استأثرت باهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، عدة مواضيع أبرزها، موقف واشنطن من الاتفاق النووي مع ايران، ومفاوضات سد النهضة الإثيوبي وحضور الإمارات في جزيرة سقطرى اليمنية، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة ونتائج الانتخابات النيابية في لبنان. ففي مصر، نشرت يومية (الأهرام) عمودا لأحد كتابها قال فيه، إنه من المقرر، بعد أربعة أيام من الآن، وبالتحديد يوم السبت المقبل (12 مايو الحالي) إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقف بلاده من الاتفاق النووي الموقع بين إيران و(مجموعة دول 5+1) في يوليوز 2015. وأشار الكاتب إلى أنه من المرجح أن يعلن الرئيس الأمريكي انسحاب بلاده من هذا الاتفاق بعد أن فشلت الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في التوقيع على هذا الاتفاق (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) في إقناع أي من الطرفين الإيراني والأمريكي بتعديل موقفيهما المتشدد من بنوده، حيث رفضت إيران بالمطلق أي تعديل له أو عمل اتفاق تكميلي، في حين تصر أمريكا على فرض اتفاق تكميلي لسد ما تعتبره "ثغرات" خطيرة في مضمونه. والسؤال الذي يجب أن يشغل الجميع الآن في مصر، يضيف الكاتب، ويشغل الكثيرين في العالم وإقليم الشرق الأوسط على وجه الخصوص هو "هل ستتغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟ بمعنى هل يمكن أن تنقلب التوازنات الحرجة بين الأطراف المتصارعة خاصة بين إسرائيل وإيران؟ وهل يمكن أن تقع ما يعتبره كثيرون "حربا محظورة" بين البلدين بسبب خطورتها الشديدة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط". من جهتها، اهتمت جريدة (الجمهورية) ، بإعلان سامح شكري وزير الخارجية المصري عدم تحقيق جولة المباحثات الفنية بين وزراء ري مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة الاثيوبي أي نتيجة بسبب استمرار تحفظ السودان وإثيوبيا على التقرير الاستهلالي لشركة الدراسات الفنية حول تأثيرات السد. ونقلت الصحيفة عن شكري قوله، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوغندي سام كوتيسا أن مصر على استعداد مسبق للقبول بأي دراسات فنية لأن أمر السد علمي ويجب إبعاده عن الاعتبارات السياسية،. كما انها مستمرة في جهودها للتوصل إلى حل وفق القانون الدولي الذي يمنع الأضرار البالغ بدول مصب الأنهار الدولية. أما يومية (الأخبار) فنشرت عمودا لأحد كتابها قال فيه، إن اقتراب احتياطي أرصدة مصر من العملات الأجنبية من ال45 مليار دولار "أمر مبشر يدعو الى الشعور بالتفاؤل، هذا الشعور لا يقتصر على انعكاساته على دعم ومساندة التخطيط لمتطلباتنا الحياتية ولكنه تأكيد لواقعية ومصداقية وجدوى برنامج الاصلاح الاقتصادي". وأضاف الكاتب "لا يمكن في هذا الشأن إغفال انعكاسات ذلك ايجابا على أوضاع الجنيه المصري وبالتالي القضاء على عمليات المضاربة على قيمته في مقابل العملات الأجنبية، كما أنه ليس خافيا أن هذا الاحتياطي النقدي لم يكن يتجاوز قبل 7 سنوات ال13 مليارا"، مبرزا أن هذا "الإنجاز غير المسبوق" يؤسس ل"نجاحات غاية في الأهمية على طريق الاستقرار والتأمين الاقتصادي".. وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها أنه "لم يكن ولن يكون لدولة الإمارات أي أطماع في اليمن، وهذا موقف ثابت لا يحتاج إلى كثير من الشرح والتفسير، وحضورها في جزيرة سقطرى شأنه شأن وجودها في بقية مناطق اليمن، فالهدف منه تثبيت الأمن والاستقرار في المناطق التي تم تحريرها من قبضة الانقلابيين، وموقفها منسجم تماما مع مواقف تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والخطوات التي تقوم بها في مختلف مناطق اليمن، إنما تعكس استراتيجية الإمارات الهادفة إلى تأمين استقرار هذا البلد وإخراجه من المحنة التي يعيشها منذ سنوات". وأكدت الصحيفة أن " موقف الإمارات المساند