صدحت حناجر ساكنة وزان بشعارات قوية، مساء أمس الأحد، تنديدا بمقتل الشاب الحسيمي محسن فكري، بائع السمك؛ وذلك أمام بوابة عمالة الإقليم رغم انقطاع التيار الكهربائي عن ساحة 3 مارس المقابلة للعمالة طيلة الوقفة وعودته مباشرة بعد اختتام الموعد الاحتجاجي، الأمر الذي اعتبره محتجون متعمدا. الوقفة الاحتجاجية عرفت مشاركة جمعويين وحقوقيين وفعاليات مدنية، بالإضافة إلى أعداد غفيرة من المواطنين من مختلف الأعمار، رددوا شعارات صبت في مجملها في تحميل السلطة مقتل محسن فكري. "المخزن قالها بفمو: ولد الشعب طحنو مو"، علاش جينا واحتجينا حيت محسن واحد منا"، شعارات من بين أخرى رفعها المحتجون في وقفتهم التضامنية مع عائلة شهيد لقمة العيش. وفي هذا الصدد، قال كمال ديان، فاعل جمعوي، إن "المظاهرة لم تكن مجرد وقفة تضامنية أو تقليدا للعديد من الوقفات التي عرفتها كبريات المدن المغربية، ولم تكن مناسبة للتنديد والبوح بمشاعر الغضب والحنق التي تملكتنا ونحن نشاهد صور شهيد لقمة العيش محسن فكري، ولكن هي تعبير عن رفضنا لمفهوم الفكر السلطوي المبني على سلطة تحكمية إقطاعية ليس للقانون عليها سلطة أو حكم، ورسالة لمن لم يعوا بعد أن المغرب يعرف تحولا جذريا في فكره ومنظوره تجاه الوطن والمواطن"، حسب الفاعل الجمعوي ذاته. وأضاف أن قضية محسن، بائع السمك، لن تكن الأولى ولا الأخيرة؛ "فجيوب المقاومة عديدة، والفكر السلطوي المحتقر لعامة الناس لا يزال يعشعش عند البعض"، وتابع ديان: "أكيد أن مظاهر الحداثة بدأت ترخي بظلالها على مفهوم الإدارة المغربية لكن وحدها ثقافة حقوق الإنسان وتجذرها كفيلة بالقطع مع مثل هاته الممارسات الرجعية"، على حد تعبيره.