يستبعد خبراء ان يؤدي قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل الى تغيير كبير ملموس على المستوى الدبلوماسي، لكنه ينطوي على مخاطر اشعال موجة عنف جديدة في نزاع يعود الى عقود. وبينما تدخل ترامب في احدى القضايا الشائكة في الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، يرى محللون ان هدفه الرئيسي هو قاعدته السياسية المؤلفة من المسيحيين اليمينيين في الولاياتالمتحدة. واثار القرار غضبا كبيرا من الرياض الى طهران مرورا بانقرة وحتى في بروكسل. وكانت ردود فعل جميع دول العالم، باستثناء اسرائيل منددة بالقرار. وسعى ترامب لتبني نبرة مهادنة بعد هذا القرار، فأكد على التزام الولاياتالمتحدة بدفع عملية السلام قدما، ولكنه يخاطر باندلاع موجة اخرى من اعمال العنف في المنطقة.
خرجت تظاهرات في كافة المدن الفلسطينية الخميس احتجاجا على القرار الاميركي، بحسب مراسلين لفرانس برس في مناطق الخليل ونابلس وبيت لحم والقدس الشرقية المحتلة، بينما دعت حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة الى انتفاضة جديدة. واستبعد الوزير السابق غسان الخطيب نائب رئيس جامعة بيرزيت قرب رام الله، اندلاع انتفاضة جديدة، ولكنه قال لوكالة فرانس برس "سيكون هناك موجة من الاحتجاجات الشعبية ولا اعرف مدتها او طولها، يتوقف على عوامل كثيرة. من ضمنها كيفية تعامل اسرائيل معها". وبحسب الخطيب فان اعلان ترامب كان بمثابة "ضربة قوية جدا لحل الدولتين". وأضاف "الشعب الفلسطيني غير مهتم بدولة دون القدس. هذه حقيقة". ومن جهته، قال يوسي الفير وهو مستشار لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك خلال فترة مفاوضات كامب ديفيد "هناك الكثير من الغضب لدى الفلسطينيين وفي العالم العربي وتركيا وعدد من التهديدات". واضاف "على أية حال، سيكون هناك مشاكل" والتي سيعتمد حجمها على اللغة التي سيتبعها ترامب. وتعد المدينة مقدسة للمسيحيين والمسلمين واليهود، وهي في صلب أحد اطول الصراعات في العالم. وتبقى مدينة القدس موقعا هاما للعرب والمسلمين وأيضا الفلسطينيين وفيها الحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، ويقع في البلدة القديمة في الشطر الشرقي الذي تحتله اسرائيل. وفيها ايضا كنيسة القيامة التي تعد من اقدس المواقع المسيحية واكثرها أهمية في العالم. وعنونت صحيفة الاخبار اللبنانية المقربة من حزب الله اللبناني عددها الخميس بكلمة "الموت لاميركا" مع علم اميركي مشتعل. واستدعت وزارة الخارجية العراقية الخميس السفير الأميركي في بغداد احتجاجا. ودانت الحكومة العراقية قرار الرئيس الأميركي، محذرة من "التداعيات الخطيرة" لهذا القرار. وهددت حركة النجباء العراقية المدعومة من إيران باستهداف القوات الأميركية المتواجدة في العراق، واصفة القرار "الاحمق". وحذرت حركة حماس الاربعاء من ان القرار سيفتح "ابواب جهنم" على المصالح الاميركية في المنطقة، بينما دعا رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية الخميس الى انتفاضة جديدة. واحرق متظاهرون في عدة مدن فلسطينية الاعلام الاميركية والاسرائيلية. وراى ناحوم بارنيا وهو معلق في صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية اليمينية ان خطوة ترامب تمت لاسباب سياسية داخلية ويجب عدم المبالغة في تقديرها. ولكنه حذر ان ردود الفعل تجاه هذا القرار قد تخرج عن نطاق السيطرة وتشجع المتطرفين من الجانبين. وأضاف "تأثير الخطاب ليس في الكلمات التي تضمنها، ولكن بالطريقة التي يفسرها الاطراف". ورأى بارنيا ان الفلسطينيين قد "يشعرون باليأس