لليمن لم يكن ، سوى تعبير عن رغبة صادقة في انتشاله من الواقع المرير الذي وجد نفسه فيه بعد الانقلاب، وشواهد المساعدات الإماراتية لليمن تسبق أحداث 2014 بمراحل، وطوال السنوات الطويلة من هذه المساعدات، كانت سياسة الإمارات مبنية على احترام السيادة اليمنية، وهي نفسها السياسة التي تنتهجها الإمارات هذه الأيام في مختلف مناطق اليمن". وفي موضوع آخر، توقفت صحيفة (الاتحاد) في مقال لأحد كتابها عند المؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة الذي تنطلق اليوم أشغاله في أبوظبي، مبرزة في هذا الصدد أن نحو نصف مليار مسلم يعيشون في هذه المجتمعات، منذ عقود بعيدة حيث" يعانون كثيرا من المشكلات والأزمات" . واشارت الصحيفة إلى أن جزءا من هذه الفئة من المسلمين يظل حائرا "بين ارتباطات ضعيفة بجذورهم القديمة وواقع معيشي قائم يستوجب اندماجا يصعب تحقيقه في كثير من البلدان، بسبب إشكاليات بعضها يرتبط بالاندماج، والمواطنة، وحقوق سياسية واجتماعية يعتريها كثير من الخلل، بل ويقع بعضهم ضحية لانطباعات مغلوطة عن المسلمين تتمثل في الإسلاموفوبيا تارة وعن اتهام بالتشدد والغلو والتطرف، وأخرون في صراعات طائفية ومذهبية وأيديولوجية، لا ذنب لهم فيها". كما أكدت أهمية تنظيم هذا المؤتمر الذي سيتم خلاله مناقشىة قضايا هذه الفئة من مسلمي العالم بهدف النهوض بواقعهم و نشر فكر التسامح الديني والإنساني والاجتماعي في إطار من التفاعل الإيجابي مع الحكومات والمنظمات الدولية عبر العالم، مشيرة الى ان الملتقى العالمي سيتميز بالإعلان عن إنشاء منظمة دولية تحمل اسم"المجلس العالمي للأقليات المسلمة" تكون أبوظبي مقرا عاما له. وفي البحرين، كتبت صحيفة (البلاد) أنه عندما لخص الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قضية الاتفاق النووي الإيراني بقوله "يجب ألا نلغيه إلا إذا كان يوجد لدينا بديل جيد" لم يكن ذلك حبا في إيران أو تعاطفا معها، إنما لوجود خطر حقيقي بنشوب حرب في حال لم يتم التقيد بهذا الاتفاق المبرم في يوليوز 2015. وأضافت الصحيفة أن موقف الأمين العام يقترب من الموقف الأوروبي الذي يرى أن إيران ملتزمة بشروط الاتفاق النووي في تقييم يتفق مع تقييم المخابرات الأمريكية نفسها، لكنه يتناقض مع موقف الرئيس الأمريكي ترامب الذي مافتئ يهدد بأنه سيتخذ في 12 ماي الجاري قرارا بالانسحاب من الاتفاق ما لم يتم تعديله، مشيرة إلى أن الطرف الإسرائيلي، بدوره، دخل بشدة على الخط، محاولا توجيه القضية لاتجاه إلغاء هذا الاتفاق بعد "كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ملفات سرية نووية تثبت أن إيران كانت تسعى سرا لإنتاج أسلحة نووية". من جهتها، اهتمت صحيفة (أخبار الخليج) باستعداد اسرائيل لافتتاح السفارة الأمريكية الأسبوع المقبل في مدينة القدس المحتلة، مؤكدة أن ثلاث لافتات طريق على الأقل مكتوب عليها "السفارة الامريكية" ظهرت بالقدس الشريف بناء على إعلان الرئيس دونالد ترامب اعترافه بالمدينة عاصمة لإسرائيل. وأوضحت الصحيفة، استنادا لتقارير إعلامية، أن عمالا بدؤوا في تركيب اللافتات المكتوبة بالإنجليزية والعبرية والعربية في شوارع تؤدي الى مبنى القنصلية الامريكية في جنوبالقدس الذي سيصبح مقرا للسفارة بعد نقلها رسميا في 14 ماي من تل أبيب، مبرزة أن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال في بيان إن "هذه الخطوة ليست غير قانونية فحسب بل ستفشل أيضا تحقيق سلام عادل ودائم بين الدولتين المستقلتين على حدود عام 1967 وتعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) أنه في الرابع عشر من الشهر الحالي، ستنقل الإدارة الأمريكية سفارتها إلى القدس المحتلة، باحتفال كبير، ولكنه، مع ذلك، لن يغير الحقائق، مشيرة في مقال لأحد كتابها إلى أن القدس المحتلة كانت وستبقى إلى الأبد، عاصمة فلسطين، ولن يغير اعتراف أمريكا من هذه الحقيقة، لكنه سيحث