في إنجاز تاريخي، أصبحت كيرستي كوفنتري من زيمبابوي أول امرأة وأول شخصية من القارة الإفريقية تتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، بعد فوزها في الانتخابات التي أُجريت اليوم الخميس في اليونان. وحسمت كوفنتري، البطلة الأولمبية السابقة ووزيرة الرياضة في زيمبابوي، السباق لصالحها متفوقةً على ستة مرشحين آخرين، لتصبح الرئيسة العاشرة في تاريخ اللجنة الأولمبية الدولية الممتد ل131 عامًا، خلفًا للألماني توماس باخ الذي تنتهي ولايته في 23 يونيو 2025 بعد 12 عامًا في المنصب. وأعربت كوفنتري، البالغة من العمر 41 عامًا، عن فخرها الكبير بهذا الإنجاز، مؤكدةً في خطابها الأول أمام الأعضاء أن "هذا شرف عظيم ومسؤولية كبيرة"، متعهدةً بالعمل الجاد لدفع الحركة الأولمبية إلى الأمام. ومع توليها المنصب، تواجه كوفنتري ملفات حساسة، أبرزها التعامل مع التوترات السياسية التي تؤثر على الرياضة العالمية، لا سيما الحرب في أوكرانيا والصراع في غزة، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالهوية الجندرية وتغير المناخ. كما سيتعين عليها قيادة جهود اختيار الدولة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية 2036، حيث تبرز الهند ودول الشرق الأوسط كأبرز المرشحين. كما حظيت كوفنتري بدعم قوي داخل اللجنة الأولمبية الدولية، حيث عُرفت بالتزامها بتطوير الرياضة وتعزيز المساواة بين الجنسين، وهي القضية التي كانت محورية خلال عهد سلفها توماس باخ. وشهدت الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس 2024 تحقيق التكافؤ بين الجنسين في المنافسات، في خطوة تاريخية للحركة الأولمبية. وفي بيان رسمي، أكدت كوفنتري أن الرياضة تمتلك قوة فريدة في توحيد الشعوب وخلق الفرص، مشيرةً إلى أنها ستعمل جاهدةً لضمان استمرار هذه الروح الأولمبية. وقالت: "لم أكن أتخيل يومًا أن الفتاة الصغيرة التي بدأت السباحة في زيمبابوي ستقف هنا اليوم. تحطمت الحواجز الزجاجية، والآن حان وقت العمل". من جهته، رحّب توماس باخ بانتخاب كوفنتري، مشددًا على ثقته في قدرتها على قيادة اللجنة الأولمبية الدولية نحو مستقبل مشرق. وقال: "أتطلع إلى تعاون قوي خلال الفترة الانتقالية، وأنا متأكد أن القيم الأولمبية ستظل نبراسًا للحركة الرياضية في السنوات القادمة". وبهذا الإنجاز، تدخل كيرستي كوفنتري التاريخ، ليس فقط كأول امرأة وأول أفريقية تترأس اللجنة الأولمبية الدولية، ولكن أيضًا كقائدة تحمل على عاتقها مسؤولية رسم مستقبل الرياضة العالمية لعقد قادم.