ويلجأون الى العنف، بينما قد تسعى الاحزاب اليمينية في اسرائيل الى تسريع ضم (الضفة الغربية)…قد يعتقدون بأن ترامب سمح لهم التصرف بذعر". وأعرب وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عن استعداد اسرائيل للتعامل مع اثار هذا القرار. وقال "القدس واسرائيل موجودتان في منطقة حساسة في فترة حساسة. نحن مستعدون لكافة التطورات". وإقرارا منه بأن موقفه لن يحظى بالتأييد في العالم، دعا ترامب إلى "الهدوء والاعتدال ولكي تعلو اصوات التسامح على اصوات الكراهية". حرج الحلفاء العرب وجد حلفاء واشنطن العرب أنفسهم بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، في موقف حرج ما بين الاستمرار في تأييدهم لشريكهم القوي ومراعاة رأي عام معاد لإسرائيل. وباتت مصر والسعودية والأردن، الحلفاء الأساسيون للولايات المتحدة في المنطقة والذين يرتبطون بها بعلاقات جيوسياسية أو يعولون على مساعداتها المالية، في موقف بالغ الحساسية. ويستبعد الخبراء أن تمضي هذه البلدان أبعد من مواقف الإدانة والتنديد والتحذير التقليدية لتتخذ مواقف تضر بعلاقاتها مع الأميركيين. وقال مدير مركز القدس للدراسات السياسية في عمان عريب الرنتاوي لوكالة فرانس برس إن "قرار (ترامب) يشكل حرجا شديدا للأنظمة المتحالفة مع واشنطن ولاسيما أنه من غير المرجح أن تمضي بعيدا في تصديها للموقف الأميركي". والخطوة الأميركية تسدد في الواقع ضربة قوية إلى حلفاء واشنطن وخصوصا الأردن المشرف على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس منذ حوالى قرن والذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994. وأضاف الرنتاوي "هذا يعني أن الولاياتالمتحدة تدعم سياسات إسرائيل في ما خص التهويد والاستيطان وطرد الرعاية الهاشمية، وهذا سيؤثر على ما يمكن وصفه بالشرعية الدينية للنظام الاردني المستمدة من النسب الهاشمي ومن الرعاية". غير أن عمان لم تبد رد فعل شديد اللهجة الأربعاء على القرار الأميركي، ولو أنها وصفته بأنه خرق للشرعية الدولية والميثاق الأممي. كما لا يمكن للسعودية التي تضم الحرمين الشريفين، الا تدافع عن مصير القدس، ثالث أقدس الأماكن عند المسلمين بعد مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وقال جورجيو كافييرو رئيس مجلس إدارة مركز "غلف ستيت أناليتيكس" لتقييم المخاطر الذي يتخذ مقرا له في واشنطن، إن الرياض تأمل حتى في تقارب مع إسرائيل، مبني على سعي مشترك للتصدي لنفوذ إيران في المنطقة، ولكنها لا تعتزم اتخاذ مثل هذا الموقف بأي ثمن. وقال كافييرو إن السعوديين "مصرون على تفادي إي تحرك أو عدم تحرك (…) يدعم طرح النظام الإيراني بان طهران وليس الرياض هي عاصمة الشرق الأوسط الأكثر التزاما" الدفاع عن القضية الفلسطينية. ونددت الرياض الاربعاء بقرار ترامب ووصفته بأنه "خطوة غير مبررة وغير مسؤولة". إلا أن الخبير السياسي في الشرق الأوسط بجامعة فورتسبرغ جيمس دورسي لفت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقيم علاقات ممتازة بعيدا عن الأضواء مع صهر ترامب ومستشاره المقرب جاريد كوشنر المكلف البحث عن تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ورأى الخبير أنه "في ظل هذا السيناريو، فإن السعودية ستؤمن غطاء عربيا لخطة سلام يطرحها كوشنر". وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة محمد كامل السيد إنه "على الصعيد الرسمي"، ينبغي عدم "توقع تغييرات مهمة" في العلاقات بين واشنطن وحلفائها. ونبه في المقابل الى ان قرار ترامب سيزيد من "نقمة الشعوب على السياسة الأميركية في