تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الإثنين، على جملة من المواضيع أبرزها، مكافحة الإرهاب، والتقارب السعودي-العراقي، وتفاعلات الأزمة الخليجية، والحرب على تنظيم "داعش" والخلاف المستحكم بين أمريكاوإيران، فضلا عن المصالحة الفلسطينية وذكرى وعد بلفور، والتطبيع اللبناني مع النظام السوري. ففي مصر، كتبت يومية (الأهرام) في افتتاحيتها، أن المعركة ضد الإرهاب، "لن تتوقف، لأن هنالك ثمة توافق كبير في الآراء ما بين الخبراء الغربيين والعرب على أن الحرب ضد الارهاب ستتصاعد في الفترة المقبلة". وأضافت أن "الإرهاب والجهات التي تحركه وتموله، تستعد لعملية تصعيد جديدة ضد مصر، لكن مصر قيادة وشعبا تدرك حجم التحدي، وتدرك ما تواجهه وتستعد هي الأخرى للتصعيد، والتصدي للإرهابيين ومن يقف وراءهم على كل المستويات". صحيفة الجمهورية تناولت نفس الموضوع ونشرت مقالا لأحد كتابها ، قال فيه إن "الحادث الإرهابي الأخير وسقوط عدد من الشهداء من أبطال الشرطة جاء ليزيدنا إصرارا على مواجهته بكل قوة ويزيدنا إصرارا على وحدتنا خلف قواتنا المسلحة والشرطة ويزيدنا إصرارا على تماسكنا كجبهة داخلية" مضيفا أن مصر "لن تيأس ولن يضعف تلاحمها وأكيد سوف نغضب ونحزن على هذه الأرواح التي استشهدت ولكننا لن ننهزم أبدا". وسجل الكاتب أن مصر "تعرضت لأحداث جسيمة وكبيرة في الماضي البعيد والقريب ولم تسقط أو تضعف"، مشيرا إلى أن هذا الحادث "جاء ليزيدنا قوة إلى قوتنا الحالية وسنواصل الدفاع عن وطننا بكل قوة، لأنه لدينا سلسلة ذهبية من الأبطال الشهداء تزين عنق الوطن وتحافظ على أمننا". أما جريدة (الأخبار) فنشرت مقالا للكاتب محمد الهواري، أشار فيه إلى أن الحادث الإرهابي الذي تعرض له عناصر الشرطة في طريق الواحات يوم الجمعة الماضي وأسفر عن مقتل شرطيا "لن يثني مصر عن مواصلة اجتثاث جذور الإرهاب والقضاء عليه نهائيا بوحدة الشعب وتضامنه ضد الإرهاب الجبان". وأضاف الكاتب أن "المواجهة الأمنية لا تكفي لمكافحة الإرهاب بل لابد من المواجهة الفكرية والثقافية وأن ينطلق رجال الدين في قوافل إلى كل انحاء مصر لشرح الدين الحنيف وتوعية المواطنين بأمور دينهم ودنياهم وزيادة الأنشطة الثقافية في القرى والمراكز والمدن ونشر الأندية الشعبية"، وداعا من جهة أخرى، إلى سرعة تنفيذ الأحكام على الإرهابيين الذين أراقوا دماء المصريين مؤكدا أنهم "لا يستحقون الحياة ولا يستحقون الانتساب لهذا الوطن". وفي السعودية، كتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها عن ظروف وسياقات التقارب السعودي والعراقي الذي توج بإحداث مجلس للتنسيق بين البلدين أمس، وقالت في هذا الصدد إن "المنطقة العربية تعيش مرحلة حرجة تتطلب التضامن بمعناه الحقيقي الفاعل من أجل التصدي للمخاطر المحدقة بها"، مشيرة إلى أن "ما يحدث في سورية واليمن ودول عربية أخرى يحتاج إلى وقفة صادقة ينتج عنها التخلي عن المصالح الضيقة إلى فضاءات أوسع من التعاون وصولا إلى التكامل". وأكدت الافتتاحية أن مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي تم الإعلان عن تأسيسه أمس "يمثل تجسيدا حقيقيا للتعاون العربي-العربي بكل مكوناته ومصالحه المشتركة التي تصب في مصلحة البلدين" مشيرة إلى أن "المملكة والعراق يملكان من الإمكانات الطبيعية والبشرية والجغرافية ما يدعم توجههما نحو شراكة فاعلة مؤثرة في المشهدين الإقليمي والدولي سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو التنموي". وفي نفس الموضوع، أبرز مقال في يومية (عكاظ) فرص التعاون والمصالح المشتركة "التي تم إهدارها بكل سهولة في خضم الخلافات السياسية، وأبرزت أن البلدين من أكبر مصدري النفط في العالم ويحتاجان دائما للتنسيق المشترك، وفي كلا البلدين يعيش أكثر من 30 مليون نسمة، "ما يعني أن كل بلد منهما يشكل سوقا لا تعوض بالنسبة للآخر، وسيكون مفيدا جدا لو نشط القطاع الخاص في البلدين في مشاريع إعمار العراق وتطوير التعاون في مجالي الحج والعمرة