رصد باحثون من جامعة "كي يو لوفان" البلجيكية تركيزًا مرتفعًا من فيروس الحصبة في مياه الصرف الصحي ببروكسل، حيث تم تحديده على أنه من النوع الجيني B3، وهو سلالة مرتبطة بالمغرب. ودعا الخبراء المواطنين إلى التحقق من وضعهم التلقيحي، وسط مخاوف من تصاعد الإصابات. وفقًا لإلكه وولانتس، مديرة المختبر في معهد "ريغا" التابع للجامعة، بلغت نسبة الفيروس ذروتها في 11 مارس، رغم تسجيل 18 حالة فقط هذا العام في بروكسل، ما يشير إلى احتمال وجود إصابات غير مُبلغ عنها. وأشارت إلى أن هذا النوع من الحصبة يتميز بحمولة فيروسية مرتفعة لدى المرضى، مما قد يؤثر على نتائج التحاليل. وفي السياق ذاته، يتزايد انتشار الفيروس في أوروبا، حيث أبلغت هولندا عن 45 حالة خلال أسبوعين، فيما تواجه إسبانيا وفرنسا صعوبات مماثلة. ووفقًا لتقرير صادر عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض، سجلت بلجيكا 551 إصابة بالحصبة بين فبراير 2024 ويناير 2025، متجاوزةً في الأرقام دولًا مثل ألمانيا وإيطاليا. ويحذر الخبراء من خطورة المرض، إذ يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مميتة، مثل التهاب الرئة والتهاب السحايا، خاصة لدى الأطفال غير الملقحين. ويشدد الأطباء على أهمية مراجعة الحالة التلقيحية، لا سيما لمن تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا، حيث لوحظت فجوة مناعية في هذه الفئة. ويأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه بعض الدول الأوروبية تفشيًا للحصبة، خاصة في مناطق التزلج الشهيرة مثل النمسا وسويسرا وإيطاليا، ما دفع السلطات الصحية إلى مطالبة المسافرين بالتحقق من وضعهم التلقيحي قبل السفر. ورغم ارتفاع الإصابات، فإن بلجيكا تعتمد على معدل تلقيح مرتفع، مما يقلل من المخاطر مقارنة بدول مثل المغرب ورومانيا، حيث لا تزال الأوضاع مقلقة.