اهتمت الصحف العربية اليوم السبت، على الخصوص، بتداعيات قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاجتماع الطارئ الذي يعقده وزارء الخارجية العرب مساء اليوم في القاهرة لبحث القرار الامريكي وتداعياته وسبل التحرك لإبطال مفعوله ، والمشهد السياسي في لبنان، والوضع في اليمن ، فضلا "منتدى أفريقيا 2017" الذي تختتم فعالياته اليوم بمنتجع شرم الشيخ المصري . ففي مصر، واصلت الصحف اهتمامها بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث جاء في عمود نشرته (الأهرام) بعنوان "في أصول قرار ترامب بشأن القدس"، أن قرار الرئيس الأمريكي باعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها، ليس سوى مواصلة للسياسة الأمريكية التي أيدت الأطماع التوسعية لإسرائيل منذ عدوانها في يونيو 1967. وأضافت أن "المقاربة الجديدة لترامب ليست سوى ممارسة لغطرسة القوة تريد من بقية الدول العربية والسلطة الفلسطينية قبول ما لا تستطيع قبوله، ولن تسفر المقاربة الفاشلة سوى وأد محتوم لسلام لاتنشده إسرائيل ، ولتطلعات الذين يدفعون المنطقة إلى حرب سنية شيعية ، عبثية وآثمة بالتحالف مع إسرائيل". وكتبت (الجمهورية) ، في عمود بعنوان " لا تلوموا ترامب" ، أنه "لا ينبغي أن نلوم الرئيس الأمريكي ترامب على قراره التاريخي بمصادرة القدس للأبد ، فقد استغل فرصة تفرق العرب وتقاتلهم وإهدار ثرواتهم في الحروب والنزاعات والمشاجرات الإعلامية والاتهامات المتبادلة بالخيانة والعمالة والفساد" . وأشارت الصحيفة إلى أن "التحذيرات والتهديدات التي صدرت قبل إعلان قرار ترامب بالاعتراف بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس لم تلفتت لها الإدارة الأمريكية ولم تعد تخشاها لأنها واثقة من أن قرار العرب لا يزال في قبضتها وأنها قادرة على ترويض الدول القليلة التي تحاول الخروج من العباءة الأمريكية واتخاذ مواقف مستقلة". أما يومية (أخبار اليوم) فسجلت في عمود لأحد كتابها ، أن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "كان منذ البداية لعبة انتخابية تحكمها الاعتبارات الأمريكية المحلية" حيث أصدر الكونغرس قرار الاعتراف قبل 22 عاما مع تعطيل التنفيذ بإعطاء الرئيس الأمريكي حق تأجيل نقل السفارة إلى القدس بقرار يصدر كل ستة أشهر، لأن الكل كان يستوعب حجم الخطر على المصالح الأمريكية في المنطقة من هذا القرار. وأبرزت الصحيفة ، أن الرؤساء الأمريكيين لم يكونوا طوال السنوات تنقصهم الشجاعة كما يزعم ترامب ، "بل كانوا يملكون ، بمستويات مختلفة، الخبرة السياسية والوعي الكافي الذي يجنبهم مثل هذه الحماقات التي يرتكبها ترامب، والتي تدفع أمريكا ثمنها من مكانتها ومن مصالحها يوما بعد يوم". وفي الشأن المحلي، واصلت الصحف اهتمامها بفعاليات مؤتمر "إفريقيا 2017" بشرم الشيخ الذي تختتم أشغاله اليوم (7-9 دجنبر) ، حيث كتبت (الجمهورية) في افتتاحيتها، أن إفريقيا تلتقي في شرم الشيخ في منتدى مهم يكشف الحقائق ويتبنى المبادرات وتتبادل فيه الدول الإفريقية الخبرات والمعرفة والمساندة، وليكون للشباب ورواد الأعمال نصيبهم المستحق ودورهم المتميز في تلبية احتياجات سوق واعدة يصل حجمها خلال 20 عاما إلى 4ر2 مليار نسمة. وكتبت (الأهرام) في افتتاحيتها، أن القارة الإفريقية حظيت دائما باهتمام الدولة المصرية، وذلك رغم الفتور الذي أصاب العلاقات مع دولها خلال بعض الفترات الزمنية، إلا أن القيادة السياسية المصرية عقب ثورة 30 يونيو 2013 استطاعت بحكمة، إعادة الزخم لهذه العلاقات التاريخية الممتدة عبر آلاف السنين ، وذلك بعد سنوات من الإهمال أحدثت