ووري الثرى يوم الثلاثاء 16 نونبر 2010 بمقبرة حاييم بنتو بالصويرة، جثمان الكاتب و الروائي المغربي إدمون عمران المالح الذي وافته المنية بالمستشفى العسكري بالرباط يوم الاثنين عن عمر يناهز 93 سنة بعد صراع طويل مع المرض، و ذلك بناء على وصيته بدفنه بمدينة الصويرة مسقط رأس والديه. و شيعت جنازة الفقيد في جو مهيب بحضور أندري أزولاي مستشار جلالة الملك و نبيل خروبي عامل إقليمالصويرة و أفراد من أسرة الراحل و عدد من أصدقائه من داخل و خارج المغرب المنتمين لعوالم الفكر و الفن و الإعلام و السياسة، إضافة لثلة من مثقفي و مبدعي مدينة الصويرة . و تميزت هذه المناسبة الأليمة، بتلاوة عامل إقليمالصويرة لبرقية التعزية التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى أفراد أسرة الفقيد و كافة أصدقائه، أعرب فيها جلالته عن تعازيه الحارة و مواساته الصادقة في هذا المصاب الأليم، و جاء في البرقية الملكية "بهذه المناسبة المحزنة، نعرب لكم و من خلالكم لكافة أفراد عائلة الفقيد و ذويه و أصدقائه و محبيه، ولأسرته الكبيرة من مثقفين ومفكرين وأدباء، التي فقدت برحيله أحد أعلامها، عن تعازينا الحارة ومواساتنا الصادقة في هذا المصاب الأليم، الذي لا رد لقضاء الله فيه، سائلين العلي القدير أن يعوضكم عن فقدانه جميل الصبر و حسن العزاء، و استحضر جلالته بكل تقدير، " ما كان يتحلى به الفقيد من " خصال إنسانية رفيعة، و غيرة وطنية و مواطنة صادقة، و التزام بالدفاع عن استقلال المغرب و سيادته و وحدته الوطنية و الترابية و حضارته العريقة و تقدمه، و بنصرة القضايا العادلة، كصوت مسموع و محترم، داخل المغرب و خارجه، فضلا عن عطائه المتميز، كأستاذ و أديب و مبدع و صحفي مرموق، و إسهامه في إغناء التنوع الثقافي المغربي، ضمن مجرى ثابت في التشبث بالهوية المغربية الأصيلة و الاعتزاز بها "، و أعرب جلالته عن مشاطرته أفراد أسرة الفقيد أحزانها في هذا الرزء الفادح، سائلا جلالته الله عز و جل " أن يجزي الفقيد الجزاء الأوفى عما أسداه من أعمال مبرورة، و أن يتغمده بواسع رحمته و مغفرته في ملكوته الأعلى". و أشاد الكاتب المغربي حسن نجمي في كلمة تأبينية بالخصال الإنسانية للفقيد و دفاعه المستميت عن قضايا وطنه المغرب، و وقوفه دوما و باستماتة إلى جانب القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني، كما أشاد بتركته الأدبية الغنية و بفضائله السمحاء. و أشار الحاخام حزوت إسرائيل في كلمته بالمناسبة، أن الفقيد إدمون عمران المالح يعد شخصية نموذجية في وطنيته و أخلاقه و في حكمته و تبصره، و أضاف أنه يتعين على الإنسانية جمعاء الاقتداء به في خصاله الحميدة ومناقبه السمحاء. و كانت لحظة إنزال جثمان الفقيد إلى القبر لحظة جد مؤثرة أدرف خلالها عدد من الحاضرين الدموع كالفنانة ثريا جبران وزيرة الثقافة السابقة، و الممثلة و الأديبة مجيدة بنكران و ليلى شهيد سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، الذين تجمعهم مع الراحل علاقات الصداقة المتينة التي قوامها الاحترام المتبادل و المحبة الصادقة و التعايش المثالي. و لوحظ بين المشيعين كل من محمد العربي المساري وزير الاتصال الأسبق، الصحافي الشهير عبد الله الستوكي، الروائي و الشاعر صلاح الوديع، ليفي سيمون مدير متحف التراث اليهودي المغربي، سيرج بيرديكو وزير السياحة المغربي الأسبق،... و اعتبرت الفنانة مجيدة بنكيران في تصريح خصت به "المغربية"، الراحل عمران المالح رمزا من رموز الثقافة المغربية في إشعاعها الحضاري و الإنساني، و نموذجا في الانفتاح و التسامح والفكر الخلاق، و استطردت مجيدة أن المغرب فقد برحيله كاتبا كبيرا و وطنيا غيورا و رجلا ملتزما على المستوى الأدبي و السياسي، كما فقد فيه الأدباء و الفنانين والكتاب صديقا عزيزا ذو المشاعر النبيلة و النزعة الإنسانية الراقية.