تناولت الصحف، الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة شرق أوروبا، قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها قرار الحكومة البولونية إنشاء فرقة مشتركة لمواجهة الأنشطة ذات الطابع العنصري وجرائم الكراهية، واجتماع مجموعة الأورو الذي خصص لمسار المفاوضات مع أثينا، ومستقبل العلاقات بين روسيا والغرب، وتطورات العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وأبرز الرهانات التي تنتظر الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن إنشاء فرقة مشتركة بين وزارية لوقاية المجتمع من الأفكار المتطرفة الدخيلة والاقصائية ومواجهة تحدي تفشي الأنشطة الفاشية و الشمولية والجرائم العنصرية ذات الخلفيات الإثنية أو العرقية أو الدينية ،هي "مبادرة عملية لترجمة رغبة الحكومة البولونية للتصدي لكل التطرف الفكري والاجرامي". وأضافت أن هذه الفرقة "يجب أن تخرج الى الوجود في أقرب وقت ممكن ،خاصة مع تنامي أنشطة حركات متطرفة تتبنى أفكارا عنصرية و تستهدف الأجانب وأصحاب الملل الأخرى ،والتي تشوه سمعة البلاد وتعطي فكرة خاطئة عنها ،ولا تعكس انفتاح المجتمع البولوني". ورأت صحيفة "ناش دجينيك " أن مقترح وزارة الداخلية بإنشاء الفرقة المعنية " يواكب دخول قانون ( الذاكرة الوطنية) حيز التنفيذ ،الذي يجرم كل من سولت له نفسه اتهام بولونيا بضلوعها في جرائم النازية إبان الحرب العالمية الثانية ،ومواجهة الأفكار المستوحاة من الإيديولوجيات الشمولية ". واعتبرت أنه "من الصعب حاليا تصور طريقة عمل الفرقة المعنية ،نظرا لتضمنها الكثير من الوزارات والمؤسسات ، وزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة الخارجية ووزارة الثقافة ومصالح الأمن وحرس الحدود ووكالة الأمن الداخلي والمدعي العام الوطني ، إلا أنه يتبين أن عملها سيبلور من خلال جوانب عديدة ،منها ما هو أمني وزجري ومنها ما هو فكري وتربوي وتحسيسي ". وأبرزت صحيفة "فبوليتيسي" أن عمل الفرقة المشتركة "يجب أن يكون "استباقيا بالدرجة الأولى ويستبق بخطوات التنظيمات والاشخاص ،الذين يتبنون الأفكار المتطرفة ويقومون بأعمال إجرامية ذات نزعات عنصرية وإقصائية، والعمل على قطع دبرها من البداية حتى لا تتفشى سريعا داخل المجتمع" . ولاحظت أن إنشاء الفرقة " ليس بالأمر الهين والبسيط ،خاصة وأنها من المتوقع أن تضم ممثلي الكثير من الوزارات والمؤسسات ،وقد يستدعي الأمر نقاشا برلمانيا وإعداد قانون مؤطر للعملية لرسم حدود تدخل الفريق المعني وشرعنة عمله". وفي اليونان، تناولت (كاثيمينيري) اجتماع مجموعة الأورو ،مساء الإثنين ،والذي خصص لمسار المفاوضات مع أثينا ،مشيرة الى أنه من غير المتوقع أن توافق المجموعة على صرف شطر قروض جديدة في الوقت الراهن. وأضافت الصحيفة أن اثنين من تدابير الاصلاحات ،من ضمن قائمة تتضمن 110 تدبيرا ،لم يتم إنجازهما ،وهو ما يعرقل في الوقت الراهن التقدم في المفاوضات ويهمان بالخصوص تسريع وتيرة بيع المنازل متعثرة القروض للبنوك في المزاد العلني الاليكتروني . وتوقعت الصحيفة ان تستمر المفاوضات بين الطرفين بخصوص الملف خلال الأسبوعين المقبلين ،ذلك أن المانحين يشددون على ضرورة بيع 10 آلاف منزل في المزاد العام الجاري للتخفيف من حجم قروض البنوك المتعثرة ،التي تبلغ 40 مليار أورو فقط في القطاع العقاري. صحيفة (إيثنوس) ذكرت من جانبها أن الفريق التقني للمانحين سيحل بأثينا ،اليوم الثلاثاء، لاستئناف مفاوضات المرحلة الرابعة والأخيرة لتقويم برامج الاصلاحات على أن يحل رؤساء الوفود في 26 فبراير الجاري. ونقلت الصحيفة عن وزير المالية اليوناني قوله إن بلاده تريد ”خروجا نهائيا“ من برامج الإنقاذ الأوربية في غشت المقبل مقرونا بمفاوضات سريعة حول تخفيف ديونها ،حتى تستطيع العودة لوضعها الطبيعي بكل يسر. وأضاف أن بلاده تنتظرها ثلاث سنوات متتالية من النمو بدء من 2018 ،فيما ستعمل الحكومة على تنفيذ برامج إصلاحات لجعل هذا النمو مستداما. وفي روسيا، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن مؤتمر ميونيخ للأمن ،الذي اختتمت أشغاله يوم الأحد ،أظهر أن الخلاف بين روسيا والغرب "أصبح حقيقة لا مجال للشك فيها"، مشيرة إلى أنه "لا يتوقع حاليا أن تتحسن هذه العلاقات وتعود إلى الوضع الذي كانت عليه عند تنصيب الإدارة الأمريكيةالجديدة." وقالت الصحيفة إن رئيس المؤتمر ، فولفغانغ إيشينغر، حذر، في تصريح له، من أن العالم "أصبح قريبا جدا من حافة الهاوية، وأن هناك خطر نشوب صراع عالمي"، مشيرة، مع ذلك، إلى أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف والأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، توماس غريمينجر، على هامش المؤتمر، وركز بالخصوص على النزاع في أوكرانيا، كان بناء، حيث صرح غريمينجر عقب الاجتماع أنه "لم يفقد الأمل فى التوصل الى حل توفيقى حول نشر قوات لحفظ السلام فى منطقة الدونباس". ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الأوروبي، توماس فالاسيك، أن الاتحاد الأوروبي "يخشى من أن تقرر موسكو عدم السماح لقوات حفظ السلام بالسيطرة على كامل أراضي الدونباس"، معربا في السياق ذاته عن "تفهمه لمخاوف موسكو من احتمال عدم التزام كييف بتنفيذ اتفاقات مينسك، لاسيما في ظل انعدام الثقة بين الطرفين ". وارتباطا بالملف السوري، كتبت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) أن تركيا قامت بنشر مراكز مراقبة تابعة لها في جنوب مدينة عفرين في منطقة إدلب ،التي تعتبر واحدة من مناطق خفض التصعيد في سوريا، وكان يفترض أن تكون تحت حماية القوات الروسية، وفقا لقرارات عملية أستانا (كازاخستان) حول التسوية السورية. وقالت الصحيفة إن القوات التركية تسيطر الآن على المنطقة الواقعة جنوب طريق حلب - حماة السريع، حيث كان من المقرر نشر عناصر من القوات الروسية، ونقلت عن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، قوله خلال زيارته الأخيرة إلى أنقرة ،إن واشنطن "تعترف بحق تركيا في الدفاع عن حدودها، لكنها، مع ذلك، تحث الأتراك على الحرص على عدم اتخاذ اي خطوات متسرعة". وفي سياق متصل، أبرزت الصحيفة تأكيد الخبير العسكري الروسي، فلاديمير بوبوف، على أنه "على الرغم من أن أنقرةوواشنطن جددتا التأكيد، خلال زيارته رئيس الدبلوماسية الأمريكيةلتركيا، على التزامهما بالحفاظ على وحدة أراضي سوريا، فإن أهدافها الحقيقية تتمثل حاليا في الحفاظ على السلطات المحلية وتوطيدها"، معتبرا أن التحالف العسكري الأمريكي- التركي في سوريا سيسهل عملية نقل المحروقات إلى تركيا". وفي