واصلت الصحف العربية اليوم السبت اهتمامها بقرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، فضلا عن اتفاق استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، والأزمة الليبية، والتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، وتطورات المشهد السياسي في لبنان . ففي مصر، واصلت الصحف تركيزها على ردود الفعل الغاضبة على قرار ترامب ، حيث نشرت (الجمهورية) عمودا لأحد كتابها بعنوان "القدس ستظل عربية" أبرز فيه، أن "قرار ترامب جاء زلزالا ضرب العالم العربي والإسلامي بل والمسيحي حيث خرج بابا الفاتيكان ليعترض على القرار الذي يمكن له أن يزيد من فرص التناحر بين الديانات الثلاث بعد أن ظلت القدس لقرون طويلة مثلا للتسامح والتعايش بين الديانات الثلاث ولم يعكرها سوى محاولات خبيثة من اليهود المتشددين للبحث عن هيكل سليمان تحت سراديب المسجد الأقصى". ونشرت صحيفة (الأهرام) مقالا بعنوان "القدس، وحاجتنا لخطاب مغاير"، جاء فيه أنه "في مقابل المخاوف المشروعة من تداعيات القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، فإن للقرار آثارا جانبية قد تفيد القدس والقضية الأم، رغم أنف ترامب" مبرزا أن القرار "أعاد بوصلة الاهتمام إلى مسارها الصحيح لتعود القضية الفلسطينية إلى المكانة التي ينبغي أن تشغلها في أولوياتنا قضايا المنطقة، ومن ثم نحن بصدد فرصة علينا المبادرة باستثمارها بما يتجاوز عبارات الشجب والإدانة إلى خطاب مغاير". وأضاف كاتب المقال أنه "لكي نعيد بوصلة الاهتمام إلى مسارها الصحيح، علينا أن نبني على قرار مؤتمر وزراء الخارجية العرب بالقاهرة وعلى قرارات الشرعية الدولية"، مشيرا إلى أن قرار وزراء الخارجية العرب اعتبر أن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل باطل ولا أثر قانوني له وطالب الولاياتالمتحدة بإلغاء هذا القرار. يومية (أخبار اليوم) نشرت بدورها، عمودا بعنوان "ترامب وحد الجميع ضده" ، أكد فيه كاتبه أن ترامب "اتركب خطأ كبيرا بقراره الذي مثل كارثة للعرب والولاياتالمتحدة على حد سواء، وأثار موجة جديدة من العنف والتوتر في الشرق الأوسط وهدد بتقويض عملية السلام المتعثرة أساسا"، مضيفا أن إعلان ترامب لهذا القرار ستكون تداعياته سلبية للغاية وجاء في يوم حزين لفلسطين والقانون الدولي ولكل المهتمين بعملية السلام في الشرق الأوسط ويعتبر خرقا للدبلوماسية، واستطاع ترامب بهذا القرار أن يوحد جميع الناس ضده ومن بينهم حلفاؤه في المنطقة. ومن جهة أخرى خصصت (الأهرام) افتتاحيتها للشأن الليبي، وكتبت أن الملف الليبي وعودة الأمن والاستقرار إلى البلاد يمثل أهمية بالغة بالنسبة لمصر، ولذلك ف"المسألة الليبية حاضرة بشكل دائم على أجندة السياسة الخارجية المصرية"، مضيفة أن الاهتمام المصري بالأزمة الليبية لا يقتصر على طرح المشكلة خلال اجتماعات المسؤولين المصريين مع نظرائهم من الدول الأخرى أو عبر المحافل الدولية ، وإنما هناك تنسيق مستمر بين القاهرة والمسؤولين الليبيين وكذلك جميع أطراف الأزمة هناك ، في إطار الجهود المصرية لمحاولة رأب الصدع وإعادة اللحمة الوطنية إلى الوطن العربي الشقيق. وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "فلسطين في الوجدان العربي"، أن البعض ظن أن ما يحدث في عدد من الدول العربية من أحداث ونزاعات داخلية وحتى حروب طاحنة، سيشغل شعوبها عن القضية الفلسطينية، وسيترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وداعمته الاستراتيجية الولاياتالمتحدةالأمريكية. واعتبرت أن الهبة الشعبية العربية التي انطلقت للتنديد ورفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، تثبت بما لا يدع مجالا للشكل، أنه لايمكن لأي مصيبة أو كارثة أو قضية داخلية