تناولت الصحف الصادرة اليوم السبت في منطقة شرق أوربا عددا من القضايا أبرزها واقع الإسلام والمسلمين داخل المجتمع البولوني والتعزيزات العسكرية التركية على الحدود مع سورية علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا كتبت صحيفة (ناش دجيينيك) أنه "لا يمكن اعتبار تنامي بعض حالات التعصب ضد الإسلام والمسلمين بأنها ظاهرة تعكس التوجه العام للمجتمع البولوني تجاه الإسلام ،وإنما ما يقع في أحيان متفرقة تجاه المسلمين هي حالات منعزلة ومنفردة ،ولا تعكس نهائيا موقف المجتمع ككل من المسلمين ". وأضافت الصحيفة ،في تحليل لها للاحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية البولونية التي سجلت وقوع نحو 91 حالة اعتداء وتمييز فقط ضد المسلمين منذ بداية العام الجاري ،أن هذه المعطيات "تعكس بجلاء أن التمييز ضد المسلمين لا يبلغ مستوى الظاهرة ،وإنما هي حالات منفردة وثانوية ،في وقت يبقى المجتمع البولوني مجتمعا منفتحا وغير متعصب ". ورأت صحيفة (نيزاليجنا) أن "حالات الاعتداء والكراهية ضد الإسلام والمسلمين مسألة دخيلة على المجتمع البولوني ،الذي تميز دائما بانفتاحه على أصحاب كل الملل بدون استثناء ،واحتضانه للكثير من الجاليات في أوقات حالكة وصعبة من تاريخ البشرية ،آخرها الحرب العالمية الثانية واضطهاد بعض الإثنيات خلال حقبة الاتحاد السوفياتي السابق ". وأكدت أنه "ليس من العدل الحكم على المجتمع البولوني بأنه مجتمع متعصب ومنغلق وعنصري ،لأن الغالبية العظمى لأفراده هم أناس منفتحون ومتسامحون ،ولم يسجل عنهم أبدا تبنيهم لمواقف سلبية تجاه الأعراق الأخرى ،سواء تعلق الأمر بالمسلمين أو بمعتنقي الديانات الأخرى ". صحيفة (فبوليتيسي) اعتبرت أنه "لا يجب الخلط بين رفض بولونيا رسميا تدفق الهجرات نحو أوروبا وعدم الالتزام بحصص الاتحاد الأوروبي وموقف بولونيا من الإسلام ،الذي يبقى ثابتا ،خاصة وأن بولونيا تربطها علاقات وروابط وثيقة مع كل الدول الإسلامية وأواصر متينة مع شخصيات مسلمة ،كما أن بولونيا أعربت ما مرة عن مواقفها الثابتة في قضايا تهم العالم الإسلامي ،من ضمن ذلك قضية القدس ". واعتبرت أن "مواقف بولونيا الثابتة والمبدئية من الإسلام والمسلمين ،لا يمنع من القول بضرورة مواجهة كل الممارسات المشينة التي تظهر داخل المجتمع بين الفينة والأخرى تجاه الإسلام والمسلمين ". وفي اليونان واصلت الصحف اهتمامها بالزيارة الرسمية للرئيس التركي والتي اختتمها يوم الجمعة بزيارة الأقلية المسلمة في منطقة تراقيا شمال شرق اليونان. وكتبت (كاثيمينيري) أن أردوغان التقى في مدينة كوموتني، بالطائفة المسلمة وأدى صلاة الجمعة في أحد المساجد وخاطب الاهالي قائلا"أنتم جسر بين اليونان وتركيا“. ونقلت الصحيفة عن أودوغان قوله "لطالما منحنا الأولوية لتطوير علاقاتنا مع اليونان، وقد اتخذنا خطوات حازمة في هذا الصدد“ مضيفة أنه أشاد بما وصفه النجاحات التي حققتها الطائفة المسلمة من أجل البقاء ولوجود أربعة نواب يمثلونهم في البرلمان اليوناني. صحيفة (ثيما) ذكرت أن قرار الرئيس الامريكي نقل سفارة بلاده الى القدس خلق فوضى عارمة في الشرق الأوسط الذي بات مشتعلا مضيفة أن هذه القرارات الأحادية تثير القلق في المنطقة ومن شأنها صب مزيد من الزيت على النار. صحيفة (إثنوس) كتبت ان ترامب أشعل النار في الشرق الأوسط منددة بهذا القرار الأحادي الذي لن يخدم السلام في المنطقة المضطربة كما لقي رفضا عالميا واسعا. وفي روسيا، توقفت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) عند قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل، وكتبت أن هذا القرار "أضر بشكل واضح بصورة واشنطن في العالم العربي"، كما توضح ذلك ردود الفعل التي عبرت عنها الدول الإسلامية. وذكرت نقلا عن عدد من الخبراء أن الموقف الجديد للولايات المتحدة إزاء وضع مدينة القدس يمكن أن يساهم في تقريب المواقف أكثر بين روسيا وبعض البلدان