ووري الثرى، يوم الثلاثاء الماضي، بمقبرة حاييم بنتو بالصويرة، جثمان الكاتب والروائي المغربي إدمون عمران المالح.. الذي وافته المنية بالمستشفى العسكري بالرباط يوم الاثنين الماضي عن عمر يناهز 93 سنة، بعد صراع طويل مع المرض، وذلك بناء على وصيته بدفنه بمدينة الصويرة، مسقط رأس والديه. وشيعت جنازة الفقيد في جو مهيب بحضور أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، ونبيل خروبي، عامل إقليمالصويرة، وأفراد من أسرة الراحل، وعدد من أصدقائه من داخل وخارج المغرب المنتمين لعوالم الفكر والفن والإعلام والسياسة، إضافة لثلة من مثقفي ومبدعي مدينة الصويرة. و أشاد الكاتب المغربي، حسن نجمي، في كلمة تأبينية، بالخصال الإنسانية للفقيد ودفاعه المستميت عن قضايا وطنه المغرب، ووقوفه دوما، وباستماتة، إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة والشعب الفلسطيني المناضل، كما أشاد بتركته الأدبية الغنية وبفضائله السمحة. وأشار الحاخام، حزوت إسرائيل، في كلمته بالمناسبة، إلى أن الفقيد إدمون عمران المالح يعد شخصية نموذجية في وطنيته وأخلاقه وفي حكمته وتبصره، وأضاف أنه يتعين على الإنسانية جمعاء الاقتداء به في خصاله الحميدة ومناقبه العظيمة. وكانت لحظة إنزال جثمان الفقيد إلى القبر لحظة مؤثرة جدا أدرف خلالها عدد من الحاضرين الدموع، كالفنانة ثريا جبران، وزيرة الثقافة السابقة، والممثلة والأديبة مجيدة بنكيران، وليلى شهيد، سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، الذين تجمعهم مع الراحل علاقات صداقة متينة. ولوحظ بين المشيعين كل من محمد العربي المساري، وزير الاتصال الأسبق، والصحافي عبد الله الستوكي، والروائي والشاعر صلاح الوديع، وليفي سيمون، مدير متحف التراث اليهودي المغربي، وسيرج بيرديكو، وزير السياحة المغربي الأسبق،... واعتبرت الفنانة مجيدة بنكيران في تصريح خصت به "المغربية"، الراحل عمران المالح رمزا من رموز الثقافة المغربية في إشعاعها الحضاري والإنساني، ونموذجا في الانفتاح والتسامح والفكر الخلاق، واستطردت مجيدة أن المغرب فقد برحيله كاتبا كبيرا، ووطنيا غيورا، ورجلا ملتزما على المستويين الأدبي والسياسي، كما فقد فيه الأدباء والفنانون والكتاب صديقا عزيزا ذا مشاعر نبيلة و نزعة إنسانية راقية.