أن تغير اتجاه البوصلة الشعبية العربية إلى اتجاه آخر غير فلسطين. وأضافت أن الحراك العربي الشعبي والرسمي الحالي لمواجهة قرار ترامب، أثبت أن القضية الفلسطينية، وإن تراجعت قليلا بسبب الأوضاع الداخلية العربية، ما تزال القضية المركزية، وإن بقاءها دون حل عادل يحقق الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وفي عودة اللاجئين، سيعمق الصراع العربي الإسرائيلي. وتحت عنوان "مسيرات غضب في أنحاء المملكة دعما للقدس"، كتبت صحيفة (الدستور)، بالبنط العريض على صفحتها الأولى، أن عشرات آلاف المواطنين (من فعاليات حزبية ونقابية وشعبية)، خرجوا في جمعة غضب أردني، في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني بعمان، احتجاجا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إليها. وأشارت إلى أن المشاركين في هذه التظاهرات، عبروا عن الغضب الشعبي الأردني تجاه القرار الذي جاء منحازا للاحتلال الاسرائيلي، ما أفقد الولاياتالمتحدةالأمريكية حياديتها ودورها كوسيط وراع لعملية السلام في المنطقة. وفي الامارات كتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها ان إيران "باتت تمثل الخطر الأكبر على الاستقرار والأمن في المنطقة، من خلال تدخلاتها في شؤون دولها عن طريق الحروب بالوكالة عبر ميليشياتها، وإرسالها الصواريخ الباليستية والأسلحة الحديثة للحوثيين ليقذفوا بها المدن السعودية ويهددوا بها دول المنطقة" . واعتبرت الصحيفة ان الحرب في اليمن تعد حربا لإعادة الشرعية، و حربا ضد "مؤامرات طهران للهيمنة على دول المنطقة، وزعزعة الاستقرار فيها، وهي حرب لتخليص اليمن من ارهاب جماعة الحوثي، الذي يقتل يوميا العشرات من الشعب اليمني الأعزل أكثرهم من النساء والأطفال، ويتلقى دعما ماديا وعسكريا وسياسيا غير محدود من إيران". من جانبها اعتبرت صحيفة (الوطن ) ان إيران بسياستها" العدوانية الحاقدة التوسعية هي سبب جميع أزمات المنطقة والعالم، فهي تعمل على تأجيج التوتر لإيجاد فرص تمكنها من التوغل والتمدد والهيمنة"، مبرزة ان سياسة طهران تقوم على "زرع المليشيات وشراء ضعاف النفوس والتحالف مع الإرهاب وتستهدف أمن وسلامة واستقرار الشعوب وتستبيح دماءها ".. واضافت ان الإعلان الأمريكي بالأدلة الموثقة، حول الصواريخ التي أطلقتها مليشيات الحوثي على السعودية ، هي صناعة إيرانية،" يفضح مجددا النوايا العدوانية والمبيتة ونهج طهران، ويؤكد أن الشر الذي هو عنوان التحرك الإيراني يحتاج إلى موقف دولي شامل لمواجهته، خاصة أن سياسة طهران تخالف كافة القرارات الدولية وتتخذ من الاتفاق النووي الموقع في عهد الإدارة الأمريكية السابقة حجة للمناورة ومواصلة تهديد الأمن العالمي برمته". وخلصت الصحيفة إلى أن العالم اليوم معني بتحمل مسؤولياته التامة "للجم هذا الخطر والسياسة الرعناء العدوانية التي تنتهجها طهران "،داعية الى اتخاذ موقف دولي واحد لتجنيب العالم المزيد من الأزمات والحرائق التي "تحترف إيران إشعالها". اما صحيفة(الخليج) فعادت مجددا للحديث عن القرار الامريكي الأخير القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ،معتبرة ان ما صدر عن قمة إسطنبول الإسلامية "الطارئة"، التي ع ق د ت مؤخرا ، "لم يكن في مستوى التحدي"، الذي يمثله قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ ولأن ما صدر قبل ذلك عن الاجتماع "الاستثنائي" لوزراء الخارجية العرب كان "دون المطلوب"، مضيفة انه "من الطبيعي أن يكون رد الفعل الإسرائيلي، متناسبا مع قرار الاجتماعين، وعدم أخذهما بالجدية المطلوبة". واعتبرت إن رفض قرار ترامب، وتأكيد أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ودعوة دول العالم للاعتراف بالدول الفلسطينية، والتوجه