الشرق أوسطية وتعزيز الروابط السياسية بين الجانبين. وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله إن "روسيا تشاطر رأي العالم العربي بشأن عواقب المبادرة الأمريكية الأخيرة، ونعتقد أنه يتعين في الوقت الحالي أن تنصب جميع الجهود حول استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مؤكدا استعداد روسيا لمواصلة جهودها المشتركة مع لاعبين آخرين منخرطين بشكل مباشر في تسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلى، بما فى ذلك اللجنة الرباعية للشرق الاوسط . وفي موضوع آخر، أبرزت صحيفة (إزفيستيا) تأكيد رئيس مجموعة الاتصال الروسية حول ليبيا، ليف دينغوف، أن تجربة بلاده في عقد مؤتمر للحوار الوطني السوري قد تطبق على ليبيا، لكن البت في هذه المسألة يعود بالدرجة الأولى للسلطات الروسية. ونقلت عنه قوله "روسيا اكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع مختلف أطراف النزاع الليبي، ويمكننا اليوم القول إن أطراف النزاع الليبي يثقون بروسيا، لكن البت في مسألة عقد منصات للحوار أو مؤتمر للحوار الليبي موكول إلى القيادة الروسية" وفي تركيا كتبت (ديلي صباح) أن الجيش التركي آقام 12 محطة مراقبة في أفق مراقبة وقف اطلاق النار في إدبلب بسورية وفق مخطط أستانة للسلام فيما تتزايد حدة التوتر في المنطقة بين القوات التركية وميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها انقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني. وأضافت انه باقامة هذه المراكز يكون الجيش التركي قد وسع نفوذه الميداني ل 35 كلم اضافية على طول الحدود بين إدلب وعفرين المقاطعة التابعة لحلب قرب الحدود التي يسيطر عليها ميليشيا وحدات حماية الشعب وقالت ان كيلومترين فقط يفصلان الجيش التركي عن الميليشيات الكردية. وأضافت الصحيفة أن تركيا تواصل في هذا الوقت تعزيز قواتها العسكرية في البلدات الجنوبية لحتاي وكيليس حيث نشرت مدرعات ودبابات وانظمة للدفاع الجوي وعربات مصفحة تحسبا لدخولها الى عفرين في حال وجود تهديدات. صحيفة (ستار) ذكرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور أنقرة الإثنين المقبل لبحث قضايا ثنائية وإقليمية مع أودوغان ولا سيما التطورات الأخيرة المتعلقة بمدينة القدسالمحتلة والوضع في سوريا عما ان آخر لقاء بينهما كان خلال القمة الثلاثية التي جمعتههما بالرئيس الإيراني في مدينة سوتشي الروسية في 22 نوفمبر الماضي. وفي النمسا ذكرت (ذي بريس) أن مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة تواصلت يوم الجمعة رغم كونه يوم عطلة رسمية وانشغال زعيم الحزب الشعبي وزير الخارجية سيباستيان كورتز بترؤس المؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون والتنمية في أوربا. وأضافت ان هذه المفاوضات المغلقة ستتواصل نهاية الاسبوع الجاري لمناقشة مختلف الملفات بين الحليفين المرتقبين الحزب الشعبي المحافظ وحزب الحرية اليميني المتطرف على أمل التوصل سريعا لتشكيل الحكومة . صحيفة (دير ستاندار) نقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله يوم الجمعة إن الشكوك في الادارة الاميركية تحول دون ايجاد حل مع كوريا الشمالية التي قد تقبل التفاوض مع الولاياتالمتحدة الأميركية بشأن برنامجها النووي. وأوضحت أن لافروف تساءل على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنعقد الخميس والجمعة في فيينا عن كيفية اقناع كوريا الشمالية بان اتفاقا يعقد اليوم لن تتراجع عنه الادارة الاميركية المقبلة في العام أو العامين القادمين. وقالت الصحيفة إن لافروف صرح بعد محادثات مع نظيره الاميركي ريكس تيلرسون أن موسكو كانت على استعداد لتسهيل عملية التفاوض بين واشنطن وبيونغ يانغ مضيفا قوله "نعلم أن كوريا الشمالية تريد في المقام الاول أن تناقش مع الولاياتالمتحدة ضمانات حول أمنها. نحن على استعداد لتقديم الدعم والمشاركة في هذه المفاوضات".