في قصة إنسانية مؤثرة، دارت أحداثها داخل قسم الولادة التابع لمستشفى ابن سينا بالعاصمة الرباط، احتضن زوج مولودتهما الأولى، وأرضعتها والدتها مرّتين، قبل أن يتبين لهما أن الأمر يتعلق بمولود ذكر، بينما المولودة التي تخصهما كانت أنثى، ويعلما أن فلذة كبدهما تم استبدالها بسبب "سوء في التقدير"، وأنها فارقت الحياة قبل أزيد من 20 ساعة من ذلك، دون أن يطبعا على خدها قبلة اللقاء الأول والوداع الأخير. والد الرضيعة التي فارقت الحياة كشف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الأمر يتعلق بعملية "استهتار كبيرة" تعرّض لها إلى جانب زوجته، حينما أنجبت هذه الأخيرة بشكل عادي خلال الأسبوع الماضي، قبل أن يتم استبدال مولودتها بمولود ذكر، في الوقت الذي كانت فيه ابنته الحقيقية تحتضر في قسم آخر من المستشفى، بسبب نقص في الأوكسجين. وعن تفاصيل الواقعة، يحكي عبد الرحيم اليوبي أن الرضيعة جرى نقلها مباشرة بعد الولادة إلى قسم آخر من أجل تزويدها بالأوكسجين، "وحينما تأخرت عودتها إلى حضن والدتها، ذهبت للاطمئنان عليها؛ لكن تم منعي من ولوج الجناح الذي من المفروض أن ابنتي كانت توجد به، بحجة أن عددا من النساء موجودات به"، يضيف الوالد. وتابع في التصريح ذاته: "بعد ذلك، ستقرر والدتها الدخول إلى هذا الجناح للاطمئنان على صحة ابنتنا، وبالفعل احتضنتها أخيرا وأرضعتها، قبل أن تعود إلى الجناح الذي كانت توجد به". في اليوم الموالي، سيكتشف الزوجان الشابان أن المولود الذي سترضعه الزوجة للمرة الثانية ليس رضيعتهما، بعد أن اضطرت الأم لتغيير حفاظته، قبل أن تكتشف أن الأمر يتعلق بمولود ذكر وليس أنثى. وبعد احتجاج الزوجين بسبب هذا الخطأ، سيقوم الطاقم الطبي بالمستشفى المذكور بالتحقيق في الأمر، ليتبين لهم أن رضيعتها فارقت الحياة قبل ساعات طويلة، دون أن يتم إخبارهما بأي شيء من هذا القبيل. "ابنتي عاشت لأزيد من 20 ساعة في هذه البلاد السعيدة ولم أرها إلا وهي ميتة"، يقول الوالد الشاب، قبل أن يضيف أن مسؤولي المستشفى "قاموا بتقاذف المسؤولية بينهم بعد ذلك". ويتشبث الوالد، استنادا إلى ما أسرّ به من معطيات، بتحليل الحمض النووي لجثة ابنته، إلى جانب مطالبته ب"تشريح جثتها لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة"، فيما توجه بشكاية إلى وكيل الملك يتهم فيها مسؤولي المستشفى بالإهمال، إلى جانب شكاية ثانية وجهها إلى الحسين الوردي، وزير الصحة، تتضمن تفاصيل الواقعة، دون أن يتلقى أي رد رسمي إلى حد الساعة.