المنطقة". وأشار المحلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة سعيد عكاشة إلى أنه "بطبيعة الحال القوى الشعبية ليست راضية عن الأنظمة الحاكمة في مصر والسعودية والاردن". وفي مصر، أول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، يبقى الرأي العام معاديا للدولة العبرية. وفي هذا البلد الذي شهد إطاحة رئيسين منذ 2011 ويعاني أزمة اقتصادية حادة، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحكم مصر بقبضة من حديد يترصد أي عامل يهدد بزعزعة الاستقرار. لكن نظام السيسي بحاجة ماسة في المقابل إلى المساعدة العسكرية التي تقدمها واشنطن لمصر والبالغة 1,3 مليار دولار سنويا. وهذا ما يبرر الحذر الذي طبع رد فعل القاهرة إذ اكتفى السيسي الثلاثاء بالتحذير من أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس قد "يعقد الوضع" في المنطقة. ويخشى مراقبو السياسة العربية أن يصب هذا الفتور في مواقف الأنظمة العربية لصالح قوى المعارضة الداخلية ولا سيما الحركات الإسلامية التي غالبا ما ترفع راية القضية الفلسطينية للتنديد بالأنظمة الحاكمة. انعطافة على حساب طموحات السلام كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يطمح بالتوصل الى اقرار سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، مراهنا على حليف اساسي له هو العربية السعودية، لكن انعطافته بشأن القدس تهدد جهود مستشاره جاريد كوشنر قبل ان تسنح للاخير فرصة كشف نواياه. وفي قرار تاريخي، اعترف الرئيس الاميركي الاربعاء بالقدس عاصمة لاسرائيل. وتلت تحذيرات الامس إدانات حازمة من العالمين العربي الاسلامي ومن المجتمع الدولي. في المقابل أكد الفلسطينيون ان واشنطن لم تعد جديرة بلعب دور الوسيط. وقال ايلان غولدنبرغ من "المركز لأجل امن اميركي جديد" للبحوث لوكالة فرانس برس ان ترامب "يقوض جهوده الخاصة للسلام". واوضح ان هذا القرار "سيؤدي في أفضل السيناريوهات إلى نسف الوساطة الاميركية في اوج تحليقها" و"في اسوأ السيناريوهات سيترافق مع تظاهرات معممة واعمال شغب كبرى". كما اكد ثقته في ان لا اسرائيل ولا وسطاء البيت الابيض كانوا يطالبون بانقلابة مماثلة في المرحلة الراهنة. فدونالد ترامب الذي يواصل الاشادة بكفاءاته كمفاوض يؤكد كذلك عزمه على انعاش عملية السلام المتهالكة وحتى التوصل الى ابرام "الاتفاق النهائي". وللنجاح حيثما فشل جميع اسلافه شكل فريقا صغيرا حول صهره جاريد كوشنر الذي يعمل بعيدا عن الاضواء منذ اشهر. والاربعاء اكد ترامب "التزامه القوي التوسط من اجل سلام دائم" مشددا على ان الوضع النهائي للقدس رهن بالمفاوضات مع الفلسطينيين الذين يطالبون بشرق المدينة عاصمة للدولة التي يطمحون اليها. لكن هذا لا يكفي، بحسب دبلوماسيين ومراقبين في واشنطن سبق ان ابدوا التشكيك في فرص نجاح إدارة ترامب. بعد الآن باتت اغلبية هؤلاء ترى ان فرصها في النجاح معدومة. واعتبر غولدنبرغ انه كان أجدى بالرئيس الاميركي اعلان قراره "في اطار اقتراح للسلام الشامل" مؤكدا انه أخطأ في الظن ان الصدمة يمكن تخفيفها بدعمه بالحد الادنى لحل "الدولتين" القاضي بتعايش اسرائيل وفلسطين جنبا الى جنب. أوضح مصدر دبلوماسي من جهة اخرى ان خطة السلام هذه لن تطرح على الطاولة قبل مطلع 2018 على افضل تقدير. واكدت بربارة سلافين من مجموعة "مجلس الاطلسي" للبحوث ان "كل هذا تأكيد على ان المسألة وهم منذ البداية" معتبرة ان الجهد الدبلوماسي لكوشنر "ورقة تين للسعودية كي تتمكن من تبرير تقاربها مع اسرائيل ضد ايران". فهذا حتى الساعة كل ما رشح عن الاستراتيجية