اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، بمواضيع، أبرزها تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والرفض العربي والدولي للقرار الأمريكي، واستخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس للرصاص الحي في حق المتظاهرين الفلسطينيين السلميين في قطاع غزة رفضا للخطوة الأمريكية، وتزامنا مع الذكرى 70 للنكبة الفلسطينية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأخبار)، في مقال لأحد كتابها، أنه "وسط هبة وانتفاضة شعبية فلسطينية غاضبة وعنف إسرائيلي غاشم ورفض واستنكار عربي وترقب دولي، قامت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، في ذات الوقت الذي كانت فيه الدولة الصهيونية تستعد للاحتفال بالعيد ال 70 لذكرى قيامها، على جثة الوطن الفلسطيني السليب الذي تم اغتصابه رسميا في الخامس عشر من ماي 1948، ليصبح هذا اليوم تاريخا للنكبة الفلسطينية". وأضاف كاتب المقال، أن انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس، جاء تنفيذا لقرار ترامب الذي فاجأ الجميع به وخاصة الدول العربية التي كانت تعلق عليه آمالا في غير موضعها، حيث ثبت باليقين تأييده وانحيازه المطلق والكامل للدولة الصهيونية، مشيرا إلى أن "ثورة الغضب التي اشتعلت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوابعها التي امتدت إلى بعض المدن العربية، في مواجهة الإجراء الأمريكي المرفوض بنقل السفارة إلى القدس، ليست كافية وحدها للتصدي للتعدي الأمريكي الوقح على الحقوق الفلسطينية، وما يتضمنه من تحد صارخ للمشاعر العربية وتجاهل مقصود للحقوق العربية والإسلامية والمسيحية المؤكدة في القدس العربية". وكتبت (الجمهورية) في مقال لأحد كتابها بعنوان "غاب التضامن وحضرت السفارة"، "فعلها ترامب ونقل سفارته إلى القدس مخالفا ثلاثة رؤساء أمريكيين سابقين هم جورج بوش وكلينتون وأوباما حسبوا أن نقل السفارة يكلف الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا سياسيا واقتصاديا ويعرض مصالحها الواسعة في العالمين العربي والإسلامي لأضرار غير محدودة، وينهي عملية السلام التي قدمتها واشنطن طعما لقادة عرب استدرجتهم به للدوران في الفلك الأمريكي وتنفيذ المخططات الأمريكية الرامية إلى ضمان فرض الهيمنة الامريكية على المنطقة واستمرارها لأجيال بعيدة وفي الوقت نفسه ضمان أمن اسرائيل وتوسعها كقاعدة أمامية تحرس المصالح الأمريكية". ولكن ترامب، تضيف اليومية، "حسبها بطريقة أخرى في زمن آخر ضامنا الفوز بالغنيمة دون أضرار تذكر ، دخل البيت الأبيض في وقت كان فيه قطاع كبير من العالم العربي يرتدي الثوب الأسود حدادا على مئات الألوف من القتلى والجرحى وملايين المشردين الذين جرى تدمير بيوتهم ومدنهم بل ودولهم في حروب استعمارية وأهلية وصراعات مسلحة اشتعلت بتخطيط أمريكي غربي وتنفيذ بعض القوى العربية التي تطابقت مصالحها مع القوى الاستعمارية ولم تجد لديها مانعا من سفك الدماء العربية، وكسر التضامن العربي السلاح الوحيد القادر على هزيمة المخططات الاستعمارية والاعتداءات الاسرائيلية وتحرير الأراضي المحتلة وإنقاذ القدس من أيدي ترامب". بدورها، توقفت (الأهرام) عند الموضوع ذاته، وكتبت في مقال لأحد كتابها "أن أكثر من 33 دولة شاركت ، أمس، في احتفالية انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس مع وجود وفد أمريكي رفيع المستوى بدعم كامل من الرئيس ترامب