اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، بجملة مواضيع في مقدمتها الحرب في سورية وأزمة اللاجئين، والقضية الفلسطينية واستمرار إسرائيل في ممارساتها التعسفية ضد الفلسطينيين، والأزمة اليمنية، ومواضيع أخرى محلية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان (سوريا والضمير الإنساني)، أن موجات اللاجئين السوريين أثارت الرأي العام العالمي، وتحركت الدول الأوروبية لتوفير الملاذ المناسب لضحايا الأزمة السورية. واعتبرت أن هذه الأزمة، رغم بشاعتها، هي أحد "أعراض" وليست "أسباب" الأزمة، فالسبب الحقيقي الذي ينبغي التعامل معه يتعلق بالحرب الأهلية التي تدور في سورية الآن. وبعد أن أشارت إلى أن سورية أضحت ملعبا لحرب بالوكالة بين بعض القوى الإقليمية والدولية، أكدت أن الفرصة مهيأة الآن أمام الضمير الإنساني العالمي للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد، بعد فشل الحل العسكري وتشرد ملايين السوريين. وتحت عنوان (شهداء الإمارات في اليمن)، تطرقت الصحيفة لموقف الإمارات المدافع عن قضايا الأمة، وكتبت، في هذا الصدد، أن الإمارات دفعت الكثير من دماء شبابها على أرض اليمن ضريبة التزامها بسياسة قومية رشيدة، تجد واجبها الأكمل في الحرب على الإرهاب في أي من بقاع العالم العربي. وسجلت الصحيفة أن الإمارات حاربت الإرهاب في ليبيا، كما كانت أول من قدم الدعم سخيا لمصر في حربها على الجماعات التكفيرية في سيناء، مشيرة إلى أنها تحارب الآن إرهاب الحوثيين في اليمن كما تحارب إرهاب "داعش" في العراق. وأوضحت أن دولة الإمارات "اختارت الطريق الأصعب، واستمرت في حربها على الإرهاب لا تفرق بين "داعش" و"القاعدة" و"تنظيم النصرة" لأنها تعتبر هذه المنظمات، رغم اختلاف أسمائها وشعاراتها، جزءا من مخطط إرهابي واحد يستهدف تقويض الاستقرار في العالم العربي". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن موجات الهجرة غير المسبوقة من سورية والعراق وغيرهما من الدول التي تعاني حروبا وتدميرا وإرهابا والتي تجتاح الدول الغربية، وخصوصا الأوروبية، هي نتيجة وليست سببا. وأوضحت الصحيفة أن هذه الموجات هي "نتيجة لتدخل دول كبرى وصغرى، قريبة وبعيدة في مؤامرة لم تعد مجهولة ضد دول وشعوب المنطقة من أجل تحطيمها وضرب وجودها وتدمير مؤسساتها وتفكيك وحدتها، وبالتالي تسهيل تفكيكها وخلق كيانات طائفية ومذهبية مجهرية تكون بديلا عن الدول الوطنية ومنزوعة من كل عوامل التوحد القومي". وأبرزت الافتتاحية أن الهدف الاستراتيجي لهذا المخطط يروم خلق واقع جيو-سياسي جديد تتسيد فيه إسرائيل المنطقة بلا منازع على قاعدة "شرق أوسط جديد" يكون بديلا للوطن العربي التاريخي. وشددت (الخليج) على أنه إذا كانت الدول الأوروبية تواجه مأزق تدفق موجات المهاجرين الآن فإن "معظمها يتحمل مسؤولية ما آل إليه الوضع في دولنا، لأن حكوماتها كانت بنسب متفاوتة وما زالت مسؤولة عما حدث عندنا، وعليها مسؤولية أخلاقية بالدرجة الأولى أن تساعد اللاجئين، ثم أن تبحث عن حل سياسي يعيد الاستقرار والأمن إلى هذه الدول". ومن جانبها، لاحظت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن الممارسات الخاطئة والخطيرة التي يقدم عليها الاحتلال الإسرائيلي والتي تعد اختراقا واضحا لكل المعاهدات والأعراف الدولية، وتسعى لتفتيت الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحويلها إلى مستعمرات استيطانية، "تأتي في إطار النهج العقيم الذي تتبناه المؤسسة السياسية الإسرائيلية في مشروعها الاستعماري الذي تأسس على القتل وسرقة الأراضي وتزييف التاريخ". وأكدت الصحيفة أن السياسات التعسفية التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين العزل، "دفعت العصابات اليهودية المتطرفة إلى تكثيف اعتداءاتها عليهم، وجعلت من المستوطنات الإسرائيلية مجمعات للإرهابيين الذين لا يقل خطرهم عن خطر أعتى المنظمات الإرهابية كداعش وأخواتها"، مضيفة أن جرائم المستوطنين سجلت أرقاما قياسية في الآونة الأخيرة، وهذه إشارة إلى أن التصعيد في سياسة إسرائيل الاستيطانية والعنصرية والقمعية قاد إلى تمادي عصابات المستوطنين في الاعتداء على القرى والمناطق الفلسطينية، وهذا ما ينبغي على المجتمع الدولي الاعتراف به ومحاسبة إسرائيل عليه. وفي البحرين، انتقدت صحيفة (الوطن) تقريرا نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية حول حقوق الإنسان في المملكة، قائلة إن "الإدارة الأمريكية ما توقفت تدفع حكومة البحرين لإجراء مزيد من الإصلاحات، وتشجعها على احترام حقوق الإنسان، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه أبدا مهما كانت المحاولة". وأكدت الصحيفة، في مقال بعنوان "تعلموا قبل أن تعلمونا"، أن البحرين لديها القدرة والاستعدادات للاستفادة من أي تجربة مفيدة، "ولكنها ليست مستعدة لإضاعة وقتها مع تجربة لا تستحق أو أكدت فشلها"، مضيفة: "لسنا بحاجة لنتعلم من الأمريكان، لأن الأمريكان هم الذين بحاجة لمن يعلمهم كيفية احترام حقوق الإنسان (...)". وعن الموضوع ذاته، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن "الحملة الظالمة التي تستهدف البحرين في الإعلام الأمريكي ليست جديدة"، مشيرة إلى أن تقرير الصحيفة الأمريكية "يتجاهل تماما وعن عمد تام ما حققته البحرين من إنجازات كبرى في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك". وأشارت إلى أن الصحيفة الأمريكية، عند حديثها عن سقوط قتلى أثناء الاحتجاجات، "تتجاهل تماما الإرهاب الأعمى الذي تواجهه البحرين طوال السنوات الماضية (...)"، متسائلة "لماذا تتعمد صحيفة أمريكية كبيرة مثل هذا التشويه والكذب والتضليل في الوقت الحالي بالذات¿، وهل هي حلقة جديدة من حلقات استهداف البحرين ودول مجلس التعاون في إطار مخطط محاولة إشعال الفوضى والعنف والإرهاب في المنطقة". وفي قطر، كتبت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن اللجوء والنزوح "أصبح هوية لعدد من شعوب أمة العرب التي تحولت أوطانها إلى قضايا وملفات دولية وإقليمية وقرارات دولية"، ملاحظة أن أول الحكاية كانت الشعب الفلسطيني ثم الشعب العراقي. واليوم، تضيف الصحيفة، يدخل الشعب اليمني محيط خطر اللجوء والنزوح نتيجة حالة التدمير التي يتعرض لها اليمن على أيدي ميليشيات الحوثي ومن يمولها سياسيا وماليا، معبرة عن الأمل في أن ينجح الجهد العربي في حفظ اليمن دولة مستقرة قبل أن يحصل المواطنون في اليمن على بطاقات المنظمات الدولية الخاصة باللجوء وتبعاته. وتحت عنوان "بروبوغاندا اللجوء وإنسانية حكام العالم"، جاء، في مقال لصحيفة (الوطن)، أن المجتمع الدولي "انتبه أخيرا إلى مأساة اللاجئين السوريين الباحثين عن الأمان في رحلات مخاطرهم اليومية، إذ فعلت صورة الطفل الغريق الذي ألقاه الموج على شواطئ تركيا (إيلان الكردي) فعلها المناسب وكذا اكتشاف شاحنة مليئة بجثث سوريين، مع أنه قبل الحادثتين ثمة الآلاف ماتوا غرقا في رحلة بحر عبثية، على مراكب مخصصة للموت فعلا". ويرى صاحب المقال أن حادثتي الطفل والشاحنة لم تكونا فرديتين من نوعهما، "بيد أنهما كانتا الأكثر تأثيرا على الرأي العالمي، إذ بعدهما تحرك الشارع الأوروبي والأمريكي مطالبا حكوماته بالتعامل بطريقة إنسانية مع الهاربين من الموت، في حالة تعاطف استثنائية مع المأساة السورية لم يعهدها السوريون من أحد منذ بدء مأساتهم