تناولت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة شرق أوروبا قضايا ومواضيع متنوعة ، من بينها عزم المفوضية الأوروبية ربط مسألة سيادة القانون بالدعم المالي في تعاملها مع بولونيا، وموقف الاتحاد الأوروبي من الحزمة الجديدة من العقوبات التي تعتزم واشنطن فرضها على روسيا في متم الشهر الجاري، واللقاء المرتقب بين الوزير الأول اليوناني ونظيره المقدوني لتسريع وتيرة المفاوضات للاتفاق على اسم بديل لهذه الدولة، ورهانات المشاركة النمساوية في دورة الألعاب الاولمبية الشتوية المقررة بكوريا الجنوبية، ومؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده بمدينة سوتشي الروسية أواخر الشهر الجاري، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "فبوليتيسي" أن عزم المفوضية الأوروبية ربط مسألة سيادة القانون بالدعم المالي في تعاملها مع بولونيا، كما اتفق على ذلك غالبية المفوضين ،"قد لا يكون الحل الأمثل لمعالجة الخلاف بين وارسووبروكسيل ،الذي يجب أن يغلب فيه مبدأ الحوار والنقاش الذي يسترعي كل الأطراف ،خاصة وأن الامر لا يتعلق بنزاع مبدئي وإنما فقط باختلاف في التصورات ووجهات النظر ". وأضافت أن بلورة قرار المفوضية "لن يكون في المستقبل القريب إذ لا يمكن تفعليه إلا بعد سنة 2020 ،بعد انصرام ميزانية التدبير الحالية ،ومع ذلك فإن هذا التصور قد يكون بمثابة سيف على رقاب بعض الدول ،التي لا تمتثل لتوجهات الدول القوية داخل المنتظم الأوروبي ،وبالتالي معاقبتها على شيئ يدخل في نطاق شؤونها الداخلية". ورأت صحيفة "ناش دجيينيك" أنه "من السهل اتخاذ قرارات زجرية لمعاقبة الدول الأقل تأثيرا في الاتحاد الأوروبي والاخلال بتوازناتها الاقتصادية ،وهذا شيئ ليس في صالح وحدة الاتحاد ومستقبله ،مع تزامن تفعيل القرار مع انسحاب بريطانيا من سفينة الاتحاد الأوروبي ،ومع احتمال وقوع تغيرات سياسية كثيرة قاريا ،مع الأخذ بعين الاعتبار تنامي النزعات الوطنية ومناهضة قضايا الهجرة ". وأضافت أن أموال الدعم التي تحصل عليها دول الاتحاد الأوروبي "ليس منا أو صدقة من أي مؤسسة ،وإنما هي أموال مستخلصة من مواطني الاتحاد ،ويجب أن تصرف بالتساوي على كل مواطني الاتحاد بالعدل ،ولا يجب استغلال هذه المنح لتأديب دول بعينها ،وهو ما يتنافى كليا مع المبادئ التي يقوم عليها الاتحاد وأهدافها الوحدوية العامة". ورأت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن "بولونيا لا شك في أنها تؤيد بناء ميزانية الاتحاد الأوروبي في المستقبل على أساس معيار توفر الدول على نظام قضائي مستقل واحترامها لمبدأ فصل السلط وسيادة القانون ، إلا أن تقييم هذه الأمور يبقى نسبيا ،لاختلاف وجهات نظر كل دولة على حدة ،شأن ذلك شأن تقييم سير المؤسسات الديموقراطية ". وأوضحت أن "لكل دولة تقييمها الخاص تجاه الممارسة الديموقراطية وتنزيل القوانين ،ارتباطا بمحددات مختلفة تتعلق بالجوانب التشريعية والسياسية والاجتماعية ،وهي عمق الخصوصيات الوطنية ،التي لا يمكن أن تمحيها الاهداف العامة للاتحاد الأوروبي ،لأنها واقع ثابت لا سبيل لتغييره رغم أن الكل يؤمن بالوحدة والتلاحم ". وفي اليونان، ذكرت (إيثنوس) أن رئيس الوزراء اليوناني توجه الى دافوس للمشاركة في الملتقى الاقتصادي العالمي وبالخصوص لقاء نظيره المقدوني من أجل العمل على تسريع وتيرة المفاوضات للاتفاق على اسم بديل لهذه الدولة الوليدة عن الاتحاد اليوغسلافي السابق ينهي الخلاف بين البلدين، الذي عمر لأزيد من 25 سنة. وقالت الصحيفة إنه بعد المقترحات التي قدمها المبعوث الأممي وردود فعل الأحزاب والمظاهرة التي شهدتها