تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء ، على عدة مواضيع ، أبرزها تداعيات استخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مصري حول القدس، وإطلاق الميلشيات الحوثية صاروخا باليستيا على العاصمة السعودية الرياض. ففي مصر، نشرت (الأهرام) ، عمودا بعنوان "العرب وأمريكا وزلزال القدس"، أشار فيه كاتبه، إلى أن 14 دولة في مجلس الأمن، وجدت نفسها أمام الفيتو الأمريكي، عاجزة عن اتخاذ أي قرار ما دام "المعلم الكبير" في البيت الأبيض قرر تقديم القدس كاملة هدية نهاية العام إلى إسرائيل. وتساءل الكاتب، عن ماهية قدرة العالم العربي على مواجهة هذا الزلزال ووقف مأساة القدس، مشيرا إلى أن العرب لديهم أوراقا كثيرة يمكن أن تؤثر على القرار الأمريكي، لكن الأزمة الحقيقية تؤكد أن واشنطن تتعامل مع كل دولة عربية على حدة وبأكثر من وجه، ولها أساليبها المعروفة مع المنظمات الدولية، وهي قادرة على إحباط أي محاولات معها. صحيفة (الأخبار) اعتبرت في عمود لأحد كتابها، أن استخدام الولاياتالمتحدة لحق (الفيتو) لمنع اعتماد مجلس الأمن لمشروع القرار المصري الذي يطالب بإلغاء أي قرارات أو تصرفات أحادية الجانب من شأنها تغيير وضع مدينة القدس حول القدس، "لم يكن مفاجئا فقد كان ذلك هو المتوقع من الجانب الامريكي". وأضافت أنه في ظل ما تأكد من إصرار أمريكي على تحدي الإرادة الدولية ومخالفة الشرعية والانحياز الكامل لإسرائيل ، وهو ما ينفي صلاحيتها لرعاية عملية السلام، فإن الضرورة تقتضي أن تتوجه الدول العربية والإسلامية فورا للمنظمة الدولية لوضع عملية السلام تحت رعاية الأممالمتحدة، وأن تسعى لاعتراف كل دول العالم بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ودولة كاملة العضوية بالأممالمتحدة. وفي السياق ذاته، نشرت (الجمهورية)، عمودا لأحد كتابها بعنوان "إهانة أمريكية" قال فيه، إن المجتمع الدولي "ضبط الولاياتالمتحدةالأمريكية متلبسة بإهدار قيمة الشرعية الدولية والعدوان على حرمة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة عندما صوت جميع أعضاء مجلس الأمن، عدا مندوبة أمريكا، لصالح المشروع المصري الذي يبطل قرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مما يمثل "جريمة سرقة جديدة ضد الشعب الفلسطيني" . وفي قطر، أجمعت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، على أن تبني 14 دولة من مجموع الاعضاء ال15، مشروع قرار يرفض القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "تأكيد جديد على رفض العالم رسميا وشعبيا للقرار الأمريكي" ولأية إجراءات تهدف للنيل من مدينة القدس والمساس بمكانتها التاريخية والدينية. وفي المقابل، لفتت الى أن إحباط واشنطن لهذا المشروع باستخدام حق النقض (الفيتو) "يكشف عن تحد أمريكي صارخ لحالة واضحة وربما نادرة من الإجماع الدولي" و"يقوض عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط"، بل و"يقدح في مصداقية الولاياتالمتحدة كدولة راعية لعملية السلام كما يقدح في شرعية مجلس الأمن". وشددت صحيفة (الراية)، في هذا الصدد، على أن "الفيتو والاعتراف الأمريكي الباطل بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال لا ينهي دور الإدارة الأمريكية في أية عملية سياسية ذات مغزى وحسب، بل ويجعلها شريكا في الاحتلال وفي الجرائم"، مشيرة الى أن "إقدام إدارة ترامب على هذه الخطوة يعد سابقة خطيرة في ضرب كل منظومة القيم والقوانين والتشريعات الدولية والإنسانية بما يضعها في مواجهة العالم والقيم الإنسانية المشتركة، وعلى صف واحد مع الدول المارقة مثل إسرائيل". وسجلت أن نقل مشروع القرار المتعلق بالقدس من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة "أصبح أمرا ملحا لحمايتها من المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية التي تعد خرقا واضحا وفجا لجميع القرارات الدولية ذات الشأن بالقضية الفلسطينية والمدينة المقدسية"، داعية، في هذا الصدد، الدول العربية والإسلامية وأصدقاء الشعب الفلسطيني الى "الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين والضغط بكل الوسائل على الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها المنحاز". وفي سياق متصل، وتحت عنوان "ما خفي في قرار ترامب نقل سفارته إلى القدس"، كتبت صحيفة (الوطن)، بقلم أحد كتابها، أن قول الرئيس الأمريكي ترامب بأن أحدا ممن سبقه من الرؤساء لم يجرؤ على تنفيذ قانون نقل السفارة الذي كان أصدره الكونغرس في أكتوبر 1995، وأنه "تحلى بالشجاعة ليضعه موضع التنفيذ"، "مخالف للحقيقة " وفيه "تحايل" على واقع الأمر، موضحة أن هذا القانون الذي صدر بناء على مشروع لزعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، تضمن نصا صريحا يعطي للرئيس الأمريكي سلطة تعليقه في حال وجد أنه سيضر بمصالح أمريكا وأمنها القومي، وذلك بالضبط ما جعل كلينتون وبوش وأوباما يقفون عند خيار تعليقه. وأضاف كاتب المقال أنه بالرجوع الى ما كانت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية، في إدارة بيل كلينتون قد أشارت اليه من ان دور أمريكا كوسيط نزيه في حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، يقضي بأن تحرص على أن"يتقرر وضع القدس في مفاوضات الوضع النهائي بين الطرفين وليس من جانب واحد"، يتأكد أن قرار ترامب "نزع عن واشنطن أهليتها لتكون وسيطا، بل إنه هدم دورها من أساسه"، وأن ما جاء من إيضاحات لاحقة من وزير الخارجية ريكس تيلرسون، أو المندوبة الأمريكية في الأممالمتحدة، عن التزام ترامب بجهود الوصول إلى السلام، وعدم انحيازه "لغو لا معنى له"، لأنه ب"الفعل انحاز لجانب إسرائيل، ولم يعد مؤهلا لدور الوسيط– فما بالنا بأن يكون نزيها". وفي الامارات، ركزت الصحف في افتتاحياتها ومقالاتها التحليلية على إطلاق ميلشيات الحوثي صاروخا باليستيا على العاصمة السعودية الرياض، والقرار الاخير للرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن القدس . وكتبت صحيفة (الاتحاد) في افتتاحيتها بعنوان" صواريخ اليأس الإيراني أن الصاروخ الباليستي الحوثي الذي اعترضته دفاعات السعودية أمس، يعتبر "ردة فعل متهورة من النظام الإيراني بعد أن شعر بأن الحلقة تضيق عليه، خصوصا بعد تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مواجهة الصواريخ والإرهاب الإيراني من أولويات سياسة الأمن القومي لإدارته خلال المرحلة المقبلة"،مضيفة أن "كل الطرق تؤدي إلى زوال ميليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية، فالتقدم الميداني للشرعية اليمنية متسارع، والطريق بات مفتوح إلى صنعاء، وبات الحوثي يائسا وفي النزع الأخير" . واشارت الصحيفة الى أن "ما يحدث على الأرض يؤكد أن نهاية الميليشيات الإرهابية اقتربت، وبالتالي فإن نهاية النفوذ والعبث الإيرانيين اقتربت أيضا"، مؤكدة أن الحسم العسكري في اليمن "أقرب مما يتوقع الإيرانيون وعملاؤهم الإرهابيون الحوثيون الذين لم يتركوا أي مجال أو مساحة للتحركات الدبلوماسية والحل السياسي". من جانبها كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها ايضا أن "مليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية تثبت مرة جديدة مستوى الإجرام الذي انحدرت إليه"، عبر استهدافها العاصمة السعودية الرياض بصاروخ باليستي، مضيفة ان عملية الاستهداف هاته تثبت أيضا "الكم الهائل من الأحقاد والشر والضغينة الذي تكنه طهران وتترجمه عبر مرتزقتها وأتباعها في محاولة يائسة" لاستهداف المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا لحماية أمن وسلامة واستقرار المنطقة. وشدد كاتب الافتتاحية على أن" إحباط المشروع التوسعي لايران في اليمن هو مسمار جديد يدق في نعش مراميها السوداء، وستكون له تداعيات إيجابية على الكثير من الشعوب في دول عربية ثانية للخلاص من الاحتلال الإيراني والإرهاب الذي تغذيه وسبب لتلك الشعوب الكثير من المآسي والويلات". