تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين ، على عدة مواضيع، أبرزها قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وتصويت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار يطالب بالامتثال للشرعية الدولية المتعلقة بالقدس، واستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، فضلا عن سياسة ايران في المنطقة العربية وتفاعلات الأزمة الخليجية الراهنة. ففي مصر، واصلت الصحف تركيزها على تداعيات قرار ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، حيث كتبت (الجمهورية) ، على ضوء طرح مصر بمجلس الأمن مشروع قرار بشأن القدس، أن "القاهرة تبذل جهودا مكثفة لاحتواء وتعديل القرار الأمريكي بالاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل" ، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يبحث مجلس الأمن الدولي التصويت على المشروع القرار الذي طرحته القاهرة أمس الأول والذي يدعو إلى إلغاء أي قرارات أحادية تتعلق بالقدس. وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن مسودة القرار الذي وزعته مصر على الدول الأعضاء، تدعو إلى الامتناع عن نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى القدس، مضيفة أن أي قرارات أحادية الجانب حول وضع المدينة "ينبغي ألا يكون لها أثر قانوني ويجب إلغاؤها". وفي نفس السياق، نشرت صحيفة (الجمهورية) مقالا لأحد كتابها أكد فيه أن "القدس ستظل عربية وإسلامية ولن يستطيع أحد أن يتحكم فيها"، مبرزا أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب بأن القدس عاصمة إسرائيل "جعل العالم كله يعبر عن رفضه لهذا القرار الجائر الذي لا يخدم الإ الاستعمار والمحتلين للأراضي الفلسطينية". من جهتها، نشرت صحيفة (الأخبار) عمودا حول تصريح مسؤول أمريكي كبير فالبيت الأبيض يفيد بأن حائط البراق (في البلدة القديمة بالقدس) جزء من دولة إسرائيل، قال فيه كاتبه إنه "من الواضح أن البيت الأبيض الأمريكي مصمم على مواصلة استفزازاته للعالمين العربي والإسلامي وعلى تحويل الصراع العربي-الإسرائيلي إلى صراع ديني لتفجير المنطقة بعد أن فشلت المنظمات الإرهابية في أداء هذه المهمة"، مضيفا " ومع ذلك يتحدث المسؤولون الأمريكيون عن رغبتهم في استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الأمر الذي يكشف مدى الاستخفاف بالعرب والاستهانة بهم والتقليل من قدرتهم والسخرية بعقولهم". وفي موضوع آخر، اهتمت الصحيفة ذاتها، بموضوع استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، ونشرت اليومية عمودا لأحد كتابها ،أبرز فيه أن الاتفاق المصري الروسي على استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو في أول فبراير المقبل، قد ينعش السياحة الروسية، بعد قيام مصر، إثر توقف حركة الطيران على إثر حادث الطائرة الروسية وانفجارها في سيناء منذ عامين، بتأهيل جميع المطارات المصرية بأحدث الأجهزة. وفي الإمارات، اهتمت الصحف كذلك بالقرار الامريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وسياسة ايران في المنطقة العربية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الخليج) في مقال أن ترامب اتخذ قرارا لا يقدر خطورته، كما قدرها رؤساء أمريكيون سابقون رفضوا تنفيذ قرار الكونجرس الامريكي، معتبرة ان هذه "الخطوة المغامرة، التي اصطادت في مياه عربية عكرة، وفي لحظة من الوهن والتنازل هي الأسوأ في كل تاريخ السياسة الرسمية الامريكية، منذ أربعين عاما، وهي خطوة تمتحن مصيرا عربيا برمته". وأكد كاتب المقال أن خطوة دونالد ترامب بالاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة للدولة الصهيونية يمكن قراءاتها ب"وصفها (الخطوة) واحدة من الثمرات المرة لما سمي (الربيع العربي)، وأولى قطاف ما زرعته، في بلادنا العربية، سياسة (الفوضى الخلاقة) التي أطلقها أسلافه المحافظون في البيت الأبيض"... من جانبها اعتبرت صحيفة (البيان) في مقال لاحد كتابها بعنوان "ترامب والقدس" ان