تركيا، أكدت صحيفة (دايلي صباح) أنه "لا أحد يستطيع وقف الجنود الأتراك" في عملية (غصن الزيتون) التي أطلقت في شمال مدينة عفرين (شمال غرب سوريا)، إذا كان الوصول المحتمل للجيش السوري لهذه المنطقة "يهدف إلى حماية منظمة وحدات حماية الشعب الإرهابية، الميليشيات الكردية السورية. ونقلت عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قوله إن "هذا ينطبق على عفرين ومنبج والمناطق الواقعة شرق الفرات ،التي تسيطر عليها هذه الجماعة الإرهابية، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني". وأضاف، عقب إعلان دمشق عن الوصول الوشيك للقوات الموالية للنظام، بعد الاتفاق الموقع بين المنظمة الإرهابية ونظام الأسد، أنه "ليس هناك مانع إذا دخل النظام السوري مدينة عفرين من أجل مطاردة وحدات حماية الشعب". من جهتها، أكدت يومية (ستار) أن عملية (غصن الزيتون) ،التي تقوم بها القوات التركية في شمال سوريا، أطلقت بهدف تحرير منطقة عفرين من قبضة إرهابيي وحدات حماية الشعب ،الذين يتحصنون بها لتنفيذ هجمات ضد تركيا. من جهتها، أفادت صحيفة (الحرية دايلي نيوز)، نقلا عن مصادر بالرئاسة التركية، أن الحكومة السورية "ستتحمل التبعات" إذا قررت توقيع اتفاق مع وحدات حماية الشعب. وأضافت الصحيفة أن الرئيس أردوغان جدد التأكيد في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على "استعداد القوات التركية مواصلة التقدم في مدينة عفرين لتطهيرها من الإرهابيين"، محذرا من أن محاولات النظام السوري الدخول للمدينة ستكون له تداعيات. وقالت الصحيفة إن الرئيس بوتين أكد لأردوغان أنه "لا يمكنه تأكيد إبرام اتفاق" بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، و"جدد التأكيد على تفهم موسكو للعملية العسكرية التركية". وفي النمسا، أفادت صحيفة (دير ستاندار)، استنادا إلى التوقعات التي أصدرها أمس الإثنين المكتب النمساوي للإحصاء، أن عدد الطلبة بالنمسا يتوقع أن يرتفع بنسبة 14 في المائة سنة 2035، لينتقل من 370 ألف طالب حاليا إلى 423 ألف طالب. ولاحظت الصحيفة أن نسبة الطلاب الأجانب ستبقى تقريبا ثابتة خلال الفترة المذكورة، موضحة أنه خلال العام الدراسي 2035/2036 ستصل نسبة الطلاب المنحدرين من بلدان الاتحاد الأوروبي نحو 8 في المائة، مقابل 9 في المائة من الطلبة المنحدرين من بلدان خارج الاتحاد الأوروبي. وقالت الصحيفة إن التوقعات تشير إلى أن نسبة الإناث في الجامعات لن يطرأ عليها أي تغيير يذكر، حيث سيمثلن نحو 54 في المائة من مجموعة الطلبة سنة 2035. من جهتها، كتبت صحيفة (سالزبورغر ناشريشتن) أنه "يتعين على أوروبا ملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأمريكي من الساحة الدولية"، معتبرة أن الأوروبيين يدركون أنهم بحاجة إلى أن يكونوا متحدين فى السياسة الخارجية والدفاع. وبعدما أكدت أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون له تأثير كبير على الاتحاد نظرا للأهمية التي تحتلها بريطانيا، رأت الصحيفة أنه يتعين على الدول الأوروبية "البدء بالتخطيط لمشاريع التسلح المشترك، بدل التخبط الذي تعيشه حاليا في مجال الدفاع"، وتساءلت في نفس الوقت عن الأسباب التي حالت دون دخول الاتحاد الأوروبي في منافسة مع حلف الناتو في هذا المجال.