أطفأ القائمون على المسجد الأقصى المبارك، أنوار المسجد والمعالم التاريخية المحيطة به، احتجاجا على إعلان الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما خرجت مظاهرات في تركيا والأردن ولبنان وفلسطين، مساء اليوم الأربعاء. واحتشد المئات من الأتراك أمام مسجد الفاتح بإسنطبول، مباشرة بعد إعلان ترامب لقراره، رافعين الإعلام الفلسطينية ومجسمات القدس، ومرددين هتافات موحدة تؤكد أن فلسطين ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين. وخرجت مظاهرات في رام الله ومدن أخرى بفلسطين، بالموازاة مع مسيرة بالعاصمة الأردنية عمان، وأخرى بالعاصمة اللبنانية بيروت، احتجاجا على الخطوة الأمريكية. بالمقابل، أضاءت سلطات الاحتلال أسوار القدسالمحتلة بالأعلام الإسرائيلية والأميركية ابتهاجا بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل. ودعت هيئات رسمية وشعبية فلسطينية وعربية وإسلامية إلى احتجاجات وتظاهرات في عدد من الدول رفضا للقرار الأمريكي، فيما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من عواقب قرار ترامب، قائلا: "لا يمكن تقبل أي أخطاء بشأن وضع القدس لأنها حرم لكل المسلمين في كل أنحاء العالم". وغداة ذلك، اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على ضرورة خروج الجماهير للتعبير عن غضبها من التوجهات الأميركية تجاه القدسالمحتلة، بينما أعلنت الجامعة العربية عن عقد اجتماع طارئ بهذا الخصوص. وفي المغرب، سجلت عدد من الهيئات الوطنية المغربية أيضا، رفضها لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب المحتلة إلى القدسالمحتلة، داعيا إلى التراجع عن هذا القرار ومحذرة من عواقبها على استقرار المنطقة. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتراف بلاده بمدينة القدسالمحتلة "عاصمة لإسرائيل"، مضيفا أنه وجه وزارة الخارجية الأمريكية "كي تعمل على نقل مبنى السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس". وجاء إعلان ترامب في كلمة مباشرة ألقاها في واشنطن، مساء اليوم الأربعاء، قال فيها إن مدينة القدس هي قلب واحدة من أنجح الديمقراطيات في العالم، وفق تعبيره. وبرر ترامب قراره بالقول: "أدرس تحديات العالم وتأثيراتها علينا، ولا يمكن أن نحل مشاكلنا بالقيام بنفس الافتراضات السابقة ونفس الأسلوب". وأضاف أن "الكونغرس أصدر قرارا في العام 1995 بأغلبية كبيرة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل"، لافتا إلى أن "الرؤساء السابقون أجلوا القرار لأنهم اعتقدوا أن هذا سيعطل السلام". وهاجم المتحدث الرؤساء السابقين للولايات المتحدة بالقول: إنهم "لم يكونوا شجعان واتخذوا قراراتهم بناء على افتراضات لديهم"، متابعا: "بعد 20 سنة لم يصبح السلام قريبا بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وتابع قوله: "لذلك أعلن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (..) لإسرائيل الحق كدولة ذات سيادة بإعلان العاصمة التي تريدها"، معتبرا هذا القرار في مصلحة الولاياتالمتحدة ومصلحة السلام".