حذر إيفجيني بوزينسكي، الجنرال السابق في الجيش الروسي، العالم من اندلاع ما وصفه ب"آخر الحروب في تاريخ البشرية"، والتي قد تشتعل بسبب أزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا، خلال شهر مارس الماضي. ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن بوزينسكي، الذي سبق له أن خدم في صفوف الجيش الروسي ل41 عام، قوله بأن "طرد الدبلوماسيين الروس من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة الأميركية، بعد تسميم سكريبال وابنته يوليا، يخلق وضعا، أسوأ من ذلك الذي كان سائدا خلال فترة الحرب الباردة". وأضاف بوزينسكي، حسبما نقلت عنه الصحيفة: "ستكون حربا حقيقية أسوأ من الحرب الباردة، وستكون الأخيرة في تاريخ البشرية". وأوضح بوزينسكي، أن اتهام روسيا بتسميم سكريبال وابنته لن يكون السبب الرئيسي لاندلاع هذه الحرب، وإنما الضغط على روسيا، والذي سيستمر في التصعيد بحسب الولاياتالمتحدة، إلى أن يتم تغيير النظام الروسي. وبيّن بوزينسكي: "لا يعرف من يفكر بتغيير النظام في روسيا، الشعب الروسي حقا، فهو يلتف حول رئيسه أكثر كلما تزايدت الضغوط الدولية عليه. ما تقوم به الولاياتالمتحدة والأوروبيين هو حصر روسيا في الزاوية، وهو أمر بالغ الخطورة". وعن رأيه حول نفي موسكو مسؤوليتها في قضية تسميم سكريبال، قال بوزينسكي: "هذا الادعاء غير صحيح، فالرئيس فلاديمير بوتن، آخر المستفيدين من مثل هذه الجريمة". ورداً على حديث بوزينسكي، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الثلاثاء، إن بريطانيا تبحث عن "طريقة متناسبة" للرد على التهديد الذي تمثله روسيا، بعد قول الجنرال الروسي، إن تسميم جاسوس سابق قد يشعل فتيل حرب عالمية جديدة. ونقلت "رويترز" عن المتحدث الذي لم تكشف عن اسمه قوله: "نحتاج إلى الرد بطريقة متناسبة على هذا السلوك العدواني من روسيا وهذا هو ما نفعله". وتشتبه السلطات البريطانية في أن سكريبال جرى تسميمه بغاز أعصاب صنع إبان الحقبة السوفيتية، وهو ما تنفيه موسكو. وكانت حادثة تسميم سكريبال قد دفعت دول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى إلى الانضمام لبريطانيا في طرد أكثر من 150 دبلوماسيا روسيا من بلادها، وهو ماردت عليه روسيا بالمثل، طاردة عددا كبيرا من الدبلوماسيين الغربيين.