اهتمت صحف شرق أوروبا الصادرة اليوم الأربعاء بالخصوص بتراجع انقرة عن دفع تعويضات عن إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية ووضعية 800 ألف عامل بولوني يعيش في بريطانيا بعد بريكسيت ونتائج استطلاع حول مصداقية رجال السياسة في النمسا. ففي روسيا ذكرت صحيفة " كوميرسانت " أنه بعد تراجع أنقرة على لسان رئيس وزرائها بن علي يلدرم عن الاستعداد لدفع تعويضات عن إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية على الحدود السورية، لم تستبعد الرئاسة التركية تقديم تعويض لذوي الطيار القتيل . ونقلت الصحيفة عن إبراهيم قالين الناطق الصحفي باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء ، أن أنقرة قد تدرس اتخاذ خطوات معنية تجاه عائلة قائد الطائرة المقدم أوليغ بيشكوف من أجل تخفيف آلمهم، في حال تلقي طلب من ذوي القتيل بهذا الشأن. وأوضح أن الجانب التركي سيدرس مثل هذا الطلب من "وجهة النظر الإنسانية ". ووصف المسؤول ذلك بأنه "خطوة إنسانية " مبرزا أنه "مهما حصل في حقيقة الأمر (مع القاذفة الروسية)، فقد أدت الحادثة إلى مقتل شخص، ولذلك قدم الرئيس التعازي لعائلة الفقيد. وشدد الناطق الصحفي باسم الرئيس التركي ، تضيف الصحيفة ،على أن السياسية التركية تجاه سوريا وأوكرانيا وقضية شبه جزيرة القرم لم تتغير، مؤكدا أن الخلافات بين أنقرةوموسكو حول كل هذه القضايا ما زالت قائمة. وعلى صعد آخر قالت صحيفة " روسيسكايا غازيتا " أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتمع الثلاثاء مع رؤساء البعثات الدبلوماسية الأوروبية المعتمدة في موسكو، حيث ركزت المحادثات على الملفين السوري والأوكراني. وأضافت الصحيفة، أن اللقاء شهد تبادلا لوجهات النظر حول تطورات الأوضاع في سوريا، ومهمة تسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية على أساس بيان جنيف الصادر في 20 يونيو2012 والقرارات الصادرة بشأن سوريا عن مجلس الأمن الدولي وقرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا. وأبرزت الوثيقة أن الجانب الروسي شدد خلال هذا اللقاء على أهمية إشراك ممثلي جميع المجموعات الإثنية والطائفية في عملية المفاوضات السورية-السورية في جنيف من أجل إيجاد حلول طويلة الأمد وتحديد مصير سوريا الموحدة والمستقلة وذات السيادة . وفي تركيا أوضحت "يني شفق" أنه في رسالته الى نظيره الروسى فلاديمير بوتين، لم يعرب الرئيس أردوغان عن "الاعتذار"، خلافا لتأكيدات الكرملين. وأضافت أن رئيس الدولة قدم "تعازيه" وقال انه "يقتسم الآلام من عائلة طيار المقاتلة التي تم اسقاطها" واضافت الصحيفة أن التعبير عن الحزن الناجم عن هذا الحدث "ليس موجها إلى الدولة ولكن لأسرة الطيار "، والرسالة لا تذكر أي تعويض محتمل لأسرة الضحية . وفي ما يخص تطبيع العلاقات مع إسرائيل، اشارت "ديلي الصباح" إلى أنه بغض النظر عن "الخلافات السياسية"، فإن الاتفاق ليس انتصار تاريخي أو هزيمة ساحقة لكلا الجانبين بل زواج الضرورة "مبرزة أن الجانبين أجبرا على البحث عن "حل وسط لآخر التطورات في الشرق الأوسط". فقبل ست سنوات، لم تكن هناك الحرب الأهلية السورية، وداعش أو اتفاق إيران مع الغرب مشيرة الى أن هناك بعض الأمل في أن الأمور على وشك أن تأخذ منحى إيجابيا. واضافت الصحيفة أن تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لا يخدم فقط مصالحها الوطنية، ولكن أيضا السلام والاستقرار في المنطقة. ووفقا للوثيقة فإن تعاونا وثيقا في المستقبل بين تركيا وإسرائيل يمكن أن يعني مشاركة أنقرة في الخلافات بين تل أبيب وحماس كوسيط