تناولت الصحف العربية، اليوم الجمعة عدة مواضيع، من قبيل آفة الإرهاب ودورها في عدم استقرار الشعوب، ومنتدى الشباب العالمي بشرم الشيخ، وتفاعلات استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، واستراتيجية (حزب الله) في المنطقة، وضلوع إيران في الهجوم على الرياض، فضلا عن العلاقات الإماراتية-الفرنسية وتداعيات دعوات الانفصال بإقليمي كردستان بالعراق وكتالونيا بإسبانيا، وذكرى وعد بلفور. ففي مصر نشرت يومية (الأهرام) عمودا لأحد كتابها، قال فيه إن هدف الإرهاب "لم يعد سوى القتل وبمنتهى الوحشية يضرب في الشوارع وفي دور العبادة، يقتل المدنيين أطفالا وشيوخا، نساء ورجالا، يقتل رجال الأمن من الجيش والشرطة، أحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وأعدم عمالا مصريين في ليبيا، واحتجز وقتل مدنيين في مسرح باتاكلان بفرنسا وغيرها، وقتل رواد دور العبادة في مصر والولايات المتحدة". وأشار إلى أن الإرهاب "يزعزع استقرار الدول وهو أحد أهم الأسباب لترك المواطنين أوطانهم لينضموا إلى قوائم اللاجئين، بعدما باتت كثير من الأماكن في الدول المختلفة "مناطق خطيرة" لا يمكن السكن فيها أو التجول فيها أو حتى الاقتراب منها". من جهتها، واصلت صحيفة (الجمهورية) حديثها عن منتدى الشباب العالمي بشرم الشيخ، مبرزة في افتتاحيتها، أن هذا الاجتماع، شكل وعلى مدى أيام "منارة يتطلع إليها شباب العالم لتعزيز التواصل بينهم من أجل الوقوف على كل المبادرات والأفكار القادمة من كافة أنحاء العالم وإثرائها، والاستفادة منها"، مشيرة إلى أن هذا اللقاء العالمي أكد مرة أخرى، أن الحوار المستفيض والحر في جميع القضايا دون حدود، أداة فعالة لمواجهة مختلف التحديات وعلى كافة المستويات. وبدورها كتبت يومية (الأخبار) في مقال بعنوان "كل قضايا العالم محل اهتمام الشباب"، أن القضايا والموضوعات المهمة، التي طرحت للبحث والمناقشة وتبادل الرأي والفكر طوال الأيام الماضية في منتدى شباب العالم، بشرم الشيخ، أكدت، أن الشباب قوة اقتراحية ناجعة يتعين إيلاؤها المزيد من الاهتمام. وأضافت أن "الشباب ناقش بفعالية وبكل موضوعية عدة قضايا راهنة، من قبيل الارهاب وأخطاره التي تهدد كل الشعوب والدول، وقضايا المرأة ودورها في بناء المجتمعات، وآفة البطالة والتنمية الاقتصادية والبشرية والقضية السكانية وأخطار النمو العشوائي والمحتوى الثقافي وتنمية ودعم القوي الناعمة للشعوب". وفي لبنان، واصلت الصحف المحلية تسليط الضوء على تداعيات استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري. وفي هذا الصدد، قالت يومية (اللواء) استنادا إلى مصادر قصر بعبدا، إن الرئيس ميشيل عون يعول على المشاورات التي يستكملها اليوم، بلقاء السفراء العرب وسفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان، باعتبارها خطوة، يمكن أن تساعد تحركه لحل أزمة إعلان الرئيس الحريري استقالته ومواجهة تداعياتها الخارجية. وتابعت اليومية أن مصادر قصر بعبدا، اكتفت بالتأكيد على أن الرئيس عون "لن يصدر أي قرار قبل جلاء الملابسات واستيضاح الأمور من الرئيس الحريري". من جانبها، أشارت يومية (الجمهورية) إلى أن خلاصة المشاورات الداخلية حول استقالة الحريري، أظهرت مزيدا من الغموض لدى كل المستويات الرئاسية والرسمية والسياسية، مشيرة إلى التحركات اللبنانية الأخيرة في محاولة لجلاء الصورة بشكل واضح. أما صحيفة (النهار) فكتبت بخصوص الموضوع ذاته، أن "خميس" الانتظار مر أمس، من غير أن يحضر الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بل أن الأزمة التي نشأت بفعل استقالته السبت الماضي من الرياض، اتخذت على نحو دراماتيكي اتجاهات تصعيدية جديدة من شأنها أن تزيد القلق والمخاوف من تداعياتها المتسارعة. وأضافت اليومية أن كل اللبنانيين تعودوا سماع دعوات الدول إلى رعاياها لمغادرة لبنان أو تجنب السفر إليه في حقب الأزمات، لكن الدعوة التي وجهتها السعودية أمس إلى رعاياها في لبنان، "اتخذت وجها مختلفا من حيث كونها شكلت مؤشرا لتصاعد الأزمة بين المملكة ولبنان (...)". وفي السعودية، قالت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها إن "إيران ضالعة في هجومها على الرياض بسبب تزويدها للميليشيات الحوثية بالصواريخ البالستية"، مؤكدة أن "الدعم الإيراني بالسلاح والمال لهذه الميليشيات هو ما ساعدها على شن هجماتها الصاروخية على المملكة وعلى شن غاراتها المتواصلة على المدن اليمنية والعمل على إطالة أمد الحرب القائمة". وأضافت اليومية أن المملكة تحمل ايران مسؤولية الهجمات على أراضيها التي استنكرتها الجامعة العربية"، مضيفة أنه "على قوات التحالف إزاء ذلك أن تضاعف من عملياتها للتخلص تماما من كافة ثكنات الميليشيات الانقلابية ومعسكراتها للحفاظ على أمن المملكة واليمن وأمن وسلامة دول المنطقة". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (عكاظ) أنه "وسط دعوات عربية وغربية للرعايا بمغادرة لبنان، تحسبا لمواجهة قادمة ضد أذرع إيران وميليشياتها (حزب الله) في لبنان والحوثيين في اليمن، بدا واضحا أمس، أن الضربة باتت قريبة لإعلان نهاية زمن الميليشيات الطائفية". وأضافت الصحيفة أنه رغم استقبال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري في الرياض أمس عددا من الدبلوماسيين الغربيين في اليومين الماضيين، "استمرت الفبركة الإيرانية حول بقائه رهن الإقامة الجبرية، وهو ما نفته الرياض ومساعدون للحريري الذي اجتمع الثلاثاء الماضي مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في الإمارات". ومن جهته، شدد مقال في يومية (الرياض) على أن "استراتيجية حزب الله تقوم على ارتباط سياساته وبرامجه بالتخطيط الدائم لتشريع الحروب والتحكم في مصائر الآخرين ومحاصرة الدولة اللبنانية بعيدا عن الأخلاقيات مما يعكس خطورة دور هذا الحزب على لبنان الذي أدى إلى عدم استقرار البلاد وزعزعة أمنها الداخلي خدمة للأجندات الإيرانية". وفي الامارات اهتمت الصحف بالعلاقات الاماراتية الفرنسية وتداعيات دعوات الانفصال بإقليمي كردستان بالعراق، وكتالونيا بإسبانيا إضافة الى موضوع الارهاب. وهكذا كتبت صحيفة (الاتحاد) أن "العلاقات السياسية بين الإمارات وفرنسا تمر بأزهى مراحلها، والتنسيق بين البلدين نموذجي في المحافل الدولية، وهناك رؤى متطابقة وموحدة بشأن معظم الملفات الإقليمية والدولية"، معتبرة ان افتتاح متحف اللوفر أبوظبي وانطلاقه من أرض الإمارات سيؤدي إلى "زخم كبير في العلاقات الثقافية بين البلدين". وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها أن الإمارات وفرنسا تسعيان إلى أن تكون العلاقات الاقتصادية والاستثمارية على مستوى التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي نفسه، مضيفة "وكما أن الإمارات شريك استراتيجي لفرنسا في المجالات السياسية والدفاعية والثقافية، فإن الطموح هو أن تصل الشراكة الاقتصادية إلى المستوى نفسه". أما صحيفة (الخليج) فكتبت في افتتاحية بعنوان "أوهام مشاريع الانفصال"، أن الأحداث التي شهدها إقليما كردستان في العراق، وكتالونيا في إسبانيا، خلال الشهرين الماضيين، بإجراء استفتاء على استقلالهما، "انتهت نهاية سلبية، بعد أن رفضت الحكومتان المركزيتان في كل من العراق وإسبانيا المساعي الانفصالية، وتمسكتا بخيار الوحدة، لأنهما تدركان أن توابع الانفصال ستكون وخيمة على البلدين، وعلى الجوار، كما هو الحال في العراق، وعلى منظومة الاتحاد الأوروبي في الحالة الإسبانية". وأضافت الصحيفة ان "الحصيف من يتعظ مما جرى في الإقليمين بدلا من القفز على الواقع، وأن يبدأ بإعادة ترتيب أوراقه للنشاط السياسي تحت سقف الدولة الموحدة، عوضا عن الجري وراء أوهام لا تزيد البلدان سوى المزيد من الأزمات، فمشروع الانفصال لا مستقبل له"، مبرزة، أن مواقف دولة الإمارات،" المستندة إلى تجربتها الوحدوية، ترفض مشاريع التفكك والانفصال، لقناعتها بأن هذه المشاريع تفتيتية ولا تساعد على حل أي أزمة". وعلى صعيد آخر، تناولت صحيفة (الوطن) موضوع الارهاب موضحة أن العالم مدعو الى " أن يتحرك لوضع حد لنظام مارق يقوم على الإرهاب، ويجعل منه وسيلة في جميع توجهاته وسياساته التي يتبعها، بعدما بينت قرابة 4 عقود أن نظام إيران لا يمكن أن يرتدع عبر المناشدات والدعوات ويواصل