تقدم مواطن بشكاية رسمية، أول أمس، إلى مصالح الأمن الولائي بالقنيطرة، ضد قسم الولادة التابع للمركب الجهوي الاستشفائي، يدعي فيها استبدال رضيعته المولودة برضيع ذكر، مطالبا بإثبات نسب ابنته من خلال تحليل الحمض النووي DNA. وقال مصدر موثوق ل»المساء»، إن زوجة المواطن عبد الرحمان صبيحات، التي تقطن بحي الوفاء2، زفت له بشرى قدوم مولودة أنثى، لكن بعد مرور ربع ساعة تقريبا على وضعها بشكل طبيعي، عادت إحدى القابلات لتشعرها مجددا بأنها ولدت ذكرا، وأن ما وقع كان مجرد خطأ غير متعمد، فقبلت الأم هذه الرواية، وأشعرت زوجها بالخبر، دون أن تفصح له عن باقي التفاصيل. وكشف المصدر ذاته، أن الزوج، سارع إلى المستشفى لرؤية ابنه، وتمكن من ذلك، واطمأن على صحته وأمه، وفي اليوم التالي، وعند إنهاء إجراءات خروج زوجته ورضيعها من المستشفى، تفاجأ بقيام مسؤولة بإدارة قسم الولادة بتسليمه وثيقة رسمية، تشير إلى أن زوجته، وضعت مولودا من جنس أنثى وليس ذكرا، فرفض استلام الرضيع الذي كان بين أحضان الزوجة مدعيا أنه ليس ابنه. وازداد الأب هيجانا، بعدما حكت له زوجته مونية ما وقع، حينما أخبرتها القابلة التي أشرفت على توليدها، في أول وهلة، بأنها رُزقت أنثى، قبل أن تفاجأ، دقائق بعد ذلك، بنفس السيدة، تشعرها بأنها وضعت ذكرا، وهو ما ضاعف من شكوك الزوج، الذي احتج بقوة على إدارة القسم، وطالب مسؤوليه بتسليمه مولودته الشرعية. وحاول مسؤولو المستشفى إقناع المواطن، الذي أضحى يعاني بسبب هذا الحادث من ضغوط عصبية ومشاكل نفسية رهيبة، باستلام ابنه، مدعين بأن خطأ غير مقصود وراء ما وصفوه بسوء الفهم، وتأسفوا له على ما حدث، إلا أن المشتكي، اعترض على ذلك، وغادر المستشفى، وفورة غضب شديدة استبدت به، ليتوجه صوب ولاية أمن القنيطرة لتحرير تظلم يطالب فيه بإثبات نسب ابنته من خلال تحليل DNA. وأفاد المصدر ذاته، أن الأم، رفضت مغادرة غرفتها بقسم الولادة، وقررت الاعتصام، إلى حين تسليمها مولودتها، مضيفا أن محققين أمنيين من المصلحة الولائية للشرطة القضائية حلوا بالمستشفى بمعية عناصر الشرطة التقنية والعلمية، واستمعوا في محاضر رسمية لتصريحات المشتكييْن، وأقوال العاملين بالقسم، في انتظار استكمال التحريات والتوصل بنتائج التحليل الجيني، للكشف عن الحقائق الكاملة لهذا الحادث. ووفق ما جاء على لسان نفس المصدر، فإن الزوج يشدد على ضرورة التعجيل بالتحقيق في هذه القضية، لأنه لا يريد سوى التأكد من أنه لم يأخذ إلا مولوده سواء كان ذكرا أو أنثى. وأضاف مصدرنا أن هذه الحالة هي الثانية من نوعها التي يعرفها قسم الولادة بالقنيطرة في أقل من أسبوع، بعدما احتجت سيدة أنجبت توأمين، على تسليمها مولودة أنثى دون الأخرى، ولما استفسرت عن سر هذا الاختفاء، قيل لها بأن رضيعتها الثانية تعاني من مشاكل صحية استلزمت وضعها في المحضن الزجاجي، وهي التبريرات التي لم تتقبلها الأم، التي تزعم بأنها شاهدت رضيعتها بين أحضان سيدة أخرى، ليبقى هذا الملف مفتوحا هو الآخر على كل الاحتمالات، في غياب بلاغ رسمي توضيحي من الجهات المعنية.