الفلسطينيين على المزيد من العطاء والتضحيات للتمسك بالمدينة المقدسة وبكل شبر من أرض فلسطين. وأضافت أنه في هذا اليوم أيضا وبعده بيوم، (الخامس عشر من ماي)، سيواصل الفلسطينيون إحياءهم لذكرى النكبة، مشيرة إلى أن الاحتلال والاعتراف الأمريكي لن يغيرا من الحقائق شيئا، "ومهما اشتدت المؤامرات ستبقى الحقيقة معمدة بالدم، وستبقى فلسطين عربية والقدس عاصمتها، ولن يتخلى اللاجئون عن حقهم المقدس بالعودة إلى وطنهم السليب". وفي السياق ذاته، كتبت (الدستور) في مقال بعنوان "إرهاب بلا عقاب"، أن الحقيقة المؤلمة التي تفرض نفسها على المشهد الفلسطيني الدامي هي أن العدو الصهيوني يمارس إرهاب الدولة، بأبشع وأقذر صفاته بلا عقاب، مشيرة إلى أنه رغم أن هذه الحقيقة المؤلمة ليس بجديدة، أو طارئة على المشهد الفلسطيني (...)، إلا أنها في هذه المرحلة الخطيرة، أصبحت أكثر وضوحا، وأكثر صلفا ووقاحة، لا بل أكثر تصميما على استباحة الدم الفلسطيني وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأكثر تصميما على انتهاك القوانين والشرائع والمواثيق الدولية. ويرى كاتب المقال أن الموقف الأمريكي والغربي الداعم للاحتلال والمتواطىء مع العدو الصهيوني، هو الذي أغرى العدو الصهيوني بممارسة الإرهاب، والإمعان في اقتراف الجرائم والمذابح والمحارق، واستباحة دماء المتظاهرين في غلاف غزة وفي القدس وكل الأرض الفلسطينية والعربية. وفي موضوع آخر، وفي مقال بعنوان "الاتفاق النووي الإيراني والقرار المرتقب"، كتبت (الرأي) أن سيناريوهات كثيرة وغموض كبير يلف الاتفاق النووي، وسط نوايا أمريكية غربية لتغييره أو التعديل عليه، الأمر الذي ترفضه طهران قطعيا، وتلوح بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم في حال قررت واشنطن وعواصم أوروبية الإنسحاب منه. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي يبدو أنه ينوي فعلا الانسحاب من الاتفاق النووي إن لم تلتزم إيران بالشروط التي يطلبها، في حين تصر الأخيرة على رفضها، مما قد يفتح الآفاق على كل الاحتمالات، بما في ذلك عدوان عسكري أمريكي إسرائيلي قد يلهب كامل المنطقة، ويطلق فيها حروبا مباشرة أو بالوكالة في جبهات متعددة. وفي لبنان، تركز اهتمام الصحف المحلية على نتائج الانتخابات النيابية التي جرت، أول أمس الأحد. وفي هذا الصدد، نقلت (الجمهورية) عن مراقبين قولهم إن نتائج الانتخابات جاءت لتظهر أن لا إمكانية لتفويض "التيار الوطني الحر" الواقع المسيحي، بل أفرزت ديمقراطيا شراكة مسيحية تبدو شكلا على غرار الثنائية الشيعية التي يحكمها تحالف متين. ويقول المراقبون، تضيف اليومية، إن الحريري كان يتمنى الخروج من هذه الانتخابات ب"تسونامي" على مستوى الطائفة السنية، يستطيع من خلاله، بالشراكة والتكامل والتكافل مع رئيس الجمهورية، أن يضع يديه على السلطة بكل مفاصلها، وهذا ما يبرر ويفسر موقف رئيس الجمهورية من أنه في حال كانت هناك أي عراقيل في تأليف الحكومة سيذهب إلى تأليف حكومة أكثرية (...). أما صحيفة (اللواء) فأشارت إلى أنه بانتخاب مجلس نيابي جديد، أقل من نصفه تقريبا من الوجوه الجديدة والشابة، تكون البلاد قد دخلت عمليا في مرحلة سياسية جديدة، يفترض أن تستكمل بإعادة انتخاب الرئيس بري لولاية جديدة تستمر أربع سنوات، وتأليف حكومة جديدة، يبدو الرئيس الحريري أبرز المرشحين لرئاستها، رغم ما يمكن أن يحيط هذا الاستحقاق من ملابسات وظروف، وربما أيضا من بروز مرشحين جدد أو قدامى، تبعا لما أفرزته الانتخابات من فوز "طامحين" من نفس الطائفة، ومن معطيات وقوى سياسية باتت قادرة على التحكم نوعا ما بشخص رئيس الحكومة وبتشكيلها، وحتى بفرض أجندة جديدة لها. من جهتها، ذكرت صحيفة (الديار) أن اشتباكات عنيفة بالرشاشات المتوسطة والثقيلة وقعت أمس بين مؤيدي "تيار المستقبل" من جهة ومؤيدي (حركة أمل) و(حزب الله) من جهة ثانية، تم خلالها إطلاق قذائف أر بي جي.