في رد فعلهم على طردهم من المجلس الوطني لحزب الاستقلال، من المنتظر أن يرفع المعنيون دعاوى قضائية ضد الأمين العام لحزب الميزان، حميد شباط، وذلك بالمحاكم التي يوجد المطرودون بنفوذها الترابي. ونقلت جريدة «الصباح»، في عددها لهذا اليوم الإثنين، عن مصادر وصفتها ب «المطلعة»، أن أعضاء من تيار «بلا هوادة»، الذين طردهم حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، «قرروا رفع دعاوى قضائية ضده بعدد من المحاكم بمختلف المدن التي يقيم بها الأفراد الذين شملهم قرار الطرد». وأضاف المصدر ذاته أن التيار "قرر تحويل المواجهة مع تيار الأمين العام للحزب نحو المحاكم والرهان على توسيع دائرة الاحتجاجات ضد أنصار شباط". من جهة أخرى، أصدرت جمعية "بلا هوادة"، التي يرأسها عبد الواحد الفاسي، بلاغا، عقب اجتماع لها، اطلعت "الرأي" على مضمونه، اعتبرت فيه أن "القرار مصاغ بحقد وجهل يأتي في سياق مسلسل ما أعلنه الشخص الذي في قمة هرم حزب الاستقلال"، بحسب تعبير البلاغ، مضيفا أنه "يقصد تنفيذ مخططات من يوجهونه، ويسخرونه لينهي عقيدة وجهاد الفكر الاستقلالي في أصالته وعمقه، كما ناضل في سبيله زعيم التحرير علال الفاسي". واتهم البلاغ ذاته حميد شباط ب "التستر وراء فكرة عنصرية مقيتة، وشعبوية جانحة مفضوحة لفصل الحزب عن ثوابته وتاريخه ورجالاته، وخلق كيان ممسوخ يحمل اسم هذا الحزب العظيم، مفصولا عن تاريخ حزب الاستقلال الذي هو تاريخ الوطنية المغربية، والذي هو ملك للشعب المغربي بأجمعه"، حسب نص البلاغ. وأكد تيار "بلا هوادة"، عبر البيان ذاته، على أنه "لا يستقيم ترسيخ الثوابت الوطنية الحق إلا بخلود المبادئ والقيم، ومن رفيع القيم تحمل المسؤوليات باقتدار وكفاءة ونضال، وهذا ما يعمل هذا الشخص ومن معه، على تخريبه وتقويضه". وأفرد البلاغ نفسه شباط بالهجوم، قائلا عنه "هذا الشخص غَيَّرَ خطاب حزب الاستقلال بصفة شمولية، وبدل الخطاب التنويري الهادف لبناء الوطن والإنسان في عمق الوطنية المغربية الخلاقة بتاريخها المجيد"، مضيفا أنه حله إلى "خطاب السب العلني في أبناء المغرب، والشرفاء من أبناء الوطن، والقدح في كرامة الناس، والافتراءات الظالمة في حق الجميع، والكذب على أبناء شعبنا في اجتماعات مخدومة". البلاغ اعتبر أيضا أن طرد 31 عضوا من المجلس الوطني "يفتح الباب على مصراعيه لأعداء الحزب للاستحواذ عليه، بالترهيب والتخويف، والقهر، والهيمنة، والسيطرة، وتكميم الأفواه، وفرض دكتاتورية مقيتة في أجهزة الحزب"، معتبرا في الآن ذاته أن قرار الطرد "يبرهن عن حالة الرعب والفزع والارتباك الذي يعيشه من يسخرون أمثال هذا الشخص، وأعداء الحزب بالأمس، والانتهازيين، وطلاب المنافع الشخصية الضيقة الذين تسللوا لقيادته بعد افتضاح مخططهم الجهنمي". وكانت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال قد قررت بحر الأسبوع الماضي طرد 31 من أعضاء المجلس الوطني لحزب الميزان، جلهم من تيار "بلا هوادة" المعارض لشباط.