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الخليج) في مقال لأحد كتابها ان قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن القدس "نزع عن الولاياتالمتحدة أهليتها، لتكون وسيطا، بل إنه هدم الدور الأمريكي من أساسه"، معتبرة ان ما جرى بعد ذلك من إيضاحات لاحقة، سواء من وزير الخارجية الأمريكي، أو مندوبته في الأممالمتحدة، عن التزام ترامب بجهود الوصول إلى السلام، أو أن الولاياتالمتحدة لن تنحاز إلى طرف ضد آخر، في قضية الحدود بين القدس الشرقية والغربية، "هو لغو لا معنى له، فقد انحاز ترامب فعلا لجانب إسرائيل، ولم يعد مؤهلا لدور الوسيط - فما بالنا بأن يكون نزيها". وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) أن الفيتو الأمريكي وكما كان متوقعا، أحبط مشروع قرار تقدمت به مصر لمجلس الأمن ردا على قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرة إلى أنه مثلما ظهرت إدارة ترامب معزولة على الصعيد العالمي بعد قرارها بشأن القدس، وقفت مندوبتها لدى الأممالمتحدة، نيكي هايلي، وحيدة ضد مشروع القرار المصري في مجلس الأمن. واعتبرت أن "الفيتو" الأمريكي، زاد من عزلة واشنطن، ورفع من مستوى التضامن العالمي مع قضية الشعب الفلسطيني، لكن من غير المرجح، تضيف الصحيفة، أن يترجم ذلك لتبدل جوهري في دور القوى المؤثرة في مسار الصراع، حيث "سيبقى دور الولاياتالمتحدة محوريا، ولن يبادر أحد لا في أوروبا أو غيرها لتعبئة الفراغ الذي خلفه الانحياز الأمريكي السافر لإسرائيل". وفي السياق ذاته، أوردت (الدستور) ردود فعل عدد من دول العالم الرافضة لاستخدام الولاياتالمتحدة أول أمس حق النقض (فيتو) ضد مشروع هذا القرار الذي طرحته مصر للتصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن القدس. وأشارت الصحيفة، في هذا الصدد، إلى الدعم الذي أعلنته روسيا بخصوص مبدأ إنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ونقلت عن المندوب الروسي في مجلس الأمن فلاديمير سافرونكوف، استعداد بلاده للعب دور "وسيط نزيه" في تسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، محذرا في الوقت ذاته بما وصفه بالخطوات الأحادية التي تتسبب في زيادة حدة هذا الصراع. من جانبها، كتبت (الرأي) في افتتاحيتها بعنوان "الملك في الفاتيكان وباريس..."، أن زيارة العاهل الأردني أمس لحاضرة الفاتيكان والمباحثات التي أجراها مع قداسة البابا فرانسيس ولاحقا مع الرئيس الفرنسي ماكرون في قصر الإيليزيه بباريس، كانت من أجل حشد الدعم لمواجهة تداعيات القرار المتعارض مع القانون الدولي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات الملك عبد الله الثاني في الفاتيكان وباريس، عكست الأهمية التي يوليها في هذه المرحلة للقاء المباشر مع زعماء الدول ذات التأثير في قضايا المنطقة، وقدرتها على كبح كل محاولات الخروج عن القانون الدولي، وإجماع الأسرة الدولية الذي تمثله منظمة الأممالمتحدة. وفي لبنان، توقفت الصحف عند إعلان السعودية اعتراض صاروخ باليستي "إيراني حوثي" فوق الرياض، والخلاف الدائر بين رئيس مجلس النواب من جهة ورئيسي الجمهورية والحكومة حول مرسوم تنظيمي يتعلق بترقية ضباط الجيش. وفي هذا الصدد، قالت (الجمهورية) إن المواجهة بين السعودية و"الحوثيين" دخلت فصلا جديدا، في ضوء تكرار هجماتهم على المملكة التي أعلنت اعتراض صاروخ باليستي "إيراني حوثي" فوق الرياض. وأضافت أن المتحدث باسم قوات التحالف الداعمة الشرعية في اليمن اعتبر أن سيطرة المنظمات الإرهابية، ومنها ميليشيا الحوثي المسلحة المدعومة من إيران، على الأسلحة الباليستية ذات التصنيع الإيراني، يمثل "تهديدا للأمن الإقليمي والدولي". ونقلت عن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، تأكيده ب"أن تكرار استهداف الأراضي السعودية بالاعتداءات الصاروخية من الأراضي اليمنية، لا يهدد أمن المملكة وسلامة شعبها فحسب، وإنما يعرض المنطقة لمخاطر جسيمة ويفاقم حالات الانقسام والنزاع القائمة". وعلى الصعيد المحلي، قالت يومية (النهار) إن اتصالات سياسية تجري على قدم وساق لتجاوز الخلاف المستجد بين ميشال عون وسعد الحريري ونبيه بري على خلفية مرسوم ترقية الضباط، مشيرة إلى أن هذا الخلاف "سيبقى مفتوحا على التصعيد إذا لم يتم التراجع عنه". وأضافت الصحيفة، أن الأسباب الحقيقية لهذا الخلاف "طائفية بامتياز"، مبرزة ان ترقية 180 ضابطا ليس بينهم سوى 14 مسلما سيجعل هؤلاء في مواقع قيادية متقدمة من حيث رتبهم، وهو ما سيمكنهم من الإمساك بمفاصل المؤسسة العسكرية.