً لما يطلق عليه الفضاء الخارجي. وكتب مؤلفو الدراسة: "هناك إمكانية لإعادة بناء جوانب هامة من تاريخ المجموعة الشمسية من خلال دراسة الترسيبات الأرضية، بالإضافة إلى دراسة السماوات". (هافنغتون بوست) هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية.