تزامناً مع خروج المسيحيين المغاربة من الظل إلى العلن وطرقهم أبواب المؤسسات الرسمية بالبلاد، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي عن وضع الحريات الدينية حول العالم، وبه جزء يسلط الضوء على واقع الأقليات الدينية في المغرب. التقرير الذي قدمه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في واشنطن، يستعرض الحالة الدينية في أكثر من 200 دولة خلال عام 2016؛ وهو أول تقرير يصدر في عهد الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، الذي سبق وأن تعرض لانتقادات شديدة بسبب مواقفه المعادية للإسلام خلال حملته الانتخابية. وأشار التقرير، الذي تضمن أرقاما ومعطيات عن معتنقي الأديان ومختلف المذاهب بالمغرب، إلى أن دستور البلاد ينص على أن المملكة دولة مسلمة ذات سيادة، وأن الإسلام هو دين الدولة، ويضمن الدستور حرية الفكر والتعبير والتجمع وممارسة الاعتقاد بحرية للجميع. ونقلت وزارة الخارجية الأمريكية، وفقا لمنظمات حقوقية وتصريحات لزعماء مسيحيين، أن الحكومة المغربية "قامت باحتجاز واعتقال واستجواب مسيحيين مغاربة حول معتقداتهم، واتصالاتهم مع مسيحيين آخرين"، مشيرة إلى اعتقال الناشط الشيعي عبدو الشكراني على خلفية قضية مالية، بينما يقول زعماء شيعة إنه "استهدف بسبب معتقداته الدينية، ومحاولته تسجيل جمعية قانونية مرتبطة بالشيعة". وأوضح التقرير الدولي أن السلطات المغربية مارست ضغوطات على بعض المسيحيين المغاربة للتخلي عن عقيدتهم الدينية؛ وذلك على الرغم من أن القانون المغربي يسمح بتسجيل الجماعات الدينية، في إشارة إلى الديانة اليهودية، إلا أن بعض الأقليات الدينية واصلت الإبلاغ عن رفض الحكومة لطلبات تسجيلها، مثل معتنقي "الديانة" البهائية. ولفت المصدر ذاته إلى أن خوف هؤلاء الأقليات في المغرب من المضايقات الحكومية، والمجتمعية، والعائلية، والثقافية، يدفع بعض المسيحيين والبهائيين والشيعة إلى ممارسة شعائرهم الدينية سراً بدلاً من بيوت العبادة. وفي هذا الصدد، كشف تقرير الخارجية أن سفير واشنطنبالرباط، والقنصل العام الأمريكي، وكبار المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، عملوا على تعزيز الحريات الدينية والتسامح من خلال لقاءاتهم بنظرائهم المغاربة في محطات مختلفة. أرقام حول الأقليات الدينية تقدر الحكومة الأمريكية أن أكثر من 99 في المائة من المغاربة مسلمون سنّة، في حين يعتنق الباقون الديانة اليهودية أو المسيحية، أو يتبنون مذهب الشيعة أو البهائية. وذكر التقرير، وفقا لأرقام الطائفة اليهودية، أن عدد اليهود في المغرب يقدر ب 3000 إلى 4000 يهودي، يقيم حوالي 2500 منهم في مدينة الدارالبيضاء، ويبلغ عددهم حوالي 75 عضواً في الرباط ومثله في ومراكش. وقدر التقرير عدد المسيحيين المغاربة والأجانب ما بين 2000 و6000 مسيحي، موزعين على جميع أنحاء البلاد، على الرغم من أن رجال الدين يؤكدون أن عددهم يصل إلى 50.000 مسيحي، منهم 30.000 ينتمون إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، و10.000 من البروتستانت. وحسب التقرير دائما، فإن زعماء الشيعة في المغرب يؤكدون أن عددهم يبلغ عشرات الآلاف، نسبة كبيرة منهم تعيش في شمال البلاد، بينما يُقدر عدد الشيعة الأجانب المقيمين في المغرب الوافدين من لبنان وسوريا والعراق بحوالي 1000 إلى 2000 شيعي. ويقدر عدد الطائفة "الأحمدية" ب600 عضو، بينما يتراوح عدد "البهائيين" ما بين 350 و400 في جميع أنحاء المغرب.