فجوة بين مصر وشقيقاتها، كما استطاعت القاهرة ومن خلال خطوات محسوبة، العودة إلى حضن القارة الأم واستعادة نفوذها وتأثيرها المفقودين. وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "القدس عاصمة فلسطين"، أنه على الرغم من خطورة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، إلا أنه لايغير من الحقائق على الأرض، مشيرة إلى أن القدس محتلة، وأن أي اعتراف أمريكي بها، لن يغير من حقيقتها، بأنها مدينة فلسطينية وهي العاصمة الأبدية لفلسطين. وأضافت أن قرار ترامب، بشأن القدس، الذي لاقى رفضا عالميا واسعا، يؤكد مرة أخرى، لمن راهن على الدور الأمريكي بالضغط على إسرائيل للقبول بقرارات الشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، أنه واهم، وأن هذا الدور الضاغط، سيوجه للفلسطينيين لإجبارهم على تقديم التنازلات لصالح إسرائيل. وفي الموضوع ذاته، كتبت صحيفة (الرأي) أن قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس، إنما يؤكد أن أمريكا لن تكون في يوم من الأيام وسيطا نزيها في أي حال من الأحوال في أي عملية سلام في المنطقة، بل هي خصم وعدو لدود للفلسطينيين وللأمة العربية والإسلامية. وأضافت أن الإدارة الأمريكية، التي تحمل عداء لجميع شعوب العالم، أصبحت في وضع مهزوز، وأن جدار المقاومة العربية، سيزداد صلابة وقوة ويتوسع مساحة في وجه المؤامرات الإسرائيلية، ومن يهرول نحو إسرائيل. كما سيزيد الشعوب العربية إيمانا وقوة وصلابة في مواجهة العدو الإسرائيلي والغطرسة الأمريكية. وبدورها، توقفت صحيفة (الدستور) عند اجتماعات المجلس الوزاري للجامعة العربية، اليوم بالقاهرة، مشيرة إلى لقاءات وزراء الخارجية العرب، ستتركز على بحث سبل التعامل مع تداعيات قرار الولاياتالمتحدة الأمركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأضافت أنه من المنتظر أن يخرج الاجتماع الوزاري العربي، بمواقف عربية حاسمة حيال قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس، والحديث عن مستقبل السلام في المنطقة، وتأثير هذا القرار على أمن واستقرار المنطقة والعالم. وفي لبنان قالت صحيفة (الديار) إنه بدا واضحا من خلال المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية، وما قاله وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا ،وما أذاعته وسائل إعلام إسرائيل ومصادر أوروبية، أن خطاب الرئيس الأميركي بخصوص القدس "هو بداية لتصفية القضية الفلسطينية (...)". وأضافت أن التلفزيون الأميركي فوكس نيوز الأوسع انتشارا ذكر نقلا عن مصادر للمخابرات الأميركية، أن صفقة القرن ستجري سنة 2018 في شأن القضية الفلسطينية، وذكرت أن "هذه الصفقة تعتمد على عدد من النقاط منها اعتبار القدس عاصمة إسرائيل، والإبقاء على 50 ألف فلسطيني من أصل 325 ألف فلسطيني يقيمون في القدس، بعد اعتبارها عاصمة إسرائيل من قبل أميركا، وفي ذات الوقت، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن إقامة 14 ألف وحدة سكنية تتسع إلى 400 ألف إسرائيلي لتهويد القدس ديموغرافيا، و إبقاء مدن المستوطنات الإسرائيلية داخل الضفة الغربية، حيث أصبح عدد سكانها 350 ألف إسرائيلي، ويتم إعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة أبو ديس القريبة من القدسالمحتلة، ويقيم 3 ملايين فلسطيني في مساحة ال 2000 كلم من سيناء التي مساحتها 60 ألف كلم (...)". وفي نفس الموضوع، أشارت (الجمهورية) إلى أن أرض فلسطين تتحرك غضبا من قرار الرئيس الأميركي، واحتدمت المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو ينذر بتصاعدها