وزيادة الاستثمارات في مجالات النقل والطيران والسياحة". وأضاف أن هناك "ثمة قصة مختلفة يمكن أن نصنعها مع العراقيين لو ابتعد الطرفان عن الشعارات السياسية والدينية الرنانة وتم التركيز على بناء علاقة أساسها المصلحة المتبادلة، فقبل أشهر قليلة كان مثل هذا الطرح البراغماتي غير قابل للتطبيق، وكان صوت الخلافات أقوى من كل صوت، ولكن اليوم تبدو الأمور مختلفة جدا، مع افتتاح قائدي البلدين لأعمال المجلس التنسيقي السعودي العراقي". وارتباطا بطرد تنظيم (داعش) في مدينة الرقة معقله الأساسي في سورية، قالت يومية (الوطن الآن) إنه على الرغم من الشعار الذي رفعه هذا التنظيم، والذي يقول إنه "باق ويتمدد"، إلا أن ثلاث سنوات فقط كشفت أنه شعار فارغ، إذ سرعان ما انهزم في الموصل العراقية، والرقة السورية اللتين يسيطر عليهما منذ عام 2014. و بشأن "الأعمال الإرهابية " التي ينفذها التنظيم في عدد من الدول، أبرزت الصحيفة أهمية التنسيق الاستخباراتي والأمني عبر العالم لتطويق الخطر الإرهابي للتنظيم، وذكرت استنادا إلى مختصين وخبراء، أن "أوروبا شهدت على مدى 3 سنوات أكثر من 57 هجوما، كثيرا منها كان يمكن تجنبه لو كان هناك تنسيق استخباراتي وأمني ناجع، مشيرة إلى أن "أكثر من 70 في المئة من منفذي العمليات الإرهابية في أوربا، لهم سجل جنائي، ولو تم تبادل المعلومات بشأنهم بشكل شفاف لتقلص عدد العمليات الإرهابية". وفي قطر، توقفت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، عند جولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالمنطقة، وزيارته أمس الأحد للدوحة، وما جاء في الندوة الصحفية المشتركة التي جمعته بنظيره القطري، ومضامين جلستي المباحثات التي كانت له مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأشارت إلى أن مباحثات الجانبين تمحورت حول أزمة الخليج وتداعياتها الإقليمية والدولية والمساعي الأمريكية والدولية الداعمة لوساطة الكويت لحلها عبر الحوار وبالطرق الدبلوماسية و"إنقاذ منظومة مجلس التعاون من التفكك والانهيار"، الى جانب استعراضها للعلاقات الثنائية الاستراتيجية وسبل الارتقاء بها في مختلف المجالات. ولفتت الصحف القطرية الى أن هذه المباحثات جددت من خلالها الدوحة تأكيد استعدادها للحوار، ودعمها للجهود الكويتيةوالأمريكية لحل الأزمة، مشيرة الى أن قطر "من خلال مواقفها الواضحة حريصة على نجاح هذه الجهود، وأنها في انتظار شريك جاد"، وذلك "انطلاقا من حرصها على استمرار مسيرة مجلس التعاون الخليجي". وكتبت أن "الدوحة تعاملت مع الازمة منذ تفجرها بكل مسؤولية اخلاقية ووطنية؛ وراعت كل القيم الانسانية واخذت في اعتبارها وشائج القربى والدم مع الاشقاء (...) واختارت لغة الحوار الدبلوماسي الراقي الذي يحترم السيادة"، مشيرة، في هذا الصدد، الى أن "تأكيدات" وزير الخارجية الأمريكي بأن أطرافا في الأزمة "غير مستعدة للحوار هي رسالة أمريكية واضحة جددت واشنطن من خلالها إحباطها". واستحضرت ما جاء على لسان وزير الخارجية القطري من أن الأزمة "أخذت مدة زمنية أكثر من اللازم"، وأن حلها يتطلب "تغليب صوت الحكمة" والعمل على "إنقاذ القمة القادمة لدول مجلس التعاون، باعتبار أن انعقادها سيشكل فرصة جيدة للحوار". وفي الشأن الدولي، وتحت عنوان "العقدة المستحكمة بين أميركا وإيران"، كتبت صحيفة (العرب)، بقلم أحد كتابها، أن "هناك حلقة مفقودة، أو (...) مخفية؛ في الإشكالية الحاصلة حول الاتفاق النووي"، الذي أصبح بعد "مصادقة مجلس الأمن عليه وثيقة بمثابة قانون"، وأن الرئيس الأمريكي "مهما كان متحاملا شخصيا على إيران ومعاديا لها، وبالتالي منحازا إلى إسرائيل" فليس الوحيد من يرى بأن الاتفاق كان "سيئا لأمريكا (...) لم تجن منه أي مقابل سياسي أو مالي، فضلا عن كونها استنتجت أنه يؤجل فقط مخاطر البرنامج الإيراني وتهديداته، ولا يضع حدا نهائيا لها". وأضاف كاتب المقال أنه "من الواضح أن هناك بعدا سياسيا خارج الاتفاق هو ما سهل التوصل إليه، لم