واصلت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الثلاثاء، اهتمامها باللقاء بين الرئيسين المصري والأمريكي والانتظارات من المباحثات بينهما ، وكذا اللقاء المرتقب بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس ترامب، والقضية الفلسطينية والمبادرات الرامية لحلها ، والوضع الأمني الداخلي بلبنان، والتداعيات المنتظرة من مؤتمر بروكسيل حول دعم مستقبل سورية، والأزمة العراقية، والإرهاب في البحرين. ففي مصر، كتبت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "قمة الرؤى الشاملة" أن المواطنين المصريين يتابعون بأقصى درجات الاهتمام ما سيسفر عنه لقاء القمة في واشنطن بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما يتصل بها من لقاءات مع دوائر صنع القرار الأمريكي في ضوء "مشاعر الصداقة الدافئة التي حرص البيت الأبيض على إعلانها " والترحيب بالزيارة . وأشارت إلى أن الأمور الاقتصادية تتصدر جدول القمة للنهوض بالعلاقات التجارية والاستثمارية والشراكة في المشروعات القومية بمصر ،واقتراح الحلول العادلة لأزمات المنطقة ومساندة مصر في معركتها ضد الإرهاب . أما جريدة (الأهرام ) فكتبت تحت عنوان "خلفيات مريبة للتوجس الإسرائيلي" أن الإسرائيلين يعيشون هذه الأيام حالة غير مسبوقة من التوجس خشية أن تأتي من واشنطن "رياح خماسينية" تعكر صفو "نسيم الربيع" الذين يعيشونه مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وقالت إن سبب هذا التوجس هو "الاهتمام المفرط والجديد، إن لم يكن الغريب، الذي يسيطر الآن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص تسوية القضية الفلسطينية"، والذي ظهرت معالمه فور تلقي الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) اتصالا هاتفيا من الرئيس ترامب، تم خلاله بحث شؤون المفاوضات والتسوية، ووعده بأن يلقاه قريبا في واشنطن. لكن الأمور ، تتابع الصحيفة، "أخذت جديتها " عقب الإعلان عن لقاءات قمة ثلاثة متتالية ومتقاربة للرئيس الأمريكي مع ثلاثة من الزعماء المفوضين من القمة العربية بالتباحث في شأن التسوية الفلسطينية مع ترامب، القمة الأولى مصرية- أمريكية من المفترض أنها عقدت أمس الإثنين والثانية أردنية- أمريكية ستعقد غدا الأربعاء بين العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين والرئيس الأمريكي، أما القمة الثالثة فستعقد يوم 15 أبريل الحالي بين الرئيس الأمريكي والرئيس الفلسطينى محمود عباس. وبالأردن، أشارت صحيفة (الرأي)، إلى اللقاء الذي سيجمع يوم غد الأربعاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يأتي بعد أن التقى "ترامب" الشهر الماضي كلا من ولي العهد السعودي ورئيس الوزاراء العراقي، وبعد أن يلتقي الرئيس المصري اليوم، وقبله أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأبرزت أن غاية الرئيس الأمريكي من اللقاءات الشرق- أوسطية، كانت استكشاف تموضع واشنطن، وتحديدا إدارة "ترامب" الجديدة، من قضايا الشرق الأوسط، مضيفة أن قضايا شائكة كثيرة تنتظر موقف "واشنطن" ليس أولها محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المجمدة، ومبادرة السلام العربية، وليس آخرها الأزمة السورية و الحرب على الإرهاب. وذكرت الصحيفة أن "واشنطن" بدأت تستدير لحلول جديدة متعلقة بالقضية الفلسطينية والسورية "وهذا يلزم أن تدرك قبل المضي قدما ما قد يترتب على هذه الحلول من إرهاصات سياسية". وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة (الغد) أن قرار حكومة بنيامين نتنياهو، وهي حكومة المستوطنين بالدرجة الأولى، مصادرة أراض خاصة وإقامة مستوطنات جديدة في الضفة الفلسطينية المحتلة، ليس أكثر من نقطة سوداء صغيرة في مشهد أوسع نطاقا، وأشد سوادا، قوامه احتلال