تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، على مجموعة من المواضيع، أبرزها تداعيات قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وخسائر الميلشيات الحوثية في اليمن، والأزمة السورية، والانتخابات النيابية في العراق، والمشهد السياسي في لبنان . ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) أن "المفتاح الأساسي لفهم وتفسير الأوضاع المضطربة حاليا في المنطقة، يكمن في الموقف الإسرائيلي المراقب والمتربص بإيران، التي لم تخف بالطبع بدورها إعلاناتها المعادية لإسرائيل، فالموقف الإسرائيلي هو أهم ما يفسر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، على أساس ما أعلنته إسرائيل من أن إيران تحايلت على الاتفاق، وأنها مستمرة في بناء قدراتها النووية". وأضاف كاتب المقال، أن هذا الموقف الإسرائيلي كان" أقوى في تأثيره من رفض الأطراف الأوروبية لذلك الانسحاب، لذلك كان مفهوما تماما أن الذي أعلن ترحيبه وارتياحه للقرار الأمريكي كان هو بنيامين نيتانياهو" ، مشيرا إلى أن "الغريب في الأمر، أنه بعد الانسحاب الأمريكي والتهليل الإسرائيلي له، انطلقت من الأراضي السورية التي تسيطر عليها القوات الإيرانية، قذائف على القوات الإسرائيلية في الجولان المحتلة، غير أن إسرائيل انتهزت الفرصة لتوجيه ضربات قوية ضد مواقع عديدة مرصودة سلفا في سوريا باعتبارها مناطق تمركز المؤسسات الإيرانية في سوريا". من جهتها، كتبت صحيفة (الجمهورية)، أن الولايات المتحدة "تخطط وتنفذ، والعالم يتفرج ولا يملك إلا الأسف والاستنكار، إن ترامب لا يخطط ولا يتآمر ولكنه يقول وينفذ ولا يهتم". وأضاف كاتب المقال أن "ترامب أمريكا، انسحب من الاتفاق النووي مع إيران" ليترك المنطقة تحت "رحمة إيران وتدخلاتها وتهديداتها" ، مؤكدا أن أمريكاوإيران "يختلفان ولكن لا يتواجهان أبدا، فالمصلحة واحدة، ووجود النظام الحالي في إيران يخدم أمريكا ". وفي سياق متصل، كتبت (الأهرام) بقلم أحد كتابها في مقال بعنوان "مصر وصراعات القوى"، "إننا أمام سلسلة من الانهيارات والزلازل في المنطقة ولا أحد يستطيع أن يحدد موقعه في كل ما يجرى، هناك إعلانات بحروب قادمة وتهديدات بكل أنواع الأسلحة الحديثة وهناك جيوش على بعد أمتار من بعضها، ونقطة البداية أن جيش مصر يخوض معركة ضد الإرهاب في سيناء ". وأضاف أن التهديدات تحمل بوادر صراع قادم لا أحد يعرف مداه، لقد انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران ، وعلى الجانب الآخر، فإن إسرائيل تطلق الصواريخ كل ليلة على الاراضي السورية ويمكن في أي لحظة أن تحدث مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، والقوات الروسية تعسكر في قواعد عسكرية في قلب سوريا وبجانبها قواعد أمريكية وقوات إيرانية وتركية، أما الحوثيون مازالوا حتى الآن يشعلون الحرب والفتنة بين صفوف الشعب اليمني، والصواريخ الحوثية تتجه إلى المدن السعودية". وفي الإمارات، كتبت صحيفة ( الاتحاد) في افتتاحيتها أن "الضربات الموجعة لميلشيات الانقلاب الحوثية الإيرانية من جانب المقاومة والجيش الوطني وألوية العمالقة، بإسناد من قوات التحالف العربي، تؤكد أن ميلشيات الخيانة والغدر تلفظ أنفاسها الأخيرة ، فمقر قياداتها في صعدة، أصبح محاصرا تماما ،كما ان ومخابئ زعماء الانقلاب لم تعد آمنة لهم"، مضيفة أنه " لم يعد أمام عملاء إيران مفر ،والحديث عن التفاوض والحل السياسي والدبلوماسي، أصبح من الماضي ولم يعد هناك من خيار سوى الحسم العسكري، لأن الحوثيين، عملاء طهران، مجرد عصابة مارقة لا يمكن التفاوض معها أو الجلوس معها على الطاولة". وأكدت الصحيفة أن الحوثيين أرادوا " اختطاف وطن بأكمله، اليمن الشقيق وتسليمه إلى إيران واحتجاز شعب بأكمله رهينة من أجل شهوة السلطة والخيانة والعمالة، ولكن شعب اليمن أبى إلا أن يطارد هذه العصابة حتى يقضي عليها". وفي موضوع آخر، قالت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها ان الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في العام 2015، "وبات