الفريدة". وفي الأردن، كتبت جريدة (الغد)، في مقال بعنوان "زيف الفرضيات عن الأردن"، أن الجدار الذي شرعت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تشييده مع الأردن يكمل طوق عزلة إسرائيل، لتتحول بالفعل إلى قلعة منبوذة في الإقليم. وقالت الجريدة "صحيح أن إقامة الجدار على الحدود مع الأردن ينطوي على تشكيك بقدرات الأردن على ضبط حدوده، وقلق إسرائيلي خبيث من سيناريو الفوضى في المملكة. لكن ليس ذلك هو مبرر حكومة نتنياهو لبناء الجدار، إنما حجة يتقنها اليمين". وأضافت (الغد) أن المشكلة هي "أن بعضنا يأخذ فرضيات إسرائيل لبناء الجدار على الحدود مع الأردن على أنها مسلمات، فيصدق تلك الهرطقات عن فوضى وشيكة في الأردن وتدفق الإرهابيين من كل صوب، ويتعاطى مع السيناريوهات الإسرائيلية بوصفها قدرا لا مناص منه". وتطرق محرر الشؤون الوطنية، في جريدة (الدستور)، للقمة الأردنية الصينية أمس، وقال إنها شكلت محورا هاما في زيارة الملك عبد الله الثاني للصين، لاسيما ما يخص التعاون الثنائي وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتوسيع آفاق الشراكة الاستثمارية والاقتصادية، والتأسيس لمرحلة جديدة وقوية من التعاون البناء. وأضافت الصحيفة أن القمة تناولت الظروف والتطورات الراهنة وما تموج به المنطقة من أحداث وتطورات وتعدد الملفات، وما تنذر به من مضاعفات على الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي. وخصصت جريدة (الرأي) افتتاحيتها للموضوع ذاته، فقالت إن البيان المشترك الذي صدر بعد المباحثات المعمقة والشاملة التي أجراها العاهل الأردني والرئيس الصيني، عكس المدى الذي وصلته علاقة الصداقة التاريخية التي تربط البلدين والآفاق المفتوحة أمامها للارتقاء بها في مختلف المجالات، مضيفة أن "البيان المشترك يعد دليلا على أن هذه المباحثات كانت موفقة وحققت الأهداف التي وضعت من أجلها". وفي لبنان، اهتمت الصحف بالحوار الوطني الذي انعقدت جلسته الأولى أمس وبالمظاهرات الشعبية التي صاحبته، إذ علقت (الجمهورية) بالقول إن جلسة الحوار الأولى "انتهت إلى ما كان متوقعا بلا مفاجآت". واقتصرت، تضيف الصحيفة، على "المداخلات المعلومة التي تعكس آراء فريقي النزاع (8 و 14 آذار) والتي انقسمت أخيرا بين فريق يرى أنø المدخل الإلزامي للخروج من الأزمة الوطنية يبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما يبدي الفريق الآخر الانتخابات النيابية كأولوية". ومن جهتها، أشارت صحيفة (السفير) إلى أن جلسة الحوار الأولى، من طبعة 2015، انعقدت "على وقع هتافات المحتجين في المحيط، ورشقات البيض التي قذفت بها بعض مواكب السياسيين". وقالت "ليس أدل على خوف السلطة من شعبها، إلا تلك الأسوار الحديدية والأسلاك الشائكة التي ارتفعت وسط بيروت، وآلاف العسكريين الذين تحولوا إلى حراس للمجتمعين نهارا في مجلس النواب ومساء في مجلس الوزراء، لكأن تلك البقعة الأمنية التي لا تتجاوز مئات الأمتار المربعة، هي بقعة مخصصة لإيواء الخائفين على كراسيهم وعلى منظومة مصالحهم الواحدة الموحدة". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (النهار) يوم أمس "من الأيام الماراتونية التي سجلت خلالها أرقام قياسية في تلاحق المشاهد المثيرة للأضواء وحبس الانفاس، على وقع السباق اللاهث بين هدير التحركات الاحتجاجية والتطورات السياسية ذات الطابع الاستثنائي مثل استعادة حوار ساحة النجمة وانعقاد مجلس الوزراء في جلسة حاسمة لأزمة النفايات طال معها السهر ساعات". وخلصت إلى أن تاسع شتنبر "انضم إلى سياق المحطات الصاعدة في سجل الحمى التي تضرب لبنان منذ أسابيع ولكنه زاد على المحطات السابقة جملة مفارقات جديدة طارئة".