شهدت مدينة الحسيمة، يوم الأربعاء، انطلاق فعاليات الدورة الثالثة لملتقى المقاولة، تحت شعار "الانتقال الرقمي من أجل تنمية سياحية مستدامة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة". ويأتي هذا الملتقى بتنظيم من غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وبشراكة مع مختلف الفاعلين في القطاعات بالاقليم. عرف الملتقى حضور عامل إقليمالحسيمة، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالجهة، ورئيسة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، إلى جانب عدد من رؤساء المصالح الخارجية. افتُتحت الجلسة، حيث أكد رئيس الغرفة في كلمته على أهمية هذا الملتقى في تحقيق التنمية السياحية المستدامة، من خلال التركيز على التحول الرقمي كأداة محورية للنهوض بالقطاع السياحي في المنطقة. كما ألقى عامل إقليم كلمة تناول فيها تشخيصاً تشاركياً لواقع القطاع السياحي على مستوى الاقليم ، مستعرضاً بعض المعطيات الهامة، مثل توفر على 35 مؤسسة سياحية بالإقليم وتوظيف هذا القطاع لحوالي 600 مستخدم . وأشار ايضا إلى ضعف خدمات النقل والمواصلات و عدم استغلال الجيد للشواطئ التي تستغل بطريقة تقليدية، مشدداً على أنه لا يمكن الحديث عن الرقمنة دون تأهيل العنصر البشري وتعزيز قدراته الرقمية، مؤكداً على دور التكنولوجيا الحديثة في تطوير القطاع السياحي وتمكينه من مواجهة التحديات المستقبلية. وأبرز أيضاً أن السياحة لا يمكن فصلها عن التنمية الشاملة لجميع القطاعات، داعياً إلى مقاربة تكاملية بين أقاليم الجهة مع الالتزام بالحفاظ على الموارد الطبيعية، وتشجيع السياحة المستدامة. من جانبها، أكدت رئيسة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة على دور التعليم العالي والبحث العلمي في تكوين كفاءات شابة قادرة على دعم التحول الرقمي وابتكار حلول تخدم قطاع السياحة، ما يُسهم في رفع كفاءة الموارد البشرية وتوجيهها نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
خلال الجلسة العامة، تم استعراض برامج المشاركين في الملتقى، إلى جانب عرض للمؤهلات السياحية بالإقليم وخارطة الطريق لتطوير القطاع السياحي. كما تضمنت الجلسة مداخلات ركزت على أهمية دعم قطاع السياحة من خلال النهوض بباقي القطاعات الحيوية بالإقليم و الاشراك جكيع الفاعلين، مع الإشادة بكلمة عامل الإقليم حول ضرورة تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية لدعم السياحة. وأشار بعض المتدخلين من مقاولين،المجتع المدني وهيئات سياسية إلى الوقوف على الإهمال الذي يطال العديد من المعالم التاريخية بالإقليم، بالإضافة إلى تعثر بعض المشاريع السياحية في المنطقة، مثل مشروع كلايريس والسياحة الجبلية في منطقة جبل تدغين وتيزي إفري تارجيست. كما أعرب ممثلو المجتمع المدني عن تطلعاتهم لتنمية المنطقة وتوفير فرص العمل. وانتقد بعض المتدخلين ضعف تنفيذ توصيات الملتقيات السابقة، مشيرين إلى ضرورة الاستماع للمشاكل التي تواجهها المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة في مختلف القطاعات بالإقليم، لضمان تحقيق الأهداف التنموية للملتقى.