غاشم، سيبلغ عمره الخمسين بعد نحو شهرين، "وهو الأمر الذي ينبغي تسليط الضوء عليه أكثر من أي تفصيل آخر، بما في ذلك إقامة هذه المستوطنة الاستفزازية". واعتبرت الصحيفة في مقال لها أن إقامة مستوطنة جديدة هو مجرد تذكير للجميع أن ما بدأ في الخامس من يونيو 1967 قائم ومستمر، رغم قرارات مجلس الأمن الدولي، ومبادرات السلام، وبيانات الشجب والاستنكار، وأنه في المرات القليلة التي انحسر فيها هذا الاحتلال، أو تم في غضونه تفكيك مستوطنات، كانت بفعل الحرب، كما حدث في العام 1973 أو تحت ضربات المقاومة كما جرى في قطاع غزة وجنوب لبنان، "فليس غير هذه اللغة التي تفهم معانيها آخر دولة احتلال على وجه الأرض". وأشارت إلى أن المصيبة ليست في إقامة مستوطنة، لاهي الأولى ولن تكون الأخيرة، وإنما في تواصل هذا الاحتلال لنصف قرن، ترشحه الأوضاع الذاتية والموضوعية للاستمرار لنصف قرن آخر، إذا لم يقم المخاطبون به بتغيير القرص، وتبديل الوسائل والأدوات، واجتراح المفاهيم القادرة على إدارة وطنية أكثر نجاعة، مع عدو يستثمر جيدا في عامل الوقت. أما صحيفة (الدستور)، فتطرقت للمشاركة الأردنية في أشغال الدورة ال 136 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة ببنغلاديش، ونقلت في هذا الصدد عن رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، تأكيده، في كلمة له بالمناسبة، أن المصدر الأساسي لتغذية التطرف والإرهاب في المنطقة، هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والقدس. وأضاف الطراونة، بحسب الصحيفة، أن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، هو مدخل التطرف، ولا سبيل لصد المتطرفين سوى بردع التطرف الأول في المنطقة وهو التطرف الإسرائيلي، والذي أيضا أخل بقيم العدالة والمساواة، فجعل الفلسطينيين دالة الظلم الدولي، عبر تغييب تطبيق قرارات الشرعية الدولية وازدواجية المعايير في التعامل مع إسرائيل وإرخاء الحبل لعدوانها وطغيانها ضد شعب أعزل. وبلبنان، تطرقت (الديار) الى الوضع الأمني الداخلي، الذي قالت إنه "لا يزال ممسوكا، والتفاهمات السياسية في البلاد لا تزال تتقاطع مع رغبات دولية واقليمية، بوجوب بقاء الاستقرار على الساحة اللبنانية، وهذا ما ترجم خلال الساعات القليلة الماضية على الارض سرعة في لملمة تداعيات اشكالات متفرقة، والتباسات أمنية، جرى وضعها في اطارها الصحيح، وتمت معالجتها بالاتفاق على مرجعية القوى الامنية اللبنانية". إلا أنه بالمقابل أبرزت بخصوص الوضع الأمني على الحدود الشرقية مع سورية أنه "لا تبدو المؤشرات مطمئنة"، حيث "تفيد المعطيات برفع درجة الاستنفار في المنطقة تحسبا للأسوأ". وكشفت أن معلومات تفيد أنه تم رفع الجهوزية على كامل الحدود بسبب تكرار محاولة المسلحين "جس نبض مواقع الجيش، وحزب الله، على كامل نقاط التماس". ومن جهتها تطرقت (المستقبل) لزيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس لفرنسا أول محطة لجولة أوروبية تقوده الى ألمانيا وبلجيكا، حيث سيمثل بلاده يوم غد الأربعاء في مؤتمر بروكسل حول سوريا وبلدان الجوار، مشيرة الى تقليده من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بوسام "جوقة الشرف برتبة كوماندور". وذكرت أن الحريري وهولاند بحثا الأوضاع في لبنان والمنطقة ومعاناة لبنان جراء أزمة اللاجئين السوريين وكيفية زيادة دعم المجتمع الدولي له. وأشارت إلى أن الحريري تباحث كذلك مع نظيره الفرنسي، بيرنار كازنوف، قائلة إن الحريري أكد في تصريح للصحافة عقب الاجتماع أن لبنان "لا يمكنه أن يقوم بخدمة عامة للمجتمع الدولي من دون أن يتحمل هذا الأخير مسؤولياته تجاهه"، محذرا من استغلا هذا الوضع ما يدفع السباب من اللاجئين السوريين أو من اللبنانيين إلى التطرف. وفي قطر، توقفت صحيفتا (الوطن) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، عند سياق وأيضا التداعيات المنتظرة من مؤتمر بروكسيل حول دعم مستقبل سورية الذي ستنطلق أشغاله اليوم بمشاركة سبعين دولة ومنظمة مدنية ومجتمعية. وتناولت (الوطن) تحت عنوان " قطر .. موقف راسخ إلى جانب السوريين" الموضوع من زاوية الدعم القطري الذي وصفته ب"الثابت مع الشعب السوري الشقيق في معركته الشريفة من اجل الكرامة والحرية والسلام"، وأيضا رئاسة قطر اليوم الى جانب آخرين لمؤتمر بروكسيل وتأكيدها على ضرورة اعتماد حل سياسي للأزمة "دون التفريط في إرساء مبدأ المحاسبة والعقاب، لكل الذين ارتكبوا الجرائم والفظائع بحق الشعب السوري". وعبر كاتب افتتاحية الصحيفة عن قناعته التامة بأن مؤتمر بروكسيل "ستكون له نتائجه الطيبة في المستقبل القريب على الصعيدين السياسي والإنساني إزاء الأزمة ومستقبل الشعب السوري والمنطقة". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن مشاركة 70 دولة ومنظمة دولية ومجتمعية في المؤتمر "تعكس جدية في التعامل مع الأزمة السورية وتداعياتها الإنسانية وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة"، مسجلة أن من شأن مؤتمر بروكسل أن "يؤسس لمرحلة جديدة لدعم ومناصرة الشعب السوري، والاتفاق على إعلان سياسي لإيجاد حلول للأزمة". و اعتبرت الصحيفة، تحت عنوان "مستقبل سوريا"، أن السوريين سينتصرون لإرادتهم في بناء سوريا حرة، لا يكون للأسد أي دور في مستقبلها"، وأنه من الضروري في المرحلة الراهنة العمل على "وقف الانتهاكات الجسيمة، والضغط لتثبيت وقف إطلاق النار، ودعم مسار الانتقال السياسي، ومحاسبة مجرمي الحرب، وضمان عدم الإفلات من العقاب"، بينما لفتت الانتباه الى المسؤولية المتعاظمة التي تقع على عاتق المجتمع الدولي في مرحلة ما بعد الأسد، بالنظر لما تحتاجه إعادة الإعمار وعودة اللاجئين والمهجرين من موارد كبيرة. وتحت عنوان "حماية الأسرى ضرورة ملحة"، اثارت صحيفة (الراية) قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين وصلت أعدادهم بحسب ما نقلته عن "مركز الأسرى الفلسطيني للدراسات" الى نحو "7000 أسير يعيشون في أوضاع صعبة، وتمنع عنهم الزيارات، ويواجهون سياسة العزل الانفرادي، فضلا عن تصاعد الاعتقالات الإدارية، وسوء الطعام، والنقل المفاجئ الفردي والجماعي"، مثيرة الانتباه الى أن من بينهم حوالي "1800 أسير وأسيرة يعانون من أمراض مختلفة بسبب ظروف الاحتجاز الصعبة والمعاملة السيئة وسوء التغذية وعدم تلقيهم الرعاية اللازمة، من بينهم 180 أسيرا لديهم أمراض مزمنة كالسرطان والقلب والكلى". وحملت الصحيفة حكومة الاحتلال والمجتمع الدولي مسؤولية ما يتعرض له هؤلاء الأسرى، ومن بينهم 60 أسيرة و350 طفلا دون ال 18 عاما، من انتهاكات صارخة تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية، مسجلة أن ما يقع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأن المطلوب من المجتمع الدولي القيام بدوره في الضغط على إسرائيل للرضوخ لقرارات الشرعية الدولية ولمبادرات السلام ذات الصلة. وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أن "أهم مبادرات الحلول بشأن القضية الفلسطينية تقدمت بها المملكة العربية السعودية، ما بين مبادرة الملك فهد في قمة فاس عام 1982، وصولا إلى مبادرة الملك عبد الله في قمة بيروت عام 2002، وهي المبادرة التي لا يزال يعول عليها العرب في حل هذه القضية، وتقبلها معظم القوى النافذة في مجلس الأمن، فيما ترفضها إسرائيل التي لا تسعى للسلام بقدر ما تعمل على فرض سيطرتها من خلال الأمر الواقع". وقالت الصحيفة إن " سياسة المملكة قامت من أساسها على مبدأ صناعة السلام، وتبني الحلول، وحتى عندما كان سوق الحروب الكلامية أكثر جماهيرية بين الشعوب، بقيت المملكة عند موقفها في تحين فرص السلام، واثقة من أن الجميع في النهاية سيعودون إلى الخط السعودي الذي يقدم خيارات الحل السلمي قبل كل شيء، وها هو ملف مبادرة السلام التي هي في الأساس مبادرة المملكة يفتح من جديد في قمة عمان الأخيرة". وتحت عنوان "الجامعة العربية..