بعد صمت طويل، بدأ أعضاء من اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال يرفعون البطاقة الصفراء في وجه الأمين العام للحزب حميد شباط معربين عن رفضهم للطريقة التي صار يدير بها الحزب، وأيضا النهج الذي يدبر به خلافاته مع جناح آل الفاسي، الذي اختار التكتل في إطار جمعية بلا هوادة للدفاع عن الثوابت. وبعد الحرب التي واجهها الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، من جمعية بلا هوادة للدفاع عن الثوابت، صار شباط الآن في مواجهة لمواقف من داخل اللجنة التنفيذية تدعوه إلى «تغيير الخطة»، و»الكف عن الخوض في صراعات ثأر تهدد تماسك الحزب»، وفقا لما أسرّت فيه بعض المصادر ل»أخبار اليوم». وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن «قياديين بارزين في الحزب، ينتمون إلى اللجنة التنفيذية، اجتمعوا أخيرا بالأمين العام حميد شباط، وطالبوه بتبني أسلوب جديد في التعاطي مع جمعية بلا هوادة، على اعتبار أنهم أيضا استقلاليون. وقالت مصادر «اليوم24» إن «أعضاء اللجنة التنفيذية منزعجون مما آلت إليه الأمور داخل الحزب»، مضيفة «وصاروا منقسمين بين التعاطف مع تيار الفاسي الذي تعرض أعضاؤه للطرد، وبين دعم مخطط شباط ل»تطهير الحزب من قبضة العائلة». وقالت المصادر ذاتها إن «الطرد الذي تعرض له أعضاء بلا هوادة من الحزب، خلق رجّة كبرى داخل اللجنة التنفيذية التي لم توقِّع على القرار»، مضيفة «أن أسلوب المواجهة والحروب الطاحنة لم يعد يروق الاستقلاليين الذين بدؤوا يرفعون البطاقة الصفراء في وجه الأمين العام حميد شباط». إلى ذلك، عرض أعضاء من اللجنة التنفيذية للحزب على الأمين العام خلال لقائهم به «فتح حوار مع بلا هوادة، في سياق البحث عن حلول لرأب الصدع والعودة إلى لمِّ شمل البيت الاستقلالي». وقالت بعض المصادر «إن بعض أعضاء اللجنة التنفيذية أبدوا استعدادا للعب دور الوساطة بين شباط والفاسي من أجل عقد جلسة حوار مفتوح ومناقشة المشكلات العالقة». المصادر ذاتها قالت إن «شباط لم يبد موقفا واضحا من هذا العرض، وبقي يؤكد بأنه جاء لتطهير الحزب وأن منطق العائلة لم يعد مقبولا، وبالتالي، فإن أي مبادرة يجب أن تُراعَى فيها هذه الأمور». وفي سياق ذي صلة، علمت «اليوم24» أن «عددا من أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في اتصال دائم مع المنسق الوطني لجمعية بلا هوادة عبد الواحد الفاسي، بل منهم من عبر عن دعمهم بعد قرار الطرد من المجلس الوطني». وأكد هؤلاء أن «القرار كان قرار حميد شباط، وليس اللجنة التنفيذية التي لم توقع أي وثيقة في هذا الباب». ودعت أعضاء اللجنة التنفيذية «الفاسي إلى التريث في موضوع الدعاوى القضائية التي يعتزم المطرودون من المجلس الوطني رفعها ضد الأمين العام حميد شباط، إلى حين البحث عن تسوية تُبعد الحزب عن حالة الشتات التي يعيشها الآن».