اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، بعدة مواضيع أبرزها، العلاقات المصرية- الفرنسية، والاصلاح الاقتصادي في مصر، والأهمية الاقتصادية لمشروع مدينة "نيوم" الجديدة بالسعودية، والتقارب السعودي العراقي، فضلا عن حقوق العمال الأجانب بقطر، والاتفاق النووي الإيراني وحلول الذكرى المئوية لوعد بلفور. ففي مصر، كتبت يومية (الأخبار) في افتتاحيتها أن الزيارة "الناجحة" التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى باريس قبل ثلاثة أيام "فتحت الباب لانطلاقة قوية جديدة لعلاقة استراتيجية شاملة في كل المجالات"، مبرزا أن هذه الزيارة التي تم خلالها توقيع 16 اتفاقية تعاون في كل المجالات، أكدت "الاتفاق الكامل في وجهات النظر والتعاون المفتوح في قضايا ليبيا وسوريا والإرهاب والقضية الفلسطينية ومشاكل افريقيا" ورسخت للمزيد من "التعاون العسكري والأمني الذي يخدم مصالح البلدين والعالم والمنطقة". أما صحيفة (الجمهورية)، فكتبت في افتتاحيتها، أن زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا الصديقة والشريك الحضاري والتاريخي لمصر، أكدت "الاتفاق التام والتفاهم القوي في وجهات النظر ورؤى العمل المستقبلي المشترك والآليات المناسبة لتعزيز أوجه التعاون الاقتصادي والاستثماري والعسكري والثقافي المبنية على جذور قوية". وسجلت أن "الثمار الطيبة " التي أسفرت عن هذه الزيارة، تؤكد "نوايا الدولتين ومكانة التفاهم وعمق الصداقة بين شعبيهما العريقين ومتانة علاقاتهما وشراكاتهما النموذجية". وبخصوص الاصلاحات الاقتصادية في مصر، قالت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها، إن الزيارة التي ستقوم بها بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر وإجراءها مباحثات مهمة في القاهرة يوم الأحد المقبل، تشكل مناسبة للوقوف على آخر التطورات الإيجابية للاقتصاد المصري وتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، مؤكدة ان هذه الزيارة "تكتسب أهمية بما تشكل من تقييم لثمار المرحلة الأولى من برنامج الإصلاح الاقتصادي". كما تشكل هذه الزيارة، تضيف (الأهرام)، مناسبة للاطلاع على المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري، وبأن مصر تمضي قدما فى الطريق الصحيح نحو تعزيز فرص النمو الاقتصادي على مستويات عدة. وفي السعودية، توقفت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها عند الأهمية الاقتصادية لمشروع مدينة "نيوم" السعودية التي أعلن عنها مؤخرا، وقالت إن المملكة "تدشن عصر ما بعد النفط، وما يقتضيه ذلك من إحداث جيل جديد من المدن الحديثة يدعم مسارات الطاقة النظيفة ويؤسس لحياة مبتكرة غير تقليدية، ويفتح المجال واسعا لفرص استثمارية واعدة تستقطب كبار المستثمرين من رجالات الأعمال في العالم المتقدم". وقالت الصحيفة، إن المملكة تسعى إلى إحداث حياة جديدة غير تقليدية من سماتها الاستخدام التقني في كل مجال، وتوسيع قاعدة اقتصادية مختلفة تعتمد على مبدأ التنويع الاقتصادي، وتدشين حقبة جديدة تمكنها من استخدام وسائل التقنية من أجل توطين الصناعة ونقلها، وتنويع مصادر الدخل وغير ذلك من الأهداف التي تنشدها الرؤية الإصلاحية 2030. وفي سياق التقارب السعودي العراقي الذي توج بإحداث مجلس التنسيق بين البلدين، أبرز مقال في يومية (الرياض) الأدوار التي يمكن أن تضطلع به هذه الآلية من تعزيز الشراكة بين الرياض وبغداد، مبرزا أهمية توجه الاستثمار السعودي من خلال الشركات والمصانع السعودية (شركات الإسمنت، البيروكيميات، قطع الغيار، الأسمدة...) إلى العمل على "الفوز بالنصيب الأوفر من كعكة إعمار العراق. وأكد كاتب المقال أن تكلفة إعادة الإعمار في العراق تقدر بمئات المليارات من الدولارات التي ستتنافس عليها أعداد كبيرة من الدول المجاورة والبعيدة، مبرزا قدرة السعودية على تلبية كافة متطلبات إعادة الإعمار في هذا البلد "بما يحقق قصب السبق وقطع الطريق على أية محاولة خارجية تسعى بكل السبل لمنع عودة الوئام إلى العلاقات بين البلدين". وفي سياق التوتر الناشب بين الحكومة المركزية والحكومة المحلية لإقليم كردستان العراق على خلفية استفتاء انفصال الإقليم عن الدولة العراقية، ذكرت صحيفة (الوطن الآن) أن معارك عنيفة دارت بالمدفعية الثقيلة، أمس الخميس، بين مقاتلين أكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر حدودي مع تركيا على طريق أنبوب نفطي ضخم شمال العراق. وفي