سجل المغرب زيادة ملحوظة في حالات الوفاة المرتبطة بمرض الحصبة "بوحمرون"، حيث تم توثيق 107 حالات وفاة منذ أكتوبر 2023، مع تسجيل نصف هذه الحالات بين الأطفال دون سن 12 عاما، فضلا عن 20,000 إصابة مؤكدة بالمرض، وفي هذا السياق ستوضح لنا الطبيبة العامة غزلان لحرش أهم أعراض هذا المرض وكيفية الوقاية منه. توضح الدكتورة غزلال لحرش، أن الحصبة، المعروفة بالبوحمرون، هي مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الأطفال والبالغين على حد سواء. ينتقل المرض عن طريق الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس من الأشخاص المصابين. يتميز البوحمرون بظهور مجموعة من الأعراض التي تشمل الحمى المرتفعة، السعال الجاف، سيلان الأنف، التهاب الحلق، واحمرار العينين (التهاب الملتحمة). كما أن ظهور بقع كوبليك داخل الفم يعد علامة مميزة للمرض في مراحل متقدمة، يظهر طفح جلدي يبدأ من الوجه ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم. للتأكد من الإصابة بالحصبة، تشير الدكتورة غزلال لحرش إلى أهمية التركيز على العلامات السريرية مثل بقع كوبليك ونمط الطفح الجلدي، إضافة إلى مراجعة التاريخ الطبي للتعرض لمصابين بالمرض. يمكن أيضا إجراء اختبار دم لتحليل الأجسام المضادة "IgM" لتأكيد التشخيص. تؤكد الدكتورة لحرش أن الوقاية من البوحمرون ممكنة بشكل كامل بفضل التطعيم الذي يُعطى ضمن لقاح MMR الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية. يعتبر التطعيم الوسيلة الأكثر فعالية، حيث يوفر حماية تفوق 97 بالمئة ويساهم في تقليل انتشار المرض داخل المجتمع عبر تعزيز مناعة القطيع. وتعطى الجرعة الأولى من اللقاح للأطفال بين 12-15 شهرا، بينما تعطى الجرعة الثانية بين عمر 4-6 سنوات أو بفاصل لا يقل عن 4 أسابيع من الجرعة الأولى. تحذر الدكتورة غزلال لحرش من أن البوحمرون قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل التهاب الأذن الوسطى، الالتهاب الرئوي الذي يعد السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالمرض، والتهاب الدماغ الذي قد يسبب تلفا دائما، كما قد يعاني المرضى من الإسهال الشديد والجفاف، وفي حالات نادرة قد يؤدي إلى الوفاة، خصوصا لدى الأطفال دون سن الخامسة أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. وأخيرا تؤكد الدكتورة أن الحصبة مرض يمكن السيطرة عليه بشكل كبير من خلال التطعيم والإجراءات الوقائية، مما يحد من انتشاره ويحمي الأفراد والمجتمعات من مخاطره. وفي سياق متصل كشفت دراسة لمنظمة الصحة العالمية عن ارتفاع متزايد لانتشار الحصبة بنسبة 20 بالمئة في 2023. وأدى هذا المرض لوفاة نحو 107 آلاف شخص عام 2023 معظمهم من الأطفال. وعزت الدراسة هذا الارتفاع الحاد في معدل الإصابة بالحصبة إلى القصور في تغطية جرعات التطعيم في 57 دولة بجميع القارات باستثناء أمريكا، ونصفها في أفريقيا. وحذرت المنظمة من أن أكثر من نصف كل دول العالم ستكون معرضة لخطر كبير أو مرتفع جدا لتفشي المرض بحلول نهاية 2024. أظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) أن الإصابات بالحصبة شهدت ارتفاعا بنسبة 20 بالمئة في جميع أنحاء العالم في عام 2023 بسبب أوجه قصور مقلقة في تغطية التطعيم. وسجلت حوالي 10,3 ملايين حالة في العام الماضي في جميع أنحاء العالم، ما أدى لوفاة 107 آلاف و500 شخص، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة. وأكد معدو هذه الدراسة أن "التغطية التطعيمية غير الكافية على نطاق عالمي هي السبب وراء هذه الزيادة" بنسبة 20 بالمئة في عدد الحالات. ومن الضروري توفير تغطية لا تقل نسبتها عن 95% بجرعتين من لقاح الحصبة والحصبة الألمانية لمنع تفشي المرض.