تصدر طرد دبلوماسيين الروس من طرف عدد من البلدان الغربية، على إثر اتهام موسكو بالوقوف وراء تسميم جاسوس روسي سابق بانجلترا عناوين الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ببلدان أوروبا الغربية. وسلطت جريدة (الغارديان) البريطانية الضوء على القرار الذي اتخذته 16 دولة من الاتحاد الأوربي وكذا الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا وأوكرانيا بطرد أزيد من 100 من الدبلوماسيين الروس خارج ترابها كردة فعل على قضية سكريبال وهي قرارات اعتبرها بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني " تاريخية " . وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أمرت ب " بأكبر عملية طرد " في التاريخ لعملاء الاستخبارات الروسية بطرد 60 منهم مع منحهم مهلة سبعة أيام لمغادرة التراب الأمريكي بينما قررت كندا طرد أربعة دبلوماسيين وأوكرانيا 13 دبلوماسيا . وأوضحت الصحيفة أن تيريزا ماي الوزيرة الأولى البريطانية أكدت أن هذه الإجراءات تظهر أن المملكة المتحدة وحلفائها " لن يتسامحوا مع المحاولات المتكررة لروسيا لانتهاك مقتضيات القانون الدولي " . وفي موضوع آخر عادت صحيفة ( التايمز ) للحديث عن المظاهرة التي نظمت أمس الاثنين أمام البرلمان البريطاني ضد زعيم المعارضة النائب العمالي جيريمي كوربين المتهم بالسماح بانتشار الفكر المعادي للسامية داخل حزبه . وأشارت إلى أن نحو خمسين من مؤيدي جيريمي كوربين جاؤوا للتعبير عن دعمهم لزعيمهم مما أدى إلى مناوشات وبعض الاصطدامات بين المجموعتين . وحول نفس الموضوع تطرقت صحيفة ( دايلي مايل ) إلى ردة فعل زعيم حزب العمال الذي أعلن أنه سيجتمع في الأيام المقبلة بممثلي الجالية اليهودية في محاولة للتخفيف من هذه الانتقادات وإعادة بناء العلاقات . أما صحيفة ( الأندبندنت ) فتحدثت عن آخر تطورات الوضع في سوريا حيث تدور المفاوضات حول مصير دوما آخر جيوب المتمردين في الغوطة الشرقية التي تقع على مشارف العاصمة السورية بسبب الخلافات داخل الفصيل القوي ( جيش الإسلام ). وفي سويسرا، وتحت عنوان " الدبلوماسيون الروس، هؤلاء المنبوذون "، كتبت (لوطون) أن واشنطن تقود حملة الطرد لموظفي الكريملين المعتمدين في عدد من البلدان الغربية ردا على قضية سكريبال التي تحيي أجواء الحرب الباردة. وأكدت الجريدة أن الرئيس ترامب أعطى الضوء الأخضر لأكبر عملية طرد لدبلوماسيين روس بالولاياتالمتحدة، حيث بلغ عددهم 60 شخصا وصفوا بالجواسيس. من جانبها، أشارت (لاتريبون دو جنيف) أن رد فعل الجماعي للبلدان الغربية ضد روسيا يعيد العالم إلى أجواء الحرب الباردة. وأضافت أن الرئيس الأمريكي بدى صارما هذه المرة، مذكرة بالانتقادات التي وجهت له عقب اتصاله بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد فوز هذا الأخير بالانتخابات الرئاسية، حيث تجنب ترامب إثارة موضوع تسميم الجاسوس الروسي السابق بانجلترا. أما جريدة (24 أور) فاعتبرت أن طرد الدبلوماسيين الروس تبقى خطوة رمزية ، وطريقة لعدم الظهور بمظهر الضعف ". وأولت الصحف البرتغالية اهتمامها للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا عقب تسميم جاسوس روسي سابق في المملكة المتحدة. وكتبت صحيفة (بوبليكو) أن البرتغال لا ينبغي أن تنضم إلى مجموعة بلدان الاتحاد الأوربي التي أعلنت عن طرد دبلوماسيين روس عقب تسميم جاسوس سابق وابنته بغاز الأعصاب ، ويحتمل أن روسيا هي من قامت بذلك باستخدام سلاح كيميائي ، حسب لندن. وجاء في بلاغ لوزراة الشؤون الخارجية أن" البرتغال اخذت علما بالقرارات التي أعلنت عنها العديد من الدول الأوروربية الأعضاء في الاتحاد الأوربي المتعلقة بطرد دبلوماسيين روس "، لكنها لم تشر بوضوح إلى أنها ستتبع النهج ذاته أم لا . وأضافت أن البرتغال حذرة وتحاول العمل كهمزة وصل بين البلدان الأوروبية الأخرى ، خاصة المملكة المتحدة ، دون اتخاذ موقف من الاتحاد الروسي ، الذي ساهم دعمه في انتخاب أنطونيو غوتيريس أمينا عاما للأمم المتحدة في متم 2016. وفي بلجيكا، اعتبرت (لوسوار) أن محاولة تسميم الجاسوس الروسي السابق