قطر، اهتمت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية تحت عنوان "قطر وسريلانكا.. إرادة قوية لتعزيز العلاقات"، بمحاور جلسة المباحثات التي جمعت أمس الخميس بين أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس سيرلانكا، مايثريبالا سيريسينا، وأيضا بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بهذه المناسبة. وتحت عنوان " قطر تحمي حقوق العمال"، تناولت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، الأثر الإيجابي لموافقة مجلس الوزراء على "مشروع قانون بإنشاء صندوق دعم وتأمين العمال وتعديل آلية خروج العاملين من الدولة الخاضعين لقانون العمل"، لافتة الى أن هذه الخطوات "تصب في صالح حماية وتعزيز حقوق الإنسان بقطر، خاصة حقوق العمال"، حيث "تضع حدا أدنى للأجور وتمنع التلاعب في العقود". واعتبرت الصحيفة أن هذا التشريع "يؤكد التزام قطر بمواثيق حقوق العمال" وأنها على هذا النحو تكون قد "أوفت بكافة التزاماتها تجاه العمالة الوافدة". وعلى صعيد آخر، لاحظت صحيفة (الشرق)، في افتتاحية تحت عنوان " قطر.. محور دبلوماسي"، أن ما شهده "الأسبوع الأخير في قطر من فعاليات سياسية"، جعل من الدوحة "محطة دولية وإقليمية للقاءات الدبلوماسية الهامة"، حيث توافد عليها كل من وزير الخارجية الأمريكي ووزير خارجية الكويت والرئيس السوداني والرئيس السريلانكي ووزير الدفاع الروسي، معتبرة أن هذه "الزيارات الهامة تعكس نجاح الدبلوماسية القطرية في إدارة علاقاتها الاقليمية من جانب، والدولية من جانب آخر". وفي الأردن، نشرت صحيفة (الرأي) مقالا بعنوان "ترامب وإيران - ماذا بعد؟"، أشار فيه كاتبه إلى أن الزوبعة التي أثارها الرئيس الأمريكي ترامب حول الاتفاق النووي الإيراني انتهت أو كادت بدون تحقيق أية نتائج، وعلى العكس من ذلك، يضيف الكاتب، فقد اتضح أن الاستمرار في إطلاق التصريحات وأخذ مواقف منفردة، سوف يؤدي إلى عزلة أمريكا عن حلفائها وباقي الموقعين على الاتفاق. وأشار إلى أن الخطاب الناري الذي ألقاه ترامب يقف عند حد الكلام والتهديد، ولكن لا يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف تحرك ساكنا، تماما كما فعلت مع كوريا الشمالية، مضيفا أن الانقسام الواضح بين أمريكا وشركائها في الاتفاق النووي يلحق الضرر بواشنطن، ويظهر عجزها عن القيام بدور قيادي على الساحة الدولية. وفي موضوع آخر، علقت صحيفة (الغد) في مقال عن الذكرى المئوية لوعد بلفور، وكتبت أنه لا توجد مؤشرات أن هذه الذكرى التي تحل هذا الأسبوع، ستشهد موقفا فلسطينيا أو عربيا يذكر، مشيرة إلى أنها كانت صدمة للكثيرين، أنه بدل أن تعتذر بريطانيا هذا العام، عن وعدها (وعد بلفور)، وما سببه للفلسطينيين من نكبات، خرجت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، لتعلن أن حكومتها "ستحتفل بفخر" بهذه الذكرى. واعتبر كاتب المقال أنه بقدر ما أن ردود الفعل العربية والفلسطينية، في هذه الذكرى، تبدو أقل كثيرا من المتوقع، فإن هذا الترهل ربما يكون ناقوسا يسترجع عقودا من الرفض والمقاومة، التي تجذرت في الوجدان، لانطلاقة جديدة. وفي الشأن المحلي، توقفت صحيفة (الدستور) عند المذكرة التي وقعت أمس في البرلمان الإسباني، والتي سترفع إلى الحكومة الإسبانية لمطالبتها بتقديم الدعم المالي والاقتصادي للأردن، والعمل بقوة مع أجل دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى الالتزام بالوقوف إلى جانب المملكة ومساعدتها ماليا، لتمكينها من مواجهة تبعات اللجوء السوري، والتحديات الاقتصادية التي ترتبت عليه جراء صراعات وأزمات المنطقة. وفي لبنان، اهتمت الصحف المحلية بجملة من المواضيع أبرزها، خيار الحرب على (حزب الله) من قبل إسرائيل، والاتفاق النووي الإيراني. وفي هذا الصدد، نقلت يومية (الجمهورية) عن أحد الخبراء في الشؤون الإسرائيلية، قوله إن "خيار الحرب على (حزب الله) هو الشغل الشاغل لإسرائيل"، مؤكدا أنه حينما تشعر أن في مقدورها خوض حرب حاسمة ضد الحزب، لن تتأخر في القيام بها". وأضاف الخبير، تردف الصحيفة، أن إسرائيل تعرف نقاشا حول ضرورة الحرب على (حزب الله)، وهو ما تعكسه المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية الاسرائيلية، مسجلا أن كل الخلاصات التي انتهى إليها هذا النقاش، تفيد بأن كل الخيارات الحربية التي يدور حولها النقاش بين هذه المستويات، "لا تحقق الهدف الإسرائيلي المتمثل في توجيه ضربة قاضية للحزب".