تناولت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، عدة مواضيع أبرزها، تفاعلات الأزمة الخليجية ،وزيارة الرئيس المصري إلى فرنسا، وتداعيات الحرب على الإرهاب في مصر، والمصالحة الفلسطينية، والعلاقات الأمريكيةالإيرانية، وتطورات الأزمة السورية، فضلا عن المشروع الاستثماري الذي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أول أمس، تحت اسم "نيوم"، على مساحة 26 ألف كلم، على تخوم البحر الأحمر وخليج العقبة . في مصر واصلت الصحف اهتمامها بزيارة الرئيس المصري إلى فرنسا حيث كتب رئيس تحرير يومية (الأخبار) خالد ميري ، أن الأولوية الكبرى خلال زيارة السيسي الحالية إلى فرنسا كانت الاقتصاد ودفع التعاون بين البلدين إلى آفاق غير مسبوقة، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري وصل، خلال النصف الأول من العام الحالي، إلى مليار و600 مليون أورو ، بزيادة 12 بالمائة عن العام السابق ، كما زادت الصادرات المصرية إلى فرنسا بنسبة 21 بالمائة، وبلغت الاستثمارات الفرنسية في مصر أربع مليارات أورو في 408 مشروعا . غير أنه أشار إلى أن هذه العلاقات ما زالت دون المستوى المأمول ، ولذلك "كان التركيز خلال الزيارة على أن تتحول العلاقات الاقتصادية إلى العمود الرئيسي في قائمة طويلة من العلاقات القوية التي تجمع البلدين في كل المجالات" مؤكدا في نفس الوقت أن مصر وفرنسا "ترتبطان بعلاقات تعاون عسكري وأمني وثقافي ناجح وغير مسبوق ". وركزت باقي الصحف على اللقاءات التي عقدها الرئيس المصري بباريس مع المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الفرنسيين ، وما أسفر عن هذه الزيارة من توقيع على عدد من الاتفاقات والإعلانات المشتركة ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين مصر وفرنسا في العديد من المجالات. واهتمت الصحف أيضا بقضية مكافحة الإرهاب، حيث كتبت (الأهرام) أنه "في الوقت الذي يضرب فيه الإرهاب، بكل خسة أبرياء في مناطق كثيرة من العالم يقعون ضحايا الهجمات التي ترتكبها جماعات العنف والتطرف، فإن رد فعل المجتمع الدولي يبدو ضئيلا للغاية ولا يتجاوز ربما كلمات الشجب والتنديد"، مضيفا أن موضوع مكافحة الإرهاب كان خلال زيارة الرئيس السيسي لباريس والقمة الأولى مع ماكرون ، ضمن القضايا الرئيسية التي بحثها الزعيمان واتفقا على ضرورة تنسيق المواقف والسياسات للتصدي لهذا الوباء الذي يضرب مصر وفرنسا من وقت لآخر بوحشية كما يضرب العديد من الدول العربية والأوروبية الأخرى. وفي الشأن الفلسطيني، اهتمت (الجمهورية) بعملية المصالحة الفلسطينية ونشرت مقالا اعتبر فيه كاتبه، أن ما تحقق في هذه العملية حتى الآن رغم ضخامته هو بداية هذه المصالحة التي تحتاج لإجراءات أخرى كبيرة وتحتاج إلى جهد أكبر لإتمامها وإنجازها كاملة سواء من كل من حركتي "فتح" و "حماس" ومعهما بقية الفصائل الفلسطينية ، أو مصر التي ترعى بدأب هذه المصالحة. وأشار إلى أنه مازالت هناك خلافات بين "فتح" والسلطة الفلسطينية و "حماس" في أمور عديدة متنوعة، بعضها يتعلق بأجهزة الأمن التي تريد السلطة الفلسطينية إعادة هيكلتها كاملة في غزة حتى تنهي السيطرة الأمنية ل"حماس" على القطاع، وبعضها يتعلق بإدارة معبر رفح التي تريدها السلطة الفلسطينية كاملة وألا يكون هناك أي تواجد أمني لحركة "حماس" في محيط المعبر، مضيفا أن المصالحة الفلسطينية التي بدأت مسيرتها في القاهرة ، مؤخرا، هي مصالحة تحت الاختبار ، والأطراف الأساسية فيها حركتا "فتح" و "حماس" تحت الاختبار أيضا ، والقاهرة منذ بدأت جهودها لإنجاز هذه المصالحة تدرك ذلك ولهذا السبب تحاول إتمامها خطوة خطوة . وفي