الثابت والمتغير"، نشرت يومية (الرياض) مقالا اعتبر كاتبه أن القمة العربية الأخيرة "انتهت ولم يخرج عنها أي اختراق يدفعنا للتفاؤل بالمستقبل ولم تقدم جديدا نوعيا في إصلاح البنية الداخلية للعمل العربي ومعالجة خللها"، مشيرا إلى أن النظام العربي الراهن عجز عن القيام بوظائفه الأساسية كوظيفة الأمن الجماعي العربي أو التكامل الاقتصادي أو حتى التنسيق في السياسة الخارجية". وقال كاتب المقال إن "الجامعة ما زالت تراوح مكانها وقد وصلت إلى حالة من التراجع والهشاشة والتردي لم تصل إليها في تاريخها، فوضعها لا يسر أحدا وتعاني من ضمور وما عاد بمقدورها أن تفعل شيئا، بدليل أن قضايا المنطقة تتجه إلى المزيد من التعقيد، والدم العربي مازال يزهق ويراق وهي لا تحرك ساكنا". وبشأن الزيارة التي تبدأها اليوم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي إلى الرياض، كتبت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها تحت عنوان "شراكة استراتيجية مع بريطانيا" أن ماي "تدرك أن السعودية بلد صديق يمكن الاعتماد عليه في مثل هذا الوقت العصيب في تاريخ المملكة المتحدة الذي تواجه فيه صعوبات ما سينتج عن انسحابها من الاتحاد الأوربي، وهو أمر يوجب عليها بناء اتفاقات تجارية جديدة تتيح انتظاما سلسا لمنظومة العمل التجاري في العاصمة البريطانية التي تعد أكبر مركز مالي في العالم". وقالت الصحيفة إن "السعودية ستكون بالتأكيد معينا للندن للخروج بأقل قدر من التبعات السالبة لمغادرة الاتحاد الأوربي، كما لا شك أن محادثاتها في الرياض ستوفر للسعوديين فرصة ثمينة للبحث عن دور بريطاني فاعل في تنفيذ خطة المملكة الطموحة للإقلاع عن إدمان النفط كمصدر وحيد للدخل، ذلك أن بريطانيا تملك قدرات تكنولوجية وصناعية تتيح تنفيذ عدد من مبادرات الرؤية السعودية الطموحة". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "ليست حرب أعلام"، أنه لأكراد العراق، كما لمكونات الشعب العراقي الأخرى حقوق سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية لا يمكن إنكارها، وهي حقوق يكفلها الدستور العراقي في إطار النظام الفيدرالي الذي تم التوافق عليه . وأوضحت، أنه عندما يتخذ أي مكون عراقي خطوة خارج الإطار الدستوري أو بمعزل عن الإجماع الوطني ويحاول فرضها كأمر واقع "فهو يضمر شرا ويعمل على جر البلاد إلى صراع مفتوح يضعها في مواجهة خطر حرب أهلية، فيما يخوض شعبه وجيشه حربا مصيرية ضد الإرهاب، ويسطر انتصارات عليه من أجل هزيمته". واعتبرت الافتتاحية أن قيام الأكراد برفع علمهم في مدينة كركوك التي تضم خليطا من مختلف مكونات الشعب العراقي، في تحد واضح لكل هذه المكونات وللبرلمان العراقي الذي صو ت ضد القرار، هو شكل من أشكال الاستفزاز وخروج على العقد الذي ارتضاه العراقيون في الدستور الذي تنص مادته ال 140 على تطبيع الأوضاع في محافظة كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها في محافظات نينوى وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، ومن ثم إحصاء عدد السكان الذين سيقررون في الخطوة الأخيرة تحديد مصير مناطقهم . وخلصت (الخليج) إلى التأكيد على أن ما يحصل في شمال العراق ليس حرب أعلام، أو أزمة رفع علم وإنزال علم، وإنما هو صراع يتجدد بين الحلم والواقع وقد يؤدي إلى كارثة وطنية . ومن جهتها، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "نموذج فريد"، أن الإمارات تثبت قدرتها يوما بعد يوم على