إلى مجلس الأمن؛ لطلب انضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة، كما ورد في بياني وزراء الخارجية العرب وقمة إسطنبول،" لن يبدل شيئا في موقفي واشنطن وتل أبيب؛ لأنهما يعرفان أن ثورة الغضب سرعان ما تتلاشى، ولا يبقى إلا الأمر الواقع، الذي تفرضه القوة". وخلص كاتب الافتتاحية الى القول إنه "عندما ينتقل العرب والمسلمون من الكلام إلى الفعل؛ عندها يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل أن ت راجعا حساباتهما، وتأخذا الأمر بجدية". وفي لبنان ركزت الصحف المحلية على معالجة التراكمات التي خلفها انقطاع مجلس الوزراء عن الانعقاد، وإطلاق مسار التنقيب عن النفط ، وكتبت صحيفة (النهار) أن الأمر اللافت الذي برز غداة جلسة مجلس الوزراء التي أطلقت مسار التنقيب عن النفط في لبنان تمثل في ملامح تقدم الأولويات الاقتصادية على الاستحقاقات السياسية، بدليل أن هذا التطور شغل معظم الأوساط السياسية والديبلوماسية والاقتصادية من زاوية تأثيراته القريبة المدى والمتوسطة والبعيدة المدى على مجمل الواقع اللبناني. وأضافت أن جانبا آخر من الأولويات الاقتصادية برز مع بدء الحكومة معالجة التراكمات التي خلفها انقطاع مجلس الوزراء عن الانعقاد، إذ أصدر أمس الحريري تعميما إلى كل الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات بآلية تطبيق رفع الحد الأدنى للرواتب والأجور وإعطاء زيادة غلاء معيشة للموظفين والمتعاقدين والأجراء وتحويل رواتب الملاك الإداري العام وأفراد الهيئة التعليمية والتعليم العالي والأسلاك العسكرية. ونقلت (المستقبل) عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، تأكيده على أن أولويات المرحلة وفي طليعتها تحصين دورة الإنتاج في مجلسي النواب والوزراء، مع التشديد على أهمية الالتزام الوطني بقرار الحكومة النأي بلبنان إزاء الصراعات المحتدمة في المنطقة. وأشارت اليومية إلى أن بري قال "كلنا ملتزمون بالقرار الحكومي"، مضيفا أن "حركة أمل" و(حزب الله) و"القوات اللبنانية".. وجميع المكونات الحكومية ملتزمة بالنأي بالنفس. وصفا الوضع السياسي الراهن بال"ممتاز". من جهتها، أشارت صحيفة (الجمهورية) إلى أنه تمهيدا لإقفال ما تبقى من ملفات السنة الجارية، دعي مجلس الوزراء إلى الانعقاد استثنائيا قبل ظهر الثلاثاء المقبل، ليبت في البنود المتبقية من جلسة الخميس الماضي بحيث تكون جلسة الثلاثاء آخر جلسة في سنة 2017. ونقلت الصحيفة عن مصادر وزارية إنه إذا ما لم يضف إلى جدول الأعمال أي بنود طارئة، فإن المجلس سيناقش 67 بندا معظمها عادي ولا يحتوي قضايا متصلة بالتعيينات المتبقية التي رحلت إلى السنة المقبلة في انتظار توافق مفقود(...). وفي نفس الموضوع كتبت (اللواء) أنه بدا، بعد اليوم الأول لجلسة مجلس الوزراء، التي يمكن اعتبارها مفصلية، سياسيا لجهة إعلان المجلس العودة إلى الإنتاجية (القرار النفطي والتعيينات في منصبي محافظي جبل لبنان والبقاع)، واقتصاديا لجهة دخول لبنان "النادي النفطي"، أن البلد يسير وفقا لخطة تقضي بتثبيت دعائم الاستقرار، بتأكيد التفاهم السياسي على التمسك بالتسوية، والسعي الجدي للسيطرة على حركة النقد، بتعزيز الثقة بالليرة اللبنانية،(...). وأضافت أنه وسط هذه "الأجواء الايجابية"، التي أضيف إليها ما أعلنه وزير الطاقة سيزار أبي خليل من أن أعمال الحفر الخاصة باستخراج الغاز البحري ستبدأ في العام 2019، على أن تبدأ التحضيرات في العام المقبل، ينعقد مجلس الوزراء يوم الثلاثاء، في 19 الجاري، وعلى جدول أعمال الجلسة 67 بندا أبرزها توسعة مطمري الكوستا برافا وبرج حمود، ومعالجة النفايات الصلبة، وإجراء مسح للكسارات والمقالع والمرامل في كل لبنان، وتطويع 400 مأمور متمرن في أمن الدولة.