اهتمت الصحف العربية، اليوم الجمعة، بعدة مواضيع، من قبيل قرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، واستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، وانشاء محطة نووية بها ، والوضع الأمني والانساني في اليمن، فضلا عن استئناف مجلس الوزراء اللبناني لأشغاله بعد قرار رئيس الوزراء سعد الحريري الاستقالة، ثم العدول عنها مؤخرا. ففي مصر، نشرت صحيفة (الأخبار) عمودا لأحد كتابها قال فيه، إن أمريكا رغم كونها الدولة الأقوى في عالم اليوم، إلا أنها لا تملك ولا تستطيع أن تفرض قرارها بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتحويله إلى واقع، في ظل رفض الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وأيضا شعوب العالم المحبة للسلام له، لكن شريطة أن يتحول هذا الرفض، يضيف الكاتب، إلى "تحرك عملي فاعل ومؤثر على كل الساحات والمستويات الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية". وسجل الكاتب أنه إذا فعلت الشعوب العربية والاسلامية ذلك ، وتحركت بقوة وحكمة لرفض القرار الظالم، ودخلت على خط إنهاء الخلافات الفلسطينية الفلسطينية والعربية العربية، ووقفت صفا واحدا، ف"لن يكون للقرار وجود على أرض الواقع". أما يومية (الأهرام) فأشارت في افتتاحيتها إلى أن استئناف الرحلات الجوية بين روسيا ومصر سيدخل حيز التنفيذ مع نهاية شهر فبراير المقبل بعد توقف هذه الرحلات لأكثر من عامين، منذ نهاية شهر أكتوبر عام 2015 بسبب حادث الطائرة الروسية، التي تحطمت بعد ساعة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، مما أسفر عن مقتل كل ركابها . وسجلت الصحيفة أن عودة الرحلات "خطوة تأخرت كثيرا لأسباب روسية وتسببت في تكبد صناعة السياحة في البلدين خسائر كبيرة في الوقت الذي قدمت، سلطات الطيران المدني في مصر كل التطمينات الواجبة للسلطات الروسية وفتح جميع المطارات للوفود الأمنية الروسية، للوقوف على مستوى التأمين بما يتماشى مع كل المعايير الدولية المعتمدة من قبل منظمة الطيران المدني الدولية "الإيكاو" واتحاد شركات الطيران العالمية "إياتا". من جهتها، قالت يومية (الجمهورية) في افتتاحيتها إن توقيع اتفاقيات الانشاء والتشغيل لمحطة "الضبعة" النووية، مع الجانب الروسي، "مؤشر إيجابي على دخول مصر مرحلة جديدة سيتم الاعتماد خلالها على الطاقات المتجددة وانتاج الكهرباء النظيفة، وهو ما سيوفر فرصا أكيدة لدعم القيمة المضافة وتنويع مصادر الدخل الوطني". وأضافت أن مصر ستلج بذلك عالم الاستثمار الرشيد للطاقات المضافة المتنوعة اعتبارا لما تجود به طبيعتها من شمس ساطعة طوال العام وحركة رياح يمكنها توفير المزيد من الطاقة بتكاليف منخفضة، بالإضافة إلى اتاحة الشراكة للقطاع الخاص في مشروعات التوليد والتسهيلات اللوجستية وتيسيرات الاستمرار، وهذه كلها مؤهلات حقيقية لتلبية كافة احتياجات المستثمرين من أجل استقطاب مزيد من الاستثمارات في شتى القطاعات الحيوية. وفي الامارات العربية المتحدة، اهتمت الصحف بالوضع الأمني والانساني في اليمن وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (البيان) انه وفي الوقت الذي تتواصل فيه إمدادات المساعدات الإنسانية الإماراتية للشعب اليمني ، "تتواصل أيضا جرائم ميليشيات الحوثي ونهجها الإرهابي المدعوم