قال وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج إن اختيار المسؤولين والفاعلين الثقافيين الكنديين المغرب كضيف شرف للمعرض الدولي للكتاب بكيبك الذي افتحت فعالياته اليوم الخميس، "يعد تكريما للثقافة المغربية. ويكرس تاريخا متميزا من الحوار الثقافي المغربي الكندي، كما يحفز على ابتكار مزيد من جسور التعاون الثقافي بين البلدين". وأكد الوزير في كلمة له بهذه المناسبة، أن هذا المعرض المرموق بمكانته المتميزة في خريطة المعارض الدولية المهداة للكتاب، يشكل موعدا كبيرا لتعميق الوشائج الثقافية من خلال مجمل الفعاليات التي سطرتها وزارة الثقافة والاتصال بمعية شريكيها الأساسيين في هذا الحدث، وهما مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج والمركز الثقافي المغربي- دار المغرب بمونتريال. وقال السيد الاعرج في الكلمة التي تلتها نيابة عنه رئيسة مصلحة التعاون الدولي بوزارة الثقافة والاتصال، فاطمة آيت امحند، إن هذا التكريم الذي حظيت به الثقافة المغربية يعد محطة أساسية في المسار المتميز للحوار الثقافي المغربي الكندي، مؤكدا الحرص على توطيده والدفع به قدما من خلال بلورة مبادرات وعمليات ثقافية غايتها تخصيب التفاعل بين الثقافتين المغربية والكندية. ومن بين هذه الاوراش الثقافية، يضيف الوزير، استكشاف إمكانيات الترجمة البينية لبعض أبرز العناوين المغربية والكندية، والنشر المشترك لبعض الأعمال ذات الارتباط بالانشغالات الجوهرية المشتركة، وتقوية تبادل الخبرات والمعلومات في مجال شبكة القراءة العمومية التي يراهن عليها المغرب لتقريب الثقافة من المناطق والشرائح البعيدة عن المراكز الكبرى. وفي هذا السياق، أبرز الوزير أن زوار هذا المعرض سيتاح لهم الاطلاع على رصيد وثائقي هام يناهز 2000 عنوان صادر عن العديد من دور النشر المغربية المشاركة في فعاليات، المعرض بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الرسمية والعلمية، وهي كتب تمثل جانبا من حركية الفكر والإبداع المغربيين وتعكس حيوية المشهد الثقافي في المغرب. كما سيكون الزوار على موعد مع نخبة من الأسماء المغربية المتميزة ذات الأعمال المرموقة في حقلي الإبداع والبحث والفكر، والمقيمةِ سواء بالمغرب أو بكندا، والتي ستشارك في لقاءات مباشرة أو موائد مستديرة موضوعاتية أو قراءات إبداعية ومعارض فنية، وذلك في إطار برنامج متوازن ونوعي . وخلص السيد الاعرج الى القول إن الغاية المزدوجة التي من المؤمل أن تسهم هذه الفعاليات المتمحورة حول الثقافة المغربية في تحقيقها، تتمثل، من جهة، في وضع القراء والمثقفين الكنديين في قلب الحركية الكبيرة التي يعرفها المشهد الثقافي في المغرب، وفي تمكينهم، من خلال الرصيد الوثائقي المعروض، من تكوين فكرة أساسية ومحفزة على متابعة كثير من الأسماء المغربية التي حققت تراكما نوعيا نالت بفضله جوائز دولية محترمة ، ومن جهة ثانية، أن تجد الجالية المغربية المقيمة بكندا في هذا الحدث الثقافي فرصة لتفعيل الذاكرة المرجعية لدى أفرادها من مختلف المشارب وتحفيز علاقاتهم الأكيدة بجذورهم الهوياتية والحضارية. وقد تميز حفل الافتتاح الذي أثتته أغاني لفرقة "سلمات كناوة"، بحضور، على الخصوص، وزيرة الثقافة والاتصال بكيبك المسؤولة عن حماية والنهوض باللغة الفرنسية ماري مونبوتي ووزير الاسرة والطفولة والتنمية الاجتماعية بكندا جان ييف ديكلو والقنصل العام للمملكة بمونتريال حبيبة الزموري ومدير مديرية الكتاب والنشر بوزارة الثقافة والاتصال حسن الوزاني ومدير (دار المغرب) بمونتريال جعفر الدباغ ، الى جانب عدد من الشخصيات المرموقة من عوالم السياسة والثقافة والفن.