الذي قدم القدس هدية للكيان الصهيوني في أكبر صفقة حصلت عليها إسرائيل منذ قيامها، وتأتي هذه الاحتفالية الدولية التي تؤكد مشاركة هذا العدد من الدول في هذه الجريمة بينما العالم العربي يعيش أسوأ أيامه ما بين الحروب والانقسامات الدينية والسياسية" . وتابع "الشئ المؤلم الآن أن العالم يقف أمام الحق العربي في فلسطين بلا ضمير حتى لو كان الثمن وطنا كاملا يسلم لإحدى العصابات التي تحمل اسم دولة، وسط هذا يقف العالم العربي بدوله وشعوبه وقدراته التي ضاعت وإمكاناته التي استباحتها أزمنة القهر والطغيان والتخلف، إن الاحتفالية التي أقامتها إسرائيل بالأمس بدعم أمريكي جريمة تاريخية سوف يكون لها حساب عسير في يوم من الأيام، أما الشعوب العربية الغارقة في دمائها بعد أن تبددت ثرواتها فسوف تتحمل مسئولية ما حدث". وكتبت الصحيفة ذاتها، بخصوص الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، أن الهدف المؤكد من عمليات القصف الجوي الإسرائيلي التي طالت معظم تجهيزات البنية الأساسية للقوات الإيرانية في سوريا، هو "تقليم أظافر إيران ووقف تمددها العسكرى، بأكثر من إثارة حرب جديدة في الشرق الأوسط". وتابع كاتب المقال، "الواضح أن الإيرانيين يفضلون تركيز جهودهم الآن على اتصالاتهم مع الدول الأوروبية أملا في استمرار الاتفاق النووي الإيراني وتثبيت مواقف الدول الأوروبية التي ترفض الانسياق في خطط الرئيس الأمريكي ترامب"، مضيفا "الواضح أن الأمريكيين والأوروبيين والإسرائيليين وبعض الأطراف العربية متوافقون على ضرورة تقليم أظافر إيران وإخضاعها لضغوط شديدة تلزمها بتخفيف وجودها العسكري في سوريا والتوقف عن دعم الحوثيين في اليمن وعدم تحريض (حزب الله) على ممارسة دوره التخريبي في لبنان، باختصار تطويع إرادة طهران بما يلزمها العودة إلى مائدة التفاوض لمناقشة تعديلات أساسية على الاتفاق النووى تضمن تعقيم قدرة إيران على إنتاج سلاح نووى، ورقابة أكثر دقة وشمولا على مؤسساتها النووية". وفي الإمارات، كتبت صحيفة ( الوطن ) في افتتاحيتها بعنوان " القدس حية"، أن الأمل كان معقودا على دور أمريكي "فاعل، يدعم حل الصراع وفق مرجعياته المعتمدة على أساس (حل الدولتين) وفق الكثير من القرارات الصادرة عن أرفع هيئة دولية وهي مجلس الأمن، لكن القرار الأمريكي المجحف بنقل السفارة إلى القدس المحتلة شكل ضربة كبرى لجهود المجتمع الدولي ومساعيه لوضع حد للصراع الأعقد والأطول في العصر الحديث، وكان مؤسفا الاستمرار بتنفيذ القرار رغم الموقف العالمي الجامع الرافض والمحذر من تداعيات هذا الخطوة على مستقبل السلام في المنطقة، لأن التسوية لن تكون ممكنة تحت أي ظرف كان بوجود المحتل". وأ ضافت الصحيفة أن هذا القرار" أشبه بمكافأة للغاصب على كل ما ارتكبه طوال 7 عقود هي عمر الأزمة العصية على الحل جراء التعنت والاستقواء في مواجهة شعب لم يثنه كل ما تعرض له من مجازر ومحارق وتنكيل واستباحة للتراجع عن حقه بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، بل زاده ذلك إصرارا والدليل أنه لم يتوقف عن التعبير عنها بالحراك السلمي الذي قوبل بالرصاص والقصف وغارات الطيران.. لتتواصل معمودية الدم التي تروي ثرى فلسطين لتضاعف ارتباط أهلها بجذورهم في مسيرتهم التي لم ولن تتوقف إلا بنيل حقوقهم كاملة". من جانبها أشارت صحيفة (الاتحاد) في مقال لاحد كتابها إلى أن اليوم يصادف الذكرى السبعين لإعلان "دولة إسرائيل"، مبرزة