أن تكون أكثر دول العالم جاذبية للاستثمارات الأجنبية، لوجود الضمانات المتعلقة بالقوانين، وتطبيق معايير قانونية عادلة، إضافة إلى البيئة الآمنة والمستقرة على كافة المستويات . وأشارت إلى إن المناخات الاقتصادية في الإمارات متنوعة، وواعدة، وأغلب رؤوس الأموال التي يتم استثمارها، تعود على أصحابها بالأرباح، في ظل صون القانون لوجود هذه الاستثمارات، وحمايتها . وخلصت إلى أن الإمارات ستبقى نموذجا للدولة المستقرة، دولة الرفاه والقانون، في ظل عالم ينزع إلى تغيير المعادلات، فيما تبقى الإمارات، حالة فريدة وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن ما حدث ولا يزال يحدث في المملكة هو أن "البعض مستمر في التبرير لفعل الإرهاب الذي يمارسه أولئك المغرر بهم والمهووسون بتلك التجربة الفاشلة في بلاد الفرس، بل لا يعتبره إرهابا وإنما (حقا مشروعا) يمارس وينبغي ألا يواجه بأي فعل من قبل الحكومة"، مشددة على أن "من يبرر للإرهاب إرهابي، ولا يمكن للحكومة أن تتعامل مع من يمارس الإرهاب أو يبرر له، بل لا يمكنها أن تتعامل حتى مع الساكت عن هذين الفعلين". وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان: "مبررو الإرهاب إرهابيون"، أن من يبرر للإرهاب يعتبر شريكا فيه، حيث الوضع الطبيعي هو أن يدينه المرء ويتخذ منه وممن يمارسه موقفا، بل أن الطبيعي كذلك هو أن المرء يعتبر شريكا في الإرهاب وإن بدرجة أقل بسكوته واعتبار الأمر وكأنه لا يعنيه، مبرزة أنه "لا حياد في موضوع الإرهاب، إما أن تكون معه أو ضده، لذا فإن التبرير له أو السكوت عنه وعدم اتخاذ موقف جازم من ممارسة هذا الفعل الإجرامي يعتبر - منطقا - مشاركة للفاعل". ومن جهتها، قالت صحيفة (الأيام) إن القرار الأمريكي الأخير المتمثل في إدراج مجموعة من الأشخاص على قائمة الإرهابيين العالميين يؤكد على أن "الإدارة الأمريكية على أعتاب مرحلة جديدة، ونقلة نوعية في التعامل مع تلك الجماعات الإرهابية التي لها ارتباط مباشر مع النظام الإيراني"، موضحة أن هذا القرار الذي يتعقب بعض المطلوبين للعدالة يؤكد على أن الإرهاب اليوم لم يعد محصورا في دولة أو يستهدف فئة من الناس، ولكنه أصبح ظاهرة عالمية، وكل دول العالم تعاني منه، لذا لابد من العمل المشترك لمواجهة تلك الجماعات. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تدرج فيها الإدارة الأمريكية بعض الأشخاص ضمن قائمة الإرهابيين العالميين، فخلال سنوات حكم باراك أوباما تراجعت الإدارة الأمريكية عن مواجهة تلك الجماعات، بل وإنها لم تستخدم مصطلح (الإرهاب) رغم بشاعة الأعمال التي يقومون بها، الأمر الذي دفع بالمزيد من تلك الجماعات إلى التمدد والانتشار، مستنتجة أنه من هنا فإن مواجهة تلك الجماعات وكشف مخططاتها هي مسؤولية المجتمع الدولي. ومن جانبها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن التقرير الذي نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن "الدعم الذي يقدمه النظام الإيراني إلى القوى والجماعات الإرهابية في البحرين تمويلا وتدريبا وتسليحا، ومخطط إيران لتقويض أمن واستقرار البحرين، له أهمية بالغة"، معتبرة أن التقرير يشير إلى تحول كبير في مواقف أمريكا والدول الأوروبية تجاه "ما تعرضت له البحرين من إرهاب مصدره إيران ومن محاولات لتقويض أمنها واستقرارها". وأوضحت الصحيفة أن التقرير بما تضمنه من معلومات وحقائق ومن شهادات غربية يأتي ليؤكد أن أجهزة المخابرات وسلطات أمريكا والدول الأوروبية "أصبحت اليوم مقتنعة بأن البحرين على حق، وبأنها تتعرض لتهديد إرهابي إيراني"، مؤكدة أن هذا التحول في المواقف الغربية "سوف يكون له تأثير إيجابي على كل المستويات في الدعم الذي تحظى به البحرين في الخارج، وفي مواجهة حملات التضليل والتشويه".