هذا الاعتراف "يخالف التزامات أمريكية ودولية، بعدما درج مرشحو الرئاسة الأمريكية على إعطاء هذا الوعد طوال العقود الماضية، دون الوفاء بها". وذكرت بأن موقف الرئيس الأسبق رونالد ريغان في هذا المضمار كان طريفا حيث وعد أثناء حملته الانتخابية بأن ينقل السفارة الأميركية إلى القدس، وبعد انتخابه قال إن موقفه الشخصي مع نقل السفارة ولكن موقف الحكومة الأميركية متسق مع الإدارات السابقة ويقتضي عدم نقل السفارة".. وتوقعت الصحيفة أن "يقوي هذا القرار بلا شك من شوكة أعداء أمريكا في المنطقة، وبلا شك، كما أن الحركات الإرهابية مثل داعش والقاعدة سيستثمران الاعتراف لزيادة استقطاب الإرهابيين". أما صحيفة (الوطن) فكتبت في افتتاحيتها أن العالم "يعي جيدا ومنذ زمن طويل خطورة سياسة إيران الارهابية وعدوانيتها المقيتة ودعمها للإرهاب وانتهاجها التدخل في شؤون الدول وانتهاك سيادتها، ضمن مخطط توسعي عدواني تعمل عليه في خرق فاضح لجميع القواعد والقرارات الناظمة للعلاقات بين الدول". واعتبرت ان الأدلة التي قدمتها مؤخرا واشنطن حول صاروخ أطلقته مليشيات الحوثي الإرهابية على الأراضي السعودية "هو صناعة إيرانية، وهي أدلة تبين تصاعد مخطط العدوان الذي هو قبل كل شيء عدوان على كافة قواعد الشرعية الدولية برمتها، والذي يستوجب معه تشكيل تحالف عالمي يضع حدا لكل هذا الشر الذي تعمل على تصديره لاستهداف دول ومجتمعات بأمنها وسلامتها". وبالأردن، أشارت صحيفة (الغد) إلى الجلسة الطارئة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي، اليوم، للتصويت على مشروع قرار يطالب "بالامتثال للشرعية الدولية المتعلقة بالقدس"، وإبطال كل ما يستهدف "تغيير طابع المدينة وهويتها". وأضافت الصحيفة أن ذلك يأتي على وقع اشتعال فلسطينالمحتلة، أمس، تحت وطأة المواجهات الحادة مع قوات الاحتلال لقمع انتفاضة الفلسطينيين ضد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول "الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي" ونقل سفارة بلاده إليها. وفي السياق ذاته، تساءلت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "أوهام صفقة القرن والتسوية المستحيلة"، كيف لرئيس أمريكي أن يتبنى، بعد إعلانه اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، مشروعا للتسوية، وهو إعلان أطلق الرصاص على السلام وعلى أية تسوية، وكشف عن وجه ترامب الحقيقي. وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكي، قد حرق أشرعة سفنه قبل الإبحار بها إلى عمق الصراع، إلا أن "ما تسمى بصفقة القرن، ستبقى متداولة سواء كان لها نصيب في الحضور على طاولة التفاوض الذي لم يعد معروفا من سيديره بعد قرارات ترامب الأخيره بشأن القدس، أو أنها تاهت طريقها وسط الدخان الذي خلفته هذه القرارات على كل الدروب المؤدية إلى التسوية". وفي مقال تحت عنوان "تحولات عميقة في شرق أوسط مضطرب"، كتبت (الرأي)، بدورها، أن قرار الولايات المتحدةالأمريكية بشأن القدس، كشف عن "تحولات عميقة في توجهات دول المنطقة"، مبرزة أنه إذا كانت المسألة الفلسطينية عموما وقضية القدس خصوصا قد مثلت أحد أهم ركائز خطوط الصدع والانقسام وتشكيل التحالفات في المنطقة تاريخيا، فإن فلسطينوالقدس "لا تزال المحرك الرئيسي في رسم محددات السياسات الخارجية لدول المنطقة". وأشارت الصحيفة، في هذا الصدد، إلى أن أن القرار الأمريكي، جاء عقب الإعلان عن نهاية العمليات العسكرية التقليدية ضد تنظيم الدولة الإسلامية خصوصا والحركات الجهادية عموما الموسومة ب "الإرهاب"، الذي "بات يجسد الركيزة الأهم في تحديد الأولوبات وبناء التحالفات الدولية والإقليمية والمحلية". وفي لبنان انصب اهتمام الصحف المحلية حول اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استراتيجية الأمن القومي لبلاده خلال المرحلة المقبلة وسبل التصدي للتهديدات العالمية، وتصويت مجلس الأمن حول على القرار الأمريكي بشأن القدس. وفي هذا الصدد، ذكرت (الجمهورية) أن لبنان والمنطقة والعالم