يواصل أحمد الزفزافي حشد الدعم اللازم لابنه ناصر من أجل التتويج بجائزة "ساخاروف" لحرية الفكر، إذ حلَّ مساء الجمعة ضيفا على "مؤتمر الإنسانية"، الذي تنظمه تنظيمات مدنية وسياسية يسارية، كل سنة، بالعاصمة الفرنسية باريس، من أجل التعريف بمختلف القضايا الإنسانية والحقوقية عبر العالم. والد ناصر الزفزافي تحدث أمام الحضور الذي ضم بعض البرلمانيين الأوروبيين قائلا إنه "لن ينسى إسهامات النواب الذين رشحوا ابنه للحصول على جائزة ساخاروف لحرية الفكر"، مناشدا الجميع دعم ناصر والتعبئة لكي يفوز بالجائزة؛ "وسيكون التتويج شرفا كبيرا للريف والمغرب كاملا"، وفق تعبيره. وأضاف الزفزافي: "للحديث عن الريف والحراك الشعبي تلزمنا مجلدات وكتب كثيرة، فالأرض التي أتيت منها هي منطقة سلمية وممانعة، ومدرسة للمقاومة السلمية والمسلحة، ولها تاريخ طويل في المقاومة والبطولة". وأردف الزفزافي بأن "الريف تعرض لتهميش كبير منذ 1956، تلته تراكمات كبيرة، إلى حدود 28 من أكتوبر سنة 2017، تاريخ وفاة بائع السمك محسن فكري، الذي قضى نحبه بطريقة بشعة وسط شاحنة للنفايات، وهو ما ولد حراكا قاده شباب من الهامش"، وزاد: "من المعروف أنه عندما تحدث انتفاضات يقودها شباب الهامش تكون أغلبها محدثة للدماء، لكن هؤلاء خاضوا مسيرات سلمية راقية، استخدمت الشموع والورود لإيصال الرأي". وأكد والد أيقونة حراك الريف أن "الشباب قاد مسيرات لمدة سبعة أشهر، لم يكسر خلالها ولو كرسي واحد، إلى حين تدخل القوات العمومية في 26 ماي 2017، صانعين بذلك تاريخا أبهر القارات الخمس"، مشيرا إلى أن "المعتقلين لم يطالبوا سوى بمستشفى وجامعة وفرص شغل، ونالوا جراء ذلك أحكاما جائرة، طالت حتى قاصرين، سجنوا مع معتقلي الحق العام". وأردف الزفزافي بأن ابنه "تعرض لسوء معاملة أثناء نقله إلى السجن، وكذا داخل السجن، وهو ما تعرض له العديد من المعتقلين الآخرين"، مذكرا بمعاناة عائلات المعتقلين التي تتنقل من الحسيمة صوب الدارالبيضاء من أجل زيارة أبنائها. ووصف المتحدث الأحكام التي أصدرتها محكمة الدارالبيضاء ب"الجائرة والمُحاكمة للريف وتاريخه وناسه"، وزاد: "ظل القاضي يعتبر دائما الصور مع الأمير محند بن عبد الكريم الخطابي تهمة يتابع بها النشطاء، كما أنه دائما ما كان يسأل عن المغزى من الحراك، هل هو توحيد أهل الريف؟". يذكر أن جائزة "ساخاروف" تعد من بين أعرق الجوائز التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للمدافعين عن حقوق الإنسان، وتمكنت أسماء مرموقة من الفوز بها يتقدمها الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، والباكستانية مالالا زاي، والتونسي محمد البوعزيزي، أحدثت سنة 1988، واستمدت اسمها من العالم النووي السوفياتي أندريه ديميترفيتش ساخاروف.