يرد في النص ولا يعرفه سوى الثنائي الأمريكي-الإيراني"، مشيرا الى أن "غالبية" المحللين اعتبروا آنذاك أن مفاوضي الجانبين "ربما وضعوا خطوطا عريضة لتطبيع العلاقات بينهما، إلا أن الشروط والشروط المضادة حالت دون التقريب بينهما"، وأنه لهذا السبب كانت "إدارة باراك أوباما قد أعربت مرارا عن خيبة أملها من الخوض في التفاصيل لأنها كانت ستظهر الاتفاق كأنه خدعة وقعت فيها واشنطن"، خاصة وأن "التوقيع على الاتفاق النووي شكل اعترافا أميركيا عمليا" بالنظام الإيراني. وفي الأردن، نشرت صحيفة (الرأي) مقالا بعنوان "مذبحة الواحات.. ماذا يريدون لمصر؟"، أشار فيه كاتبه إلى أن الصدمة التي أصابت مصر شعبا وجيشا وشرطة وأجهزة أمنية جراء الهجوم الإرهابي الأخير ، أصعب وأشمل وأكثر عمقا وتداعيات، مما بدأ يظهر على السطح من تساؤلات حول "اسم" الجماعة الإرهابية التي تقف خلف مذبحة مروعة كهذه. واعتبر أن أهداف هذه الجماعات ومن يقف خلفها، واضحة لجهة إنهاك مصر وخصوصا جيشها وتحويلها إلى رجل المنطقة "المريض"، وزجها في دائرة النار والإرهاب، بعد أن أوشكت "مسارح" عمليات الإرهاب في سورياوالعراق على النهاية. وفي الشأن الفلسطيني، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "في المئوية المشؤومة..."، عن "وعد بلفور المشؤوم"، الذي ارتكبت فيه بريطانيا أكبر جريمة في حق الإنسانية وحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الذكرى المئوية الأولى لهذا الوعد ستحل في الثاني من الشهر المقبل، ومايزال يعتبر وصمة عار في جبين بريطانيا التي طالما سوقت ذاتها باعتبارها مدافعة عن الإنسانية والضمير الحي والديمقراطية وحقوق الإنسان وضد الاحتلال والفصل العنصري، والاضطهاد وقتل الأطفال، وغيرها من ممارسات لا أخلاقية. وأشارت الصحيفة إلى أن الوقت قد حان لطلب بريطانيا الاعتذار عما اقترفته في حق الشعب الفلسطيني، وليقول العالم كلمته ويجبر دولة الاحتلال على أن تنفذ قرارات الشرعية الدولية، وأن تخرج من أرض ليس لها وسكنت بها دون وجه حق. وفي السياق ذاته، وارتباطا بالموضوع الفلسطيني، توقفت الصحف عند المباحثات التي أجراها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس بعمان، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي تناولت على الخصوص اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه مؤخرا في القاهرة، وكذا أهمية العمل مع الإدارة الأمريكية وتكثيف الجهود لإيجاد آفاق سياسية حقيقة للتقدم نحو حل الصراع. وأوردت (الدستور)، في هذا الصدد، تأكيد الملك دعم الأردن الكامل لاتفاق المصالحة الذي اعتبره خطوة مهمة في دفع مساعي تحريك عملية السلام، وإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين. وفي لبنان، اهتمت الصحف المحلية بعدة مواضيع أبرزها، عملية التطبيع التي تنهجها الحكومة اللبنانية مع سوريا، وفي هذا الصدد، قالت يومية (الجمهورية) إنه "لم تكد تنطلق حكومة الرئيس سعد الحريري، مطلع السنة، حتى بدأ التحضير للتطبيع مع سوريا"، مشيرة إلى أن هناك وزراء يزورون دمشق ، في العلن والخفاء، بمعرفة الجميع، كما أن المسؤولين الأمنيين ينسقون العلاقات بدقة مع نظرائهم السوريين، بتغطية الجميع، علما أن أجهزة أمنية دولية تنفتح أساسا على الأجهزة الأمنية السورية وتتعاون معها، في ملفات الإرهاب على الخصوص. وأضافت اليومية أن "حلفاء دمشق يعرفون أن التأني في مسار التطبيع يؤتي ثماره، لأنه يقلص الاعتراض إلى أدنى المستويات، خاصة وان الرأي العام يتقبل الفكرة إذا جرت تهيئة الظروف لها، ما يوفر على الحريري عناء إقناع القواعد الشعبية المعترضة، ويتيح تقليص اعتراضات القوى العربية المناهضة للأسد وطهران". من جهتها، تطرقت يومية (المستقبل) إلى موضوع الزيارة الرسمية التي بدأها حاكم أستراليا السير بيتر كوسغروف وقرينته، للبنان أمس، مشيرة إلى أن حاكم استراليا سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكبار المسؤولين اللبنانيين.