تناولت الصحف، الصادرة اليوم الخميس في منطقة شرق أوربا، عددا من القضايا من بينها تأزم الوضع بإقليم الدونباس وتداعيات ذلك على الأمن بشرق أوروبا، ودعوة المعارضة اليونانية لانتخابات سابقة لأوانها، ومغادرة رئيس اللجنة الأولمبية الروسية منصبه في نهاية الشهر الجاري، وموقف النمسا من قرار المفوضية الأوروبية رفع ميزانية الاتحاد الأوروبي، علاوة على قضايا أخرى. ففي بولونيا كتبت صحيفة "ناش دجيينك " أن "تأزم الوضع بإقليم الدونباس (شرق أوكرانيا) له تأثير مباشر على الأمن بشرق أوروبا ،وخاصة على بولونيا ،مع ازدياد المواجهات العنيفة والمباشرة بين الجيش الحكومي الأوكراني والمسلحين الموالين لروسيا" . وأعربت الصحيفة عن تخوفها من أن "تكون المواجهات في إقليم الدونباس ،الذي يسيطر عليه الموالون لروسيا منذ سنة 2014 ، سببا في ازدياد التسلح بالمطقة الهشة أصلا ،وتلقى بعض الدول ،من ضمنها روسيا بالخصوص ،الذريعة لتكثيف التسلح بالمنطقة ،التي لا يمكن أن تجد الحلول لاستتباب الأمن بها إلا بضغوطات سياسية قوية على روسيا ،التي تعد الطرف الاساسي في النزاع القائم "،بالمنطقة الواقعة شرق أوكرانيا. واعتبرت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن "الوضع الأمني بإقليم الدونباس يزداد سوء من يوم لآخر ،ولم تفلح الى الآن الجهود الدبلوماسية لتصحيح الوضع بالمنطقة وتمكين أوكرانيا من استرجاع أراضيها ،بل أكثر من ذلك يبقى الوضع قابلا للتأزم أكثر فأكثر مع رفض روسيا إنشاء بعثة أممية لضمان الأمن بإقليم الدونباس ،وفق شروط منطقية وواقعية " . وأضافت أن "بؤرة التوتر بإقليم الدونباس لم تنل بعد حظها من الاهتمام ،والأسباب خفية رغم أن الكثير من الدول الغربية ،منها الولاياتالمتحدة ،تعبر عن تضامنها مع أوكرانيا ،إلا أن ذلك لم ينتقل الى الفعل والدعم الميداني والضغط الصارم على روسيا للتخلي عن احتضانها للمسلحين الانفصاليين بإقليم الدونباس". وشددت صحيفة "غازيتا برافنا" على أن "الكل يتحدث عن خطر المواجهات في إقليم الدونباس وهشاشة الوضع الأمني بالمنطقة ،التي تهدد الجبهة الشرقية للاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) ،إلا أن أحدا تجرأ على دعم أوكرانيا بشكل مباشر لمواجهة هذا الوضع ،الذي تعيشه أوكرانيا منذ أزيد من أربع سنوات" . واعتبرت أن أوكرانيا "تواجه مصيرها على ما يبدو لوحدها رغم علاقاتها المتميزة مع الولاياتالمتحدة ،والعلاقات المتقدمة التي تربطها مع الاتحاد الأوروبي ،واحتمال انضمامها الى حلف الناتو مستقبلا "،مشيرة الى أن "التعاطي مع قضية إقليم الدونباس يجب أن يتغير في أقرب وقت ممكن ،وإلا سيأتي الوقت لتصبح القضية ثانوية في اهتمامات المجتمع الدولي وسيكون الخاسر الأول أمن أوروبا " . وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن زعيمة حركة التغيير (وسط) فوفي جينيماتا، دعت يوم الأربعاء ،إلى إجراء انتخابات مبكرة قبل توقيع اليونان على اتفاق للخروج من خطة الإنقاذ الثالثة في غشت المقبل. وأضافت الصحيفة أنها وجهت رسالة لرئيس البرلمان نيكوس فاريس تطالب فيها بفتح نقاش في البرلمان حول التدابير التي تعهدت اليونان بتطبيقها بعد خروجها رسميا من خطة الإنقاذ الثالثة. واعتبرت أن الحكومة الحالية لا يمكنها إلا أن تقود البلاد والاقتصاد والمجتمع نحو مستقبل قاس وغير محمي وغير آمن، مؤكدة أن حكومة سيريزا ”ليس لديها تفويض من الشعب للاضطلاع بهذه الالتزامات الجديدة لما بعد مرحلة انتهاء برامج الإنقاذ الأوربية“. صحيفة (إيثنوس) نقلت عن زعيم حزب الديمقراطية الجديد ،أكبر أحزاب المعارضة (يمين) كيرياكوس ميتسوتاكيس ،قوله إن الحكومة يجب أن تدعو إلى انتخابات مبكرة في سبتمبر ،إذا كانت تعتقد أن البلاد ستخرج من برامج الإنقاذ الأوربية في غشت. وأضاف ”إذا كانوا يزعمون الخروج النظيف من برامج الإنقاذ، فلماذا لا يطرحون المسألة على الشعب اليوناني. إذا كانوا يعتقدون أنهم يقولون الحقيقة ، دعنا نؤكد الحقيقة في صناديق الاقتراع“. وأضافت الصحيفة أن اليونان دخلت فترة ما قبل الانتخابات ،التي طال أمدها وأن البلاد معرضة لخطر العودة إلى الوراء ،بينما تمضي الحكومة قدما في عمليات دعائية