أكد محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، لدى افتتاحه جناح المغرب بالمعرض الدولي للكتاب بكيبيك، بحضور ماريا مونبوتي، وزيرة الثقافة الكبيكية، أن اختيار المغرب كضيف شرف على المعرض الدولي للكتاب بكيبيك "تكريم للثقافة المغربية وتعميق لتاريخ مميز من الحوار الثقافي بين المغرب وكندا"، داعيا إلى ابتكار المزيد من جسور التعاون الثقافي بين المغرب وكيبيك. وكانت قد انطلقت يوم الأربعاء بمركز المؤتمرات بمدينة كيبيك الكندية فعاليات المعرض الدولي للكتاب في دورته العشرين، تحت رئاسة الكاتب والفيلسوف الفرنسي إريك إمانويل شميت، وبحضور عدد من رجال الفكر والأدب والفن العالميين. وتميزت دورة هذه السنة باختيار المغرب كضيف شرف على المعرض. وزار الوزيران الجناح المغربي الذي عرف عرض أزيد من 2000 عنوان، تهم الإنتاجات المغربية في مجالات الأدب والفن والفكر والشعر والتاريخ، بحضور 9 من دور النشر المغربية، ومشاركة 14 مؤسسة حكومية مغربية وأكاديمية، بالإضافة إلى عدد هام من الكتاب والمؤلفين، سواء منهم المقيمون بكندا أو المغرب. وأكد الأعرج في كلمة له بالمناسبة أن "الحضورَ النشيطَ للجالية المغربية المقيمة بكندا وانخراطَها الرصينَ والمسؤولَ في مجمل مناحي الحياة الاقتصادية والدراسية والبحثية بهذا البلد العريق يؤكدان مدى الجاذبية التي ما فتئتْ كندا، ذات التاريخ الحضاري المتنوع والآفاق المفتوحة، تمارسها على المواطنين المغاربة جيلا بعد جيل". ويضيف الوزير: "إذ يحظى المغرب الثقافي بمرتبة ضيف الشرف في المعرض الدولي للكتاب بالكيبك، فإننا جميعا على موعد كبير لتعميق الوشائج الثقافية من خلال مجمل الفعاليات التي سَطَّرتها، بهذه المناسبة الثمينة، وزارة الثقافةُ والاتصال بمعية شريكيها الأساسيين في هذا الحدث، وهما مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج والمركز الثقافي المغربي- دار المغرب بمونتريال". وأبرز الوزير أن زوار المعرض سيقفون على رصيد وثائقي هامّ يناهز 2000 عنوان صادرٍ عن العديد من دور النشر المغربية المشاركة في هذه الفعاليات، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الرسمية والعلمية؛ "وهي كتبٌ تمثل جانبا من حركية الفكر والإبداع المغربيين وتعكسُ حيويةَ المشهد الثقافي في المغرب". ويضيف الوزير أنه سيكون للزوار موعد مع نخبة من الأسماء المغربية المتميزة ذات الأعمال المرموقة في حقْلي الإبداع والبحث، والمقيمةِ سواء بالمغرب أو بكندا، وهي أسماءٌ ستشارك في لقاءات مباشرة أو موائد مستديرة موضوعاتية أو قراءات إبداعية ومعارض فنية. كما شدد وزير الثقافة والاتصال على أن "الغايةَ المزدوجةَ المأمول تحقيها هي أولا وضع القراء والمثقفين الكنديين في قلب الحركية الكبيرة التي يعرفُها المشهدُ الثقافي في المغرب، وتمكينهم، من خلال الرصيد الوثائقي المعروض، من تكوين فكرة أساسية ومحفزة على متابعة كثير من الأسماء المغربية التي حققت تراكما نوعيا نالت بفضله جوائز دولية محترمة". "نأمل، من جهة ثانية، أن تجدَ الجالية المغربية المقيمة بكندا في هذا الحدث الثقافي فرصة لتفعيل الذاكرة المرجعية لدى أفرادها من مختلف المشارب وتحفيز علاقاتهم الأكيدة بجذورهم الهوياتية والحضارية"، يقول الوزير، مبرزا أن تكريم المغرب خلال هذا المعرض "محطةٌ أساسيةٌ في المسار المتميز للحوار الثقافي المغربي الكبيكي"، ومؤكدا حرصه