أنه ورغم "الانحياز الأميركي الدائم لإسرائيل فإن رئاسة ترامب قد مثلت نقلة نوعية في هذا الانحياز بدءا بموقفه من الاستيطان ومرورا بموقفه من حل الدولتين وانتهاء بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والذي تتم مراسمه اليوم" . وذكرت الصحيفة بأنه منذ الغزو الأميركي للعراق 2003 وبعده ما عرف ب"الربيع العربي" ابتداء من هذا العقد شهدت القضية الفلسطينية "تطورات بالغة السوء على الصعيدين العربي والدولي، فقد أدت التطورات على الصعيد العربي إلى انكفاء عديد من الدول العربية على ذاتها في مواجهة محاولات التغيير وتفاقم الإرهاب وتراجعت لديها أولوية القضية الفلسطينية". وفي السعودية، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "شهداء السفارة" إن عشرات الشهداء وآلاف الجرحى سقطوا في المواجهات المناهضة لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة والذي تم بالفعل يوم أمس، حيث استخدمت إسرائيل كعادتها القوة المفرطة في حق مدنيين عزل أرادوا الاحتجاج كحق مشروع على اغتصاب ثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإعطاء احتلالها صفة الشرعية بمنطق القوة التي لا تعترف بمنطق الحق والعدل. وأضافت أن القضية الفلسطينية أصبحت "أكثر تعقيدا عن ذي قبل بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، فقد كان هناك بصيص ضعيف من أمل أن يكون هناك حل لها، حتى ذاك البصيص لم يعد موجودا، لارتفاع سقف التعنت الإسرائيلي إلى مستويات عالية غير مسبوقة خاصة بعد قرار نقل السفارة إلى القدس، فأي حديث عن سلام منشود لم يعد منطقيا في ظل الظرف الراهن (...)". وفي نفس الموضوع، قالت صحيفة (عكاظ) "لقد ثبت أمس عمليا أن خطوة نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب للقدس المحتلة ستثير اضطرابا لن يتوقف على المذبحة الإسرائيلية بحق 52 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 2000 محتج فلسطيني"، معتبرة أن الولايات المتحدة "فقدت من جراء هذا القرار قدرتها على أن تكون وسيطا محايدا قادرا على إحلال سلام بين العرب والكيان الإسرائيلي". واعتبرت الافتتاحية أن ردود الفعل المناهضة للخطوة الأمريكية جعلت الولايات المتحدة في عزلة حتى من جانب حلفائها الغربيين والعرب"، فيما ستمنح الخطوة الأمريكية حكومة نتنياهو ضوء أخضر للاستيلاء على مزيد من الأراضي العربية المحتلة، من دون أي اعتبار لمقررات الشرعية الأممية. وهو ما يعني، بحسب الافتتاحية، إطالة أمد هذا النزاع الدامي الذي يجمع عقلاء العالم على أنه أحد مسببات التطرف والإرهاب الذي يدمي العالم في كل أرجائه". وفي الشأن العراقي، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أنه "بعد كل هذا المخاض الطويل الذي وقع فيه العراق منذ السقوط والاحتلال، وحتى اليوم، فقد جاءت نتائج الانتخابات الأخيرة، لترسم مشهدا مغايرا تماما لما تم اختطافه قرابة عقدين من الزمان بشكل مأساوي، ونجحت القوى الوطنية أخيرا في التقاط أنفاسها واستعادة صورة الوجه العروبي الذي كان للأسف خلال هذه الفترة، رهينة بيد محاولات التفريس والمذهبية البغيضة". وأضافت أنه "وفق النتائج الأولية، فقد نجحت الإرادة الشعبية العراقية بصلابتها المعهودة، في فرض صوتها على المشهد، وضربت مخططات الهيمنة الإيرانية في مقتل بتراجع -إن لم يكن هزيمة- قوائمها التابعة، وأذرعها التي أمسكت بخناق الشعب العراقي، وجعلته أسير أجندتها