تطرقت الصحف الصادرة اليوم السبت بمنطقة شرق أوروبا لقضايا ومواضيع متنوعة، من بينها مصير أوروبا في حالة تطبيق الاتحاد الأوروبي قرارها بربط الدعم المالي بسيادة القانون،، وتطورات الخلاف بين تركيا والولاياتالمتحدة حول سوريا، ومنتدى فالداي حول الشرق الأوسط الذي ستحتضنه موسكو في الأسبوع المقبل، واستمرار التوتر التركي القبرصي بعد رفض أنقرة السماح لباخرة تنقيب عن النفط من الوصول إلى السواحل القبرصية ،والجدل الدائر بالنمسا بشأن إلغاء الحكومة قانونا كان سيتم بموجبه حظر التبغ في المقاهي والمطاعم . ففي بولونيا، كتبت صحيفة "أونيط بيزنيس" أن تنزيل الاتحاد الأوروبي لقرار ربط الدعم المالي المقدم للدول الأعضاء بسيادة القانون ،"قد تتأثر به بولونيا بشكل مباشر ،في حالة ما اذا لم يصل الجانبان الى توافق بشأن الخلاف القائم حول قانون إصلاح القضاء ،الذي دخل حيز التنفيذ قبل متم السنة الماضية". وأضافت الصحيفة أن "رفع هذا اللبس يتطلب مجهودا استثنائيا من بولونيا لإقناع شركائها بالاتحاد الأوروبي ،بأن استراتيجية إصلاح القضاء تحترم كليا مقتضيات الدستور ولا تمس المبادئ الديموقراطية ولا صلب معاهدة الاتحاد الأوروبي ،وإنما هي إجراءات تشريعية لإصلاح المجال ومحاربة الفساد ،وجعل كل أفراد المجتمع يتساوون وفق جوهر القانون". واعتبرت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أن إعداد المفوضية الأوروبية لمشروع قانون يتعلق بشروط ربط صرف الأموال للدول الأعضاء بسيادة القانون واحترام المبادئ الديموقراطية " في الظاهر قد يعني كل الأعضاء ،إلا أن المستهدف الأول من المسألة قد تكون بولونيا وبعض دول شرق أوروبا ،التي توجد في خلاف مبدئي مع بروكسيل حول استراتيجيتها لإصلاح القضاء ومحاربة الفساد ". وأكدت أن النص التشريعي المرتقب ،الذي سيشكل الأساس القانوني لتنزيل شروط الحصول على الدعم المالي ،"قد يتسبب لبولونيا خللا في ميزانيتها العامة ،وكذا في بلورة الكثير من المشاريع البنيوية التي تمتد لسنوات طويلة ،وما عليها ،وكذلك الدول المعنية ،إلا البحث عن توافقات مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي ،قبل أن يدخل التشريع الأوروبي حيز التنفيذ" . وأبرزت صحيفة "بولس بيزنيسو" أن "أمر تكييف إمكانية جعل تمويل الاتحاد الأوروبي أكثر اعتمادا على احترام القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي في إطار قانون ،قد لا يرى النور قريبا ،وقد يحتاج الى نقاش طويل بين مكونات الاتحاد وتوافقات معلنة وغير معلنة ،إلا أن المسألة هي بمثابة ناقوس تنبيهي لدول بعينها ،من ضمنها بولونيا". ودعت الصحيفة في هذا السياق الحكومة البولونية الى "أخذ تنبيه المفوضية الأوروبية بجدية أكثر ،حتى لا تكون مستقبلا ضحية هذا القرار ،الذي بدون شك سيؤثر على اقتصاد البلاد والكثير من المشاريع ذات البعد السوسيواقتصادي ،وبالتالي على وارسو أن تقوم بمبادرات استباقية لتبديد كل الخلافات واقناع الشركاء المعنيين وشرح مواقفها من جدوى إصلاح القضاء" . وفي اليونان واصلت الصحف اهتمامها بالتوتر التركي القبرصي بعد استمرار رفض أنقرة للسماح لباخرة تنقيب عن النفط من الوصول الى حقل في عرض السواحل القبرصية بدعوى حماية الحقوق الاقتصادية للأقلية التركية في الجزيرة المقسمة. صحيفة (كاثيمريني) ذكرت أنه رغم الجهود الديبلوماسية ،التي تقوم بها منذ أسبوع إيطاليا وفرنسا والمفوضية الأوربية ،لم تفلح لحد الآن في إقناع تركيا بالسماح للباخرة التابعة لشركة (إيني) الإيطالية بالمضي الى وجهتها. ونقلت الصحيفة عن الشركة الإيطالية قولها إن المسألة مرهونة بالجهود الدبلوماسية وخارج إرادة الشركة الأيطالية ،التي اكترت سفينة التنقيب والاستكشاف