الأردن، تناولت صحيفة (الغد) المشروع الاستثماري الذي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أول أمس، تحت اسم "نيوم"، على مساحة 26 ألف كلم، على تخوم البحر الأحمر وخليج العقبة، ويمتد داخل الأراضي الأردنية والمصرية،وأشارت إلى أن المشروع فرصة تاريخية للقطاع الخاص الأردني الذي يملك من الخبرات ما يؤهله للمنافسة على جميع المستويات، مضيفة أنه "من المؤكد أن المنشآت التي سيتم تدشينها ستحتاج لآلاف العاملين لتشغيلها، وبالتالي لابد من الاستعداد منذ الآن لتوفير الأطر المتخصصة بمختلف المجالات وتأهيلهم للمنافسة على الوظائف". وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة (الدستور) عن مصادر حكومية قولها إن مشروع "نيوم"، الذي سيربط قارتي آسيا وإفريقيا بمنطقة خاصة تمتد من السعودية إلى الأردن ومصر، سيفتح المزيد من التعاون التجاري بينها، وأن الأردن الآن أصبح أكثر قدرة على استقطاب المستثمرين. وأضافت المصادر، حسب الصحيفة، أن المشروع يأتي تتويجا للعلاقات القوية والتنسيق العالي بين عمانوالرياض، خاصة بعد الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى المملكة في شهر مارس الماضي. وفي الشأن المحلي، توقفت (الرأي) عند نتائج التقرير السنوي للمركز الوطني (الأردني) لحقوق الإنسان، وكتبت في مقال أن التقرير الذي قام رئيس مجلس أمناء المركز بتسليم نسخة منه إلى الملك عبد الله الثاني، تناول حالة حقوق الإنسان في الأردن من مختلف النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، بصورة أظهرت مدى تعاون السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية مع بعضها من جهة وانعكاس ذلك على المواطن من جهة أخرى. وأضافت الصحيفة أن التقرير جسد، بحيادية ومنهجية دقيقة في المراقبة والمتابعة والتعامل مع الملاحظات التي كانت ترد إلى المركز، الواقع الذي عاشته المملكة عام 2016 من مختلف النواحي الحقوقية، معربة عن الأمل أن تأخذ الحكومة والجهات المعنية الأخرى بتوصيات وملاحظات هذا التقرير بجدية واهتمام بالغين، والتعاون فيما بينها في سبيل تمتع المواطن الأردني بكافة حقوقة وتحسين مستوى معيشته. وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وضع خلال زيارته الأخيرة للرياض الخطة الأولية لتحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، معتبرة أن فحوى تصريحات تيلرسون إزاء سياسة إيران في المنطقة تؤكد رغبة الإدارة الأمريكية في سد كل الثغرات، التي أحدثتها إدارة أوباما السابقة حيال سياسة إيران في المنطقة. واعتبرت الصحيفة أن إدارة ترامب تسعى إلى تصحيح مسار السياسة التي انتهجتها إدارة سلفه إزاء إيران والتي تصب لصالح طهران، ولم تردعها عن تطوير أسلحتها الباليستية التي تهدد أمن المنطقة بأكملها، مبرزة قناعة الولاياتالمتحدة بأن نجاح أي دور لها في المنطقة لن يكون إلا بالحفاظ على حلفائها التقليديين في الخليج وتحديدا السعودية التي تعتبر دولة مركزية ومؤثرة في القرارات التي تهم المنطقة. وبشأن تطورات الموقف بين بغداد وأربيل بعد إجراء إقليم كردستان العراق لاستفتاء انفصاله عن العراق، نقلت صحيفة (الوطن) عن المستشار السياسي لرئيس الحكومة العراقية إحسان الشمري قوله في تصريح للصحيفة، إن "تجميد حكومة أربيل الاستفتاء يعني عدم التخلي عنه ولا ينسجم مع شروط بغداد في رفض نتائجه تمهيدا لخوض مفاوضات مباشرة بين الطرفين"، موضحا أن "حكومة الإقليم تصر على موقفها حول ما يتعلق بنتائج الاستفتاء". وأكد المتحدث في ذات التصريح أن "خطوة أربيل الأخيرة في تعليق الاستفتاء تمثل محاولة لامتصاص حالة الاستياءداخل الشارع