والموجه من إيران بشكل مباشر وعلني، بقتلها العشرات من الأطفال والنساء في صنعاء، وبشكل عشوائي ودم بارد، ما يسقط كل الادعاءات التي كانت تدعيها هذه الجماعة المغتصبة للسلطة في اليمن بأنها تمثل السلطة الشرعية وتمثل الشعب اليمني". وأضافت الصحيفة انه بعد "جريمة ميليشيات الحوثي باغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأبنائه ورفاقه بالمئات، وهم الذين كانوا يمثلون القاعدة الشعبية الوحيدة لهم في اليمن"، بات الحوثي وأنصاره بلا غطاء شرعي أو سياسي وبلا أية مرجعية شعبية في اليمن، و"بعد جرائمهم البشعة التي شهدها العالم كله خلال الأيام القليلة الماضية والتي تجاوزت كل الحدود، واستنكرتها جهات دولية وإقليمية، بات من الضروري والحتمي بأن يكون شعار المرحلة هو (توحيد الصف) ضد الحوثي، وضد إيران المسؤولة الأولى عن كل جرائم الحوثي وميليشياته في اليمن". من جانبها، اكدت صحيفة (الوطن) انه "مهما اعتقدت هذه المليشيات الإرهابية أنها قادرة على الاستقواء عبر الطغيان على المدنيين فإن نهايتها قادمة، لأن إرادة الشعوب وقرارها أقوى من كل ما يقوم به الحوثيون الذين باتوا مفضوحين ومعروفين للقاصي والداني"، واشارت إلى أن اليمن "سينتصر وستطوى صفحة إيران وأتباعها سوداء داكنة"، مبرزة أن "المخطط الذي حاولت من خلاله قوى الشر سلب اليمن، فشل وسينهار بالكامل، ولن يكون لمن احتلوا وأخرجوا أحقادهم ونواياهم أي فاعلية وستقول العدالة كلمتها بحقهم وتنتهي أزمة اليمن مرة واحدة وإلى الأبد". وبخصوص القرار الامريكي الأخير بشأن القدس نشرت صحيفة (الخليج ) مقال لأحد كتابها، اعتبر فيه أن "الكثير من العقلاء داخل الولاياتالمتحدة وخارجها كانوا يتوقعون أن التحذيرات الدولية لدونالد ترامب بشأن تجميد قراره، ستصادف استجابة فورية وتردعه من أن يجازف في إعلان خطوته الخطيرة التي تجنبها كل الرؤساء الذين سبقوه إلى البيت الأبيض، لكن تلك التوقعات ذهبت في الهواء ولم يستجب لها ترامب ". وخلصت الصحيفة إلى أن الوضع العربي الراهن قد "لعب دورا هيأ لاتخاذ مثل هذا القرار، فقد أنشغل العرب بخلافاتهم الصغيرة وتركوا قضاياهم الرئيسية والمركزية في مهب الرياح يتجاذبها الأعداء ويصدرون بشأنها القرارات التي تساعد على تحقيق مأربهم ويعملون في أمان برسم مستقبل المنطقة وفق أهوائهم يساندهم عن قصد أو غير قصد جوارا إقليميا فاقد للرؤية". وبالأردن، واصلت الصحف المحلية حديثها عن تداعيات وردود الفعل المتنامية إزاء القرار الأمريكي بشأن القدس، حيث أشارت صحيفة (الغد) إلى أن مسيرة "مليونية الغضب" الشعبي العارم في قطاع غزة، تنطلق اليوم الجمعة، تزامنا مع خروج التظاهرات والوقفات الاحتجاجية الحاشدة في عموم فلسطينالمحتلة، لرفض هذا القرار، وسط تعزيزات أمنية إسرائيلية مشددة لقمع انتفاضة الفلسطينيين بالقوة العسكرية العاتية. وأضافت أنه من المقرر أن تجوب التظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية الغاضبة في عموم فلسطينالمحتلة، بالضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، إسوة بقطاع غزة، بعد صلاة الجمعة، في ظل قيام قوات الاحتلال بتكثيف تعزيزاتها الأمنية ونشر عناصرها ودورياتها في مختلف الأراضي المحتلة لقمع التحرك الشعبي الغاضب. ومن جانبها، سلطت صحيفة (الرأي) الضوء على الدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي، التي عقدت أمس بالرباط، لبحث التطورات الأخيرة المرتبطة بوضع القدس الشريف، مشيرة إلى أن رؤساء المجالس البرلمانية، أكدوا رفضهم لقرار الرئيس الأمريكي، وكذا المساس بالمكانة القانونية والسياسية والتاريخية لمدينة القدسالمحتلة. وأضافت الصحيفة أن رؤساء البرلمانات، طالبوا، أيضا، في ختام أشغال الدورة، بسحب الرعاية الأمريكية لعملية السلام بسبب خروجها الصريح عن الشرعية والقانون الدوليين، واختيارها الواضح أن تكون خصما لا حكما في معالجة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. أما (الدستور)، فكتبت في مقال بعنوان "المقاطعة بداية لمواجهة قرار ترامب"، أنه آن الآوان للعودة إلى الأسلحة المهمة والمؤثرة، لمواجهة القرار الأمريكي، مشيرة في هذا الصدد، إلى المقاطعة الاقتصادية التي عملت ردحا من الزمن ليس فقط للشركات الإسرائيلية وإنما الأمريكية والعالمية التي تدعم الكيان الصهيوني. وأشارت الصحيفة، في هذا الصدد، إلى أن أوروبا تقف اليوم بقوة حيث تقاطع منتجات المستوطنات الإسرائيلية، وترفض قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، متسائلة "ما إذا كنا نحن نقوم بما يجب علينا القيام به". وفي لبنان اهتمت الصحف باستئناف مجلس الوزراء اللبناني لأشغاله وموافقته على منح رخصتين بتروليتين لاستشكاف وانتاج النفط والغاز، وبتقرير للأمم المتحدة يثبت إرسال إيران صواريخ للحوثيين في اليمن. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (المستقبل) إلى أن مجلس الوزراء اللبناني استأنف أشغاله أمس فكانت الانطلاقة المتجددة على قدر كبير من الزخم الحكومي تعويضا لما فات الدولة ومواطنيها من إنجازات ومكتسبات خلال فترة التعطيل القسري لجلسات المجلس. وأضافت أن الحدث الأبرز الذي تحقق في جلسة الأمس، هو الموافقة على منح رخصتين بتروليتين حصريتين بموجب اتفاقيتي استكشاف وانتاج نفطي، مع ما يعنيه ذلك من إعلان رسمي بدخول لبنان إلى نادي دول النفط. وفي نفس السياق، قالت صحيفة (النهار) إن الموقف الحكومي من عملية النأي بالنفس يتمثل في الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ومن باب أولى، منع أي طرف خارجي من التدخل في شؤون لبنان، أو استخدام الأراضي اللبنانية منصة لتوجيه رسائل إقليمية مخالفة لالتزام لبنان للقرارات الدولية. من جهة اخرى، أشارت يومية (الديار) إلى أن طرح وزير الخارجية موضوع اقتراح إقامة سفارة لبنانية في القدس عاصمة لفلسطين على طاولة مجلس الوزراء، لاقى آراء متحفظة ومعارضة. وأشارت الجريدة إلى أن أطرافا عدة في المجلس أبدوا تحفظهم من هذا الموضوع لأن له أبعادا سياسية وعقائدية وفكرية تحتاج إلى نقاش، مضيفة انه تم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية برئاسة الحريري لبحث الموضوع. وعلى المستوى الدولي، ذكرت صحيفة (الجمهورية) أن التوتر تصاعد بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، وذلك على خلفية تقرير للأمم المتحدة كشفت عنه المندوبة الأمريكية في المنظمة الدولية (نيكي هايلي)، يثبت إرسال إيران صواريخ للحوثيين في اليمن"، مضيفة أن التقرير أوضح "أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على السعودية الشهر الفائت "هو من صنع إيراني".