الطائفية، وألعاب محاصصاتها الحزبية والسياسية، وهو المؤشر الذي يجدد الأمل في عودة الوعي العراقي وعروبته وإيمانه بأنه جزء من أمته العربية لا امبراطورية إيران الفارسية". وفي قطر، أجمعت افتتاحيات الصحف المحلية على أن المجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين الفلسطينيين السلميين في قطاع غزة، رفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، تزامنا مع الذكرى 70 للنكبة، "تقتضي حسما دوليا فوريا، بمحاسبة الكيان الصهيوني"، مسجلة أن الغضب الدولي والإقليمي على المجزرة "ليس كافيا للجم سياسات الاحتلال ووقف نزيف الدماء في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة". وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي "يتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات القتل الممنهج، كما أن واشنطن مسؤولة مسؤولية كاملة عن هذه الجريمة باعتبار أن التجرؤ الإسرائيلي على الدم الفلسطيني ما كان ليحصل لولا المواقف والقرارات الأمريكية الداعمة للاحتلال"، لافتة الى أن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والتي أصبحت بؤرة استيطانية إنما قصدت بها واشنطن قتل العملية السلمية عمدا والانحياز التام للاحتلال". وأكدت الصحف أن قرار واشنطن نقل سفارتها "انتهاك لجميع المعايير والقوانين الدولية"، كما أنه يضرب عرض الحائط ب"إرادة المجتمع الدولي التي عبرت عنها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، والحقائق التاريخية"، مضيفة أن واشنطن تكون "بقرارها المعيب هذا قد استبعدت نفسها من الوساطة السياسية في الشرق الأوسط"، وبالنتيجة فإن الشعب الفلسطيني "لن يقبل إلا بوساطة دولية بمشاركة دول العالم"، كما "لن يقبل من أمريكا أي صفقة بعد إعلان رغبتها في إزاحة القدس واللاجئين عن طاولة المفاوضات". كما التقت افتتاحيات هذه الصحف عند حقيقة مفادها بأن عجز المجتمع الدولي عن وقف آلة القتل الوحشي الإسرائيلي إنما ينم عن "فشل منظومات الأمن الجماعي في حماية المدنيين". وفي سياق متصل، وتحت عنوان "ما أخذ بالجهل لا يسترد إلا بالوعي"، كتبت صحيفة (الوطن)، في مقال لأحد كتابها، أن "العرب لم يخونوا فلسطين، والفلسطينيون لم يبيعوها"، معتبرة أن "قرار أن تكون فلسطين مرسومة بهذه الحدود لم يتخذه العرب، ولا الفلسطينيون، وعندما سلم الإنجليز فلسطين لليهود لم يشاوروا العرب ولا الفلسطينيين، كل ما في الأمر أننا كنا أضعف من أن نخون، وأذل من أن تعرض علينا صفقة بيع"، وانه بالمقابل لكي ي خ ر ج العرب تاريخ هم من عنق الزجاجة عليهم أن يتجاوزوا أسباب ضعفهم الداخلي من خلال استنهاض وعي شامل لا يمس فقط بعض أفرادهم وإنما يعم الأمة بأكملها. ومن جهتها، سجلت صحيفة (العرب)، في مقال نشرته تحت عنوان "في القدس.. م ن في القدس؟"، أن "الصامدين في غزة" أحالوا احتفال نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة إلى "إحراج دولي للكيان وداعميه، عبر التضحيات التي ق د مت على حدود غزة مع الأراضي المحتلة"، مشيرة الى أن وسائل الإعلام الغربية ما كان لها إلا أن تجترح من واقع ما يحدث عنوانا أبرز شاهدا للتاريخ وهو أنه "بينما ت فتتح السفارة الأمريكية في القدس، الجنود الإسرائيليون يقتلون عشرات المتظاهرين الفلسطينيين في غزة". ولفت كاتب المقال الى أنه قد يتساءل البعض عن "فائدة هذه التضحيات البشرية وخسارة الأرواح، أمام حتمية الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان"، معقبا بأن الحديث عن عدم نجاعة هذا الأسلوب لا يعني بديلا آخر غير "القبول بما يحدث في فلسطين دون مقاومة ت ذكر، وبالتالي السماح للعدو برفع سقف اعتداءاته على الشعب والأرض والمقدسات"، ليخلص الى أنه مهما تزايدت الاعتداءات "يبقى المسجد مسجدا، والشعب مقدسيا، والأرض تشهد من سيرثها في نهاية المطاف" وأن المعركة بالتالي لم تحسم بعد. وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) أن السفارة الأمريكية نقلت للقدس المحتلة، ولكنها، بقيت عاصمة لفلسطين، مشيرة في مقال إلى أن قرارا أمريكيا لن يستطيع أن يغير التاريخ، حيث الدم هو الذي يصنع التاريخ، "وهو عنوان للصمود، والتحدي، والمواجهة، ورفض الانهزام والقبول بما يحاول أن يفرضه المحتل من مخططات ومؤامرات". واعتبر كاتب المقال أن التاريخ سيسجل بأحرف ناصعة، أن الفلسطينيين العزل، تصدوا لمؤامرة صنعتها ودعمتها أقوى دولة في العالم لنصرة محتل غادر، وأن التاريخ سيسجل أن يوم "الاثنين الأحمر"، كان يوما مشهودا، ستتذكره الأجيال الفلسطينية بفخر، فيما سيبقى وصمة عار على رأس المحتل والولايات المتحدة، وكل من شارك بحفل نقل السفارة الأمريكية للقدس. وفي هذا اليوم التاريخي، يضيف الكاتب، انتصر الفلسطينيون لثوابتهم المقدسة، حيث أثبتوا بالدم للمرة المليون، أنهم لن يقبلوا بديلا عن فلسطين، وأن العودة حق مقدس، لا تنازل عنه أبدا، وأن القدس عاصمة فلسطين، وأن فلسطين عربية للأبد. وفي السياق ذاته، كتبت (الدستور) في مقال، بدورها، أن الآوان لم يفت بعد لتعطيل تداعيات الخطوة الأمريكية، إذ لا بد من حملة سياسية تمنع بقية دول العالم من التسلل تدريجيا إلى القدس وافتتاح سفارات لها، مشيرا إلى أنه إذا كانت إقامة السفارة الأمريكية في القدس، تمت دون أن تستمع الإدارة الأمريكية لأحد في المنطقة، فإن عزل هذه الخطوة، وإضعافها أمر ممكن، إذا استطاع العالمان العربي والإسلامي توظيف العلاقات من اجل منع بقية دول العالم، من افتتاح سفارات، أو قنصليات في القدس. وبرأي الكاتب، فإنه يمكن إضعاف القرار الأمريكي، وعزله دوليا، عبر حملة سياسية ودبلوماسية، تستند إلى اعتبارات كثيرة، من اجل منع بقية دول العالم من نقل سفاراتها إلى القدس، دون أن يعني ذلك أن افتتاح السفارة أمس، كان مشروعا، "لكن لا بد من ترك الأمريكان فرادى في خطوتهم هذه". من جانبها، توقفت (الرأي) عند المباحثات الهاتفية جرت أمس بين الملك عبد االله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تناولت تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، خاصة ما يشهده قطاع غزة من تصعيد إسرائيلي، وكذا تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ونقلت الصحيفة عن الملك عبد الله الثاني، تأكيده خلال الاتصال، أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين، مشددا على أن مسألة القدس يجب تسويتها ضمن إطار حل نهائي وشامل وفق حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وفي البحرين، كتبت صحيفة (الوطن)، في مقال رأي تحت عنوان "مجزرة الاحتلال يوم نكبة ترامب"، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يتردد في تصفية عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف منهم، في مجزرة للكيان الصهيوني المحتل، على وقع تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، تنفيذا للإعلان الذي