تمكن أيقونة "حراك الريف"، ناصر الزفزافي، من المرور إلى المرحلة النهائية من جائزة ساخاروف لحرية الفكر التي يمنحها الاتحاد الأوروبي، بعد جلسة تصويت سرية تخللت اجتماع لجنتي العلاقات الخارجية واللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان ولجنة التنمية، اليوم الثلاثاء. ومرَّ الزفزافي إلى مرحلة التصويت الختامي رفقة منظمات رُشحت بشكل جماعي، هي"قارب الإنقاذ" و"أطباء بلا حدود" و"قارب اللاجئين"، إضافة إلى المخرج الأوكراني أوليغ سينتروف، ومن المنتظر أن تبث فيها اللجنة الأوروبية للعلاقات الدولية ولجنة التنمية. وتبنت النائبة الهنغارية كاتي بيري ملف ناصر الزفزافي منذ أيام الترشيح الأولى، وعملت رفقة نواب أوروبيين آخرين على حشد الدعم اللازم لفوز الزفزافي بالجائزة، وكتبت على صفحتها قائلة: "الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب جميع المتظاهرين السلمين ومطالبهم"، وأضافت: "ما نقوم به إشارة قوية إلى الحكومة المغربية بأن أوروبا عادلة مع من يدافع عن حقوقه الأساسية، وسنستمر في تحركاتنا حتى يتم إطلاق جميع المعتقلين السياسيين للحراك". وفي هذا الصدد، قال أحمد الزفزافي، والد ناصر، إن "نجاح ناصر هو تتويج لجميع أحرار وحرائر المغرب، باستثناء الذين استثنوا أنفسهم"، واصفا اللحظة ب"الحرجة، والتي يصعب التعبير عنها بالعبارات كيف ما كانت"، وفق تعبيره. في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أضاف الزفزافي الأب ضاحكا: "هنيئا للريف وللمغرب، وأشكر كل الذين ساندوني رغم أنني لا أتشارك معهم في اللغة والعرق والقارة، من نواب أوروبيين، ومن جالية مقيمة في بلاد المهجر، وأترك من لم يساندوا ناصر خلال هذه الفترة إلى ضمائرهم لعلها تتدارك هفوة غياب الدعم". وتجاوز الزفزافي العديد من الأوجه الحقوقية البارزة في أوروبا، على رأسها الألمانية سيران أتيس، التي صالت وجالت في أوروبا كاملة محاربة التطرف الديني، وأسست مسجدا في العاصمة الألمانية برلين يصلي فيه الرجال والنساء والمثليون جنبا إلى جنب، بإمامة امرأة، فضلا عن المصور السويدي سيزار قيصر الذي تمكن من انتشال 55 ألف جثة في سوريا، إضافة إلى "الأمريكي ديواين جونسون، الذي نبه إلى منتج زراعي تبيعه إحدى الشركات يتسبب في مرض السرطان، والناشطة الكندية ماري فاكنر، المعروفة بمحاربتها للإجهاض. جدير بالذكر أن جائزة "ساخاروف" تعد من أعرق الجوائز التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للمدافعين عن حقوق الإنسان، وتمكنت أسماء مرموقة من الفوز بها، يتقدمها الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، والباكستانية مالالا زاي، والتونسي محمد البوعزيزي، وأحدثت سنة 1988، واستمدت اسمها من العالم النووي السوفياتي أندريه ديميترفيتش ساخاروف.