من الماضي اليوم بعد إلغائه، استغلته طهران وكأنه تفويض لتواصل كل ما تقوم به وتضاعف عدوانها وتعدياتها وتدخلاتها، في الوقت الذي سخرت الأموال المجمدة لتبذيرها أكثر على المليشيات الإرهابية العاملة وفق أوامرها، لكن الوضع أصبح غير السابق وهي تتجه لإنهاء هذا النظام الذي لو حاول المكابرة والنفاق من باب الشعارات، فالواقع اليوم بالنسبة لنظام بات يتلقى الضربات من الداخل والخارج يوحي بسقوطه الكبير، لأن عهد الزيف والرياء وإمكانية المناورة والهرب واللعب على الوقت بحجة المفاوضات وغيرها انتهى دورها". وأضافت أن "أياما قليلة على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، كانت كفيلة بهز النظام الإيراني، وللجميع أن يتصور الوضع بعد فترة حين تبدأ العقوبات المفروضة بتحقيق النتائج المحددة لها، وكيف ستكون التداعيات على نظام بدد المليارات على مليشيات الموت والإرهاب والقتل والإجرام". أما صحيفة (الخليج) فتوقفت في افتتاحيتها عند الانتخابات النيابية التي تبدأ اليوم في العراق ، مشيرة الى أهمية هذه الانتخابات؛ التي تعد "الثانية منذ الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، والرابعة منذ الغزو الأمريكي عام 2003، والأولى بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وتقويض أركان «دولته» المزعزمة،وإسقاط المشروع الانفصالي الكردي في شتنبر الماضي، أنها سوف ترسم ملامح العراق لسنوات قادمة؛ وطنيا وسياسيا واقتصاديا ". وأضافت الصحيفة أن هذه الانتخابات، تأتي في ظل "ظروف مختلفة عن السابق؛ لكنها تتم وسط صراع سياسي حاد، وتوليفة من التحالفات غير المنسجمة؛ تؤكدها الشعارات، التي طرحت خلال الحملات الانتخابية، ورفعت في الشوارع والساحات، رغم تفتت التحالفات القديمة التقليدية، وتغير التوازنات، وظهور قوى وكيانات حزبية جديدة؛ فحلفاء الأمس باتوا خصوم اليوم؛ حيث يتنافس أكثر من سبعة آلاف مرشح ينتمون لما يزيد على 180 حزبا ، وينضوون في 27 تحالفا انتخابيا ". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال لأحد كتابها، بعنوان "لا حرب إقليمية في الأفق"، أنه على وقع سلسلة الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل في عمق الأراضي السورية الأسبوع الماضي وتردد أنها استهدفت مواقع إيرانية وسورية، والضربات التي وجهتها إيران لمواقع إسرائيلية في الجولان، "تزداد التوقعات التي تدق طبول حرب إقليمية في المنطقة ساحتها سورية وربما لبنان وأطرافها إيران وحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى". وأضاف كاتب المقال أن التصعيد غير المسبوق يتزامن بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 8 ماي من الشهر الجاري انسحابه من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى عام 2015، وإعادة فرض عقوبات على إيران، مشيرا إلى أنه مع استمرار هذا التصعيد المصحوب بعمليات عسكرية محدودة وشبه متبادلة، فإن" الخبرة في سلوك القوى الاقليمية لا تشير إلى احتمالات قوية أن ثمة حرب إقليمية تلوح في الأفق". وبرأي الكاتب فإن ما يجري اليوم، لا يتجاوز "الصراع على التسويات النهائية في سورية وإعادة رسم ما تبقى من خرائط المصالح بين القوى الكبرى والقوى الإقليمية الصاعدة"، مشيرا إلى أنه عادة ما تتم هذه التسويات ب"تفاهمات اللحظات الأخيرة وبالأعمال العسكرية بالوكالة التي ينفذها الوكلاء الصغار". وفي موضوع آخر، أشارت (الدستور)، بدورها، في مقال بقلم أحد كتابها، إلى اكتمال الاستعدادات الأمريكية- الإسرائيلية للاحتفال بنقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس العربية المحتلة، عشية الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني "14 ماي" الجاري، يوم الاثنين الأسود القادم. وبرأي كاتب المقال، فإن ذلك يعني بصريح العبارة، الاحتفال بتقديم القدس العربية- الإسلامية، عاصمة فلسطين الأبدية " قربانا" لاسرائيل ، في "أكبر عملية اغتصاب يشهدها التاريخ المعاصر، ويشهدها العالم المرعوب بالإرهاب الأمريكي- الصهيوني، ما يشكل