وقعه في 6 دجنبر الماضي، معلنا بذلك اعتراف واشنطنبالقدس "عاصمة لإسرائيل"، في قرار صادم للفلسطينيين والعرب والمسلمين. وقال كاتب المقال إن ترامب لن يكترث كثيرا لغضب الفلسطينيين والعرب والمسلمين على قراره الذي جاء تنفيذه عشية ذكرى النكبة الفلسطينية عندما هجر أكثر من 760 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في حرب 1948، مع إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني قبل 70 عاما، في استفزاز صريح لمشاعر المسلمين. وأضاف الكاتب أن الرئيس الأمريكي استغل ربما الخلافات العربية - العربية، وقبلها الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية، خاصة بين حركتي فتح و حماس، والفشل الذريع في تحقيق المصالحة الفلسطينية، لتنفيذ قراره المشؤوم، بالإضافة إلى "فشل حلفاء واشنطن في المنطقة في ممارسة ضغوطهم لإثناء ترامب عن اتخاذ مثل هذا القرار المتهور، الذي يجر الويلات على المنطقة، ويدفعها نحو الانفجار". من جهتها، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال رأي، أن إيران لايمكن أن تسير في تجربة النموذج الكوري الشمالي بالتخلي عن برنامجها النووي، لأنها تملك مليشيات مسلحة وجيوشا خارج حدودها الجغرافية، وتعتقد بأن امتلاكها للسلاح النووي سوف يقوي موقفها في رفض سحب نفوذها السياسي والعسكري من خارج هذه الحدود. وأوضح كاتب المقال إلى أن إيران تصر على ضرورة امتلاك السلاح النووي وتطوير صواريخها الباليستية لأن "لديها رغبة في التوسع والتمدد والسيطرة على دول عربية مجاورة ومد نفوذها الإقليمي ليتجاوز مياه الخليج العربي باتجاه حوض البحر الأبيض المتوسط". وخلص الكاتب إلى أنه انطلاقا من هذا المنطق لايمكن لإيران أن تكون نموذجا مشابها لكوريا الشمالية لأن الفرصة أتيحت لها في الاتفاق النووي الذي وقعته مع أمريكا والغرب في عام 2015، لكنها أخذت الأموال الطائلة (مليارات الدولارات) وصرفتها على مليشياتها العسكرية واستولت على صنعاء عبر الحوثيين بعد توقيع الاتفاق النووي. وفي لبنان، قالت صحيفة (اللواء) نقلا عن مصادر وزارية إنه "لا يمكن الجزم منذ الآن، ما إذا كانت جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد غدا الأربعاء في بيروت، والمتخمة ببنود فضفاضة تتجاوز المائة بند، ستكون جلسة الوداع الأخيرة لحكومة "استعادة الثقة"، خصوصا وأن المجلس لن يتمكن من الانتهاء من مناقشة جميع بنود جدول أعماله، لا سيما في ظل وجود ملفات خلافية (...)" . ونقلت الصحيفة عن وزير الزراعة غازي زعيتر تأكيده أن فرضية انعقاد جلسة أو جلستين للحكومة غير مستبعدة وإلا فإن ثمة بنودا سترحل إلى الحكومة الجديدة، لافتا الانتباه إلى أن البنود التي تتصل بالأملاك البحرية تأخذ وقتا من النقاش . وفي الشأن الفلسطيني، اعتبرت (الجمهورية) أن الأحداث الأخيرة ساهمت في ترسيخ مناخ من التوتر والحذر الشديدين نتيجة ترددات مشهدية الاحتفال الأمريكي الإسرائيلي بتدشين مقر السفارة الأمريكية في القدس أمس، بعد نقلها من تل أبيب، وتأكيد الرئيس دونالد ترامب أن القدس "عاصمة حقيقية لإسرائيل". وأضافت اليومية أن منسوب القلق من تداعيات هذه الخطوة التي تلت انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، ارتفع كون افتتاح السفارة تزامن مع ذكرى النكبة التي فجرت غضبا فلسطينيا عارما ومواجهات مع القوات الإسرائيلية سقط فيها ما يربو على 52 قتيلا و2400 جريح برصاص إسرائيلي.