يترقب كلمة الرئيس دونالد ترامب ظهر اليوم، التي سيكشف فيها عن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي خلال المرحلة المقبلة وسبل التصدي للتهديدات العالمية، مبرزة أن هذه الإستراتيجية تقوم على توفير الحماية للوطن والمواطن وحماية الاقتصاد والحفاظ على السلام العالمي وتعزيز الدور الأمريكي على الساحة الدولية. من جهة اخرى، قالت صحيفة (المستقبل) إن مجلس الأمن سيقرر اليوم، على وقع تظاهرات واحتجاجات لم تهدأ طوال 11 يوما في مدن عدة في العالم، بشأن مصير قرار الرئيس الأمريكي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مضيفة أنه رغم أن الأمل ضعيف جدا بأن يخرج المجلس بما لا يشتهي ترامب، إلا أن الخطوة في حد ذاتها ستظهر مدى العزلة التي يواجهها الرئيس الأمريكي في التلاعب بمصير هذه المدينة المقدسة. ونقلت اليومية عن دبلوماسيين قولهم إن مجلس الأمن سيصوت اليوم على مشروع قرار يشدد على أن أي قرارات تخص طبيعة مدينة القدس الشريف ووضعها وتكوينها الديمغرافي، ليس لها أي أثر قانوني ويجب سحبها، وهي لاغية وباطلة وفقا لقرارات المجلس. وفي الشأن الداخلي، أشارت (النهار) إلى أن أزمات تطل مطلع هذا الأسبوع وقبيل انعقاد الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء هذه السنة غدا الثلاثاء، وقبيل سفر نحو 13 وزيرا إلى الخارج لتمضية عطلة الأعياد مديرين ظهورهم لمشكلات تزداد تفاقما في غياب رؤى واضحة لحلول جذرية. وأوضحت الصحيفة أن الأمر يتعلق بأزمة دبلوماسية ناشئة بين لبنان والسعودية، إذ على الرغم من مضي نحو شهر على تعيين السفير السعودي الجديد لدى لبنان وليد اليعقوب، فإن وزارة الخارجية والمغتربين لم تحدد له موعدا لتقديم أوراق اعتماده مما أثار تساؤلات عن الأسباب، إلى جانب أزمة أخرى حياتية متعددة الوجه، وأولها يبدأ اليوم بإضراب مفتوح ينفذه اتحاد النقابات والمصالح المستقلة والمؤسسات العامة اعتراضا على التعميم الذي أصدره رئيس الوزراء، سعد الحريري، عن كيفية تطبيق سلسلة الرتب والرواتب، والملف المرشح للتفاعل في حال تعطيله، المتعلق بالنفايات. من جهتها، قالت يومية (الديار) إن الجيش اللبناني سينشر نحو 40 ألف جندي على الأراضي اللبنانية، خاصة حول الكنائس والمراكز المسيحية في أسبوعي عيدي الميلاد ورأس السنة، في حين ستنشر قوى الأمن الداخلي 15 ألف ضابط وعنصر من قوى الأمن الداخلي من اجل تأمين الاحتفلات المخلدة لهذه المناسبة. وفي قطر، توقفت الصحف المحلية عند خصوصية احتفالات قطر هذا العام باليوم الوطني الذي يصادف اليوم الاثنين، في ظل ما تشهده المنطقة الخليجية من تحديات. وفي سياق الأزمة الخليجية الراهنة، اعتبرت الصحف أن هذه المناسبة تأتي في وقت "نجحت فيه الدوحة (...) في إيصال رؤيتها" بشأن الحل إلى عواصم صنع القرار، لافتة الى أنها ظلت متمسكة "بمبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية" و"متعاونة مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، ودعوته الصادقة لتبني سياسة واضحة للحوار والتفاوض، وفتح صفحة جديدة قوامها صدق التعامل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وتحت عنوان "عن المصالحة الخليجية من جديد"، كتبت صحيفة (العرب) في مقال لأحد كتابها أنه قد "آن الأوان لإعادة النظر في الأزمة بعيدا عن النهج السابق، لا سيما أن الأزمة استنفدت أغراضها، ولم تعد في واقعها تتجاوز المراوحة التي تضر بالجميع دون جدوى"، لافتة الى أنه يوجد أمام "الواقع الخليجي تحد كبير، بل كبير جدا يتمثل في المشروع الإيراني، وخطره يطال الجميع، وإن بدا أن السعودية هي التي تقف قبالته أكثر من غيرها". واعتبر كاتب المقال أنه "بترتيب البيت الخليجي من جديد، وبقيادة السعودية التي لا ينافسها على زعامة الاتحاد أحد، يمكن أن تكون المعركة مع المشروع الإيراني أفضل"، مشيرا الى أن "سوريا هي الحلقة الأهم في المواجهة مع المشروع الإيراني، وأن التفاهم السعودي مع قطر، وتاليا مع تركيا يفسح المجال أمام لملمة الموقف من جديد".