الاميركية، اي تعزيز تحالف اسرائيلي سعودي ضد العدو المشترك طهران. وقال كوشنر (36 عاما) الاحد اثناء حديث علني نادر ان الديناميكية الاقليمية "تنطوي على فرص". كما اعتبر المستشار الشاب الذي يقيم علاقة وثيقة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان دول المنطقة "تنظر إلى التهديدات الإقليمية واعتقد أنها ترى في اسرائيل، عدوتها التقليدية، حليفا طبيعيا بعد ان كانت تعتبرها عدوا قبل عشرين عاما". وأشار اليوت ابراهامز من "مجلس العلاقات الخارجية" الى "تغيير في النبرة" بين حليفتي واشنطن "رغم عدم حصول اي تغيير رسمي حتى الان". والسبب بحسب دبلوماسي مقرب من الملف وجود "تحركات تكتونية" في هذا "الشرق الاوسط الجديد" حيث يجب على اي تقارب ان "يبقى خلف الكواليس لان كل ما سيقال علنا سيستخدم ضد اسرائيل او السعودية". ويبدو الاميركيون واثقين من ان صعود ولي العهد السعودي النافذ يشكل منعطفا. واشارت سلافين الى ان الامير محمد بن سلمان استدعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الرياض مؤخرا للضغط عليه لقبول السلام مع اسرائيل. لكن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز نفسه حذر ترامب بشأن القدس منددا ب"خطوة خطيرة تستفز مشاعر المسلمين كافة حول العالم". هل جازفت الولاياتالمتحدة اذا بخسارة رصيدها الرئيسي؟ اجاب ابراهامز قائلا ان "على الحكومات العربية التعبير عن مخاوفها امام الرأي العام لديها"، لكن ذلك لن يغير في العمق علاقتها الجديدة مع اسرائيل. في المقابل في حال اعتبرت الادانات العربية "منافقة"، فستطرح "طهران نفسها مجددا بصورة الحامل الفعلي للقضية الفلسطينية"، على ما قالت سلافين التي اضافت "كل هذا سيعزز موقف ايران". تواصلت ردود الفعل المنددة بقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل من قبل الاسرة الدولية الخميس باستثناء اسرائيل، فيما تكثفت الدعوات الى ضبط النفس وعدم التصعيد. ردود الفعل غاضبة المغرب كان سباقا للتعبير عن المواقف اللازمة في الوقت المناسب فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية. و قد أوضح مصطفى الخلفي خلال لقاء صحفي عقب انعقاد الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أن موقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي إزاء التطورات الأخيرة كان قويا وصريحا وحازما، "واليوم نحن ازاء تحركات قوية ومواقف واضحة ومساع حثيثة لجلالته في هذا السياق". وذكر الوزير بالرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس، في يوليوز الماضي، للأمين العام للأمم المتحدة حول ما يستهدف القدس، حيث تم التراجع عن مجموعة من الإجراءات إثر ذلك، من قبل منع رفع الآذان ومنع صلاة الجمعة وضم مستوطنات إلى القدس وغيرها. كما أشار إلى الاجتماع الذي عقد أمس الأربعاء مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بحضور سفير دولة فلسطين، إلى جانب اتصالات مع الرئيس الفلسطينين والعمل على مستوى جامعة الدول العربية، مؤكدا أن المغرب لن يتردد في القيام بكل ما ينبغي القيام به، و"نحن معبأون حكومة وشعبا خلف جلالة الملك في كل القرارات التي ستتخذ في هذا الشأن". قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات في حديث لتلفزيون فلسطين ان خطاب ترامب "لن يخلق حقا ولن ينشئ التزاما وإنما سيسجل مخالفة تاريخية من ترامب للقانون الدولي والشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة". وأضاف ان "خطاب الرئيس ترامب تدمير لعملية السلام ولخيار الدولتين"، مشيرا الى ان الرئيس الاميركي "يحاول القول تحت اسم الواقعية بعد خمسين عاما من الاحتلال يجب أن يقبل الفلسطينيين بنظام االاابرتايد" او الفصل العنصري. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ان "هذه السياسة الصهيونية المدعومة أميركيا لا يمكن مواجهتها إلا بإطلاق شرارة انتفاضة متجددة". واضاف "نطالب وندعو بل ونعمل وسنعمل على إطلاق انتفاضة في وجه الاحتلال، لا توجد اليوم أنصاف حلول". وقال هنية إن ترامب "سيندم ندما شديدا على هذا القرار". دعا هنية الى أن يكون "يوم الجمعة يوم غضب وبداية تحرك جديد لمواجهة مخططات الاحتلال في الضفة الغربية ومدينة القدس". كما دعا السلطة الفلسطينية الى "وقف التنسيق الامني في الضفة الغربية، في وقت نعمل على تمكين الحكومة في قطاع غزة. يجب تمكين المقاومة في الضفة الغربية". قالت وزارة الخارجية الروسية انها "قلقة جدا" بعد قرار ترامب ودعت الاطراف المعنية بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني الى "ضبط النفس والحوار". أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قطر انه "لا يوافق" على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، مؤكدا ان هذا الاعلان "يتعارض مع قرارات مجلس الامن الدولي". وقال ماكرون الخميس "انه قرار احادي الجانب كما قلت الامس ولست أؤيده ولا اوافق عليه لانه يتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الامن الدولي". صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان "اتخاذ مثل هذا القرار يضع العالم وخصوصا المنطقة في دائرة نار". واضاف موجها كلامه إلى ترامب "ماذا تفعل؟ ما هي هذه المقاربة؟ على المسؤولين السياسيين أن يعملوا من أجل المصالحة وليس من أجل الفوضى". حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان اعلان ترامب حول القدس "يمكن ان يعيدنا الى أوقات أكثر ظلمة". وقالت في بروكسل ان "اعلان الرئيس ترامب حول القدس يثير قلقا شديدا (…) ويمكن ان يعيدنا الى اوقات اكثر ظلمة من التي نعيشها الان" داعية كل الاطراف الى "التحلي بالحكمة وعدم التصعيد". اعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ان حكومتها لا تدعم قرار ترامب. وقال المتحدث باسم ميركل ان الحكومة الالمانية "لا تدعم هذا الموقف لان وضع القدس لا يمكن التفاوض بشأنه إلا في اطار حل الدولتين". واعرب وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل عن خشيته من ان يؤدي قرار ترامب الى "تصعيد جديد في النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين"، مؤكدا ان هذا القرار ي حتمل ان "يصب الزيت على النار". استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الأميركي في بغداد احتجاجا على قرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. من جهتها، دانت الحكومة العراقية القرار الأميركي، محذرة "من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على استقرار المنطقة والعالم". ودعت الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرارها "لإيقاف أي تصعيد خطير يؤدي إلى التطرف وخلق أجواء تساعد على الإرهاب وزعزعة السلم والاستقرار في العالم". من جهته، نقل مصدر مقرب من آية الله العظمى السيد علي السيستاني اعلى مرجع شيعي في البلاد، قوله إن "القرار مدان ومستنكر وأساء الى مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين لكنه لن يغير من حقيقة أن القدس أرض محتلة يجب أن تعود إلى سيادة أصحابها الفلسطينيين مهما طال الزمن". كما حذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اسرائيل