ثيسالونيكي الأحد الماضي ،فإن الموضوع بيد تسيبراس ،الذي سيحسم فيه خلال لقاء نظيره المقدوني الذي توجد أياديه أيضا مغلولة بفعل ردود الفعل المعارضة لأية تسوية مرة مع اليونان. صحيفة (كاثيمينري) ذكرت أن مظاهرة ستجري في 4 فبراير المقبل قبالة البرلمان اليوناني للمطالبة بعدم تقديم أية تنازلات بشأن هذه المفاوضات ،وبالخصوص ألا يتضمن الاسم الجديد للجارة الشمالية لليونان كلمة (مقدونيا). وذكرت الصحيفة من جهة أخرى أن الولايات المتحدة تجري ضغوطات لينة من خلف الستار من أجل تسريع التوصل الى تسوية لهذا الخلاف. وفي روسيا، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أنه ينتظر أن تقدم الإدارة الأمريكية، في 29 يناير الجارين تقريرا للكونغرس حول الحزمة الجديدة من العقوبات التي تعتزم واشنطن فرضها على روسيا في إطار مشروع القانون المسمى "قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات". وأضافت الصحيفة أن واشنطن طلبت من الاتحاد الأوروبي أن يحذو حذوها وينخرط في الإجراءات الجديدة ضد موسكو، لكن بروكسيل أكدت أنها "ليست في عجلة من أمرها بشأن تشديد العقوبات ضد روسيا"، بالرغم من أن عددا من الشركات الأوروبية أعلنت ترحيبها بالقرار ،وأقرت بإمكانية تعليق استثماراتها في روسيا خشية أن تطالها العقوبات الأمريكية. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي، فريديريك ويسلو، قوله إن "خطوات واشنطن أحادية الجانب تثير امتعاض الدبلوماسيين في بروكسل "، معتبرا أن "العقوبات الأمريكيةالجديدة المرتقبة على روسيا تمليها بالأساس السياسة الداخلية الأمريكية، لاسيما تزايد مخاوف الطبقة السياسية بواشنطن من أن يقدم دونالد ترامب على رفع القيود المفروضة على روسيا". من جهتها، اهتمت صحيفة (إزفيستيا) بالملف النووي الإيراني وذكرت، نقلا عن مصادر دبلوماسية روسية رفيعة المستوى، أن فرنسا تدرس الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني على غرار الولايات المتحدة بعدما أخذت علما بتقييم وملاحظات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الموضوع. وأضافت الصحيفة أن باريس "تتابع عن كثب خطوات واشنطن وإجراءاتها حول موضوع الاتفاق النووي الإيراني وقد تقدم على الانسحاب من هذا الاتفاق إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك"، مشيرة، في المقابل، إلى أن بريطانيا تتابع بدورها وعن قرب التطورات الحاصلة لكنها "مازالت متشبثة بموقفها القاضي بالإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران الذي تم توقيعه سنة 2015 "، فيما لا تبدي ألمانيا اهتماما كبيرا بالموضوع ،حيث ينصب اهتمامها أكثر على قضاياها الداخلية الملحة وفي مقدمتها تشكيل ائتلاف موسع لإدارة شؤون البلاد في الفترة المقبلة. ونقلت الصحيفة تأكيد المحلل السياسي الروسي، فيودور لوكيانوف، أن " المشكلة المطروحة بحدة الآن هي أنه في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران فسوف لن يعود للاتفاق أي وجود يذكر ، مما يعني عودة العقوبات الصارمة والمشددة التي فرضت سابقا على إيران". وفي تركيا، ذكرت صحيفة (الفجر الجديد) أن وفدا أمريكيا رفيع المستوى سيبحث بأنقرة عددا من القضايا مع المسؤولين الأتراك، من بينها التعاون العسكري وعملية "غصن الزيتون" الجارية بمدينة عفرين (سوريا). وأضافت الصحيفة أن الوفد ،الذي يقوده جوناثان كوهين، نائب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، سيجري مباحثات مع نائب وزير الشؤون الخارجية التركية أحمد مهتار غون ومسؤولين من القيادة العليا للقوات المسلحة التركية، كما ينتظر أن يقدم