تدخلاته وانتهاكاته لسيادات الدول واستباحة الشعوب". وفي قطر، توقفت صحيفتا (الوطن) و(الراية) عند قرار تعيين أربع نساء في مجلس الشورى في أول دخول للمرأة القطرية الى هذه الهيئة التشريعية الرقابية، وما تحمله من دلالات في مسيرة الاعتراف بدورها من جهة، والعمل من جهة أخرى على تأهيلها للاضطلاع بمزيد من الأدوار السياسية الى جانب ما أتبثه في مجالات عدة. وفي هذا الصدد، كتبت (الراية) أن تعيين هؤلاء النسوة "خطوة تاريخية" و"شهادة اعتراف وتقدير لمكانة المرأة القطرية وتأكيد جديد لدورها السياسي خاصة أنها أثبتت جدارتها ودورها الفاعل بالترشح والتصويت والعضوية في المجلس البلدي"، وأيضا "جدارتها حين تبوأت أرفع المناصب التنفيذية والأكاديمية والدبلوماسية". وأضافت الصحيفة أن اختيار المرأة لعضوية مجلس الشورى باعتباره هيئة "تشريعية ورقابية ومنبرا للتعبير عن قضايا الوطن"، يعزز من مكانتها ويحملها "مسؤولية جديدة بانخراطها في العمل السياسي العام وممارسة دورها في السلطة التشريعية وتمثيل الشعب والرقابة على أداء الأجهزة التنفيذية بالدولة وطرح مشاريع القوانين والاقتراحات". وتحت عنوان " وعد بلفور.. مئوية العار"، كتبت صحيفة (الوطن)، بقلم أحد كتابها في قراءة لإصدار جديد للمؤرخ الفلسطيني جوني منصور في موضوع " مئوية وعد بلفور-تأسيس لدولة، وتأشيرة اقتلاع شعب"، أن "وعد بلفور كان يمكن ألا يكون لو أن الحركة القومية العربية الصاعدة في ذلك الحين بذلت نصف الجهد الذي بذلته الحركة الصهيونية لنيل الوعد من بريطانيا"، موضحة أن الاتجاه العام لليهود في العالم كان معاديا للحركة الصهيونية، ومثله تيار عريض من السياسيين الإنجليز، الى جانب أنه كان هناك "نقاش جدي حول خيارات بديلة عن فلسطين لتكون وطنا لليهود مثل الأرجنتين وكينيا وسواها من المناطق، وناقشت حكومة بريطانيا مشروعا متكاملا بهذا الخصوص". وأضاف كاتب المقال أن "الرواية الصهيونية المزعومة عن الحق التاريخي لليهود في فلسطين لم تكن حاضرة أبدا، وجرى تلفيقها في وقت لاحق"، لافتا الى أن حجة وايزمن أنذاك لدى بريطانيا، بأن تأسيس وطن لهم بالمنطقة "سيعزز مشروعها التوسعي في المنطقة، ومصالحها لحماية قناة السويس وفصلها عن مناطق النفوذ الفرنسي والروسي"، انهارت بتداعي إمبراطوريتها في المنطقة، ولم يبق إلا "الوعد كشاهد حي على تاريخها الاستعماري". وفي الأردن، وفي مقال بعنوان "اللوفر الجديد"، كتبت صحيفة (الغد) أنه وسط أجواء التوتر والمقاطعة والتحشيد التي يشهدها العالم العربي افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أكبر المشروعات الثقافية لهذا القرن، مشيرة إلى أن السباق الثقافي الخليجي في مجال إنشاء وإطلاق المشروعات الثقافية العملاقة ظاهرة تسترعي الانتباه وتدعو إلى التأمل، فهي، حسب الصحيفة، تعمل على إغناء الفضاء العربي الثقافي وإكسابه الوجه الإنساني كما أنها تشجع السياحة وتضيف الكثير من عناصر الجذب للمكان. وأعرب كاتب المقال عن أمله في أن "تسهم الثورة الفنية الثقافية في محيطنا العربي في خفض التوتر وإشاعة المزيد من الديمقراطية وإلى إحداث التغيير في علاقاتنا وأفكارنا وتصوراتنا وإنسانيتنا لنكون أكثر حبا وتسامحا وتقديرا للآخر"، مشيرا إلى أن الفن وتقديره لا يزدهران إلا في بيئة مشبعة بالروح الإنسانية والاحترام لكرامة الآخر والإعتراف بحاجته للعيش والتقدم والتعبير. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال بعنوان "الهجمة على النقب الفلسطيني..."، أنه في ظل حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، يواجه النقب اليوم أخطر مخطط كولونياني اقتلاعي يستهدف تهجير الأهالي، عبر إحداث تغييرات جغرافية وديمغرافية تمنع التواصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وأشارت إلى أن ما يواجه النقب، هو استمرار لسياسة الفصل العنصري ومحاصرة الوجود العربي، بدء من نهب الأرض وهدم البيت، مرورا بسياسة الإفقار والملاحقة وتشويه الهوية، وهذا كله، تضيف الصحيفة، يضاف لممارسات فاشية وقوانين عنصرية تكرس يهودية الدولة وهيمنة اليمين المتطرف وتخلد الإحتلال وتشرعن الإستعمار والاستيطان.