نزيه. ومع ذلك، يجب على إسرائيل تجنب الاستفزازات غير الضرورية والتركيز بدلا من ذلك على تطوير سياسة عقلانية تجاه تركيا وشعب فلسطين. فأنقرة لديها واجب أخلاقي للحماية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في غزة وأماكن أخرى ،تسجل الصحيفة . وفي بولونيا، أشارت الصحف إلى وضعية 800 ألف عامل بولوني يعيش في بريطانيا بعد "بريكسيت" الذي وضعهم في موقف حرج ورهن إقامتهم في المملكة المتحدة. صحيفة "لا غازيت اليكتورال " اشارت الى الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيسة الوزراء البولونية بياتا سيزيلدو ونظيرها البريطاني ديفيد كاميرون ،ركز على هموم وارسو حول مستقبل مواطنيها على الأراضي البريطانية، مضيفة أن حكومة المحافظين أكدت للندن أن أولويتها هي الحفاظ على المنجزات الاجتماعية للبولونين في المملكة المتحدة. ووفقا للصحيفة، فإنه على الرغم من التأكيدات التي أدلى بها ديفيد كاميرون لضمان حقوق العمال الأوروبيين، فإن حكومة سيزيلدو قلقة بشأن الهجمات المعادية للأجانب بما فيهم البولونين في المملكة المتحدة بعد إعلان نتائج بريكسيت ، مشيرة الى ان وارسو ترفض أن يتعرض مواطنوها لسوء المعاملة. نفس القلق أعرب عنه رئيس الدبلوماسية البولونية ويتولد فاسيزوكفسكي الى نظيره البريطاني ديفيد يدنجتون ، تضيف الوثيقة التي أشارت الى ان وارسو تنتظر الآن من لندن اتخاذ تدابير عملية لضمان سلامة مواطنيها في بريطانيا. و في سياق متصل كتبت صحيفة "بولسكا " أن الحملة ل "بريكسيت " ، التي جعلت من الهجرة موضوعا رئيسيا ، ايقظت فجأة بعض السلوكات المعادية للأجانب، مشيرة الى ان السفير البولوني في لندن قال "صدمت وأشعر بقلق عميق" بالاحداث الأخيرة المعادية للجالية البولونية. واشارت الصحيفة ،أن لندن أدانت هذه الأعمال، ملاحظة أنه ليس هناك ما يضمن أن لا تستمر هذه الأعمال المعادية للأجانب في الأيام المقبلة لأن أنصار بريكست روجوا بأن العضوية في الاتحاد الأوروبي قد مكنت العديد من المهاجرين من أوروبا الشرقية الى المجيئ إلى بريطانيا والاقامة بها من أجل الاستفادة من المكتسبات الاجتماعية المحفوظة اساسا للرعايا الانجليز. وفي النمسا، أشارت صحيفة '' كلين تسايتونج '' الى نتائج استطلاع حول مصداقية رجال السياسة في النمسا، الذي نشر الثلاثاء من قبل معهد استطلاعات الرأي "سورا" ، مشيرة إلى أن المستشار الاشتراكي الديمقراطي الجديد، كريستيان كيرن احتل المركز الأول ب 53 بالمائة من الآراء ، فيما كان سلفه الذي استقال فيرنر فايمان قد حصل العام الماضي على 42 بالمائة متبوعا بنائب المستشار عن الحزب الديمقراطي المسيحي رينولد ميتيرلينير ب 49 بالمائة ، ثم رئيس حزب الخضر، إيفا غلافيشنين ب 42 بالمائة ، وزعيم الحزب الليبرالي نيوس، ماتياس سترولز ب 40 في المائة واحتل أسفل الترتيب زعيم حزب الحرية النمساوي (أقصى اليمين)، هاينز كريستيان شتراخه ب 35 المائة . ولاحظت الصحيفة أن الرئيس الحالي هاينز فيشر هو حتى الآن الأكثر شعبية والأكثر مصداقية ب75 بالمائة مقابل 52 بالمائة لالكسندر فان دير بليين ، الذي سيخلفه في انتظار حكم المحكمة الدستورية في صحة نتائج الانتخابات الرئاسية. من جانبها، صحيفة "داي برس" ذكرت أن ثلاثة أرباع من المتطوعين لمساعدة اللاجئين في النمسا العليا (شمال النمسا) هم من النساء، مشيرة الى نتائج التحقيق الذي نشر الثلاثاء والذي أشار الى أن نصف المتطوعين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 سنة في حين أن أقل من 20 سنة يمثلون 2.5 في المائة، وأكثر من 70 سنة نسبة 6.8 بالمائة.