من تداعيات هذا القرار. وقال "يمكننا أن نصل إلى حدود إسرائيل من سوريا، فليحذروا"،داعيا السعودية إلى وقف الحرب في اليمن وسوريا وتوجيه التحالف العربي إلى القدس "لتحريرها". وهددت حركة النجباء العراقية المدعومة من إيران باستهداف القوات الأميركية المتواجدة في العراق. قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ ان وضع القدس مسألة "مغقدة وحساسة" يجب ان تحل "بالحوار". وذكرت بان الصين "تدعم بحزم عملية السلام في الشرق الاوسط" وقرارات الاممالمتحدة ذات الصلة "بما في ذلك (القرارا) حول وضع القدس" و"دولة فلسطين مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية وتتمتع بالسيادة الكاملة". قالت وزيرة الخارجية النروجية ايني اريكسن سوريدي التي استضافت بلدها المفاوضات التي افضت الى اتفاقات اوسلو "اشعر بقلق كبير من ان يساهم القرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل في مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة ويدفع الاطراف الى مغادرة طاولة المفاوضات". قال بيان ان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد "يأسف لهذا القرار الذي لن يؤدي سوى الى زيادة التوتر في المنطقة وخارجها والى مزيد من التعقيد في البحث عن حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني". اعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند ان مسالة وضع القدس "لا يمكن ان تحل الا في اطار تسوية شاملة للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني". ودعت الحكومة الكندية كل الاطراف الى "الهدوء". اكد الديوان الملكي السعودي في بيان ان المملكة "سبق أن حذرت من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة". واضاف البيان ان السعودية "تعرب عن استنكارها وآسفها الشديد لقيام الإدارة الأميركية باتخاذ" هذا القرار "بما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي". شجبت طهران بقوة قرار ترامب معتبرة انه ينذر ب"انتفاضة جديدة". وقالت وزارة الخارجية الايرانية في بيان ان "القرار الاستفزازي وغير المتعقل الذي اتخذته الولاياتالمتحدة… سيستفز المسلمين ويشعل انتفاضة جديدة ويؤدي الى تصاعد التطرف والى تصرفات غاضبة وعنيفة". استنكرت مصر الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدة انها ترفض أية آثار مترتبة عليه. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان ان "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال". اعتبرت الحكومة الاردنية الاعتراف خرقا للشرعية الدولية والميثاق الأممي. وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني في بيان ان الشرعية الدولية والميثاق الاممي "يؤكدان ان وضع القدس يتقرر بالتفاوض، وتعتبر جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة". أكدت الرئاسة السورية أن "مستقبل القدس لا تحد ده دولة أو رئيس، بل يحد ده تاريخها وإرادة وعزم الأوفياء للقضية الفلسطينية التي ستبقى حي ة في ضمير الأمة العربية حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عبر تويتر إن القرار الأميركي خطوة يرفضها العالم العربي وتنذر بمخاطر تهب على المنطقة. واضاف "لبنان يندد ويرفض هذا القرار ويعلن في هذا اليوم أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس". اعلن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ان وضع القدس لا يمكن ان يحدد الا عبر "تفاوض مباشر" بين الاسرائيليين والفلسطينيين، مذكرا بمواقفه السابقة التي تشدد على "رفض اي اجراء من طرف واحد".