جرت مساء الأحد 4 دجنبر الجاري، بالمقبرة اليهودية بالدار البيضاء، مراسيم تشييع جثمان الراحل شمعون ليفي، الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، الذي توفي أول أمس الجمعة بأحد مستشفيات الرباط، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 77 سنة، وذلك بحضور أفراد من عائلة الفقيد و أندري أزولاي وعمر عزيمان مستشاري الملك، وعبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الجديدة. كما حضر هذه المراسيم، شخصيات سياسية وحزبية وممثلو جمعيات من المجتمع المدني والهيئات الحقوقية والهيئات الدبلوماسية وعدد من أفراد الطائفة اليهودية المغربية. وأشاد أزولاي، في كلمة تأبينية بهذه المناسبة، بمناقب الراحل شمعون ليفي وسيرته التي تميزت بنضاله الوطني من أجل أن يتبوأ المغرب مكانته اللائقة في المجموعة الدولية، معربا عن امتنانه العميق للفقيد لما تعلمه منه من قيم، وكذا الدور الذي اضطلع به في إذكاء الروح الوطنية والاعتزاز بالانتماء إلى المغرب. وبعدما أعرب عن أسفه لفقدان الراحل الذي عرف بالتزامه وصرامته تجاه العديد من القضايا الأساسية لوطنه، منذ أن كان عضوا نشيطا في الحركة الوطنية، أشار أزولاي إلى الدور العلمي للفقيد واهتمامه بالتنوع الثقافي للمغرب ومكانة اليهود في تاريخه، داعيا إلى ضرورة العمل على الحفاظ على التراث والقيم التي خلفها الفقيد. من جهته، أكد إسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، أن الراحل شمعون ليفي كان مناضلا فذا من أجل قضايا شعبه ووطنه، مشيرا إلى أن الفقيد كافح خلال حياته من أجل الحرية السياسية والنقابية والاجتماعية، كما كرس حياته للدفاع عن حقوق الكادحين. وأبرز العلوي مساهمة الفقيد في مسار حزب التقدم والاشتراكية ومختلف مراحله النضالية، مبرزا اهتمام ليفي بتنوع الروافد والمكونات الثقافية للمغرب ومكانة المغاربة اليهود في تاريخ المملكة، فضلا عن رفضه لكل أنواع الحيف والعنصرية ومساندته لكفاح الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني. أما نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فقد أعرب عن الأسى والحزن العميقين لتشييع أحد رجالات الحزب الكبار، مبرزا أن الراحل، الذي انخرط منذ شبابه في النضال السياسي، ساهم بدور حاسم في المعارك التي خاضها المغاربة منذ معركة الاستقلال، كما كان وجها بارزا في الحركة النقابية، فضلا عن عطائه الفكري الغني. وبعد أن أشار إلى دور الفقيد في لم شمل المغاربة اليهود عبر العالم ودفعهم للدفاع عن قضية بلدهم الوطنية والاعتناء بثقافتهم وهويتهم، ذكر بنعبد الله أن هذه الجهود أثمرت نتائج إيجابية أبرزها إنشاء المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء، "وهو متحف فريد من نوعه على صعيد العالم العربي برمته". كما أشادت كلمات تأبينية أخرى، من بينها كلمة تليت باسم ليلى شهيد مندوبة فلسطين لدى الاتحاد الأروبي، بتضامن الراحل شمعون ليفي مع الشعب الفلسطيني ومناهضته للحركة الصهيونية.