أكثر في الآتي من الأيام، والعالم كله ما زال تحت تأثير الصدمة التي خلفها هذا القرار بالتزامن مع تصاعد الرفض العربي له واتهام بعض الدول للإدارة الأميركية بتهديد عملية التسوية في الشرق الأوسط والانتقال من موقع الراعي لها إلى موقع الناسف لها (...). وأضافت أنه بالتوازي مع التحركات الرافضة لهذا القرار، والتي تتصاعد في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وتتسارع في أكثر من دولة عربية وإقليمية، وقف لبنان بكل مستوياته السياسية والرسمية ضد هذا القرار، وعبر عن رفض متجدد له من خلال جلسة استثنائية لمجلس النواب (...). وقالت صحيفة (الأخبار) إنه "ما من أحد واهم بأن القرار الأميركي الأخير جاء منعزلا عما سبقه وسيلحقه. فالولاياتالمتحدة ليست في حاجة إلى خطوة يتيمة من هذا النوع. ومن اتخذ القرار يعرف أنه تمهيد لما هو أكبر، وأكثر خطورة. ولا حاجة، هنا، لانتظار ما يخبرنا به العدو عن تنسيق وتفاهم مسبق مع دول عربية (...)، مضيفة أنه ما بات معروفا يؤكد أن واشنطن وتل أبيب قطعتا أشواطا في المحادثات مع دول عربية للانتقال نحو فصل جديد من محاولة تصفية القضية الفلسطينية". وفي ما يخص اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان المنعقد بفرنسا، أشارت (النهار) إلى التطور الأبرز الذي توقف عنده متتبعو الاجتماع ونتائجه المتمثل في اتساع البيان لإعادة صياغة دقيقة للالتزامات التي تتناول مسائل حساسة لبنانيا مثل القرار 1559 الذي يعنى بالسلاح غير الشرعي. وقالت إنه "بدا واضحا أن تضمين البيان الختامي هذا القرار إلى جانب القرار 1701 لم يرض إحدى الجهات اللبنانية المعنية، فكان أن وزع من بيروت نص البيان الختامي مترجما إلى العربية خاليا من الإشارة إلى القرار 1559 خلافا للنصين بالفرنسي والانكليزي. ولاحقا أعاد الجانب الفرنسي توزيع الترجمة العربية الحرفية متضمنة القرار 1559 ". وأضافت أن مجموعة الدعم الدولية شدد على "ضرورة حماية لبنان من الأزمات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط" ودعت جميع الدول والمنظمات الإقليمية إلى "العمل من أجل حفظ الاستقرار والأمن السياسيين والاجتماعيين والماليين في لبنان"، وأبدت "ارتياحها لعودة الحريري فهو يمثل شريكا رئيسا لصون وحدة لبنان واستقراره"، كما نوهت بالقرار "المتمثل بالنأي بالنفس عن الصراعات والحروب الإقليمية وعن التدخل في شؤون البلدان العربية"(...). وتابعت، أنه بعدما كررت ضرورة تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والتقيد بها على نحو تام "بما فيها القرارين 1559 و1701، لفتت إلى ضرورة عدم حيازة أي أسلحة غير أسلحة الدولة اللبنانية ودعت الأطراف إلى معاودة المناقشات للتوافق على خطة الدفاع الوطنية (...). ومن جانبها، كتبت يومية (المستقبل) أن المشاركين في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، أكدوا مجددا التزامهم باستقرار لبنان وأمنه وسيادته، ودعمهم الجهود الحالية التي تبذلها السلطات اللبنانية من أجل استعادة الأداء الطبيعي للمؤسسات والتحضير لتنظيم الانتخابات التشريعية في ماي 2018، تماشيا مع المعايير الدولية. وتابعت أن المجموعة دعت جميع الدول والمنظمات الإقليمية إلى العمل من أجل حفظ الاستقرار والأمن السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين والماليين في لبنان، في ظل مراعاة سيادة لبنان وسلامة أراضيه على نحو تام. وأوردت (اللواء) أن النقطة الأهم في ما آلت إليه مناقشات الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان، أن عودة الحريري إلى ممارسة مهامه في رئاسة