انتهاكا سافرا للقوانين وللشرعية الدولية، واعترافا بالاحتلال الصهيوني". وأضاف أن الاحتفال بنقل السفارة في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وشعبها،" لا بل لنكبة الأمة كلها، هي رسالة من واشنطن للعرب كافة ولجميع المسلمين، لمن يعرف، ولمن لا يعرف، ولمن نسي أو تناسى، بأن الولايات المتحدةالأمريكية لعبت دورا أساسيا في إقامة هذا الكيان الغاصب، منذ وعد بلفور المشؤوم وإلى اليوم"، مشيرا إلى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية- الإسلامية،عاصمة فلسطين الأبدية، يستدعي "قرارات تاريخية جريئة، تليق بالقدس ومكانتها وقدسيتها". وفي البحرين،أبرزت صحيفة ( البلاد)، في مقال رأي، أن ردود أفعال الدول حول انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران تباينت وفقا لما سيعود عليها من بقاء أمريكا في الاتفاق أو انسحابها. وأوضحت كاتبة المقال أن "أغلب دول أوروبا ترفض إلغاء الاتفاق من أجل حماية مصالحها المتمثلة في الاتفاقيات التجارية والتنقيب عن الغاز في المياه الإيرانية، كما هو الشأن بالنسبة لروسيا وتركيا" وبعض الدول التي لها نفس موقف الأوروبيين، في حين أن "الدول الخليجية دفعت ثمنا كبيرا بسبب هذا الاتفاق الذي أطلق يد إيران لتعيث فسادا في المنطقة". وتوقعت كاتبة المقال أنه إذا واصلت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا التزامها بهذا الاتفاق فإن إيران ستستعين على عقوبات ترامب الجديدة بأوروبا في مجال التجارة والغاز، وبالتالي ستواصل "زعزعة استقرار المنطقة". من جهتها ،كتبت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال رأي أن الإدارة الأمريكية الحالية تتعامل مع أصدقائها وحلفائها ب "عقلية التاجر"، في تجاهل لحقيقة مفادها أن "الدعم الأمريكي الخارجي، لأي دولة، لا يعتبر دعما مجانيا، بل هو مقابل خدمات تقدمها هذه الدول، وهذه الخدمات تصب في خانة المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدةالأمريكية". وخلص الكاتب إلى أن "هذا السلوك لا يمكن أن يبني علاقات صداقة صادقة وآمنة أيضا"، مؤكدا أن الولايات المتحدةالأمريكية وغيرها من حلفائها الذين اعتادوا هذا السلوك من شأنه أن يجعل أصدقائهم غير واثقين بمواقف هذه الدول ودعمها لهم في أوقات الضرورة. وفي لبنان كتبت (الجمهورية) أن المجلس النيابي سيدخل غدا "أسبوع الوداع الأخير "قبل انتهاء ولايته يوم الأحد 20 الجاري ،مؤكدة أنه سيصعب الوداع على 79 نائبا، غالبيتهم لم يحالفهم الحظ بالاحتفاظ بمقاعدهم، فيما ابتسم الحظ ل49 نائبا لولاية إضافية مدتها أربع سنوات. (...). وتابعت أن هذا الأسبوع المتبقي يعد "فترة تأسيسية للانطلاقة الفعلية لمجلس نيابي جديد اعتبارا من الثلاثاء 22 ماي، مع انتخاب رئيس جديد للمجلس ونائبه وأعضاء هيئة المكتب، وكذلك انتخاب المطبخ التشريعي المتمثل في اللجان النيابية الدائمة"، وهو أمر يتم عادة أول ثلاثاء بعد 15 أكتوبر من كل سنة. ومن جهته، نقلت (النهار) عن أوساط سياسية معنية بملف الاستحقاقات المقبلة قولها إن المشاورات غير الرسمية في شأن جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه ومن ثم تحديد جداول مواعيد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الوزراء ومن بعدها الاستشارات لتشكيل الحكومة "بدأت واقعيا في الساعات الأخيرة من خلال المقاربات الأولى التي حصلت بين الرئاسات الثلاث والتي واكبتها وتواكبها اتصالات سياسية وتحديد مواقف للكتل القديمة والجديدة في برلمان 2018 الذي سيشهد مع انتخاب رئيسه خلط أوراق واسع، ولو أن ميزان القوى لن يختلف جذريا عن السابق". وفي نفس السياق، نقلت (اللواء) عن مصادر سياسية، أنه إذا كان الرئيس عون "يرغب حقيقة بأن تكون حكومته الأولى، فإنه يفترض في هذه الحالة، أن لا تتأخر عملية تشكيلها، على رغم العقد والعراقيل والشروط والشروط المضادة، لأن أي تأخير سيعرض البلاد ل"خضات" هو في غنى عنها، خصوصا وأن التطورات الحاصلة في المنطقة تفرض نمطا جديا من التعامل مع استحقاقات المرحلة".