بالمناسبة عرضا مفصلا حول الخطط الأمريكيةبسوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا أعربت عن امتعاضها من إعلان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، مؤخرا، عن نيتها إنشاء "قوة أمن حدودية" تضم مقاتلي القوات الديمقراطية السورية الحليفة للمقاتلين العرب والأكراد ،الذين تسيطر عليهم وحدات حماية الشعب. وارتباطا دائما بالموضوع السوري، كتبت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) ، نقلا عن مسؤول بوزارة الشؤون الخارجية التركية، أن أنقرة وطهران وموسكو توصلوا إلى اتفاق حول الوفود التي ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده بمدينة سوتشي (جنوب روسيا) في متم الشهر الجاري، والتي لن تضم ممثلين عن حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري). وأضافت الصحيفة، نقلا عن المصدر ذاته، أن الأكراد السوريين سيكونون ممثلين خلال هذا الاجتماع ب "المؤتمر الوطني الكردي"، وهي مجموعة تنتمي للهيئة العليا للمفاوضات، إضافة إلى بعض ممثلي القبائل الكردية والمجتمع المدني في المناطق المأهولة بالأكراد السوريين، مشددا على أن تركيا ستحتفظ بحقها في الاعتراض على أي مشارك تربطه صلة بحزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه المسلح وحدات حماية الشعب. من جانبها، أعلنت صحيفة (وطن) أن تركيا نصبت 500 خيمة بمنطقة أعزاز (شمال غرب سوريا) يمكنها استقبال ما يزيد عن 3500 شخص، مشيرة أيضا إلى أن السلطات التركية قامت، قبل بدء العملية العسكرية بعفرين، بنصب أزيد من 700 خيمة بإدلب. وفي النمسا، أوردت صحيفة (دير ستاندر) تصريحات الرئيس النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، حول حصيلته الرئاسية بعد مرور عام على تنصيبه في 26 يناير 2017، التي أعرب فيها عن "رضاه التام" عما تم تحقيقه، خاصة على مستوى وساطته لتشكيل ائتلاف حكومي بعد شهرين من الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها ،التي فاز بها الحزب المحافظ بزعامة المستشار الحالي سيباستيان كورتز. وأضافت الصحيفة أن الرئيس النمساوي، الزعيم السابق للخضر، أكد، على وجه الخصوص، على أهمية عدم إسناد وزارتي الداخلية والعدل إلى نفس الحزب في الحكومة الحالية، حيث أسندت وزارة الداخلية لحزب الحرية (اليمين المتطرف) ،فيما أسندت حقيبة العدل للحزب الشعبي المحافظ، مشيدا في السياق ذاته بتوجه الحكومة المؤيد لأوروبا بالرغم من وجود اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحكومي. وسجلت الصحيفة أنه بعدما أكد أن "السياسة هي فن الممكن وأنه يصعب إرضاء الجميع"، قال السيد فان دير بيلين أن دوره كرئيس للبلاد يتمثل في تعزيز الحوار بين مختلف الفاعلين السياسيين. من جهتها، أفردت صحيفة (كوريير) ملفا خاصا عن المشاركة النمساوية في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية المقرر إقامتها بمدينة بيونغشانغ الكورية الجنوبية خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 25 فبراير المقبل، مشيرة إلى أن الوفد النمساوي يضم 105 رياضيين، مشيرة إلى أن هذا هو ثاني أكبر وفد نمساوي عددا في تاريخ مشاركات البلاد في الألعاب الأولمبية الشتوية، بعد الوفد المشارك في أولمبياد سوتشي (روسيا) 2014 الذي ضم نحو 130 رياضي ورياضية. وأشارت الصحيفة إلى أن من بين أبرز المرشحين للصعود إلى منصات التتويج هناك مارسيل هيرشر، الفائز بستة ألقاب في كأس العالم للتزلج بجبال الألب، ومايكل مات وهانز رايشلت المتخصصين في سباقات السرعة ، إضافة إلى أنا فيت فينينغر وبيرناديت شيلد في صفوف السيدات.