مثلما بدأ في يومه الأول بالفوضى العارمة والبلطجة التي خيمت على المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، اختتم حزب الاستقلال مؤتمره الوطني السابع عشر بالفوضى والتكسير والاعتداء على الصحافيين. وخلال جلسة انتخاب الأمين العام المبرمجة صبيحة اليوم الأحد، عاشت القاعة المغطاة بملعب الرباط على وقع المواجهات العنيفة بين الاستقلاليين؛ وذلك على خلفية توزيع اللجنة المنظمة لبطائق أعضاء المجلس الوطني الذين من حقهم التصويت على الأمين العام واللجنة التنفيذية للحزب. وتعود تفاصيل المواجهة الجديدة إلى عدم توفر عشرات البطائق لأعضاء المجلس الوطني رغم وجود أسمائهم في اللوائح التي تم إعدادها لهذه الغاية، الأمر الذي أدخلهم في مواجهات مع المنظمين، ما أدى إلى تخريب مرافق القاعة المغطاة. وكان الصحافيون مرة أخرى ضحية للمواجهة بين الإخوة الأعداء داخل حزب "الميزان"؛ إذ تم منعم من تصوير الأحداث التي شهدها الملعب والاعتداء على عدد منهم بالضرب والبصق في وجهوهم، ومصادرة هواتفهم وكاميراتهم، أثناء أدائهم لواجبهم المهني. من جهة ثانية، فشل الأمين العام المنتهية ولايته، حميد شباط، في تمرير التقرير المالي أمام المؤتمرين، أمس السبت؛ وذلك بعد نحاج التعبئة الكبيرة داخل المؤتمر التي قام بها أعضاء اللجنة التنفيذية ضده. وفي حين كان عدد من القياديين داخل حزب الاستقلال قد قرروا، في وقت سابق، رفع خمس دعاوى قضائية ضد الأمين العام الحالي في سياق المواجهات المفتوحة بينه وبين المطالبين برأسه، تمسك شباط بعرض تقريره المالي أمام المؤتمرين، لكنه فشل في ذلك بعد توجيه غالبية قيادة حزب الميزان المنتهية ولايتهم للنقاش داخل المؤتمر. وكان مصدر قيادي داخل اللجنة التنفيذية المنتهية ولايتها قد اعتبر أن الدعاوى المرفوعة ضد شباط، التي تسعى إلى مطالبة المحكمة الابتدائية بالرباط بتعيين خبير محلف لإجراء افتحاص لمالية الحزب خلال الولاية المنتهية، ستقف ضد تمرير التقرير المالي للحزب. وكان اليوم الأول للمؤتمر قد تحول، خلال وجبة العشاء، إلى مواجهة مفتوحة عنيفة بين أنصار حمدي ولد الرشيد الداعمين لنزار بركة، عضو المجلس الوطني المرشح للأمانة العامة، وأنصار حميد شباط، الأمين العام المنتهية ولايته الساعي إلى ولاية ثانية، وبدأت فصول المواجهة عندما قرر كل طرف حمل مرشحه على الأكتاف ورفع الشعارات المناصرة له المناوئة للطرف الآخر.