كان النقطة التي أفاضت كأس الغضب الأوروبي، حيث اعتبر الهجوم مسا بسيادة بريطانيا وأوروبا الديمقراطية على العموم. أما (ليكو) فوصفت عملية طرد الدبلوماسيين الروس ب " الاستثنائية بالنظر إلى حجمها ودرجة التنسيق العالية بين البلدان الغربية "، مشيرة إلى أن عشرين بلدا أعلنوا عن عملية الطرد تضامنا مع بريطانيا. أما (لاليبر بلجيك)، فأشارت إلى أن الحكومة البلجيكية، التي لم تتخذ قرارا بعد في هذا الشأن، ستجتمع اليوم الثلاثاء من أجل الحسم في ما إذا كانت ستسير على خطى الدول الغربية. واهتمت الصحف الإيطالية بطرد 14 دولة أوروبية لدبلوماسيين روس وبدأ العد التنازلي لمشاورات تشكيل حكومة جديدة في إيطاليا. وكتبت صحيفة (لاريبوبليكا) في مقال بعنوان "الدول الغربية في تضامن غير مسبوق مع بريطانيا" ، ان 14دولة أوروبية من بينها إيطاليا قررت أمس الاثنين طرد دبلوماسيين روس على خلفية تسميم جسوس روسي سابق. وأضافت أن حكومة تصريف الأعمال في إيطاليا اتخذت هذا القرار تضامنا مع بريطانيا العظمى ، لكن أحزاب اليمين المتطرف التي تصدرت نتائج الانتخابات الأخيرة عارضته بشدة، داعية إلى تبني الحوار. ونقلت عن رئيس رابطة الشمال ماثيو سالفيني قوله إن "عزل ومقاطعة روسيا وتجديد العقوبات الاقتصادية بحقها وطرد دبلوماسييها لا يحل المشاكل، بل يفاقمها". وحسب صحيفة (لاستامبا) فإن رابطة الشمال التي تسعى للتحالف مع حركة خمس نجوم (الحزب الأول في البرلمان الايطالي الجديد) لتشكيل الحكومة المقبلة أكدت أنها تفضل الحوار و ستشكل حكومة تعمل من أجل مستقبل سلام ونمو وأمن. وأشارت إلى أن عمليات الطرد يمكن أن تتواصل في الأيام وربما الأسابيع القادمة، ما يشكل إشارة قوية من أوروبا إلى موسكو التي تعتبر مسؤولة عن تسميم جسوس سابق. وذكرت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) أن العد العكسي قد بدأ للشروع في المشاورات الرسمية لتشكيل الحكومة الجديدة بعد أن استقبل رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا أمس الاثنين رئيسي مجلسي النواب والشيوخ الجدد ، مضيفا أن المحادثات تناولت الجهود المستقبلية لتشكيل حكومة جديدة في إيطاليا، وضرورة التعاون بين كافة المؤسسات الدستورية. واعتبرت ان المشاورات قد تستغرق أسابيع أو حتى شهور من أجل تقريب المواقف المتباعدة للقوى السياسية على الأقل قبل منتصف أبريل القادم . وفي إسبانيا ركزت الصحف اهتمامها على الوضعية في جهة كتالونيا بعد توقيف كارليس بيغدومنت الرئيس السابق للحكومة المحلية للإقليم بألمانيا . وقالت صحيفة ( البايس ) في مقال تحت عنوان " الانفصال يواصل الدفاع عن بيغدومنت " إنه إذا كان توقيف الرئيس السابق للإقليم قد عقد المستقبل القضائي لهذا الأخير فإن الانفصاليين يواصلون تشبثهم وإصرارهم على تنصيبه مجددا رئيسا ل ( الجينيراليتات ) رغم أن هذه المناورة لن تكون لها أية فرصة للنجاح . وأوضحت الصحيفة أن الأحزاب الانفصالية الثلاثة الممثلة في البرلمان الجهوي قد فرضت الدعوة إلى عقد جلسة عامة عاجلة يوم غد الأربعاء من أجل المطالبة بإطلاق سراح المسؤولين الانفصاليين الذين تم اعتقالهم ومحاولة فرض ترشيح أحدهما لرئاسة الجهة من جديد . ومن جهتها كتبت صحيفة ( إلموندو ) أن الشرطة الكتالانية ( موسوس دي إيسكوادرا ) حذرت رئيس البرلمان الجهوي لإقليم كتالونيا روجر تورنت من " التحول العنيف " الذي بدأ يشهده مسلسل الاستقلال مشيرة بالخصوص إلى تحركات وتصرفات مناضلي الحزب الداعم للانفصال ( ترشيح الوحدة الشعبية كوب ) . وفي موضوع آخر أكدت الصحيفة أن وزارة الداخلية عززت إجراءات الحماية الخاصة بالمسؤولين القضائيين الكبار الذين كلفوا بملف مسلسل الانفصال بجهة كتالونيا وكذا القادة السياسيين المعارضين لفكرة الانفصال وذلك بعد ارتفاع مؤشرات التهديدات التي يتعرضون إليها . أما صحيفة ( لاراثون ) فأكدت أن كارليس بيغدومنت سيبقى في السجن بألمانيا خشية هروبه مشيرة إلى أن المدعي العام الألماني على قناعة بأنه في حالة إطلاق سراح بيغدومنت فإنه سيحاول التوجه إلى بلجيكا التي يأمل أن يحظى فيها بمعاملة خاصة.