الحكومة تمثل خطوة باتجاه تكريس شراكته كرئيس لصون وحدة لبنان واستقراره. وأضافت أن المجموعة لم تخف ارتياحها استئناف انعقاد مجلس الوزراء، بعد التأكيد على قرارات "النأي بالنفس عن الصراعات والحروب الإقليمية وعن التدخل بشؤون البلدان العربية"، وحثت المجموعة الدولية فيما يخص، الشق المتعلق بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن، على التقيد بها بما في ذلك القراران 1559 (2004) و1701 (2008). وفي الامارات العربية المتحدة ،كتبت صحيفة (الاتحاد) في افتتاحيتها بعنوان " ترامب وكرة اللهب" أن الرئيس الأميركي "لم يقرأ عواقب قراره بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.. وهكذا قرارات ترامب وإجراءاته أو أغلبها يتخذها بطريقته الخاصة.. وقد ألقى ترامب بقراره هذا كرة لهب ضخمة ربما في العالم كله.. وزاد التوتر توترا .. وزاد المشتعل اشتعالا ، وأعطى فرصة ذهبية للمزايدين وأصحاب الأجندات الحزبية والإرهابية ليثيروا الفوضى في المنطقة وفي الدول الإسلامية كلها". واضافت ان "هؤلاء لا تعنيهم القدس ولا فلسطين، وإنما يلبسون قميص عثمان لاستثماره في تحقيق أهدافهم الخبيثة التي لا تريد خيرا للمنطقة.. ترامب لم يقرأ كل هذا جيدا ، ولم يدرك أنه بقراره هذا يخدم أول ما يخدم إيران التي يناصبها العداء" ،معتبرة ان القرار الامريكي "يعطي ورقة لعب جديدة لإيران ووكلائها في المنطقة العربية من أجل المضي في مشروعها التوسعي.. وفي النهاية، فإن قرار ترامب لا يعني شيئا ، فقط هو يصب في مصلحة الحاقدين والمتآمرين والمتربصين بهذه المنطقة.. ولا يمكن إلا أن تبقى القدس عربية إسلامية". من جانبها اعتبرت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها بعنوان "قرار لا يغير شيئا" أنه "ولا ألف قرار مثل قرار دونالد ترامب يغير حجرا في أسوار مدينة القدس،...ما حصل مجرد نزوة لدى رئيس يقدم لإسرائيل عربون وفاء ودعما غير مسبوقين كتعبير عن وحدة حال بين دولة عظمى ووكيل أعمال يتولى رعاية وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة". وأكدت أنه "لا تسوية ولا مفاوضات عبثية ولا «صفقة قرن» فكل الرهانات تبخرت فجأة، فالوسيط تبين أنه لا يصلح لوساطة، والقضية الفلسطينية عادت إلى أصولها، إلى حيث يجب أن تكون، صراع وجود بين الحق والباطل "مبرزة أن "من ينتهك قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية وخصوصا القرارات المتعلقة بمدينة القدس بالذات، ومن يستهين بمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم وعربي، ومن يتجاهل موقف المجتمع الدولي، لا يستحق أن يكون مؤتمنا على قضية بحجم القضية الفلسطينية". وبخصوص الاوضاع في اليمن قالت صحيفة ( البيان) في مقال بعنوان "اليمن ووحدة الصف" ان "جرائم القتل والتنكيل" التي ارتكبها الحوثيون بحق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وأبنائه ورفاقه، "كشف للعالم كم الحقد والوحشية لدى الحوثيين وأسيادهم الذين يوجهونهم من إيران، واستعدادهم لارتكاب المجازر والتنكيل بالشعب اليمني لإحكام سيطرتهم وخدمة أهدافهم المشبوهة". واضافت ان "الموقف الآن في اليمن بات واضحا للجميع، فنحن أمام جماعة من الميليشيات الإرهابية المدعومة والممولة من إيران بالمال والسلاح، التي أطلقت صواريخها الباليستية على الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية وعلى مدنها"، داعية الى "تخليص اليمن من شرور هذه الميليشيات الإيرانية، وهو ما أخذ يتحقق بشكل متسارع، حيث شهدت الأيام الماضية تقدما ملحوظا لجيش الشرعية مدعوما من قوات التحالف العربي".