على "توطيده والدفع به قُدُماً". وحرص الوزير في كلمته على الإشارة إلى إمكانية بلورة مبادرات وعمليات ثقافية غايتُها تخصيب التفاعل بين الثقافتين المغربية والكبيكية؛ وذلك من قبيل استكشافِ إمكانيات الترجمة البينية لبعض أبرز العناوين المغربية والكبيكية، واستكشافِ إمكانات النشر المشترَك لبعض الأعمال ذات الارتباط بالانشغالات الجوهرية المشتَركة، وتقويةِ تبادل الخبرات والمعلومات في مجال شبكة القراءة العمومية التي يراهن عليها المغربُ لتقريب الثقافة من المناطق والشرائح البعيدة عن المراكز الكبرى، موردا: "هذه أوراش يُمكننا معاً بلورة العديد من مشاريع التعاون الثقافي بخصوصها". وقالت ماري مونبوتي Marie Montpetit وزيرة الثقافة الكبيكية، لهسبريس: "إنه لشرف أن نستضيف المغرب كضيف شرف على المعرض الدولي للكتاب بكيبيك؛ وهي فرصة للتعرف أكثر ليس فقط على الأدب المغربي، وإنما على الثقافة المغربية"، مضيفة: "أنتم تعلمون أن كيبيك ستفتح مكتبا لها في الرباط قريبا، وهذه فرصة من خلال هذا المعرض لتطوير العلاقات التي تجمع كيبيك بالمغرب". وتؤكد الوزيرة أنها تطرقت في لقائها مع وزير الثقافة المغربي إلى العديد من المواضيع المشتركة بين المغرب وكيبيك، خصوصا ما يتعلق باللغة الفرنسية وبالتراث وحمايته وتثمينه، بما فيه التراث غير المادي. وحسب البرنامج المسطر فسيعرف المعرض عددا من الأنشطة الثقافية والندوات التي سيؤطرها عدد من المتدخلين المغاربة، لمناقشة أهم المواضيع الثقافية المطروحة اليوم على الساحة الفكرية. كما ستقام لقاءات مع مؤلفين مغاربة للحديث عن تجاربهم الأدبية والإبداعية. واعتبر الكاتب المغربي المقيم بمونتريال كمال بنكيران، والذي يشارك في المعرض، أن "هذه المبادرة مشرفة، وتم استقبالها بكل فخر، خصوصا هنا في كيبيك، وفي هذا الفضاء الذي يتميز بالتنوع الثقافي"، ويضيف: "نشارك في المعرض ككتاب مغاربة مقيمين بكيبيك إلى جانب كتاب جاؤوا من المغرب. وهذه المبادرة التي تدخل في إطار التعاون والشراكة الثقافية بين المغرب وكندا تثبت حيوية المغرب الثقافي" . الباحثة الاجتماعية والكاتبة المغربية سومية نعمان جسوس اعتبرت أن اختيار المغرب ضيف شرف على المعرض الدولي للكتاب بكيبيك "شرف للمغرب وللمغاربة المقيمين في هذا البلد"، مضيفة أنه "شرف كذلك للكتاب المغاربة المشاركين في هذا المعرض، خصوصا أن هناك برامج وندوات ستجمعهم بنظرائهم الكنديين والكبيكين، والعالميين". وتقول الكاتبة ذاتها: "تواجد المنتج الفكري والأدبي المغربي في هذا المعرض جد مهم. وأنا أعتقد أن السلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا بالتبادل على المستوى الفكري والعلمي". الكاتب المغربي رشيد خالص قال بدوره لهسبريس إن هذا المعرض "فرصة للمفكرين والمبدعين المغاربة للقاء نظرائهم في كيبيكوكندا، ومناسبة كذلك لدور النشر المغربية للقاء مثيلاتها هنا". غير أن المهم بالنسبة للكاتب المغربي هو هذا الحوار المتساوي الذي يوفره هذا الفضاء بين المفكرين المغاربة وغيرهم من المفكرين والأدباء العالمين؛ "وهو مناسبة لنشر فكر الأنوار بدل السقوط ضحايا للفكر الوحيد"، وفق تعبيره . الفنان التشكيلي عبد الفتاح الجابري يعتبر حضور المغرب في هذا المعرض سواء بالمؤلفات أو اللوحات "تمثيلا للواجهة الثقافية للمغاربة المقيمين بكندا؛ وهو نوع من الاتحاد وبناء جسر ثقافي بين الشعوب"، حسب تعبيره .