الكردي وتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي تكشف عن رغبتها في إجراء الحوار"، مشددا على أهمية استجابة الإقليم لقرار المحكمة الاتحادية القاضي بعدم شرعية الاستفتاء من الناحيتين القانونية والدستورية. وفي موضوع آخر، تطرقت يومية (الرياض) في افتتاحيتها إلى سلسلة المبادرات والمشاريع الاستثمارية التي يطلقها صندوق الاستثمارات العامة الذراع الاستثمارية السعودية، وقالت إن الصندوق "أصبح بمثابة الثروة النفطية الجديدة، غير الناضبة، لأنها تعتمد على مشروعات تتسم بالاستدامة، وتؤسس لمصادر دخل متنوعة، والأهم أنها تسهم في توطين الرساميل المحلية، والعقول السعودية المبتكرة". وبرأي الصحيفة، فإن الاستراتيجية المقبلة للصندوق والتي تسعى إلى جعله محركا فاعلا في الاقتصاد العالمي، وجعل المملكة شريكا في فرص الاستثمار العالمية، من خلال تنويع الأصول العالمية التي يستحوذ عليها، "سيجعل دور المملكة يتجاوز كونها ثاني أكبر مصدر للنفط، إلى أدوار أكثر فاعلية وتأثيرا على المستوى الدولي". وفي قطر، ركزت صحيفة (الراية)، في افتتاحية تحت عنوان "تعاون عسكري قطري روسي"، على جلستي المباحثات التي جمعت وزير دفاع روسيا الاتحادية، سيرغي شويغو الذي يزور الدوحة حاليا، بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من جهة، وبوزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، من جهة أخرى، وأيضا على توقيع البلدين لاتفاقية التعاون العسكري التقني، ومذكرة تفاهم حول الدفاع الجوي وعقد حول التوريدات العسكرية. وكتبت الصحيفة أن ما تم توقيعه من اتفاقيات يأتي في إطار "مساعي قطر لتعزيز العلاقات مع روسيا في مجال الدفاع، ولاسيما ما يتعلق منها بالتكنولوجيا المتقدمة"، لافتة الى أن روسيا "تشهد تطورا كبيرا في صناعة تكنولوجيا الدفاع" وأن قطر "تخطط"، في هذا المجال، "لتنويع مصادر التسليح لقواتها المسلحة". ومن جهتها، خصصت صحيفة (الشرق) افتتاحيتها لما جاء في تصريحات رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في برنامج "الحقيقة" الذي بثه مساء أمس تلفزيون قطر. ونقل كاتب الافتتاحية، تحت عنوان "حوار الحقائق"، عن المسؤول القطري السابق، في ما يخص مستجدات الأزمة الخليجية الراهنة، قوله إن استجابة قطر "الفورية لدعوة أمير دولة الكويت إلى جميع اطراف الازمة لوقف الاساءة إلى الرموز والقيادات؛ يعكس حرصها وسعيها للحفاظ على سلامة البيت الخليجي؛ كما يظهر احترامها لجهود الوساطة الكويتية". وفي لبنان تناولت الصحف المحلية الصادرة، اليوم الخميس، عدة مواضيع أبرزها بناء ثمانية قواعد عسكرية في محافظة إدلب من قبل القوات التركية، ومحاولات إسرائيل لمحاولة تأمين مصالحها وتحجيم النفوذ الإيراني. وفي هذا الصدد أوردت يومية (الديار) أن القوات التركية قامت ببناء ثمانية قواعد عسكرية في محافظة إدلب، ومن ضمنهما قاعدتان جويتان في "تفتناز" و"ابو الظهور"، هذا بالإضافة إلى الدفع بقوات تركية كبيرة إلى إدلب. وأضافت الصحيفة، أن القوات التركية طلبت من أكراد ريف حلب إخلاء عدد من القرى لأنها تقع ضمن المنطقة الآمنة التي تحافظ عليها تركيا مشيرة إلى أنه "رغم مساهمة تركيا في تخفيض الوضع العسكري في محافظة إدلب، إلا أن وجود الجيش التركي بهذا الحجم يشكل خطرا على وحدة الأراضي السورية". وفي موضوع آخر كتبت صحيفة (الجمهورية) أن إسرائيل تتحرك بقوة في محاولة لتأمين مصالحها الأمنية والسياسية وتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، وهي التي تواكب الحركة الحاصلة في الكواليس لترتيب التسوية السياسية في سوريا، ومعها تقاسم خريطتها الجيوسياسية الجديدة.