بعد منع ارتداء الحجاب داخل المؤسسات التعليمية في عدد من البلدان الأوروبية، تناقش أحزاب يمينية مسألة منع الأطفال من الصيام في المدارس السويدية، وهو ما حدا بالمسؤولين عن الجالية المسلمة إلى عقد مؤتمر، أمس السبت، بمدينة مالمو السويدية، حول مسألة صيام الأطفال من الناحية الشرعية والقانونية والتربوية. تحرك أحزاب اليمين المتطرف الرامي إلى منع التلاميذ من الصيام في المدارس السويدية يطرحُ مخاوف الجالية المسلمة المقيمة في الدول الإسكندنافية، وليس في السويد فحسب، على اعتبار أنّ أي قانون يُطبّق في أي بلد من هذه البلدان إلا وتشرّعه البلدان الأخرى. في هذا الإطار، قال أنور التويمي، الأمين العام للمجلس الإسكندنافي للعلاقات: "بالنسبة إلينا نحن المسلمين، لا يطرح صيام الأطفال أيّ إشكال ديني، لأنّ الإسلام دينُ يُسْر ولا يُجبر الأطفال على الصيام، لكنّ الذي نتخوف منه هو أنّ تحرك الأحزاب اليمينية في السويد يندرج ضمن حملة ممنهجة ضد الإسلام والمسلمين، وإذا أفلحت في إصدار قانون يمنع الأطفال من الصيام، فسوف تتبعها الدول الأخرى لشمال أوروبا". وأضاف التويمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ الأحزاب اليمينية المتطرفة التي بدأت تصعد في الدول الأوروبية، تتعمد إثارة القضايا المرتبطة بالمسلمين من أجل رفع شعبيتها وكسب أصوات الناخبين، مبرزا أنّ "الجهات التي طالبت سابقا بمنع الذبح الحلال والحجاب والنقاب هي نفسها التي تطالب الآن بمنع صيام الأطفال في المدارس السويدية، ونخشى أن ينتقل هذا الأمر إلى باقي الدول الإسكندنافية". وحرص المجلس الإسكندنافي للعلاقات، في مؤتمر صيام الأطفال في مالمو السويدية، بشراكة مع مجلس الإفتاء السويدي، على إشراك برلمانيين سويديين، ومسؤولين عن وزارة التعليم السويدية، فضلا عن باحثين جامعيين، وقانونيين، وشخصيات نافذة في المجتمع السويدي، من أجل سدّ الطريق أمام مسعى الأحزاب اليمينية المتطرفة لمنع التلاميذ المسلمين من الصيام. وفي مقابل تمسّكهم بحق التلاميذ المسلمين في الصيام، أوصى المشاركون في المؤتمر بالتيسير على الطلاب في المدارس الإسكندنافية، انطلاقا من كون الإسلام دين يسر وليس دين عسر. وستُرفع توصيات المؤتمر إلى الجهات الرسمية السويدية، من برلمان ووزارة التعليم والحكومات المحلية وإدارات المدارس. من جهة ثانية، حمّل أنور التويمي مسؤولية التصورات الخاطئة التي ترسخت لدى المجتمعات الغربية عن الإسلام إلى المسلمين أنفسهم، قائلا: "كل ما يعرفونه (الغربيون) عن الإسلام مغلوط، ونحن نتحمل المسؤولية التامة لأننا لا نبلغ الإسلام الصحيح".