لمدة محدودة ،والمتعين أن تنتقل في مطلع مارس المقبل الى وجهة تنقيب جديدة في المحيط الأطلسي. صحيفة (تا نيا) نقلت عن الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس قوله إن الجانب القبرصي اليوناني لن ينجرف تحت أي ظرف من الظروف الى نوبة تنافسية ،وهو ما تحاول تركيا خلقه، مضيفا أنه لا يمكن التعامل مع الاستفزازات بالتصريحات أو التفاخر. وأضافت الصحيفة أن ”قبرص أعربت عن رغبتها في استئناف الحوار من أجل تسوية القضية القبرصية، شرط أن تتوقف تركيا فورا عن جميع الأعمال المخالفة للقانون الدولي وتسمح للسفينة بمواصلة طريقها“. وقالت الصحيفة إن تركيا تواصل ”ممارسات بالية لفرض شروط عفا عنها الزمن ،من قبيل حق التدخل وحق الضمان والحفاظ على جيش دائم في شمال قبرص ،وهي أمور ينبغي أن تنتهي على الفور“ . وأضافت إن الحل هو التقدم سريعا في مفاوضات توحيد الجزيرة بشكل يحترم مخاوف جميع السكان الشرعيين في البلاد من القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك، ويخلق في الوقت نفسه دولة عصرية مستقلة تماما بعيدا عن الضغوطات التركية. وفي روسيا، توقفت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) عند مؤتمر ميونيخ للأمن ،الذي انطلقت أشغاله أمس الجمعة في العاصمة البافارية، وكتبت أنه يتوقع أن يهيمن ما يسمى "التهديد الروسى" على أشغال الدورة ال 54 للمؤتمر، ويشكل أحد مواضيعه الرئيسية. وقالت الصحيفة إن رئيس المؤتمر، وولفغانغ ايشينغر، أعد تقريرا من 88 صفحة ،أكد فيه أن روسيا "تشكل تحديا واضحا للأمن، نظرا لضمها شبه جزيرة القرم سنة 2014، ودعمها الانفصاليين في الدونباس، شرق أوكرانيا، والأعمال التي تقوم بها في سوريا، وكذا تحركاتها في منطقة البحر الأبيض المتوسط." ونقلت الصحيفة تحذير ايشينغر من أن "غياب التفاهم المتبادل يمكن أن يؤدى إلى مواجهة عسكرية"، مضيفا أن إحدى سبل تجنب تصاعد حدة التوتر ،هو البحث عن حل سلمى للنزاع فى أوكرانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تقريرا آخر ينتظر أن يعمم على المشاركين في المؤتمر سيركز أيضا على مسألة النزاع في أوكرانيا، مسجلة أن هذا التقرير، الذي أعده ريتشارد غوان، الأستاذ بجامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، يؤكد على "ضرورة نشر ما لا يقل عن 20 ألف من جنود حفظ السلام على كامل أراضي منطقة الدونباس، وصولا إلى الحدود مع روسيا". من جهتها، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن تطورات الوضع بمنطقة الشرق الأوسط أصبحت تشكل إحدى أبرز أولويات السياسة الخارجية الروسية، مشيرة إلى أن هذا الموضوع سيكون في صلب النقاشات التي سيعرفها منتدى فالداي حول الشرق الأوسط ،الذي يقام يومي 19 و 20 فبراير الجاري بالعاصمة الروسية موسكو، بمشاركة ثلة من السياسيين والخبراء من روسيا ودول الشرق الأوسط. ونقت الصحيفة عن فيتالي نعومكين ، مدير معهد الدراسات الشرقية بموسكو وأحد الخبراء البارزين المشاركين في فعاليات المؤتمر، قوله إن روسيا "تعمل إلى جانب جميع اللاعبين الكبار فى المنطقة، بما فى ذلك الشركاء و أقرب الحلفاء، وكذا الدول التي تربطها علاقات وثيقة مع الغرب"، معتبرا أن موسكو "قادرة على العمل مع مجموعة مختلفة من الدول ،التي تدافع عن مصالحها الخاصة، دون أن تنجر إلى أي مواجهة خطيرة مع اللاعبين الإقليميين ". وفي تركيا، أفادت صحيفة (الحرية) أن أنقرة اقترحت على واشنطن انسحاب وحدات حماية الشعب (الميليشيات الكردية السورية) إلى شرق الفرات بسوريا، ونشر جنود أمريكيين وأتراك في منطقة منجب بسوريا. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مسؤول تركي، أن هذا المقترح يمكن أن يشكل انفراجة في الجهود المبذولة لتجاوز الخلافات الكبيرة القائمة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) حول السياسة السورية، والتي تدهورت بشكل مسبوق في الآونة الأخيرة، بسبب الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب. وبحسب الصحيفة، فإن الولاياتالمتحدة تدرس هذا المقترح ،الذي تم تبليغه لوزير الخارجية الأمريكي ، ريكس تيليرسون، خلال زيارته لأنقرة التي استغرقت يومين. من جهتها، كتبت صحيفة (ستار) أن قضية منجب "تشكل أولوية في أفق تطبيع العلاقات بين أنقرةوواشنطن"، وأنه يتعين على البلدين التعاون بشكل وثيق لمحاربة تنظيم (داعش) ،وإنشاء مناطق آمنة بهدف ضمان أمن الحدود التركية، والمساعدة في استقرار الأوضاع بسوريا. بدورها، كتبت صحيفة (دايلي صباح) أنه بفضل الإرادة المشتركة ،المعبر عنها منذ وصول وزير الخارجية الأمريكي مساء الخميس ،"فتركيا مستعدة لتطبيع العلاقات الثنائية، محذرة من أن العلاقات بين البلدين بلغت "نقطة حرجة"، وبالتالي "إما أن يتم العمل على إصلاحها أو توقع انهيارها بالكامل". وأضافت الصحيفة أن تركيا ترغب في أن يتم أخذ "مخاوفها وانشغالاتها الأمنية على محمل الجد"، لاسيما استمرار الولاياتالمتحدة في دعم منظمة وحدات حماية الشعب، ،التي تعتبر الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني، وعدم التعاون في تسليم زعيم منظمة فتح الله كولن، المتهم بتدبير انقلاب يوليوز 2016. وأبرزت تأكيد رئيس الدبلوماسية التركية، مولود تشاووش أوغلو، أنه "يتعين على واشنطن اتخاذ خطوات ملموسة وعدم الاكتفاء بالوعود"، معلنا أن الجانبين اتفقا على "تشكيل آلية لمتابعة وضمان تنفيذ القرارات المتفق بشأنها ، وعدم بقائها مجرد تعهدات"، ينتظر أن تعقد أول اجتماع لها في منتصف مارس المقبل. وفي النمسا، أفادت صحيفة (دير ستاندار) بأن الموقع الإلكتروني ،الذي يتضمن التماسا بحظر التبغ في المقاهي والمطاعم بالنمسا، توقف أمس الجمعة عن العمل لساعات طويلة، وذلك بالنظر إلى ارتياده من قبل عدد كبير من الموقعين. وأضافت الصحيفة أن هيئة الأطباء النمساوية، التي وجهت هذا الملتمس إلى جانب عدد من الجمعيات الأخرى، أشادت بالانخراط الشعبي الواسع في هذه المبادرة، معربة عن أسفها لكون المواطنين لم يتمكنوا من ولوج الموقع للتعبير عن رفضهم لقرار الحكومة الجديدة المحافظة، إلغاء القانون ،الذي كان سيتم بموجبه حظر التبغ في المقاهي والمطاعم ،اعتبارا من فاتح ماي المقبل. وقالت الصحيفة إن القانون النمساوي يخول توجيه مثل هذا الملتمس، وأنه إذا حظي الملتمس بتأييد 100 ألف مواطن، فإنه يتعين على البرلمان أن يدرج موضوع الملتمس ضمن جدول أعماله، مسجلة أن 13 ألف شخص يلقون سنويا حتفهم بالنمسا بسبب التبغ، وأن البلاد تحتل المرتبة الثالثة أوروبيا من حيث نسبة المدخنين (30 في المائة ممن تفوق أعمارهم 15 سنة مدخنون). من جهتها، تناولت صحيفة (داي بريس) تصريحات وزير الدفاع النمساوي، ماريو كوناسيك، (حزب الحرية اليميني) التي أعلن فيها أن الحكومة تعتزم إعادة النظر في مسألة استبدال طائرات مقاتلة من نوع (يوروفايتر) ،التي تم اقتناؤها سنة 2000 من مجموعة صناعة الطائرات (ايرباص) ، والتي أقرتها الأغلبية السابقة المكونة من يسار الوسط، مشيرة إلى أن السلطات النمساوية كانت رفعت، في السنة الماضية، شكوى ضد شركة(إيرباص)، متهمة إياها بممارسة "الخداع " في الصفقة المذكورة. وأشار الوزير النمساوي إلى أنه تم تشكيل "لجنة للتقييم" ستتولى مهمة التحقق من صحة استنتاجات فريق الخبراء ،المكلف من قبل الحكومة السابقة، الذي أعلن في يوليوز الماضي "الانسحاب من برنامج يوروفايتر" ،اعتبارا من سنة 2020، نظرا للتكلفة "الباهضة" لصيانة الطائرات.