تناولت الصحف، الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة شرق أوروبا، قضايا متنوعة، من بينها تراجع قيمة عملات دول شرق أوروبا المحتمل خلال السنوات القادمة، ووضعية قطاع صناعة الأدوية بروسيا، ومطالبة أحزاب المعارضة باليونان بانتخابات سابقة لأوانها، والتحالفات الانتخابية بتركيا في أفق الاستحقاقات المقبلة، علاوة على مواضيع أخرى. ففي بولونيا، رأت صحيفة "فبوليتسي" أن هناك احتمال كبير لتراجع قيمة عملات دول شرق أوروبا ،منها بولونيا ،خلال السنوات القادمة ،ارتباطا بتخفيض الأموال المخصصة للدول المعنية من ميزانية الاتحاد الأوروبي ،برسم الفترة الممتدة من 2021 الى 2027 . وأضافت أن سبب تراجع عملات دول شرق أوروبا سيعود بالأساس الى ارتفاع الأسعار وتراجع السيولة المالية من العملات الصعبة وتقلص قيمة وحجم الصادرات وانخفاض التمويل الاجمالي ،خاصة وأن حجم تمويل الاتحاد الأوروبي لميزانيات الدولية سيتراجع بنحو 15 الى 20 في المائة ،منها نحو 10 مليار أورو بالنسبة لبولونيا ،التي تسخر عادة لضمان توازن الميزانية العامة ودعم بعض القطاعات الاجتماعية والاقتصادية الهامة ،كالفلاحة. واعتبرت صحيفة "أونيط بيزنيس" أن بولونيا وهنغاريا والتشيك "وبعد أن حققت أحسن المؤشرات الاقتصادية خلال الأعوام الماضية ،قد تعرف اقتصاداتها تراجعا بينا خلال السنوات القادمة مع دخول ميزانية الاتحاد الأوروبي الجديدة حيز التنفيذ ،وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على قيمة تداول عملات الدول المعنية" . وأبرزت الصحيفة أن "عملات دول شرق أوروبا بدأت العام الجاري بتراجع اختلفت نسبته من شهر لآخر ،وذلك بسبب الخلاف القائم بين بعض حكومات دول شرق أوروبا والمفوضية الأوروبية حول احترام "سيادة القانون" وقضية الهجرة واللجوء وتلويح بروكسيل بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الدول المعنية ،وهو ما جعل الكثير من أصحاب رؤوس الأموال يتراجعون عن الاستثمار ،مع العلم أن هذا الأخير يشكل النواة الاساسية لتطور اقتصادات دول شرق أوروبا" . وكتبت صحيفة "فيبورشا" أن "اقتصادات دول شرق أوروبا ،التي تجمعها الكثير من نقط التشابه في الخلفيات السياسية المسيرة للحكومة ومواقفها من السياسة الأوروبية العامة ، مرشحة للتراجع خلال السنوات القادمة بعد أن تفقد دعما مهما من ميزانية الاتحاد الأوروبي وتراجع ثقة المستثمرين ،بسبب الخلافات السياسية مع بروكسيل". واعتبرت الصحيفة ،المحسوبة على المعارضة ، أن "الحل الوحيد لإنقاذ اقتصادات هذه الدول من التراجع وضمان استقرار عملاتها المحلية ، هو حدوث تغيير على مستوى مواقف حكومات دول شرق أوروبا قبل فوات الأوان وإقرار ميزانية الاتحاد الأوروبي الجديدة ،أو فشل الأحزاب الحاكمة حاليا في الانتخابات التشريعية القادمة وصعود أحزاب أخرى معتدلة تعطي الأولوية للعلاقات الإقليمية . وفي اليونان، كتبت (كاثيمينيري) أنه مع توالي دعوات أحزاب المعارضة المطالبة بانتخابات سابقة لأوانها ،يبدو أن حكومة سيريزا مصرة على إنهاء ولايتها من أربع سنوات كاملة. وأضافت أن رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس يريد الحفاظ على عنصر المفاجأة فيما يتعلق بتوقيت إجراء انتخابات مبكرة محتملة، ولن يكون قادرا على جرها إلى ما بعد ربيع عام 2019 عند إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي. صحيفة (تا نيا) ذكرت أنه مع الالتزام ،الذي قطعته البلاد بإجراء تخفيضات جديدة على معاشات التقاعد في العام 2019 ،يبدو واضحا أنه لا توجد فرصة لإجراء انتخابات قريبا لأن ذلك يعني بالنسبة للحكومة انتحارا سياسيا. وأضافت لهذا السبب تريد الحكومة تأجيل هذه الاقتطاعات في المعاشات بأي ثمن ،لأن ذلك التمديد يعني أنه تم في فترة حكمها، لكن لا يعرف موقف الدائنين الذين سيصرون على ضرورة تنفيذ هذا الإصلاح. صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن نيقوسيا ستحتضن اليوم قمة يونانية قبرصية اسرائيلية ستركز على التعاون في مجال الطاقة وبالخصوص مشروع إقامة أنبوب لنقل الغاز الطبيعي من منطقة شرق المتوسط عبر اليونان الى أوربا. وفي روسيا، أبرزت صحيفة (كوميرسانت) تأكيد سفيرة فرنسا لدى روسيا ، سيلفي بيرمان، أن الغرب "في حاجة ماسة لروسيا للحفاظ على الاستقرار والأمن"، باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي. ونقلت الصحيفة عن بيرمان قولها إن "وجود روسيا ضروري لحل بعض الأزمات الدولية الراهنة كالأزمة الأوكرانية والحرب الدائرة في سوريا"، معتبرة أن روسيا تعد شريكا استراتيجيا لفرنسا في عدد من القضايا الاستراتيجية ،كالأمن والحرب ضد الإرهاب والبيئة والتغير المناخي. ومضت الدبلوماسية الفرنسية قائلة إنه بالرغم من الخلاف القائم بين باريس وموسكو، لاسيما حول الملف السوري وقضية العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال، فإن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، الذي سيحضر فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، منفتح على الحوار مع روسيا ويجري مباحثات هاتفية منتظمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. من جهتها، توقفت صحيفة (إزفيستيا) عند وضعية قطاع صناعة الأدوية بروسيا، وكتبت أن هذا القطاع سجل نموا مضطردا خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت الأدوية الروسية ذات فعالية كبيرة وتباع بأسعار جيدة. وأضافت الصحيفة، استنادا إلى تقرير لوزارة الصناعة والتجارة الروسية، أن 50 في المائة من عقاقير معالجة داء السرطان الموجودة حاليا بالسوق الروسي محلية الصنع، وأن حصة الأدوية الروسية في قطاع العقاقير الحيوية تناهز 84 في المائة، كما أن حوالي 6ر31 في المائة من أدوية علاج التهاب الكبد المتاحة في السوق روسية الصنع. ونقلت الصحيفة عن مجموعة من الخبراء أن "حصة الأدوية المحلية الصنع بدأت تسجل نموا ملحوظا في الفترة الأخيرة، حيث أضحى العديد من المصانع الروسية يمتلك تقنيات الإنتاج الحديثة وتنافس العقاقير المستوردة بقوة". وفي النمسا، أفادت صحيفة (كوريير) أن رئيس الحزب النيوليبرالي النمساوي الجديد النمساوي (نيوس) ماتياس سترولز (44 عاما) أعلن الإثنين اعتزاله العمل السياسي بعدما أمضى ست سنوات على رأس هذا الحزب المعارض، مشيرة إلى أنه يخطط للاستقالة من جميع المناصب السياسية في الأشهر المقبلة ،والتخلي أيضا عن مقعده بالمجلس الوطني (البرلمان. وقالت الصحيفة إن سترولز ، الذي أسس حزب نيوس في أكتوبر 2012 ، سيتنحى عن رئاسة الحزب في يونيو المقبل، على أن يتخلى في الخريف المقبل عن رئاسة الفريق البرلماني لحزبه، مسجلة أن استقالته فاجأت الطبقة السياسية النمساوية. وارتباطا بنفس الموضوع، كتبت صحيفة ( داي بريس) أن المرشحين المحتملين لخلافة سترولز هم القيادية البارزة بالحزب بيات مينل- ريزنجر ، ونائب رئيس الفريق البرلماني للحزب، نيكولاوس شيراك، إضافة إلى فيت دينغلر أحد مؤسسي الحزب. وقالت الصحيفة إن سترولز صرح بأن اعتزاله العمل السياسي يأتي في سياق يتموقع فيه حزبه كقوة سياسية مؤثرة، مشيرا إلى أن حزبه يطمح خلال السنوات العشر المقبلة إلى الحصول على نسبة 20 في المائة من الأصوات المعبر عنها خلال الانتخابات. وأضافت الصحيفة أن رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كريستيان كيرن، عبر عن احترامه للمسار السياسي الذي بصم عليه الزعيم النيوليبرالي المستقيل، معربا عن "متمنياته له بالنجاح في مستقبله السياسي". وفي تركيا، ذكرت صحيفة (دايلي صباح) أن مرشحي المعارضة يأملون في الحلول في المرتبة الثانية خلال الدور الأول من الانتخابات الرئاسية ،المقررة في 24 يونيو المقبل ،للاستفادة من دعم جميع المكونات السياسية، ومنافسة الرئيس الحالي خلال الجولة الثانية. وأضافت الصحيفة الموالية للحكومة أن "تحالف الشعب" ،الذي شكله حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية ، يتوفر على "إطار واضح ، ومجموعة من المبادئ، وقائمة بالالتزامات، ومن ثم فإنه أكثر استعدادا للانتخابات المقبلة مقارنة بالآخرين ". وفي الجانب الآخر، تضيف الصحيفة، تم تعيين العديد من المرشحين لمنافسة الرئيس الحالي، مشيرة إلى وجود "التباس داخل صفوف المعارضة في ظل عدم التوافق حول مرشح مشترك قبل "التوصل أخيرا إلى تشكيل التحالف الوطني" وتوحيد القوى في السباق الرئاسي خلال الجولة الثانية. من جهتها، كتبت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) أن حزب الشعب الجمهوري بقراره "إعارة" 15 من نوابه للحزب "الجيد" "فاجأ حزب العدالة والتنمية وأربك مخططات زعيم حزب الحركة القوية، دولت بهشلي، الذي أعلن دعمه الكامل لأردوغان لإعادة انتخابه رئيسا للبلد. وأعرب بهتشيلي عن أمله في ألا تتمكن زعيمة حزب "الجيد" ميرال أقشنر ، المنشقة عن حزب الحركة القومية ، من الترشح للرئاسة ، لكن قليشدار أوغلو أمن لها حظوظها وأكسبها الأهلية القانونية من خلال فسح المجال لها لإنشاء مجموعة برلمانية حتى يقبل طلبها بالترشح للانتخابات. ولاحظت الصحيفة أنه "يبدو منذ البداية أن رهان المعارضة يتمثل في تقديم أكبر عدد ممكن من المرشحين لمنافسة أردوغان للحصول على أكبر نسبة من الأصوات والحيلولة دون فوز أردوغان منذ الجولة الأولى".