لتعزيز مستويات شعبيتها. وفي تركيا، ذكرت (ديلي صباح) أن الانتخابات المبكرة القادمة نقطة تحول ليس فقط بالنسبة للنظام السياسي في البلاد مع بدء السلطات التنفيذية للرئيس المنتخب ،ولكن أيضا لأكراد البلاد ،الذين سيتاح لهم "الاستفادة أخيرا من سياسة اللاعنف“. وأضافت أنه قبل انتخابات عام 2019 ، كان لأحزاب المعارضة هدفان ،هما إطلاق حملة رئاسية مشتركة ضد الرئيس أردوغان والسيطرة على أصوات الناخبين الأكراد. وقالت إن خطتهم الاولى "فشلت رسميا في الاسبوع الماضي ،فيما ستتبعثر جهودهم الحالية للتأثير على أصوات الناخبين الأكراد. ووفقا للصحيفة ،فإن بعض السياسيين والإعلاميين يدعون أن أكراد تركيا "محبطون" بسبب مقاربة أنقرة لاستفتاء كردستان العراق وعملية غصن الزيتون ،التي تنفذها في شمال سوريا وفي الواقع يسعى هؤلاء بنشاط لاثارة الإحباط في صفوف الأكراد. من جانبها، كتبت صحيفة (الحرية ديلي نيوز) أنه بعد أسبوع من المناقشات المكثفة، أصبح من الواضح أن أحزاب المعارضة لم تجد حلا وسطا على مرشح مشترك، وبالتالي ستتقدم للانتخابات الرئاسية بعدد من المرشحين ،ما يعني أن التنافس سيكون فيما بينهم على أشده. صحيفة (ييني شفق) ذكرت أن الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية قررت دعم الرئيس رجب طيب أردوغان في هذه الانتخابات ،وذلك عقب اجتماع ضم جميع نواب الحزب في البرلمان بحضور زعيم الحزب دولت بهتشيلي. يذكر أن حزب الحركة القومية شكل مع حزب العدالة والتنمية الحاكم "تحالف الشعب" لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة بشكل مشترك، حيث جرى الاتفاق على أن يكون أردوغان مرشحا موحدا للحزبين. وفي روسيا ، كتبت صحيفة (ذو موسكو تايمز) أن رئيس اللجنة الاولمبية الروسية، ألكسندر جوكوف، لا ينوي الترشح مجددا للبقاء في منصبه عندما تنتهي ولايته رسميا في 29 ماي الجاري. وأضافت الصحيفة أن جوكوف (61 عاما) ، الذي هو أيضا عضو في مجلس الدوما الروسي (الغرفة السفلى للبرلمان) ويترأس اللجنة الأولمبية الروسية منذ سنة 2010 ، قال في تصريح إنه "غير قادر على الاستمرار في منصبه وأداء مهامه بالشكل الأمثل، في ظل الظرفية التي تجتازها الرياضة الروسية حاليا، وكذا بالنظر للأعباء الكثيرة التي يتحملها كعضو بالبرلمان". وقالت الصحيفة إن الرياضة الروسية واجهت في عهد جوكوف عدة متاعب كان آخرها منع المنتخب الروسي من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ،التي نظمت بمدينة بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية، والاكتفاء فقط بالسماح لبعض الرياضيين الروس بالمشاركة تحت علم محايد. من جهتها، توقفت صحيفة (إزفيستيا) عند قرار وزارة الخزانة الأمريكية تمديد فترة تنفيذ القرارات المتعلقة بالعقوبات التي فرضت على عدد من الشركات الروسية، وكتبت أن السلطات الأمريكية أجلت بدء تنفيذ العقوبات إلى غاية 6 يونيو المقبل ، بدلا من الموعد السابق الذي كان مقررا في 7 ماي الجاري. وأضافت الصحيفة أن قائمة الشركات المشمولة بالعقوبات لم تتغير وبقيت على حالها، ونقلت عن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين قوله، الثلاثاء، إن "أحد أهم شروط رفع العقوبات عن شركة (روسال) هو تخفيض حصة رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا في الشركة". وفي النمسا، توقفت صحيفة (داي بريس) عند رد فعل المستشار النمساوي، سيباستيان كورتز، ، على قرار المفوضية الأوروبية الأربعاء رفع ميزانية الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، معتبرا هذا الإجراء "غير مقبول" ويتعارض بشدة مع زيادة المساهمة المالية للنمسا في الميزانية الأوروبية. وذكرت الصحيفة ،نقلا عن رئيس المفوضية الأوربية، جان كلود يانكر، أن هذا الاقتراح، الذي سيكون موضوع مفاوضات بين الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي، ينص على الرفع من ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة ما بين 2021 و 2027 لتصل إلى 279ر1 مليار أورو، مقابل 087ر1 مليار أورو للفترة الحالية 2014-2020 ، معتبرا أن الأمر يتعلق "بميزانية طموحة ومتوازنة في نفس الوقت وعادلة بالنسبة للجميع".